logo

logo

logo

logo

logo

أي-أناتم

اياناتم

Eannatum -

 أي- أنّاتُم

أي- أنّاتُم

 

أي- أنّاتُم Eannatum حاكم من سلالة لجش Lagash الأولى (2600-2350 ق.م)، ابن أكور-جال Akur-gal وحفيد أور- نانشه Ur-Nanshe مؤسس السلالة، حكم مملكة لجش (حالياً تلول الهبة في محافظة ذي قار في جنوبي العراق) في نحو 2475- 2445 ق.م، أي في عصر فجر السلالات الثالث. يعدّ أي- أنّاتُم أقوى حكام سلالة أور- نانشه في لجش. ولم تقتصر تحركاته العسكرية على المنطقة المحيطة بدولته، وإنما امتدت إلى بلاد عيلام حيث وصل إلى عاصمتها سوسة.

خاض أي- أنّاتُم صراعاً طويلاً ضد دولة- مدينة أومّا Umma المجاورة، ولهذا الصراع أهمية خاصة في التاريخ القديم؛ لأنه كان صراعاً على الحدود في وقت مبكر من مرحلة نشوء الدول، وكان صراعاً موثقاً بالتفصيل في نصوص أي- أنّاتُم نفسه وفي وثائق لجش. ويعرف من تلك الوثائق أن وساطة من طرف ثالث قد حدثت، ولعلها أول وساطة دبلوماسية في التاريخ، فقد توسط ميسالِم Mesalim ملك كيش [ر] بين لجش وأومّا، وثبت الحدود فيما بينهما ونصب مسلة له على خندق يعيّن الحدود، لكن جيش أومّا انتهكوا لاحقاً خط الحدود - بحسب نقوش أي- أنّاتُم - وأزالوا مسلة ميسالِم، وعبروا الحدود؛ مما دعا أي-أنّاتُم إلى قتال جيش أومّا وإنزال الهزيمة به.

تعرضت لجش في عهد أي- أنّاتُم إلى هجوم من الشرق قام به العيلاميون، وهجوم من الشمال اشتركت فيه مدينتا كيش وأكشاك Akshak؛ لكن أي- أنّاتُم تمكن من صد هذه الهجمات، وخرج منتصراً من المواجهات التي خاضها ضد الغزاة، وقد حداه هذا الانتصار إلى أن يحمل لقب "ملك كيش"، وهو لقب أصبح مرادفاً للقول "ملك الجميع". ولا يوجد ما يستدل منه على أن أي- أنّاتُم قد حكم فعلاً مدينة كيش؛ أو كم دام ذلك الحكم؟

يبدو أن نجاح أي-أنّاتُم في صد الهجمات الغازية والمحافظة على مملكته أدى إلى فترة من الهدوء والسلام، فانصرف إلى الإعمار والمشاريع المثمرة، ومن أهمها حفر قناة ري جديدة أطلق عليها اسم مثير للاهتمام هو "لُمّا- جِم- دوج" Lumma- gim- dug الذي يعني في السومرية "جيدة مثل لُمّا"، ولُمّا هو اسم أموري لأي- أنّاتُم. وفي هذا مدعاة للتساؤل عما إذا كان لُمّا هو الاسم الحقيقي لهذا الملك وأن "أي- أنّاتُم" اسم عرش له. وفيما لو صح هذا فهل فيه دلالة على أن أي- أنّاتُم؛ وبالتالي السلالة التي ينتمي إليها ابتداءً من جده أور- نانشه الذي لم يتحدر من نسل ملكي؛ كانت سلالة أمورية تتحدر من القبيلة الأمورية تيدنوم التي كان لها وجود قوي في جنوبي بلاد الرافدين في الألف الثالث قبل الميلاد؟ وللإجابة عن هذا السؤال لابد من توافر معلومات جديدة من النصوص المسمارية تلقي الضوء على جوانب من تاريخ المشرق العربي لم تزل غامضة حتى اليوم.

من الآثار التي تركها أي- أنّاتُم مسلة مهمة أطلق عليها المختصون اسم "مسلة العقبان". وتظهر على هذه المسلة مشاهد فنية تصور هذا الملك مع صفوف مقاتليه فضلاً عن نقش طويل يخلد انتصارات الملك وأعماله. وحين تُقرأ نقوش أي-أنّاتُم يتوقف المختصون أمام ذكره لمدينة ماري من بين المدن التي انتصر عليها؛ ذلك أنه لا يتوافر دليل واضح حالياً على توسع حكم أي- أنّاتُم ليشمل ماري (تل الحريري في سورية) وإن كانت صلة هذه المدينة وثيقة جداً بجنوبي بلاد الرافدين خلال عصر فجر السلالات وبثقافة هذا العصر. ويفترض بعض الباحثين أن الإشارة إلى ماري في نقوش أي- أنّاتُم تدل على مشاركة جيشها مع مدينتي كيش وأكشاك في حربهما ضد لجش ولكن لا يوجد في الوقت الحاضر دليل يؤيد هذا الافتراض.

يظهر المشهد الفني المصور على "مسلة العقبان" صلة مع ماري قد تكون لها دلالة سياسية. ففي هذا المشهد يبدو أي-أنّاتُم وهو يعتمر تاجاً ينتهي من الخلف بما يحاكي طية شعر تتفرع منها خصلتان تحيطان بالرأس، وهذا التاج هو نفسه الذي يظهر على رأس تمثال لَمجي- ماري Lamgi- Mari ملك ماري الذي عاصر أي- أنّاتُم، وقد عثر على هذا التمثال في معبد عشتار في ماري وقد نقش عليه نص يذكر اسم لمجي- ماري واسم مدينة ماري.

سالم الجبوري / نائل حنون

مراجع للاستزادة:

- صموئيل نوح كريمر، السومريون، تاريخهم وحضارتهم وخصائصهم، ترجمة: فيصل الوائلي (الكويت، د. ت).

- W.W. HALLO and W. K. SIMPSON, The Ancient Near East: A History, (New York, 1971).

- J. N. POSTGATE, Early Mesopotamia, Society and Economy at the Dawn of History, (New York, 1996).

 


التصنيف : العصور التاريخية
المجلد: المجلد الثاني
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1057
الكل : 45598985
اليوم : 143966