logo

logo

logo

logo

logo

البريد

بريد

-

البريد 

 

 

عُرِف البريد منذ القدم وسيلة من وسائل الاتصال وتبادل الأخبار المكتوبة، وهو اختراع قديم جداً نال تطوره تحت تأثير عامل الحاجة على يد العديد من الأمم بما فيهم العرب، وقد استعمل العرب الخيل منذ الجاهلية في نقل بريدهم، حيث يورد آدم ميتز Adam Mitz في كتابه «تاريخ الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري» ما نصه: «إن الروم كانوا يستعملون الخيل في حمل البريد، وكذلك الحال عند ملوك العرب في الجاهلية».

ومن أشهر البُرُد في عهد الرسول تلك الرسائل التي بعث بها إلى الأباطرة والأكاسرة والملوك الذين يعتلون عروش الحكم في الدول المحيطة بالجزيرة العربية، داعياً إياهم إلى الدخول في دين الله الحنيف. كما لا يمكن إغفال الرسائل والرسل التي بعث بها الرسول إلى زعماء القبائل في الجزيرة حاثاً إياهم على اعتناق الإسلام.

وعندما اضطلع المسلمون الأوائل بالجهاد في سبيل الله، وانساحوا في كل صوب من أجل الدعوة، وحققوا الكثير من الانتصارات في عهد الخلفاء الراشدين حمل الجند على عاتقهم خلال الفتوحات إلى جانب واجب الجهاد عبء نقل البريد، وقد ذُكر أن الخليفة عمر ابن الخطاب  كان يتلقى كل يوم رسولاً من جيوش المسلمين المحاربة، وكان على اتصال دائم بها؛ بل كان يحثهم على أن يخبروه بكل ما يصادفون، وأن يصفوا له كل ما يشاهدون كي يشعر بأنه يحيا بينهم، ويشاطرهم مصاعبهم وما يحققون من انتصارات، ولكي يقدم لهم النصح والإرشاد حين الحاجة، ولذلك يمكن القول إن عهد عمر بن الخطاب هو العهد الذي بدأ فيه تنظيم البريد وترتيبه، فلما استقرَّت الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان (41-60هـ /661-679م) قرَّر وضع البريد لتسرع إليه أخبار دولته من جميع أطرافها، فأمر بإحضار رجال من «دهاقنة» الفرس وأهل أعمال الروم، وعرَّفهم ما يريد، فوضعوا له البريد.

اختلف في كلمة بريد، فقيل إنّ البريد كلمة عربية مشتقة من بَرَدَ بمعنى أرسلَ، وعلى هذا ذهب الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت174هـ/790م)، وذهب آخرون إلى أنّه فارسي معرَّب، وقال ابن الأثير في كتابه «النهاية في غريب الحديث»: «وأصله بالفارسية «بريده دم» ومعناه مقصوص الذنب؛ لأنّ ملوك الفرس كان من عادتهم أنّهم إذا أقاموا بغلاً في البريد قصّوا ذنبه ليكون ذلك علامة لكونه من بغال البريد»، ويرى بعض المستشرقين أنّ كلمة بريد مأخوذة من اللاتينية veredus وهو حصان البريد.

الجامع الأموي

ولما كانت مهمة البريد الأولى وصول الأخبار بسرعة كانت أهم معالمه إنشاء محطات للبريد، وكانت تعرف باسم «السكة»، وكانت محطات البريد هذه تصل المركز بكل الولايات المرتبطة به، وكانت الدولة الإسلامية في عهد خلفاء بني أمية منقسمة إلى ولايات ارتبط بعضها بالمركز مباشرة، وارتبط القسم الآخر بأمراء الولايات المهمة. فمعاوية بن أبي سفيان جمع لزياد بن أبيه (45-52هـ/665-672م) المصرين؛ الكوفة والبصرة وما كان يتبعهما من ولايات المشرق، وسار على هذا النظام أكثر الخلفاء حتى بلغ عدد الأمراء الذين تولوا العراقين اثني عشر أميراً. فأمير العراقين كان مسؤولاً عن سرعة وصول الأخبار إليه من كل ولايات المشرق، على حين كان البريد المركزي مسؤولاً عن محطات البريد التي تصل الشام بالبصرة والكوفة والجزيرة وأرمينية والحجاز ومصر. وكانت توجد في هذه المحطات الدواب التي تستخدم في البريد من البغال والخيول والإبل بحسب طبيعة الطرق التي تمرّ بها، ذلك فضلاً عن وجود أماكن للراحة، وتوفير أسباب الحصول على الماء والطعام والعلف لدواب البريد، كما كان من الضروري عمارة الطرق ووضع حدود على كل مسافة قدرها ميل حتى يعرف الرسول المسافة التي اجتازها، وكانت المسافة بين محطة وأخرى تقدّر بفرسخين (12كم) في إيران وأربعة فراسخ (24كم) في الولايات الغربية؛ وذلك لاستخدامهم العدّائين في فارس، والخيول والجمال في الولايات الغربية.

