logo

logo

logo

logo

logo

بيت مرسم (تل-)

بيت مرسم (تل)

Bit Marsim (Tell) - Bit Marsim (Tell)

بيت مِرْسم (تل-) 

 

تل بيت مرسم  Beit Mersim موقع أثري في فلسطين، على مسافة تسعة وعشرين كيلو مترًا جنوب-غربيّ مدينة الخليل، ويرتفع عن سطح البحر نحو 415م.

بدأت العمل في الموقع- الذي تبلغ مساحته ثلاثة هكتارات- بعثة مشتركة من معهد التعليم العالي اللاهوتي والمدرسة الأمريكية للأبحاث الشرقية في القدس برئاسة وليم فوكسويل أولبرايت [ر] William Foxwell Albright، الذي نقب فيه لأربعة مواسم من عام 1926 إلى عام 1932 م.

تل بيت مرسم 

يعود أقدم استيطان في الموقع الذي ضم عشر طبقات رئيسة إلى العصر البرونزي المبكر الثاني ثم الثالث والرابع في الألف الثالث ق.م. وتواصلت السكنى فيه حتى تدمير المدينة في العصر الحديدي الثاني على يد الملك الآشوري سنحاريب ]ر[ عام 701ق.م، وتخللت ذلك مرحلة انقطاع امتدت من نهاية العصر البرونزي الوسيط في نهاية القرن السادس عشر ق.م إلى بداية العصر البرونزي الحديث في النصف الثاني من القرن الخامس عشر ق.م.

لقد كانت أقدم طبقات الاستيطان في العصر البرونزي المبكر غير محفوظة جيداً، ولم يعثر فيها على بقايا معمارية واضحة، وإنما اقتصر ذلك على بلاطات متكسرة وقطع فخارية تتمثل في أطباق مصقولة، وجرار تخزين، وطاسات ذات فوهات مضلعة، وجرار بيضوية الشكل، وأباريق وأكواب محززة ومزخرفة، وأوانٍ بمصبات وأحواض حجرية كانت تستخدم للتخمير والصباغة؛ وتدل على وجود صناعة نسيجية.

معصرة الزيتون في تل بيت مرسم 

 

أما بداية الاستيطان المكثف على التل؛ فقد ظهرت في طبقات العصر البرونزي الوسيط الأول، في نحو 1950ق.م. وكانت المدينة في بداية هذه المرحلة غير مسورة، وتضم بيوتاً متناسقة. ثم ظهرت عناصر تخطيط مدني تتمثل في أبنية متقاربة، وأحيطت هذه الأبنية بسور له شكل مضلع ارتفع على أساسات حجرية ضخمة بعرض بلغ نحو ثلاثة أمتار وربع. تعلو هذا السور أبراج بارتفاع عشرة أمتار في كل زاوية من زواياه. أما حصون المدينة فقد زودت ببوابات، لكل بوابة عدة ممرات، وضع على جانب كل ممر زوج من الأعمدة الضخمة. كما ارتبطت البيوت مع الحصون بجدار مشترك يمتد على طول الوجه الداخلي للحصن، وضمت هذه الطبقة أشكالاً متعددة من الفخار.

بلغت المدينة في تل بيت مرسم ذروة تطورها في العصر البرونزي الوسيط الثاني في القرن السادس عشر ق.م. تميزت بداية هذه المرحلة بتحصيناتها؛ إذ دعم جدار الحصن من جهته الخلفية بمنحدر ضخم من التراب المضغوط والمرصوف جزئياً بالحجر، يتقدمه خندق. أما القسم الأحدث من المدينة في هذه المرحلة؛ فقد ظهر فيه شارعان وأزقة يرتبط بعضها مع بعض.

وجد من هذه المرحلة قصر له باحة واسعة مساحتها مئتا متر مربع تقريباً، يحدها جدار سميك في جهة الغرب، وقد عثر في هذا البناء على لقى كثيرة، من ضمنها جرار تخزين وقطع حجرية ومعدنية وعاجية، من بينها لوحة ألعاب. ومن أهم مكتشفات هذا القصر جزء سفلي من نصب يعتقد أنه يمثل أحد وجهاء المدينة، كما عثر على جِعلان (خنافس) ملكية من عصر الهيكسوس ]ر[؛ فضلاً عن أختام أسطوانية من الطراز السوري.

