logo

logo

logo

logo

logo

آفس (تل-)

افس (تل)

Afis (Tell-) -

آفس (تل-)

 

   

يقع تل آفس Tell Afis في منطقة سورية الشمالية الداخلية في محافظة إدلب، إلى الغرب من الطريق الرئيسي بين دمشق وحلب، ويبعد 20كم عن مركز المحافظة. يقوم التل في سهل زراعي واسع يعرف حالياً بسهل الجزر الذي يضم الكثير من التلال الأثرية، وهو منطقة سهلية انتهى تشكيلها في الحقبة الجيولوجية الرابعة، وتمتاز بلون تربتها الحمرا وصخورها الكلسية العائدة إلى الحقبة الجيولوجية الثالثة. يشتهر هذا السهل بزراعة الحبوب، وتحيطه بساتين الزيتون التي تنتج كميات كبيرة من الزيتون وزيت الزيتون، وهما المادتان الأساسيتان للتجارة منذ القدم. ويعدّ تل آفس الأكبر والأهم بين تلال سهل الجزر؛ إذ تبلغ أبعاده نحو 500 ×570م. وتأتي الأهمية التاريخية للموقع من كونه عند نقطة تقاطع الطرق التجارية أولاً؛ ولإنتاجه الوافر من الحبوب والزيتون ثانياً.

أدت زيارة القنصل الفرنسي في حلب لتل آفس عام 1903م إلى الكشف عن النصب التذكاري الآرامي الذي يعود إلى ملك حماة زكّور Zakkur  ولوعاش Lu’ash (حماة والغاب)، وهذا النصب محفوظ حالياً في متحف اللوفر في باريس، ويعود تاريخه إلى القرن الثامن قبل الميلاد. وقد استنتج بعض الباحثين - من العثور على هذا النصب ومن مضمون النص المنقوش عليه - أن تل آفس هو موقع مدينة حزريك الآرامية (ح ز ر ك). لكن لم يبرز حتى الآن دليل حاسم على صحة هذا الاستنتاج، وفي الوقت نفسه يميل باحثون آخرون إلى أن موقع هذه المدينة ينبغي أن يكون في سهل الغاب غربي محافظة حماة.

قامت بعثة آثارية إيطالية من جامعة بيزا الإيطالية بالتنقيب في تل آفس. وكانت هذه التنقيبات بإدارة باولو ماتييه Paolo Matthiae في الأعوام 1970-1972، و1978. واستمر العمل في عام 1986 تحت إشراف ستيفانيا ماتسوني Stefania Mazzoni من جامعة بيزا الإيطالية. وشملت التنقيبات مناطق التل المركزي (القطاع (A، والمدينة المنخفضة (القطاع(E ، والتحصينات (القطاعين .(N,B وقد دلت هذه التنقيبات على وجود طبقات أثرية تبدأ من العصر الحجري النحاسي حتى العهود الهلنستية. لقد كشفت التنقيبات عن عشر طبقات أثرية في تل آفس، وحدد المنقبون تاريخ هذه الطبقات ابتدا ً من العصر الحجري النحاسي (الطبقة الأولى) إلى العهد الفارسي الأخميني (الطبقة العاشرة)، وذلك على النحو الآتي:

-       آفس  I

العصر الحجري النحاسي القديم والوسيط، فترة حلف والعبيد (5500 - 3800ق.م).

-       آفس II

العصر الحجري النحاسي الحديث (3800 - 3100ق.م).

-       آفس  III

عصر البرونز القديم III-I  و(3100-2500ق.م).

-       آفس  IV

عصر البرونز القديم IV-A.B  و(2500-2000ق.م).

-       آفس  V

عصر البرونز الوسيط الأول والثاني (2000 - 1600ق.م).

-       آفس  VI

عصر البرونز الحديث الأول والثاني (1600 – 1200ق.م).  

-       آفس  VII

عصر الحديد الأول (1200 - 900/950ق.م).

-       آفس  VIII

عصر الحديد الثاني (900/950 - 700ق.م).

-       آفس  IX

عصر الحديد الثالث (700 - 550ق.م).