قاسيون

وقد اكتشفت بالقرب من بيت المقدس نقوش معاصرة لعبد الملك بن مروان (65-86هـ/664-705م) تشير إلى أوامره بصنع الأميال [ر] وبعمارة أربعة طرق تخرج من إيلياء ومن دمشق، ويبدو أن الوليد بن عبد الملك (86-96هـ/705-714م) ساهم في بناء الأميال على نطاق واسع مما دفع القلقشندي إلى القول إن الوليد هو أول من بنى الأميال.

لم يكن البريد في عهد بني أمية نظاماً يستعمله الشعب كما هو في الوقت الحاضر، وإنما كان نظاماً رسمياً حكومياً، فقد استعمل الخلفاء نظام البريد في أول الأمر لنقل الأخبار بسرعة من مقرِّ خلافتهم إلى الولايات المختلفة، ولتلقي الأخبار، ولكن ليس معنى هذا أنّ البريد اقتصر على نقل المراسلات بين الولاة والعمال من جهة والخلفاء من جهة أخرى، وإنّما كان باستطاعة أي فرد من أفراد الشعب أن يرسل إلى الخليفة ما يريده عن طريق بريده، وكان عامل الخليفة معاوية على البريد في المدينة إذا أراد أن يبرد بريداً إلى معاوية أمر مناديه أن ينادي «من له حاجة فليكتب إلى أمير المؤمنين»، وكان بريد الخليفة عمر بن عبد العزيز (99-101هـ/717-719م) لا يعطيه أحد من الناس إذا خرج كتاباً إلا حمله.

قلعة بيروت في العهد العثماني

واستخدم عمال الدولة نظام البريد للرحلات السريعة، وفي أيام الطوارئ كان البريد يستخدم في نقل القوات العسكرية على وجه السرعة، ففي ثورة ابن الأشعث جهز عبد الملك الجند على البريد فكان يرسل إليه في كل يوم من خمسين إلى مئة جندي. كما أرسل الخليفة هشام بن عبد الملك (105-125هـ/723-742م) إلى أرمينية ومنطقة اللان مدداً لواليه سعيد الحرشي على أربعين دابة من دواب البريد، فكان يبعث إليه كل يوم أربعين رجلاً، وقد بلغت تكاليف ديوان البريد في عهد الوالي يوسف بن عمر (121-126هـ/738-743م) والي العراقين أربعة ملايين من الدراهم.

كان للبريد شخص مخصوص بتولي أمره بتنفيذ ما يصدر وتلقي ما يَرِد، يعبّر عنه بصاحب البريد، وكان هذا بدوره مسؤولاً أمام صاحب ديوان البريد، وكان عبد الملك يأمر حاجبه أن يُدخل عليه صاحب البريد متى جاء في ليل أو نهار «فربما أفسد على القومِ سَنَةً حَبْسُهُمُ البريدَ ساعةً».

قلعة دمشق

 

لم يكن من مهام صاحب ديوان البريد عرض الرسائل والتقارير المتراكمة لديه فقط، وإنما كان من مهامه تعيين الموظفين المحليين في المدن المختلفة، والأِشخاص المناسبين في المحطات على الطريق وتعيين السعاة، والاهتمام بدفع المرتبات والأرزاق لهم، وتدبير أمر الدواب وبراذعها ومن يتولّى العناية بها، ويقول قدامة بن جعفر في صدد كلامه عن ديوان البريد: «والذي يحتاج إليه صاحب هذا الديوان أن يكون ثقة إمّا في نفسه أو عند الخليفة القائم بالأمر في وقته؛ لأنَّ هذا الديوان ليس فيه من العمل ما يحتاج معه إلى الكافي المتصفح وإنما يحتاج إلى الثقة المتحفظ».

