الموسوعة العربية

أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي

بيت عدين

Bit Adini - Bit Adini

بيت عدين

بيت عدين Bet – Adini مملكة آرامية نشأت شمالي سورية على ضفتي نهر الفرات عند منعطفه نحو الشرق، امتدت حدودها من حماة ولعش جنوباً حتى كركميش (جرابلس) شمالاً، ومن بلاد لاقي والإمارات الآرامية على البليخ شرقاً إلى بيت أجوش وباتين غرباً، وسيطرت على واحد من أهم معابر نهر الفرات. أما تسمية المملكة فقد جاءت من بيت مضافاً إليه الاسم أدين الذي لا يعرف إن كان من الكلمة الأكادية أدين Adinu التي تعني «حتى الآن» أم غيرها. أما عاصمتها فكانت تل- بارسِب (تل أحمر حالياً) ويكتب اسمها أحياناً تل بورسِب، وتربوسي Tarbuse، وفي العهد الهلنستي بيرسِب Bersibu. وورد اسمها في النصوص الحثية اللوفيانية بصيغة ماصواري Maswari قبل أن تصبح عاصمة للمملكة الآرامية بيت عدين منذ منتصف القرن العاشر وإلى ما يقرب من قرن من الزمن.

تبعت لهذه المملكة خلال النصف الأول من القرن التاسع ق.م مناطق واسعة جداً، شملت الكثير من الحواضر منها: نَبِّج Nappigu (منبج الحالية) التي دعاها الآشوريون «ليتا أشورLita Assur»، وألليج Alligu ورُجُيلة .Ruggulitu وقد غير شلمنصر الثالث اسم الأولى إلى أصبَت لاكُنُ والثانية إلى قِبية- آشور، ومدينة كَبراب Kaprabu المحصنة التي دمرها آشور - ناصر بال الثاني في نحو 876- 868ق.م خلال حملته الأولى على هذه المملكة. ومن الحواضر الأخرى التابعة إلى بيت- عدين مدينة تِل- أبنِ Til-abni، لألأة La’la’tu، بُرمَرئينا Burmar’ina (تل شيوخ فوقاني حالياً)، دُمّوة Dummutu (يحتمل أن يكون موقعها الحالي حلبية على الفرات الأوسط)، ودنان .Dinanu

جاء أول ذكر لهذه الدولة بالنصوص الآشورية في عهد الملك أدد -نِراري الثاني عام 899ق.م، والذي احتل منطقة خوزيرينا، ولكن وقبل أن يصل إلى أراضي بيت عدين استبق حاكمها (الذي لم يذكر اسمه) الأمور وأرسل إلى أدد- نراري الثاني قردة كبيرة وأخرى صغيرة (بالأكادية pauta rabutu, paguta she bultu) طمعاً في إرضاء الملك. وفي هذا النص يصف بيت عدين بأنها واقعة على ضفة الفرات.

وبقيت بيت عدين بعيدة عن السيطرة الآشورية طوال عهد الملكين توكلتي- نينورتا الثاني (888- 884ق. م.) وآشور- ناصر بال الثاني (883-859ق.م). وقد اكتفى الأخير بأخذ الجزية من أميرها آخوني Akhuni في نحو 870ق.م، ونفى إلى عاصمته كلخ 2400 شخص من آراميي هذه المنطقة.

تل أحمر- مسلة إله العاصفة يعود تاريخها إلى القرن 10 أو 9ق.م

في عهد شلمنصر الثالث، وبعد شنّه لسلسة من الحملات العسكرية سقطت تل ـ برسيب بيده خلال حملته الثالثة عام 856ق.م. دون مقاومة، و بعد أن حوّل اسمها إلى كار- شلمان - أشريد(ميناء شلمنصر) جعل منها عاصمة إقليمية ومحطة عسكرية مهمة للجيوش الآشورية. وقام بتعيين آشور- بيلكَ Ashur - belka حاكماً عليها في عام 856ق.م. وفي عهد تجلات- بلاصر الثالث (745- 727ق.م) ألحقت بيت عدين بولاية حران، مثل بقية الممالك الآرامية. ومع سقوط المملكة الآشورية صارت تِل بارسِب تحت سيطرة الامبراطورية البابلية الحديثة في نحو 612ق.م. وقد وجدت بعض الوثائق التي تدل على حضور آرامي متأخر في تِل بارسِب ومنها نص يعود إلى عهد الحاكم نينورتا- بيل- أوصُر Ninurta-bel-usur ويؤرخ من حكم الملك الآشوري شمشي - أدد الخامس(823-811ق.م)، وهناك رقم طينية تعود إلى القرن السابع ق.م تؤكد هذا.

تل أحمر (تل بارسب)- رسم جداري للملك تغلات بلاصر الثالث يلتقي العامة

ومن الملوك الآراميين الذين عُرفوا في بيت عدين: بارسِب (الذي بنى المدينة بعدما كانت خراباً)، وعدين، و آخوني بن عدين الرجل القوي الذي قاوم الآشوريين بعناد وصلابة، وأغلق عليهم الطريق نحو بلاد الشام الشمالية قبل أن تضعف مقاومته أمام قوة الآشوريين وبطشهم. ويعد الوالي الآشوري شمشي أيلو Shamashi - Ilu (790-750ق.م) من أشهر حكامها، وربما كان أقوى رجل في عصره، فكان رجلاً نشيطاً قاد الحملات غربي الفرات من دون الرجوع إلى الملك، وهيمن على المناطق الشمالية من بلاد الشام. كما عاصر أربعة ملوك آشوريين وهم: أدد- نراري الثالث (810- 783ق.م)، وشلمنصر الرابع (782- 772ق.م)، آشور- دان الثالث (772- 755ق.م) وآشور - نراري الخامس (754-745ق.م). وتعبِّر الرسوم الجدارية التي وجدت في قصر تِل- بارسِب عن تصويره لنفسه نداً قوياً للملوك الآشوريين.

محمود حمود

مراجع للاستزادة:

- علي أبو عساف، الآراميون تاريخاً ولغة وفناً (طرطوس 1988).

- Daniel C. Snell, “The Aramaeans”, Ebla To Damascus, (Washington, 1985) Pp. 326-329.

- Helen Sader, Les États Araméens De Syrie, (Beirut, 1987).

- Edward Lipinski, The ARaméens: Their Ancient History, Culture, Religion. (Louvain, 2000