logo

logo

logo

logo

logo

بنقوسيا (جامع-)

بنقوسيا (جامع)

-

بنقوسيا (جامع-) 

 

يقع جامع بنقوسيا في محلة خان السبيل، شرقي باب الحديد في مدينة حلب. وبنقوسيا اسم لجبل ولما حوله، كان مغروساً بالأشجار حتى أواخر القرن 7هـ/13م؛ وفيه ابتدأ العمران إلى أن أصبح محلة واسعة. أما كلمة بنقوسيا فمن المرجح أنها ذات أصل تركي محرفة عن كلمتين هما «بيك قوزة» تقرأ الكاف نوناً، ومعنى الكلمة الأولى ألف، والثانية جوزة (أي ألف شجرة جوز). ومما يؤيد أصلها التركي أن أكثر أسماء محلات تلك الجهة تركية مثل قارلق، تاتارلر، وجقورجق.

الموقع العام

سمي الجامع بادئ الأمر «جامع بنقوسيا الجديد» لوجود جامع آخر في هذه المحلة سمي بعد إنشاء هذا الجامع بجامع بنقوسيا العتيق؛ وهو المعروف اليوم بجامع الحدادين.

وقف الجامع «محمد خاص بك الخواجا» سنة  768ه/1366م في الفترة المملوكية. ولم يكمله، فأكمله بعد وفاته أهل الخير، فعمروا له منارة، ورخموا صحنه بالرخام الأصفر، وكان فيه حوض ينزل إليه بدرج ماؤه غزير؛ لأن القناة جارية بقربه، وبنيت دورات المياه خارج الجامع للشمال منه سنة  788ه/ 1386م.

 

ويوجد على الباب الخارجي الموجه غرباً الذي يدخل منه إلى الفسحة التي كان ينزل منها إلى الميضأة نص منقوش جاء فيه:

1 - أنشأ هذا المعروف المقر الأشرفي العالي المولوي المالكي المخدومي السيفي

2 - سودون المظفري الظاهري مولانا ملك الأمراء كافل المملكة الحلبية المحروسة أعز الله

3 - أنصاره وذلك بتاريخ شهر شعبان المكرم سنة ثمان وثمانين وسبعمائة 788 /أي 1386م.

أنشئت زاوية شرق الجامع سنة  828ه/1424م، ولها نافذة مسدودة شرق القبلية كتب على ساكفها:

1- أنشأ هذا الرباط فقير رحمة ربه الكريم. أحمد بن موسى السعدي على نفسه مدة حياته.

2- ثم من بعده على الفقراء الأبايزيدية الغرباء الأفاقية بتاريخ شهور سنة ثمان وعشرين وثمانمائة (828هـ). وقد دخلت هذه الزاوية في الخان شرقي الجامع.

جددت القبلية في الفترة العثمانية سنة  1190هـ/1776م. وجدد الرواق الغربي سنة  1303ه /1885م. كما جاء في النص المنقوش أعلى الركيزة الوسطى، وفيه:

1- وأفوض أمري إلى الله [إن] الله بصير بالعباد

2- في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له

3- فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله.. 1303.

وسعت القبلية بإضافة مجاز رابع نحو سنة 1950.

المنبر والمحراب والقبة

سدّ ما بين الدعامات في الفتحة الشمالية من الأروقة الغربية التي تحوي ضريحاً ببناء حجري وجعلت غرفة سنة 1990.. كتب على تركيبة الضريح:

1 - يا حضرت نبي الله بانقوس على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام.

2 - قد أخبر بهذا العلامة المحدث الرباني الشيخ مرتضى اليماني شارح الإحياء والقاموس.

3 - قال شيخنا العلامة الشيخ أحمد (محمد) بن التكمجي نزيل مصر إن الشيخ مرتضى إمام في علم التاريخ.  وفي الذيل 1224.

والشيخ مرتضى - هو الإمام محمد الشهير بمرتضى الزبيدي تُوفِّي (سنة  1205هـ 1790م) في القاهرة - لم يذكر أن بنقوسا نبي، ولا يعلم نبي اسمه بنقوسا. كما أن أبا ذر وابن الشحنة في حديثهما عن الجامع لم يذكرا هذا القبر؛ مما يدل على أنه استحدث لاحقاً.

يتكون المسقط الأفقي للجامع - كما في مساقط الجوامع التقليدية (المسجد النبوي)- من أربعة أروقة تحيط بالصحن، أكبرها رواق القبلية. وللجامع مدخلان: أحدهما غربي، والآخر شمالي؛ يؤديان إلى صحن كبير مبلط بالحجارة الصفراء، وهناك ترخيم بمربعات قطرية متناوبة باللونين الأصفر والأسود في الجزء الكائن غربجنوب الصحن. وفي وسط الصحن أمام القبلية مصطبة في طرفها الشمالي درجات عدة على كامل الضلع تهبط إلى الميضأة تحت المصطبة.