وعلى الرغم من أنّ القلقشندي ذكر أن البريد انقطع ما بين خراسان والعراق في نهاية الخلافة الأموية، وأن الأمر استمر حتى خلافة المهدي (ت 169هـ/785م) «والبريد لا يُشدُّ له سرج ولا تلجم له دابة» حقق البريد في الواقع أهميته الكبرى في ظل الحكم العباسي حتى أصبح دائرة استخبارات، وأنشئت المحطات على مراحل مناسبة على كل الطرق المؤدية إلى العاصمة، كما أنشأ المهدي طريقاً جديداً مزوداً بالمحطات من اليمن إلى مكة ومن ثمّ إلى بغداد، ويعود الفضل إلى قدامة بن جعفر وابن خرداذبة لتقديمهم معلومات حول عدد محطات البريد في أنحاء الدولة العباسية التي بلغ عددها في القرنين 3-4هـ/9-10م ما يقارب تسعمئة وثلاثين محطة.

وكان الخلفاء العباسيون يكتبون لصاحب البريد عند توليه عهداً يرسمون له فيه الطريقة التي يجب أن يسير عليها، فقد ذكر قدامة بن جعفر أنه «يجب على صاحب البريد أن يعرف عمال الخراج والضياع فيما يجري عليه أمرهم.. وأن يستشفَّه استشفافاً (أي يبذل أقصى جهده للوقوف على حقيقة أمرهم)، وأن يعرف عمارة البلاد وما هي عليه من الكمال والاختلال، وما يجري من أمور الرعية فيما يعاملون به من الإنصاف والجور والرفق والعسف.. وأن يعرف ما عليه الحكام في حكمهم وسيرهم وسائر مذاهبهم وطرائقهم. وأن يعرف حال دار الضرب وما يضرب فيها من النقود...»، وأن تكون الأخبار التي ينهيها موثوقاً بصحتها، وأن يعرض المرتبين لحمل الخرائط (الحقيبة التي تحوي الرسائل) في عمله ويكتب عددهم وأسماءهم ومبالغ أرزاقهم، وعدد السكك في جميع عمله وأميالها ومواضعها.

ويذكر إبراهيم بن موسى بن عيسى أن ولاة البريد في الآفاق كلها كانوا يكتبون للخليفة المنصور (136-158هـ/753-774م) في كل يوم بسعر القمح والحبوب والأدم وبسعر كل مأكول، وبكل ما يقضي به القاضي في نواحيهم وبما يعمل به الوالي وبما يرد بيت المال من المال، وكل حدث. وكانت الحكومة العباسية تنقل البريد في أثناء الحرب على الجمّازات (وهي محفة على عجلة تجرها الخيول السريعة)، فلما عزم الفاطميون على غزو مصر سنة 301هـ/913م استعمل علي بن عيسى وزير الخليفة المقتدر بالله (295-320هـ/907-932م) الجمّازات من بغداد إلى مصر ليقف على حقيقة الحال في كل يوم.

