logo

logo

logo

logo

logo

البدرية (المدرسة-)

بدريه (مدرسه)

-

 ¢ البدرية

البدرية (المدرسة -)

 

تقع المدرسة البدرية في مدينة دمشق، منطقة «أبو جرش»، وقد كانت عند جسر كحيل الذي يصل ضفّتي نهر ثورا، وهي الآن في وسط حديقة ساحة حطين (الميسات)، وعلى تقاطع شارعي عمر بن الخطاب وعقبة بن نافع، شمال المدرسة الشبلية [ر] وتربة أراغون الحافظية [ر].

مسقط أفقي للتربة
AA  المقطع

وهي مشيّدة أيّوبية أنشأها الأمير بدر الدين حسن بن الداية المعروف بلالا أو لؤلؤ (أي المؤدب) في النصف الثاني من القرن ٦هـ/١٢م كما يقول المنجد. سكنها سبط ابن الجوزي-خطيب الجامع الأموي وصاحب كتاب «تذكرة الخواص»- ودرّس بها، وأبو شامة صاحب كتاب «الروضتين». وفي كلام ابن كثير أنها جُعلت قرابة سنة ٧٤٠هـ/١٣٣٩م جامعاً ذا مئذنة، لا أثر له ولا للمدرسة اليوم، ولم يبقَ منها سوى التربة التي دُرِس قبراها وسقطت قبتها، فأعادتها مديرية الآثار ورمّمتها، ثم أصبحت مقراً لجمعية البيئة والتنمية المستدامة بعد تأهيلها سنة ١٤٢٥هـ/٢٠٠٥م.

 
  الواجهة الجنوبية للتربة
 
  منظر خارجي للتربة

والأمير بدر الدين حسن كان أميراً مُعظماً من أكابر أمراء السلطان نور الدين محمود بن زنكي، ثم أصبح من قادة السلطان صلاح الدين الأيوبي، وهو موصوف بالعقل والدهاء وحسن التدبير والسياسة.

والتربة ذات مسقط مربع، ضلعه ٧.٦٠م، ومساحتها نحو ٥٨م٢. واجهاتها الأربع متماثلة ومبنية من الحجر الكلسي ذي الحجم الكبير في زواياها وحول الفتحات، وباقي أجزائها غُطيت أحجارها باللياسة التقليدية والطلاء الأبيض. يتوسط كل واجهة شباك مستطيل ذو ساكف مستقيم، وتغطيه مصبّعات معدنية، تعلوه قوس حجرية عاتقة. ويعلو جميع الواجهات إفريز حجري بسيط.

جدران التربة تحمل قبّة نصف كروية متجاوزة ومحزّزة مبنية من الطوب القرميدي ومدهونة باللون السمّاقي، تستند إلى رقبتين مضلّعتين مبنيتين من الآجرّ أيضاً ومدهونتين بالطلاء الأبيض؛ الرقبة الأولى تتألف من ثماني أضلاع تحتوي بالتناوب أربعة عقود مدبّبة مصمتة وأربعة عقود مدببة تحوي قندليات ذات شباكين من الزجاج المعشّق وقمرية مزخرفة ومُغلقة، وهي تنتهي بإفريز بسيط أيضاً. وأما الرقبة الثانية فهي تتألف من ست عشرة ضلعاً، تحتوي بالتناوب ثماني نوافذ من الزجاج المعشّق معقودة بعقد نصف دائري، وثماني حنيات يعلوها صدفات سباعية الحزوز، وهي تنتهي بإفريز بسيط.

تفاصيل رقبة القبة
القبة من الداخل
تفاصيل شبابيك القبة

 

يتمّ الدخول إلى التربة من مدخل شمالي معقود بعقد حجري مدبب، وله باب خشبي ومعدني مستحدث. ينصّف الواجهات الداخلية المدهونة بالطلاء الأبيض شبابيك خشبية وزجاجية ضمن قوصرة معقودة بعقد مدبّب مصمت.

جدران التربة ورقبتا قبتها غنية بالزخارف الجصّية النباتية والكتابية، فالجدران تحوي إطارات ذات زخارف كتابية بالخط النسخي الأيوبي ضمنها زخارف نباتية، يعلوها شريط زخرفي كتابي بالخط الكوفي. والرقبة المثمنة تحوي إطارات زخرفية بسيطة وزخارف نباتية تتوسط الحنيات المصمتة. وأما الرقبة الثانية ذات الست عشرة ضلعاً فهي تشابه الرقبة المثمنة في الزخارف غير أن لحنياتها إطارات يعلوها شريط زخرفي. وجميع شبابيك الرقبتين ذات زخارف هندسية. وأما القبة فجميع حزوزها مُليّسة ومدهونة بالطلاء الأبيض، وينصّفها قمريات زجاجية صغيرة تسمح بدخول الضوء إلى التربة.

جمال كبريت

مراجع للاستزادة:

- عبد القادر بدران، منادمة الأطلال ومسامرة الخيال (المكتب الاسلامي للطباعة والنشر، دمشق ١٩٦٠م)٠

- صلاح الدين المنجد، خطط دمشق (المطبعة الكاثوليكية، بيروت ١٩٤٩م).

- قتيبة الشهابي، مشيدات دمشق ذوات الأضرحة (وزارة الثقافة، دمشق ١٩٩٥م).


التصنيف : آثار إسلامية
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1154
الكل : 45609092
اليوم : 9775