logo

logo

logo

logo

logo

البطالمة

بطالمه

ptolemy -

البطالمة 

 

 

البطالمة أو البطالسة: اسم يطلق على مجموعة ملوك من أصول مقدونية حكموا مصر وجزءاً كبيراً من قوريني Cyrene (برقة الحالية في ليبيا) في الحقبة  ما بين  30-323ق.م. وينتسب جميعهم إلى مؤسس الأسرة بطلميوس بن لاجوس  Ptolemy son of Lagos؛ ولهذا يطلق عليهم أحياناً اسم اللاجيديين  Lagides تيمناً باسم والد مؤسس السلالة التي انتهت بالملكة كليوباترة السابعة.

مملكة البطالمة

ويعد مؤسس الأسرة بطلميوس الأول 305-283ق.م  الذي حمل لقب سوتر Soter (المنقذ) بعدما أصبح ملكاً سنة  306ق.م،  وهو واحد من فتيان القصر الملكي في عهد فيليب الثاني، وواحداً من كبار ضباط الإسكندر [ر] الذين رافقوه منذ خروجه من مقدونيا 334ق.م حتى وفاته سنة 323ق.م.

بطلميوس الأول

اختار الإسكندر بطلميوس صديقاً مقرباً بعد مساندته إياه في خلافة والده  فيليب، كما رافقه في جميع معاركه داخل بلاد اليونان وخارجها. وطلب إليه الزواج بأميرة فارسية في زواج سوسا الكبير، فتزوج الأميرة أرتاكاما  Artakama، ولكنه طلقها بعد موت الإسكندر ليتزوج بالتتابع سيدتين مقدونيتين هما يوريديكي Eurydike وبرنيكي .Bernike وبموجب مقررات مؤتمر تريباراديسوس  Triparadeisos (320ق.م)  - الذي عقده ضباط الإسكندر في جنوبي لبنان إثر وفاته- عين بطلميوس والياً على مصر. وشارك منذ هذا التاريخ في معظم حروب خلفاء الإسكندر (315-301ق.م) لانتزاع اعترافهم به وبأسرته حكاماً على مصر، وأصبح بنتيجة هذه الحروب ملكاً على مصر وقوريني وقبرص وبعض جزر البحر الإيجي، ولكنه لم يحسم خلافه مع حليفه السابق سلوقس الأول]ر] حول ملكية جوف سورية Coele Syria. أسس خلال حياته ديانة جديدة في مصر تقوم على أساس عبادة الإله سرابيس [ر] Sarapis مع الإسكندر، كما أنشأ مدينة بطلماية Ptolemais  في صعيد مصر بالتزامن مع إكمال بناء مدينة الإسكندرية التي بدأ الإسكندر بإنشائها  (332ق.م). ضم جيش بطلميوس عدداً من المقدونيين وآخر من المرتزقة الإغريق، إضافة إلى عدد من السكان المحليين، وتنسب إليه معظم التنظيمات الإدارية في مصر البطلمية، وكتب مستخدماً يوميات الإسكندر أفضل تاريخ عن الإسكندر الذي فقد بكامله ما عدا ذلك الذي نقله عنه المؤرخ أريانوس Arrianos في كتابه «حملات الإسكندر» Anabasis of Alexander.

خلف بطلميوس الأول ابنه من زوجته الثانية الذي عرف ببطلميوس الثاني  (283-246ق.م)، بعد إنكار حق ابنه الأول بطلميوس كراونوس في ولاية العهد، وحمل الملك لقب فيلادلفوس Philadelphos (المحب لأخته). وتزوج أخته أرسينوي الأولى جرياً على عادة الملوك الفراعنة. أصبح ولياً لعهد والده من سنة 285ق.م متجاوزاً أخاه الأكبر، ثم ملكاً سنة 283ق.م، وتزوج سنة 276ق.م أرسينوي Arsinoe الثانية. وفي عهده أحكمت مصر قبضتها المتزعزعة على معظم أجزاء البحر الإيجي ومنطقة (جوف سورية). تصاهر سنة  252ق.م مع الملك السلوقي أنطيوخس الثاني بتزويجه ابنته برنيكي. واهتم خلال حكمه لأسباب اقتصادية بالجزيرة العربية ومناطق شرقي إفريقيا، وينسب إليه بناء منارة الإسكندرية، ودار العلم (الموسيون)، ومكتبة الإسكندرية.

