logo

logo

logo

logo

logo

البروكار (فن-)

بروكار (فن)

-

البروكار (فن -) 

 

أتقن الصانع الدمشقي صناعة أنواع مختلفة من النسيج المتميز بدقة الصنعة والإتقان، ومن أشهر هذه الأنواع:

البروكار - الأغباني [ر] - الدامسكو - الآلاجا [ر] - الديما - الصاية.

عُرف البروكار قديماً باسم «الديباج» وهو نسيج من خيوط الحرير الطبيعي – المنتج من شرانق دود القز – موشّى بالذهب والفضة، ويتجلى في رسومات وأشكال غاية في الجمال، وتتم صناعته على الأنوال اليدوية القديمة التي تؤمّن له رقة اللُحمة والسُدى ليكون المنتَج رقيقاً ناعم الملمس، مقاوماً، هفهافاً، وهو ما يتعذر نسجه على الأنوال الآلية.

وفي بحث نُشر في مجلة الاقتصاد السورية سنة 1965 لحسن حمامي وكمال القاسمي حُدِّدت بداية صناعة البروكار منذ 100 سنة، وانتشرت منذ 50 سنة بما يقدر بألف نول كانت تنتج صنفاً اسمه البتّة، تحول مع الزمن إلى البروكار. ويؤكد البحث أن الأنوال أصبحت محدودة بدمشق وهي أنشط في حلب.

للبروكار أنواع تختلف باختلاف العناصر المستعملة مع الحرير فمنها ما هو عادي إلا أنه ملون، وتختلف الألوان بحسب الأذواق وبالتالي بحسب الطلب، وهذا الطلب يختلف من دولة لأخرى، لأن لكل أهل دولة لوناً محبباً إليهم.

ومن البروكار ما هو مقصّب بخيوط ذهبية أو فضية، ودور هذه الخيوط في النسيج ينحصر في الرسوم والأشكال التزيينية، تشكل الألوان المختلفة رسوماً عديدة منها بعض الصور الآدمية، والراقصات، ومنها نباتي، أو حيواني كالفيل والغزلان والطيور. ويكون هذا النوع مختلط المواضيع إذ لا نستطيع تمييز الموضوع إلا بجهد، ومنها ما هو مبسط المواضيع فيه نقوش عامة والموضوع الرئيسي واضح.

وكان الحرفيون ينفذون تلك الرسوم على القماش غلاً أي بالإبرة ثم اتبع أسلوب بطاقات الجاكار، وهي عملية معقدة تتطلب دقة متناهية، كما تتطلب وقتاً وجهداً، فالنساج المتمكن بخبرته ومرانه المتمتع بالوجدان المسلكي عليه أن يجلس الساعات الطوال وراء النول التقليدي من العمل المتواصل، ليتاح له حياكة متر واحد من نسيج البروكار.

تعدُّ عملية تنفيذ الرسم على البروكار عملية معقدة ترتكز على أعمال دقيقة، فيرسم الشكل أو الطير أو العرق على ورق ميليمتري على ألاّ يتجاوز عرضه 5سم في حالة نسجه على نول الـ 400 سنارة حيث يتكرر الشكل كل 5سم، أو أن يكون عرض هذا الشكل كل 20سم، ويطبقون هذا الرسم على ألواح كرتونية تكون على أعلى النول وهذا ما يسمى الجاكار، وهي متحركة بصورة أن حركتها مرتبطة بسنانير، والمهم هو معرفة عدد الثقوب التي تشغل السنتمتر مربع، فعندما يدير النول النسيج فإن المكوك الخاص بالخيوط العادية يمر كالمعتاد بين الطيقان على اختلاف أنواعها، أما المكوك الخاص بالخيوط الذهبية فإن مروره يرفع سنارات لعدد الثقوب، وهكذا حتى يتم الشكل ثم يتكرر العمل كلما تكرر الشكل، وقد كانوا يرسمون هذه الرسوم بسنارات خاصة يغلونها بوسائل يدوية.

أنواع مختلفة لفنون منسوجات البروكار

ومن الجدير بالذكر أن للبروكار نقوشاً متنوعة منها: رسمة «روميو وجولييت» و«الراعي» و«زهرة الكشمير» و«زهرة عمر الخيام»، إضافة إلى اللوزة الكردية، اللوزة الشامية، البندار (وهو  شال حريري مزخرف يلف على الخصر عند الدمشقيين القدماء)، العصفورين اللذين يقبّل أحدهما الآخر (العاشق والمعشوق) وهي النقشة التي اختارتها ملكة بريطانيا «اليزابيث الثانية»، وصارت تعرف لاحقاً باسمها، حين أهديت لها في الخمسينيات من القرن العشرين بمناسبة تتويجها وصُنع منها ثوب زفافها الحريري الأبيض الموشى بالذهب والفضة الخالصة.

يعدُّ قماش «البروكار الدمشقي» من أبهى أنواع الأقمشة والمنسوجات وأفخمها في العالم، وقد شاع استعماله في مجالات عديدة في الحياة المعاصرة، في الملابس النسائية الزاهية وفي الستائر ومفروشات القصور والفنادق والمعارض، وكان في أواسط القرن العشرين عدد من المعامل النظامية لنسيج البروكار، أشهرها المعمل الذي أسسه «جورج وسليم النعسان» في حي باب شرقي بدمشق سنة 1860م، وكان يجري العمل فيه على أنوال تقليدية تعتمد على الحرير الطبيعي، ويضم المعمل معرضاً دائماً لأروع منتجات دمشق من المنسوجات الدمشقية العربية من «البروكار» و«الدامسكو» و«الأغباني».

محمد مروان مراد

مراجع للاستزادة

- محمد سعيد القاسمي، تاريخ الفنون والصناعات الدمشقية (دار طلاس، دمشق 1988م).

- محمد فياض الفياض، الحرف التقليدية في سوريا(اتحاد الحرفيين، 2011م).

- منير كيال، مآثر شامية في الصناعات الدمشقية (وزارة الثقافة، دمشق 1995م).

 


التصنيف : آثار إسلامية
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1102
الكل : 40585739
اليوم : 115554