logo

logo

logo

logo

logo

بلاوات

بلاوات

Balawat - Balawat

بلاوات

 

 يقع تل بلاوات Balawat في شمالي العراق، على بعد نحو 28كم جنوب شرقي نينوى، وعلى بعد نحو 16كم شمال شرقي نمرود (موقع العاصمة الآشورية كلخ). يضم هذا التل بقايا المدينة الآشورية إمجّر- أنليل .Imgur- Enlil  تبعد هذه المدينة  - العائدة إلى العصر الآشوري الحديث - اليوم مسافة كيلو متر ونصف شمال غربي قرية بلاوات الحالية، وقد جعل منها موقعها الاستراتيجي محطة مهمة على الطريق بين نينوى وأربيل عبر نهر الزاب الأعلى.

خريطة تبين موقع مدينة بلاوات

دفع عثور حفّار قبور من سكان المنطقة على كسر من أشرطة الأبواب البرونزية في بلاوات مصادفةً هرمز رسام Hormuzd Rassam إلى بدء التنقيب هناك في ربيع عام  1878م، وحينها فتح مجسي سبر فقط ورسم مخططاً للتّل. قامت بعد ذلك البعثة الأثرية البريطانية العاملة في نمرود برئاسة ماكس مالوان[ر] Max Mallowan  بإعادة التنقيب في بلاوات لموسمين قصيرين خلال العامين 1956-1957م. ثم استؤنفت أعمال التنقيب عام  1989م برئاسة البريطاني كورتيس J. Curtis الذي عاد بعد مضي ثلاثة أسابيع إلى المتحف البريطاني، فتابعت بعده دومنيك كولّون Dominique Collon أعمال التنقيب في قمة التل بهدف تعرف طبوغرافية الموقع. أدار أعمال التنقيب بعد ذلك ديـفيد توكرDavid Tucker، فقام بفتح مجس سبر صغير في الجزء الشمالي- الغربي من التل، بلغت أبعاده نحو 4م، وسَّع فيما بعد ليأخذ شكل حرف L اللاتيني، وقام أيضاً بإجراء مسح أثري بهدف إعداد مخطط جديد للموقع.

مخطط للتل في مدينة بلاوات يوضح التنقيبات التي
قام بها المتحف البريطاني وتوزع المدافن الحديثة
مخطط لتل بلاوات يظهر المباني المنقبة في عامي 1956
و1957 باللون الأسود وإعادة بناء القلعة بالخطوط الفاتحة
منظر يوضح محيط المدينة ذات الأبواب المتعاكسة
المتوضعة في وسط جدار المدينة
مخطط معبد مامو في مدينة بلاوات والمنطقة المنقبة
منظر مدينة بلاوات من خلال المخططات مع منطقة داخلية مظللة

 

أثبتت الصور الجوية التي التقطت في أوائل الخمسينيات أن أسوار المدينة المحصنة ذات المدخل الوحيد ضمت داخلها منطقة ذات شكل مربع بلغت مساحتها نحو 52 هكتاراً، ويتوسطها مرتفع رئيسي أبعاده نحو 230×160سم. وقد كشفت أعمال التنقيب في جزئه الجنوبي - الشرقي عن بقايا القصر الذي شيده آشور- ناصر بال الثاني (883-859ق.م)، وجدده ابنه شلمنصر الثالث[ر] (859-824ق.م). في حين وجد في جزئه الشمالي - الشرقي المعبد الذي ضم غرفة عبادة عُثر فيها على صندوق أساس حجري احتوى ألواحاً حجرية مدونة عائدة إلى الملك آشور - ناصر بال الثاني، وهي موجودة حالياً في المتحف البريطاني. ساهمت هذه الألواح في تعرف المعبد الذي استمر استعماله حتى سقوط الدولة الآشورية في (614-612ق.م)، وكان مخصصاً لإله الأحلام مامو .Mamu فضلاً عن ذلك ضمت إحدى الغرف الست الموجودة في الجهة الشمالية - الغربية من المعبد مجموعة من الرقم الطينية التي تحمل نصوصاً اقتصادية وإدارية يعود القسم الأكبر منها إلى الأعوام (697-671ق.م)، في حين عثر في القاعة الموجودة في الجهة الجنوبية- الغربية من المعبد على مسلة حجرية لا تحمل أي نقوش؛ يعتقد الباحثون أنها المسلة التي أشار إليها آشور- ناصر بال الثاني في نصوصه.