تتمثل بقايا العصر الحجري النحاسي في تل آفس بالسور الدفاعي وبالفخار الرمادي المصقول. ومن العصر البرونزي القديم وجدت أرضيات سكنية وكسر فخارية. وكشفت التنقيبات في القطاع E عن وجود وحدات معمارية تعود إلى العصر البرونزي القديم الرابع وهذه الوحدات تضم مشاغل لتصنيع مادتي الفخار والصوان. وقد وجدت فيها دكاك ومواقد ومدقات من البازلت. في العصر البرونزي الوسيط ازدهرت المدينة لترتقي إلى مرتبة المدينة ذات السيادة. وفي هذا العصر أحيط المركز بجدار تحصيني فضلاً عن وجود سور دفاعي يحيط بالمدينة المنخفضة، وكانت تتبع للمدينة حينذاك عدة قرى وحقول زراعية محيطة بها. ومن أهم مكتشفات هذه الفترة منشآت معمارية سكنية (في القطاعين (N,E تحتوي على كسر فخارية متنوعة ودمى طينية، وكذلك منطقة جنائزية مؤلفة من عدة قبور في القطاع B تضم بعض اللقى الفخارية ودمى طينية.

مع بداية العصر البرونزي الحديث تراجعت أهمية المدينة، وتعرضت لانقطاع في الاستيطان لفترة وجيزة. وأحيطت المدينة فيما بعد بسور دفاعي تم الكشف عن بقاياه في القطاع N. وكشفت التنقيبات في القطاع E عن منطقة سكنية واسعة كشف فيها عن القصر القديم الذي يضم ملحقاً سكنياً مؤلفاً من ست غرف متعددة الوظائف وملحقاً إدارياً عثر فيه على تسعة رقيمات مسمارية وبعض اللقى البرونزية؛ وقصر آخر له مدخل بأعمدة حجرية، ويطل على طريق معبَّد بحصى مرصوفة يتجه من الشرق إلى الغرب.

كسر فخارية من تل آفس التنقيبات الأثرية في تل آفس

في العصر الحديدي قامت المدينة بدور رئيسي في شمال غربيّ سورية بسبب موقعها المهم الذي يربط المنطقة الداخلية مع المنفذ البحري. خلال العصر الحديدي الأول شهدت المدينة تطورات اقتصادية واسعة ونزوحاً سكانياً كثيفاً من الريف إلى المدينة، وخططت المدينة بشوارع مستقيمة تشرف عليها البيوت السكنية التي اكتشفت في القطاعين .N,E وازدهرت في المدينة حينذاك الأعمال الحرفية المختلفة خصوصاً صناعة النسيج، وأنتج الفخار المحلي الملون إلى جانب الفخار القبرصي المستورد. من أهم البقايا المعمارية المكتشفة تلك التي تعود إلى المعبد الكبير في القطاع .A وهذا المعبد كان مخصصاً لعبادة إله العواصف على ما يرجح. ويضم المعبد مصلَّييَن صغيرين شُيّدا فوق بعضهما باللبن من دون أساسات حجرية. وكشفت التنقيبات عند المدخل الرئيسي عن كسر ومباخر فخارية خاصة بالطقوس الدينية والعديد من الزبادي والصحون.

ويمثل العصر الحديدي الثاني والثالث مرحلة ازدهار المدينة، وإليها تعود مدينة حزريك الآرامية وفي هذه المرحلة أعيد بنا المدينة، ووسعت المباني الدينية والمدنية. وأحيطت المدينة بسور خارجي، وبرزت بوصفها مركزاً آرامياً مهماً في سورية الشمالية. وقد أسفرت التنقيبات في هذه الفترة عن اكتشاف بقايا لأساسات معبد مؤلف من مدخل مع عتبة واسعة تركزت على قطع حجرية كبيرة مشذبة تحدّها الأبراج وفي الداخل غرف كبيرة ذات طقوس دينية. كما تم الكشف مؤخراً - إلى الجنوب من هذا المعبد - عن منشأة معمارية متعددة الوظائف، فسرها المنقبون على أنها منطقة خدمية خاصة بالمعبد تضم غرفاً ومخازن. وقد عثر فيها على لقى ثمينة مثل ثور منحوت من العاج ومغطى بصفيحة رقيقة من الذهب. فضلاً عن أختام أسطوانية وحيوان خرافي على هيئة أفعى. والجدير بالذكر أن حجارة هذا المعبد أعيد استعمالها في أسس أبنية العصور الكلاسيكية. وتم الكشف عن بقايا متفرقة عند سطح التل تعود إلى العهد الفارسي.

 

حسان حاج يحيى

 

 

مراجع للاستزادة:

- S. MAZZONI, ”Materials and Chronology”, in, S. Mazzoni, S. M. Cecchini, (eds.), Tell Afis (Siria) Scavi sull’acropoli 1988-1992, (Pisa, 1998).

- S. MAZZONI, (ed), Tell Afis (Pisa, 2005).

 

 

التصنيف : العصور التاريخية
المجلد: المجلد الثاني
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1074
الكل : 40509362
اليوم : 39177