وإذا كان البويهيون (320-447هـ/932-1055م) قد رأوا في منع وصول الأخبار إلى الخلفاء وسيلة لإحكام سيطرتهم عليهم فهذا لا يعني أنهم أهملوا أمر البريد، فقد كانت الدولة توقع أشد العقوبات بكل من يتوانى في أداء واجبه من موظفي البريد، وقد أدخل البويهيون نظام السعاة، وكان يقال لهم الفيوج، وهم طائفة من موظفي البريد يتخصصون في نقل البريد السريع من مكان إلى آخر، وكانت المراسلات تفض في حضرة السلطان، فيأخذ الرسائل المهمة ويرسل سائر الرسائل إلى ديوان البريد فتوزع على أربابها، وكانت الرسائل تقرأ على عضد الدولة (367-372هـ/977-982م) أكثر من مرة، فيرد عليها بنفسه أو يأمر كتّابه بالرد عليها، ثم تعرض هذه الردود عليه فربما زاد فيها أو نقصَ منها، ثم تصلّح وتختم وتحمل إلى ديوان البريد فتصدر في وقتها. وبلغ من عناية عضد الدولة بالبريد أنه إذا «ترحَّل النهار سأل عن ورود النُّوَب المترددة بالكتب، ولها وقت معلوم تصل فيه، وتراعى من ساعات النهار، فإن اتفق أن تأخر قامت القيامة ووقع البحث عن العارض العائق. فإن كان العائق ظاهراً فيه العذر قُبِل، وإن كان التأخير عن أمر يحتاج إلى إزالته أزيل، أما إذا كان من تقصير النُّوَبيين أنزل العذاب بهم».

بدأ اختلال نظام البريد في نهاية عهد البويهيين، فلما جاء السلاجقة ألغى السلطان ألب أرسلان (455-465هـ/1063-1073م) نظام البريد في الولايات الشرقية على الرغم من معارضة وزيره المشهور نظام الملك الذي كان يرى في هذه المؤسسة وسيلة قيمة لحفظ النظام والأمن في الدولة، وفي عهد عماد الدين زنكي وُضع للبريد نظام جديد يقوم على خدمته «النجّابة» (البريدية)، وأصبحت مراكز البريد التي تقف فيها خيل البريد لتغيير البريدية فيها فرساً بعد فرس متفاوتة الأبعاد، إذا ألجأت الضرورة إلى ذلك، تارة لبعد ماء وتارة للأنس بقرية، ودام ذلك حتى نهاية الدولة الأيوبية وصعود دولة المماليك.

وفي عهد السلطان نور الدين محمود بن زنكي كان ابتداء استخدام الطيور الهوادي (حمام الزاجل) في نقل البريد، ويذكر القلقشندي نقلاً عن الشهابي ابن فضل الله العمري في «التعريف» أن الحمام أول ما نشأ بالديار المصرية والشامية من الموصل، وأن أول من اعتنى به من الملوك ونقله من الموصل الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي صاحب الشام سنة 565هـ/1169م. وحافظ عليه الخلفاء الفاطميون بمصر وبالغوا حتى أفردوا له ديواناً وجرائد بأنساب الحمام. وصنف فيه الفاضل محيي الدين بن عبد الظاهر كتاباً سماه «تمائم الحمام».

الطيور الهوادي (حمام الزاجل)

اختلفت مسافات طيران الطيور الهوادي، فقد طار طائر بيع بألف دينار من القسطنطينية إلى البصرة، كما أرسل الحمام من مصر إلى البصرة بحضرة القاضي بكّار قاضي البصرة، ووجه الوزير اليازوري (نسبة إلى يازور من قرى فلسطين) (ت 450هـ/1058م) وزير المستنصر بالله الفاطمي طائراً من تونس فجاء إلى مصر.

أعاد السلطان المملوكي الظاهر بيبرس (658-676هـ/1260-1277م) تنظيم البريد على نحو ما كان عليه أيام الخلفاء العباسيين، وصار للبريدي علامة يجعلها في عنقه يُعرَف بها، فتسهل مهمته، ويتسلم خيل البريد، ولم يزل البريد باقياً على ذلك في البلاد المصرية والشامية حتى هاجم تيمورلنك الشام ودخل دمشق سنة 804هـ/1401م ثم سرى الإهمال إلى مصر، فذهبت معالم البريد منهما وعفت آثاره.

ولقد أدرك المماليك المسلمون أهمية بيروت بعد تحريرها من الصليبيين سنة 690هـ/1291م، فعمدوا إلى تحصينها بتدعيم مرفئها وقلعتها وسورها وبناء أبراجها وربطها بدمشق بواسطة البريد. وأصبح مرفأ بيروت هو الميناء الرئيسي لبلاد الشام.

وأنشأ المماليك محطات ومراكز للبريد بين بيروت ودمشق، كانت مهمتها نقل الأخبار على وجه السرعة لتعزيز العمليات الدفاعية وتقويتها وربطها بيروت بدمشق، فجعلوا محطّات في الحصين (بين عاليه وبحمدون)، وفي قرية زبدل (في البقاع)، وفي خان ميسلون (في وادي الحرير)، ومنها إلى دمشق.