بلاوات - البوابات
بوابات بلاوات والثور المجنح - شلمنصر الثالث
بوابات شلمنصر الثالث البرونزية

 

تعدّ الصفائح البرونزية-  التي كانت تغطي أكبر بوابات القصر- من أهم الاكتشافات الأثرية في بلاوات؛ إذ عثر علماء الآثار في القصر على مجموعتين من الأشرطة البرونزية العائدة إلى عهد شلمنصر الثالث، وكانت مشابهة للمجموعة الثالثة التي عُثر عليها في معبد الإله مامو والتي تعود إلى عصر والده آشور - ناصر بال الثاني. تم نقل معظم الأشرطة البرونزية المكتشفة إلى المتحف البريطاني حيث استعملت في إعادة بناء البوابة المصنوعة من خشب الأرز؛ والمؤلفة من مصراعين، وقد بلغ عدد الأشرطة البرونزية التي كانت تغطي البوابة نحو 16 شريطاً؛ مقسمة إلى مجموعتين تحوي كل منهما ثمانية أشرطة مثبتة على عرض كل مصراع، يحمل كل شريط حقلين أفقين يضم كل منهما مشاهد بالنحت البارز، يفصل بينهما نطاق مستوي، وكل مشهد يُشرح بنص مسماري قصير. أعطيت الأشرطة أرقاماً متسلسلة من 1  إلى 13، في حين أعطيت الأشرطة المتبقية الأحرف اللاتينية .(N, O, P)

جزء من بوابات شلمنصر الثالث المكتشفة
تفاصيل الجانب التزييني للعبة العشرين مربع - بلاوات
(القرن التاسع - الثامن ق.م) - متحف اللوفر
بلاوات - البوابات

 

أسهمت هذه الأشرطة - مع نصوص الملكين آشور -ناصر بال الثاني وابنه شلمنصر الثالث - في تحديد مواقع؛ وذلك من خلال تتبع مسار الحملات العسكرية المنقوشة عليها. وفي المصراع الأيمن- على الشريط 3  الحقل ب-  نص يتحدث عن معركة مدينة خزاز (إعزاز[ر] حالياً) ويصور الأسرى الذين يقادون إلى الملك من هذه المدينة. في حين يُظهر الشريط 13  الحقل أ مشهداً للقوات الآشورية وهي تهاجم مدينة أشتَمَّك من الجهتين، ويرد في النص ما يأتي: استوليت على أشتَمَّك المدينة العائدة إلى إرخولين الحموي سوية مع  86 مدينة أخرى. كذلك هي النصوص والمشاهد الفنية الموجودة على المصراع الأيسر من البوابة وخاصة تلك المنقوشة على الشريط 5  الحقل أ؛ إذ يذكر النص هدايا الولاء من سكان إقليم أُنق (العمق (، ويظهر مشهد رجال يجلبون هدايا من إحدى المدن؛ ومجموعة أخرى تحمل الهدايا إلى الملك الذي يتقدم صفاً من العربات الحربية، وفي الطرف الأيمن من المشهد تظهر مدينة أخرى. وفي الشريط 6  الحقل أ يذكر النص هدايا ولاء سَنكَارا الكركميشي، ويظهر في المشهد العربات الحربية الآشورية تتبع الملك الذي يبدو واقفاً ليتسلم هدايا الولاء من مجموعة من الناس يخرجون من مدينة مسورة يبدو أنها كركميش. 

ولابد من الإشارة إلى أن التنقيبات الأثرية في بلاوات أثبتت وجود طبقات استيطان من العصر الحجري النحاسي، وخاصة دور العبيد المتأخر ودور أوروك، فضلاً عن ذلك كشفت أعمال المسح الأثري في التل وجود آثار تعود إلى الألفين الثالث والثاني قبل الميلاد. هجرت المدينة بعد نهاية العصر الآشوري الحديث، ليعود الاستيطان فيها وعلى نحو محدد خلال العصر الهلنستي.

مياسة يونس ديب

مراجع للاستزادة:

- J. E. Curtis, “Balawat”, Fifty Years Of Mesopotamian Discovery, J. E. Curtis (Eds.), (London, 1982), Pp. 113- 119.

- D. Oates, “Balawat (Imgur Enlil): The Site And Its Buildings”, Iraq, 37(1974), Pp. 173- 178.

 


التصنيف : العصور التاريخية
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1109
الكل : 40559917
اليوم : 89732