مخطط الطابق الأرضي

تقع القبلية جنوب الصحن، وتتكون من ثلاثة صفوف من الركائز تقسم القبلية إلى ثلاثة أروقة أضيف إليها رواق آخر أمامها، ويسقف كل جزء بين الركائز بقبو متقاطع. ويسقف الرواق الأمامي بسقف مستوٍ بيتوني محمول على جسور بيتونيةويسقف المربع أمام المحراب بقبة تضم أربع نوافذ مستطيلة، تقوم فوق رقبة، والانتقال من الشكل المربع إلى الشكل المضلع ( 12 ضلعاً) يتم بالمثلثين الهرميين المقلوبين. والمحراب مجوف نصف دائري متجاوز، على طرفيه ناصيتان مجوفتان تضم كل منهما نصف عمود ملتحماً بالجدار، ويتقدمه قوس مدببة. والمنبر من الحجر الأصفر كسي طرفاه مؤخراً ببلاطات السيراميك، ويعلو مكان جلوس الخطيب قبة مفصصة محمولة على أربعة أعمدة، لكل منها تاج مقرنص، وباب المنبر مستطيل كتب فوقه سطران جاء فيهما:

1- إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً ليغفر

2- لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر.

في الجدار على يسار المحراب قطعة حجرية دائرية قطرها 35 سم يقال إن فيها أثراً لكف الرسول ، وهي محاطة ببيتين جاء فيهما:

لأصابع المختار في هذا الحجر    

  آثار خيرات تعاين بالبصر

فالثم مواضع كفه إن كنت من

  أهل المحبة وتنج من كلّ الضرر

تقع السدة في الرواق الثاني أمام المحراب؛ بين الركيزتين. ولها سياج خشبي، وترتفع فوق الأرض قليلاً.

يتكون الرواق شرقي الصحن من صفين يفصل بينهما 5 أعمدة مضلعة، يسقف الصف المطل على الباحة بأقبية متقاطعة في حين يسقف القسم خلفه بقبو متطاول يتقاطع معه أقبية الرواق أمامه. وينتهي الرواق في الشمال إلى ثلاث غرف صغيرة للقائمين على الجامع. ويتكون الرواق غرب الصحن من صف واحد يضم 5 فتحات أدمجت الفتحة الأخيرة مع القبلية عند توسيعها كما أغلقت الفتحة التي تسبقها من طرفيها. وتخصص حالياً هاتان الفتحتان والقسم الذي يليهما من القبلية لمصلّى النساء.

الرواق الشرقي للصحن
أثر كف النبي (ص) وحوله النص

تتكون واجهة القبلية من المنجور الخشبي والزجاج المحدث. أما الواجهات الداخلية الباقية فهي تضم أقواساً مدببة ترتكز على دعائم بني بينها في الواجهة الغربية وبين بعضها في الواجهتين الباقيتين جدران تضم نوافذ وأبواباً تعلو كلاً منها قوس مجزوءة، يعلوها نوافذ مستطيلة. إضافة إلى ذلك ضمت الواجهة الجنوبية الداخلية في الأعلى بين القوسين فتحتين يعلو كلاً منهما قوس حدوة الفرس المدببة العثمانية، بينهما نجمة سداسية، وتنتهي الواجهة في الأعلى ببروز محمول على أظفار متدرجة تشبه تلك الموجودة في الجامع الأموي الكبير بحلب. وتضم الواجهة الغربية الداخلية أيضاً المدخل ضمن قوس مدببة، يتقدمه درجان متعامدان: أمامي يهبط إلى الصحن، وجانبي يهبط إلى غرفة الضريح التي يضم جدارها نافذة مربعة وباباً مستطيلاً تعلوه لوحة رخامية حديثة كتب فيها ما يشير إلى وجود ضريح النبي بانقوس فيها.

تتكون الواجهة الخارجية الغربية من مدخل الجامع الغربي، وهو باب مستطيل ضمن تجويف يحدّه من الأمام قوس مدببة، ويعلو الباب ساكف من قطعة حجرية واحدة، يعلوها قوس مجزوءة عاتقة صماء شعاعية.

المدخل الغربي

وتضم الواجهة الخارجية الشمالية المدخل الشمالي، وهو باب مستطيل، يذكر أنه كان يدخل إليه بدهليز على جانبه دكاكين ومخزن وقف على الجامع. وكان هناك أيضاً سبع حجرات ومنارة الجامع وثماني حجرات معدّة للفقراء والمساكين وغيرها.

الواجهة الداخلية الشمالية للصحن

تلي المدخل المئذنة، وهي مثمنة شأن أغلب المآذن المملوكية في حلب، قُسّم بدنها بأفاريز إلى ثلاثة أقسام. وينتهي البدن بشرفة محمولة على مقرنصات ومسقوفة بسقف مثمن خشبي. وإلى الغرب سبيل معطل حالياً، وهو تجويف في الجدار يتقدمه قوس نعل الفرس المدببة العثمانية، يليه دورات مياه خارجية يهبط إليها بعدة درجات، وهي معطلة الآن.

لمياء جاسر

مراجع للاستزادة:

- لمياء جاسر، دور المتصوفة في مدينة حلب (حلب  2007م).

- كامل الغزي، نهر الذهب في تاريخ حلب (حلب  1992م).

- نجوى عثمان، الهندسة الإنشائية في مساجد حلب (حلب  1992م).

 


التصنيف : آثار إسلامية
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1082
الكل : 40583149
اليوم : 112964