_ حكم بطلميوس الثالث (246-221ق.م) - ولقبه يورجيتس Euergetes (الخيّر) - بعد والده سنة 246ق.م، ولعل أهم أعماله توحيد قوريني (برقة)، مع مصر وتحقيق الانتصار على السلوقيين في الحرب السورية الثالثة.

أما بطلميوس الرابع (221-204ق.م) - ولقبه فيلوباتور Philopator (المحب لأبيه) - فقد تزوج أخته أرسينوي الثالثة سنة 217ق.م. وفي عهده حاول أنطيوخس الثالث استعادة جوف سورية وأخفق في معركة رفح سنة  217ق.م في سيناء ضد قوات بطلمية معظمها من العناصر المحلية، وعدّ هذا النصر محركاً لثورات المصريين ضد حكامهم فيما بعد.

ويعد بطلميوس الخامس  (204-180ق.م) - ولقبه ابيفانيس (المتجلي) Epiphanes  - أصغر ملك بطلمي؛ عندما تولى العرش كان في الخامسة من عمره. وفي عهده اتفق الأنتيجونيون (حكام بلاد اليونان) والسلوقيون على اقتسام ممتلكات مصر الخارجية. ونجح أنطيوخس الثالث في تحرير جوف سورية من الحكم البطلمي بعد انتصاره عليهم سنة 200ق.م في موقعة بانيون Panion  (بانياس) جنوبي سورية. وفي سنة 193ق.م تصاهر الملك المهزوم بطلميوس الخامس مع أنطيوخس الثالث بزواجه ابنته كليوباترة الأولى.

من مسكوكات البطالمة

ارتقى بطلميوس السادس (180-145ق.م) - ابن الخامس ولقبه فيلوميتور Philometor (المحب لأمه)- العرش مشاركة مع أمه كليوباترة الأولى، وبعد وفاتها تزوج أخته كليوباترة الثانية، وفي عهده غزا أنطيوخس الرابع مصر ثلاث مرات (170/169/168ق.م)، وفي عهده أيضاً وضع نواة الحكم المشترك بين الإخوة في بلاط الإسكندرية حيث حكم معه أخوه بطلميوس الثامن وكليوباترة الثانية. وتسببت هذه المشاركة بعدد من المشاكل داخل الأسرة الحاكمة وداخل مصر، كما أدت إلى مقتله عندما حاول التدخل في مشاكل العرش السلوقي.

حكم بعده ابنه بطلميوس السابع فترة قصيرة، ولقبه (نيوس فيلوباتور) Neos Philopator (الصغير المحب لأبيه). اغتاله عمه بطلميوس الثامن الذي تربع على عرش مصر بعد زواجه كليوباترة الثانية سنة  144ق.م.

حكم بطلميوس الثامن الملقب يورجيتس Euergetes (الخيّر) عدة مرات بالاشتراك مع كليوباترة الثانية، اشتركت معه في الحكم من عام  145 إلى  131ق.م، ثم انفردت بالحكم  مدة خمس سنوات، ثم عاد ليشترك معها في الحكم من 127 إلى  116ق.م، ويبدو أن خلافه مع أولاده دفعه إلى أن يوصي بمملكته إلى روما، لكن هذه الوصية  لم تنفذ.

حكم بعده أكبر أبنائه بطلميوس التاسع (116-107ق.م)، الملقب فيلوميتور سوتر الثاني Soter II Philometor  (المنقذ المحب لوالدته)، عمل قبل توليه العرش كاهناً لعبادة الإسكندر الكبير، ثم حاكماً في قبرص، ثم ملكاً مشاركاً لكليوباترة الثالثة، وتزوج عدداً من أخواته، وقبل بمشاركة أخيه بطلميوس العاشر الحكم، قامت عليه ثورة سنة (108-107ق.م) فهرب إلى قبرص ومنها إلى سورية، وعاد بمساعدة السلوقيين إلى حكم مصر (88-80ق.م).