 
 

كانت بيوت العصر البرونزي الوسيط على نوعين: النوع الأول بيوت العامة التي تتألف من فناء داخلي، مع عدد من الغرف تنتظم بصف واحد، وهذه الغرف مشيدة بجدران سميكة توحي وجود طابق ثانٍ. وكان لهذه البيوت نظام صرف صحي للمياه مبني بشكل جيد، وهذا يدل على تقدم معماري ملحوظ. ويمكن أن يوجد تشابه بين تصاميم هذه البيوت وتصاميم بيوت من عصر المملكة المصرية الوسطى. أما النوع الثاني من المنازل فهو بيوت الأثرياء، وكانت تتألف من طابقين، كان أصحاب المنزل يقيمون في الطابق العلوي في حين يترك الطابق السفليّ للخدم ومخازن الغلال. وأما العمارة الدينية فتتكون من المعابد، وهي في مخططاتها ومحتوياتها الداخلية كنعانية خالصة.‏

بعد فترة انقطاع الاستيطان ظهرت مدينة العصر البرونزي الحديث في النصف الثاني من القرن الخامس عشر ق.م، وقد كشف منها عن بقايا بناء كبير بسقف منهار، فضلاً عن عدد كبير من حفر تخزين الحبوب بين البيوت، وعثر أيضاً على أنواع من فخار ميسيني وقبرصي مستورد. وفيما يخصّ السور يتضح أن المدينة كانت تعتمد على حصون العصر البرونزي الوسيط للأغراض الدفاعية؛ وعلى عدد من الأماكن المفتوحة بين البيوت لخزن الحبوب.

 

استمر في هذا العصر فن التطعيم بقطع العظم الذي ظهر في العصر البرونزي الوسيط الثاني، وذلك لتزيين الجواهر وعلب التجميل فضلاً عن استعمال العاج، كما ظهرت في هذا العصر وفي العصر الحديدي الذي تلاه ألواح خشبية للألعاب وقطع عاجية

مسلة من تل بيت مرسم 

 لها شكل كمثري. أرخت مدينة العصر البرونزي الحديث، التي دمرت بحريق هائل- عن طريق مجموعات الفخار التي حوتها- في نحو 1225ق.م.

بعد التدمير الثاني ازدهر تل بيت مرسم، فكان من أهم مواقع العصر الحديدي في جنوبي فلسطين، وذلك مع بدايات القرن الثاني عشر ق.م، فظهرت مدينة كبيرة، بها أبنية تحاكي عمارة العصر البرونزي الوسيط والحديث، وكانت بيوتها ذات الأعمدة تضم من غرفتين إلى أربع غرف مشيدة بالحجارة والطين، وتحيط بالمدينة أسوار مزدوجة تخترقها بوابات، ومنها بوابة مزودة ببرج كبير شبيه بمخطط بيت خيلاني [ر]، وهناك شوارع تحيط بالأبنية كلها وأحواض مياه محفورة في الصخر وأسطوانات حجرية مثقوبة كانت تستخدم لعصر الزيتون. وكشف عن عدد كبير من مخازن الغلال المغطاة بالحجر، واستخرجت كميات من الفخار ذي الطرز الكنعانية، مع كمية صغيرة من الأنواع الفلسطينية المستوردة من الساحل غالبًا. وعثر على عدد من أفران الفخار التي تدل على أهمية هذه الصناعة، كما وجدت لوحات طينية عليها نقوش للإلهتين الكنعانيتين عناة وعشيرة. وهناك قطع فخارية وغيرها تُعدّ دلائل على إعادة استيطان جزئي للموقع في نهاية القرن الثامن وبداية السابع ق.م.

أما مقبرة تل بيت مرسم التي حوت آلاف الأواني واللقى المختلفة؛ فقد امتدت بشكل قوس على المنحدرات الجنوبية-الغربية والشمالية-الغربية من التل. وضمت هذه المقبرة مئات القبور كان بعضها بحالة سليمة، وتعلوه سقيفة، وقد حدد تاريخها من العصر البرونزي المبكر الرابع. وهناك عدد من القبور الغنية باللقى تعود إلى العصر البرونزي الوسيط. ومن العصر البرونزي الحديث كشف عن مدافن جماعية محفورة في الصخر، ويتكون المدفن من سلسلة من سراديب معدة لسكان المستوطنة كافة، وكان يوضع إلى جوار المتوفى الأثاث الجنائزي من طعام وأدوات زينة، كذلك حوت المدافن موادَّ مستوردة. واكتشفت قبور محفورة بالصخور وتوابيت من العصر الحديدي الثاني.

إبراهيم توكلنا

مراجع للاستزادة:

- عبد الرحمن المزين، الفن التشكيلي في فلسطين عبر التاريخ (القاهرة 1975).

-W. F. Albright, “The Excavations At Tell Beit Mirsim”, Bulletin of The American Schools of Oriental Research, No. 23 (1926), Pp. 2-14.

-Raphael Greenberg, Tell Beit Mirsim, “The Oxford Encyclopedia of Archaeology In The Near East, Vol.4, (New York, 1997), Pp. 248

 


التصنيف : العصور التاريخية
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1098
الكل : 40587616
اليوم : 117431