كما استعمل المماليك حمام الزاجل لنقل الأخبار في النهار بين بيروت ودمشق، أمّا في الليل فكانوا يُشعلون النار في مكان في ظاهر بيروت (الأبراج)، فتجاوبها نارٌ في رأس بيروت العتيقة (وهو موقع دير القلعة خارج قرية بيت مري من المتن الشمالي)، ومنه إلى جبل بوارش (جبل الكُنيسة وتقع على سفحه قرية بوارج، وكانت تُعرف ببوارش)، ومنه إلى جبل يبوس (يابوس حالياً في سلسلة جبال لبنان الشرقية)، ومنه إلى جبل الصالحية (جبل قاسيون المُطلّ على دمشق)، ومنه إلى قلعة دمشق مقرّ القائد العسكري والجند.

وعندما هاجمت السفن الجنوية بيروت وصيدا في سنة 806هـ/1403م - في عملية قرصنة بحرية- أشعل المسلمون النار، إشارةً إلى وصول الفرنج إلى بيروت، فوصلت النار بالتدريج في تلك الليلة إلى دمشق، وعلى الفور حضر نائب السلطنة المملوكية في الشام إلى بيروت ومعه عسكره في عشيّة ذلك اليوم، فعاد أسطول جنوة الإيطالي إلى بلاده خائباً.

وبناءً  على هذا الأمر كانت النار للحوادث في الليل، وحمام الزاجل للحوادث في النهار، والبريد للأخبار.

أعار العثمانيون أمر البريد عنايتهم، فوضعت له قواعد خاصة، واستخدم في نقله وتسييره عناصر من التتار المعروفين بشجاعتهم وأمانتهم، فارتبط اسم البريد بهم، واختص هؤلاء بنقل البريد الرسمي، ولكنهم كانوا ينقلون المراسلات والرزم الخاصة أيضاً لقاء أجور يحصّلونها من المرسَل إليهم. وظل الحال على هذا النحو إلى أن صدر قانون الإصلاح البريدي العثماني سنة 1255هـ/1839م الذي تبنى نظام البريد الغربي مع بعض التعديل.

كانت خدمات البريد في أكثر البلاد العربية حتى نهاية الحرب العالمية الأولى (1914-1918م) تخضع لسلطة الدولة العثمانية، ونظم بريدها، ومقسمة إلى ولايات ومتصرفيات وإيالات حسب مساحتها وعدد سكانها، وأقيمت في كل منها مكاتب وشعب بريدية لتسلم البريد وفرزه ونقله وتوزيعه بموجب اللائحة التنظيمية للبريد التي صدرت سنة 1255هـ/ 1839م.

بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى خضع أكثر البلاد العربية للهيمنة الغربية، وظلّت جميع الخدمات البريدية في البلاد العربية وإدارتها تعمل تحت الإشراف المباشر لمديرين أجانب فرنسيين أو بريطانيين، يعاونهم في تسيير الأعمال عدد من الموظفين العرب من أهل البلاد، فلما انتهت الحرب العالمية الثانية (1939-1946م) وجَلَت الجيوش المحتلة عن أكثر البلاد العربية أعيد النظر في قوانين البريد ونظمه الإدارية والمالية في كل قطر من الأقطار العربية، واتفقت هذه الأقطار على إقامة الاتحاد البريدي العربي.

نجدة خماش

مراجع للاستزادة:

- القلقشندي، صبح الأعشى في صناعة الإنشاء، ج 14 (دار الكتب العلمية، بيروت 1407هـ/1987م).

- قدامة بن جعفر، نبذ من كتاب الخراج وصنعة الكتابة (مطبعة بريل، ليدن 1306هـ/1888م).

- حسام السامرائي، المؤسسات الإدارية في الدولة العباسية (1971م).

- صالح بن يحيى، تاريخ بيروت (دار الفكر الحديث، بيروت 1990م).

 


التصنيف : آثار إسلامية
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1096
الكل : 40565690
اليوم : 95505