logo

logo

logo

logo

logo

بلبان (جامع-)

بلبان (جامع)

-

بلبان (جامع-) 

 

تُعرف بالتربة البلبانية، وتقع في دمشق القديمة  خارج السور في حي سوق ساروجا عند زاوية التقائه حارة قولي. وهي مشيّدة  مملوكية مؤلفة من تربة ومسجد ومكتب وسبيل ماء، ولم يبق منها سوى التربة والمسجد.

المسقط الأرضي
المقطع A-A

أنشأ التربة الأمير سيف الدين بلبان المحمودي سنة 819ه/1416م عندما أصبح أتابك العسكر بدمشق في زمن السلطان المؤيد، ثم صار مقدماً في طرابلس الشام سنة 820هـ /1417م، ثم أمير الشاميين في غزوة قبرص سنة 828هـ/1424م، وحجّ بالناس سنة 829هـ/1425م. عمّر داراً حسنةً بطريق الصالحية غربي سويقة ساروجا، وعمّر مصنع ماء غباغب جنوبي  دمشق، ووقف عليه نصف البلد. ثم نُقل إلى حجوبية  طرابلس، وكان موصوفاً بالشجاعة والمروءة ومساعدة من يقصده تُوفي في طرابلس، وحُمل إلى دمشق فدُفن بتربته هذه شرقي داره، ودُفن ابنه فيها أيضاً.

منظر خارجي للجامع
المدخل

وفي سنة 993هـ/1585م جدّدها عثمان آغا الطواشي دفتردار التيمار، وعمّر بجانبها تربة  حسنةً ومسجداً ومكتباً وسبيل ماء، وتوفي سنة 998هـ/1589م وُدفن فيها.

وللتربة واجهتان غربية وجنوبية من الحجر الأبلق المتناوب من اللونين الأسود والأبيض، مشطوفة زاوية التقائهما ومنتهية بحنية بسيطة. وينصّف ارتفاعَهما شريط زخرفي كتابي تأكلت كثيرٌ من كلماته، يظهر منها: «...عمارة ... الاسفهسلار الكفيلي الزعيمي النظامي المجاهدي الزاهدي ... السيفي الملكي بنجاص السودوني الملكي الظاهري ...  أعز الله ...» ، وتنتهيان بإفريز حجري بارز قليلاً ، وتعلو الواجهتين قبة نصف كروية مدببة.  أما الواجهة الغربية فهي تحوي شباك التربة المستطيل الشكل ذا المشبكات المعدنية، ثم شباكاً وباباً يُدخل منه إلى دار مقتطعة من التربة. وأما الواجهة الجنوبية للتربة فلها شباك شرقي مماثل وخمس درجات يُصعد بها إلى مدخل التربة ذي الباب الخشبي الذي يعلوه ساكف مستقيم، وهو يفتح على قاعة مربعة ينصف أرضيتها تركيبتان حجريتان مستطيلتان جُعلتا فوق قبرين للأمير بلبان وابنه، كُتب عليهما بالخط الثلث الكبير آية الكرسي، ويسقف التربة قبة مرتفعة نصف كروية مدببة تحوي أربع نوافذ صغيرة متقابلة ومعقودة بعقد مدبب، وهي تستند إلى مثلثات ركنية  كروية تحوي أربعة صفوف من المقرنصات.

القبور
محراب الجامع

 وينصّف الجدار الداخلي الغربي شباك مستطيل، وينصّف جدارها الداخلي الشمالي فتحة مغلقة، وجدران التربة مبنية من ثلاثة عشر مدماكاً من الحجر الأبلق، تتضمن شريطاً  حجرياً كتابياً بخط الثلث الكبير يحوي آيات من سورة آل عمران تبدأ بالبسملة ثم الآيات (189-194):

«إن في خلق السموات والأرض ... إلى قوله تعالى ... والله عنده حُسن الثواب».

وتنتهي المداميك بإفريز حجري من المقرنصات البسيطة؛ والشريط والإفريز يبدأان من حائط قبة الضريح الشمالي ثم الغربي فالجنوبي، ويستمران إلى حائط المسجد الجنوبي وينتهيان في حائطه الشرقي.

سقف الجامع

يفتح حائط التربة الشرقي- عبر عقد مدبب مرتفع وواسع من الحجر الأبلق- على المسجد ذي المسقط المستطيل. يُنصف جدار المسجد الجنوبي محراب حجري بسيط ذو عقد مدبب يستند إلى عمودين مدمجين مُضلّعين صغيرين ذوي تاجين وقاعدتين بحنايا ركنية، وعلى جانبيه شباكان مستطيلان أُغلق الشرقي منهما بجدار الدكان الملاصق، أما جدار المسجد الشمالي فيحوي شبابيك علوية زجاجية مستحدثة تطلّ على فراغ خلفي. ويُغطي المسجد سقف مستوٍ خشبي تقليدي من جذوع خشبية وطبقات التراب، وقد أُزيل حديثاً سبيل ساذج مستحدث عن يسار مدخل التربة، كان يشوّه ويتلف حجر الواجهة، تؤرخ له لوحة رخامية مازالت موجودة منقوش عليها الأبيات الشعرية الآتية:

مياه لآمرى تشفى العليلا
         
بحب المصطفى انشا سبيلا

كثير الخير ولو الشهم أرّخ

  ثناء نشر وحقاً جميلاً

سنة 1299ه(1881م)

جمال كبريت

مراجع للاستزادة:

- ابن طولون، القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية، تحقيق محمد دهمان (مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق 1980م).

- عبد الباسط العلموي، مختصر تنبيه الطالب وإرشاد الدارس، تحقيق صلاح الدين المنجد (مطبوعات مديرية الآثار، دمشق 1947م).

- عبد القادر النعيمي، الدارس في تاريخ المدارس ج2، تحقيق جعفر الحسني (مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق 1951م).

 


التصنيف : آثار إسلامية
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1077
الكل : 40611634
اليوم : 141449