ارتقى بطلميوس العاشر بعد أخيه (107-88ق.م)، حمل لقب (إسكندر)، وكان قد حكم قبرص (116-110ق.م) حينما استدعته والدته ليحكم معها ملكاً مشاركاً إثر ثورة في الإسكندرية، وبعد وفاة والدته تزوج ابنة أخيه كليوباترة برنيكي، واضطر إثر تلك الثورة إلى الهرب إلى سورية، وعاد بعدها ليلقى حتفه خلال الثورة سنة  88ق.م.

ويعد خليفته بطلميوس الحادي عشر الذي وصل إلى الحكم سنة  80ق.م أول ملك مجهول الأم يحكم مصر، وقد كلفه القائد الروماني سولا Sulla حكم مصر مشاركة مع زوجة والده كليوباترة برنيكي التي تزوجها لإضفاء صفة شرعية على حكمه، لكنه قتلها بعد عشرين يوماً من زواجه بها، فأقدم الإسكندريون على قتله رغم كونه آخر وريث شرعي للعرش البطلمي.

حكم بعده بطلميوس الثاني عشر  (80-51ق.م)، وهو أحد أبناء بطلميوس التاسع من إحدى محظياته، عرف بلقب أوليتس  auletes (الزمّار). وقد اعتلى العرش سنة 80ق.م، وتزوج أخته كليوباترة الخامسة (80/79ق.م)، تمرد عليه الإسكندريون وأعاده الرومان إلى عرشه في السنة نفسها.

 خلفه على العرش بطلميوس الثالث عشر (51-47ق.م)، وهو شقيق كليوباترة السابعة التي تزوجها سنة  51ق.م، وحكم مشاركاً لها. وثار عليها عندما حاول الاستئثار بالحكم مؤيداً من قبل الإسكندريين، لكن يوليوس قيصر[ر] أجبره على القبول بها شريكة له في الحكم، وعندما رفض قتله قيصر لمصلحة كليوباترة السابعة.

أما بطلميوس الرابع عشر (47-44ق.م) فهو أخ آخر لكليوباترة السابعة، عينه قيصر ملكاً على قبرص سنة 48ق.م، وبعد مقتل بطلميوس الثالث عشر تزوج أخته وأصبح ملكاً مشاركاً لها، لكنها أمرت بقتله بعد ثلاث سنوات من زواجها به.

ويعد بطلميوس الخامس عشر (44-30ق.م) آخر البطالمة الذكور الذين حكموا مصر وهو ابن كليوباترة السابعة ويوليويس قيصر، حمل لقب قيصرون  Caesarion، وحكم ملكاً مشاركاً مع والدته بدعم من القائد الروماني أنطونيوس [ر]، لكنه قتل سنة 30ق.م. لقد حكمت كليوباترة السابعة بالاشتراك مع الملوك الثلاثة المذكورين أعلاه بين سنة (51-30ق.م).

حكم البطالمة مصر وأقاليمها مثل قوريني وقبرص وبعض جزر البحر الإيجي، وحكموا سورية المجوفة قرناً كاملاً بوصفها إرثاً من الإسكندر أو فتحاً، وخاضوا الحروب السورية من أجل تثبيت سلطتهم على هذا الإقليم. كان حكمهم أوتوقراطياً، يملك فيه الملك ويحكم، ويبدو أن تاريخ مصر قدم لهم تسويغاً للحكم بهذا الشكل. فلم يضطروا كما فعل السلوقيون إلى إنشاء مدن جديدة، واكتفوا بإنشاء مدينة واحدة هي بطلماية في صعيد مصر.

ارتبطت أقاليم مصر بالإسكندرية بحكم مركزي قوي تطلب الاعتماد على جيش من الموظفين الإداريين والماليين، اعتمدت فيه مصر اقتصادياً على إنتاج ضخم من الحبوب وورق البردي احتكره ملوكها في العالم الهلنستي.

مفيد رائف العابد

مراجع للاستزادة:

- إبراهيم نصحي، مصر في عصر البطالمة، 4 أجزاء (القاهرة 1966).

- لطفي عبد الوهاب يحيى، دراسات في تاريخ مصر، البطالمة (الإسكندرية 1967).

 


التصنيف : آثار كلاسيكية
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1059
الكل : 40633245
اليوم : 16137