logo

logo

logo

logo

logo

بيت لحم

بيت لحم

Bethlehem -

بيت لحم

 

تقع بيت لحم على بعد زهاء 10كم جنوب القدس [ر]، وكانت منذ أقدم الأزمنة ذات أهميّة استراتيجيّة لأنها تقع على طريق القوافل من القدس إلى مصر. والظاهر أنّ الجزء الثاني من اسمها السّاميّ المركّب هو اللفظ الساميّ المشترك الذي يعني «الطعام» ولكنه يعني في العربية «اللحوم» وحدها، في حين يعني في بعض أخواتها «الخبز» أو «القمح»، ولذا يُرجّح أن تكون التسمية بمعنى «بيت المؤونة»، ولا مسوّغ لأنْ تكون دلالتها – استناداً إلى العبريّة – «بيت الخبز»، وأقدم ذكرٍ لها يرجع إلى القرن الرابع عشر ق.م، إذ ذُكرتْ بصيغة Bit- lahmi  في إحدى رسائل تل العمارنة (EA, No. 290; L. 15) بوصفها «مدينة في أراضي القدس»، ثم ذُكرت مراراً في أسفار «العهد القديم»، فقيل في «سفر التكوين» إنّ «راحيل زوجة النبي يعقوب دُفنتْ في طريق أفْراته التي هي بيت لحم»، وورد في «سفر صموئيل الأوّل» أنّ بيت لحم كانت موطناً للنبي داود، وفيها وُلد وشبَّ ورعى غنم أبيه، وروى سفر «أخبار الأيّام الثاني» أنّها كانت موضع أحد الحصون الخمسة عشر التي بناها رَحُبْعام بن سليمان لحماية القدس.

ولا يُعرف شيء عن أخبارها في القرون التالية حتى مولد المسيح (عليه السلام) ، إذ كانت – كما يقول إنجيلا «متّى» و«لوقا»– مسقط رأسه فصار لها مكانة عالية ما تزال تحتفظ بها إلى اليوم. وقد دُمّرت في عهد الامبراطور هادريانوس [ر] Publius Aelius Hadrianus ر(117-138م) بعد القضاء على التمرّد الذي قاده «بر كخبا»، وأمر هادريانوس ببناء معبدٍ للإله أدونيس فوق الكهف الذي يُروى أن السيد المسيح وُلد فيه، وروى القدّيس جيروم  St. Hieronymus ر(340– 420م) أن تقديس الإلهين أدونيس [ر] وجوبيتر [ر] كان معروفاً في العصر الروماني قرب ذلك الكهف من عهد الامبراطور هادريانوس إلى عهد الامبراطور قسطنطين الكبير [ر] Flavius Constantinus ر(306-337م).

بيت لحم 
بيت لحم 

ولا شكّ أنّ كنيسة المهد- التي حلّت محلّ المعبد المذكور- أهمّ معالم المدينة، وينسب يوسيبيوس Eusebius بناءها الأوّل إلى الامبراطورة هيلانة Helena أُمّ قسطنطين بعد اتّباعه سياسة السماح بانتشار المسيحية، إذ يروي أن بناءها على نمط البازيليكا Basilica الرومانيّة بدأ عام 328م في أثناء رحلة الحجّ إلى فلسطين التي قامت بها هيلانة، وسُمّيت آنذاك «كنيسة القدّيسة مريم». وقد وصفها حجّاج كثيرون فقالوا إنها زُيّنت بالذهب والفضة، وبُلّطت بالمرمر، وكُسيت جدرانها وأرضها بالفسيفساء، وزخرفت بالأشكال الهندسية وبالرّسوم التي تمثّل السيّد المسيح والقدّيسين. غير أنها دُمّرتْ عام 529م في أثناء تمرّد السامريين على الدولة البيزنطيّة، فأعاد الامبراطور جستنيانوس [ر] Justinianus Flavius ر(527-565م) بناءها وسُمّيت «كنيسة المهد»، وما يزال بناؤها الأساسي قائماً إلى اليوم. وتتألّف الكنيسة من أربعة أروقة معمّدة يتوسّطها صحنٌ واسع يستريح فيه الحجاج، وبجواره قاعة كبرى مدخلها من فناء الكنيسة، وفي الجهة الشرقية منها بناءٌ ثماني الأضلاع خاص برجال الدين يطلّ على الموضع الذي وُلد فيه السيّد المسيح في الكهف المقدّس، أما البازيليكا فهي للصلاة. وقد أُضيف إليها في عهد جستنيانوس الجناح المصالب transept الذي تكتنفه حنية في الطرفين الجنوبي والشمالي، ومقصورة presbytery للكهنة يكتنفها محراب أيضاً في الطرف الشرقي منه.

كنيسة المهد 

 

ضُمّت بيت لحم مع بيت المقدس إلى الدولة العربية الإسلامية في عهد عمر بن الخطاب (ر)  عام 17هـ/638م، وروى ياقوت في «معجم البلدان» أنّ راهباً التقى عمر ورجاه ألّا يهدم الكنيسة «فعفا عمر له عن تلك الكنيسة، وصلّى إلى تلك الحنيّة واتّخذها مسجداً...، وينقل المسلمون خلفهم عن سلفهم أنّها حنيّة عمر وهي معروفة إلى الآن».

جامع عمر بن الخطاب 

ثم دخلها الصليبيون عام 1099م وجعلوها كرسيّ أسقفيّة، وظلوا في القدس وبيت لحم حتى طردهم منهما صلاح الدين الأيوبي عام 583هـ/1187م. ويبدو أنّه كان لبيت لحم في العهد العثماني مكانة خاصة عند الكنائس الشرقيّة، إذْ عقدتْ فيها مجمعاً كنسيّاً عام 1672م، كما أنّ المسيحيين من شتّى المذاهب ما يزالون يحجّون إليها ولا سيما في عيدَي الميلاد ورأس السنة كلّ عام.

رفعت هزيم

مراجع للاستزادة:

- A. H. M. Jones, The Cities of The Eastern Roman Provinces (Oxford 1971).

 


التصنيف : آثار كلاسيكية
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1082
الكل : 40584636
اليوم : 114451