logo

logo

logo

logo

logo

البصروي (جامع فضل الله-)

بصروي (جامع فضل الله)

-

البصروي (جامع فضل الله-) 

 

يقع جامع فضل الله البصروي خارج أسوار مدينة دمشق القديمة على العقار رقم 934  منطقة بحصة وسنجقدار، في شارع الجمهورية، غرب ساحة الشهداء (المرجة) ، وهو يواجه مبنى السرايا العثمانية (وزارة الداخلية القديمة)، ويلاصق مبنى قصر غازي (دائرة آثار ريف دمشق حالياً) من الجهة الشرقية.

جامع فضل الله البصروي

وهو مشيّدة أثرية من العهد العثماني بُنيت سنة 1240ه/1824م، خلال فترة الوالي العثماني بيلاني مصطفى باشا، وفي عهد السلطان العثماني محمود الثاني.

المسقط الأفقي للحرم

تهدّم في مطلع القرن العشرين، فسارعت دائرة أوقاف الشام بإعادة بنائه، ولكن على طراز مغاير للبناء الأصلي، فأصبح جامعاً معلقاً حين جعلت تحته أربعة مخازن وقفية له. أما المئذنة القديمة للجامع فهي لم تكن على الشكل الذي هي عليه اليوم، بل كانت بسيطة، قليلة الارتفاع، وحيدة الشرفة، خالية من العناصر الزخرفية. ثم بُنيت على نسق جديد في مطلع القرن العشرين حين تمت إعادة بناء الجامع. وجُدّدت سنة 1411ه/1990م  بشكل فني أنيق، ثم رممّت سنة 1431ه/2010م مع الجزء السفلي من الواجهة الغربية الخارجية. ويجري الإعداد لترميم الجامع بكامله بعد الأضرار التي أصابته في منتصف سنة 1424ه/2013م.

للجامع مدخل بسيط معقود بعقد حجري نصف دائري، لا يؤكده سوى وجود المئذنة أعلاه، ويحيط به إطار من مداميك الحجر البازلتي الأسود: عشرة مداميك بدءاً من مستوى الأرضية، ثم عقد بارتفاع ثلاثة مداميك مؤلف من عشر صنجات ما عدا القفل، ثم مدماك واحد فالإفريز الأفقي البسيط. يحتوي هذا المدخل على باب معدني حديث ذي مصراعين، يفتح على دهليز مستطيل طويل ذي سقف مستوٍ، يفضي إلى الصحن الخارجي شمالي الجامع، حيث الميضأة والمطاهر والخدمات على ضلعيه الشمالية والشرقية، ثم القبر المتواضع للواقف في الزاوية الشمالية الغربية من الصحن. ويحيط بالصحن سور مرتفع، علماً بأنّ جميع مواد بنائه وإكسائه من المواد الحديثة.

يُصعد إلى مستوى حرم الجامع بوساطة درجين حجريين لهما درابزين معدني، يحتلان الواجهة الجنوبية لصحن الجامع: يتألف الدرج الشرقي منهما من إحدى وعشرين درجة من الحجر الكلسي الطحيني، وأما الدرج الغربي منهما فيبدأ بأربع درجات تفضي إلى سفرة مستطيلة يُصعد عبرها بدرج مماثل للدرج الشرقي مؤلفٍ من سبع عشرة درجة، ويلتقي الدرجان في سفرة مشتركة تُشكّل المدخل لحرم الجامع مكوّنة فراغاً مستطيلاً تحتها، يستعمله الإمام محراباً للمصلّى الصيفي (الصحن).

حرم الجامع

مدخل حرم الجامع ذو إطار حجري كلسي من اللون الطحيني، يتألف من اثني عشر مدماكاً، يعلوها تاجان حجريان بنحت بسيط، ويحملان مدماكين حجريين بمستويات متداخلة، ويحملان بدورهما إفريزاً من الحجر المماثل بشكل مثلث؛ قاعدته مؤلفة من خمس حبّات (صنجات)، وضلعاه مؤلفتان من أربع حبات وقفل برأس المثلث. ثم يعلوه شماسة (مظلة) معدنية مستوية ذات إطار معدني مخرم. يُفضي هذا المدخل- فوق عتبة حجرية وعبر باب ذي مصراعين بحشوات خشبية مستطيلة- إلى مربع الدخول الذي تسبقه درجة حجرية منخفضة. وهذا المربع محاط بفواصل جانبية خشبية مستحدثة، وباب خشبي زجاجي يفتح على حرم الجامع.

يعلو مربع الدخول للحرم دكّة المبلغين الخشبية الأنيقة ذات النسب المعمارية الدقيقة، وهي تستند إلى الجدار الشمالي للحرم وإلى عمودين خشبيين، يبدآن بمقطع مربع بارتفاع نحو نصف متر، ثم ينتقلان إلى المقطع المثمن عبر مثلثات مقرنصية لطيفة، وينتهيان بتاجين خشبيين مقرنصين يعلوهما طبتان (مخدتان) مكعّبتان خشبيتان تحملان بدورهما جسراً خشبياً طولياً ينتهي شرقاً وغرباً بإفريز ناعم. ويستند إليه ثمانية جسور خشبية عرضية مشغولة زواياها السفلية ومنتهية جنوباً بإفريز مماثل، وبالتالي فهي تحمل الأرضية الخشبية للدكة المسوّرة بدرابزين غير مرتفع من الخشب الخرط. يُصعد إلى الدكة بوساطة درج حلزوني خشبي أنيق مؤلفٍ من أربع عشرة درجة.

دكة المبلغين

يتوسط حرمَ الجامع عمودان حجريان أسطوانيان، يستندان إلى قاعدتين مثمّنتين متدرجتين، وينتهيان بتاجين كورنثيين يحملان جسراً طولياً ينصّف سقف الجامع المحمول على جسور عرضية تحوي بينها حنايا بسيطة، مستندة بدورها إلى جدران مبنية من الطوب ومؤطرة بالحجر المتداخل في زواياها الأربع. وأما الأرضية فهي مرصوفة بالحجر الكلسي الطحيني (الكدان).

وأما الواجهات الداخلية للحرم: فالقبلية منها متماثلة، ينصفها المحراب المعقود بعقد حجري وتري محمول على سويريتين (عمودين مدمجين) خشبيتين دائريتين، لهما قاعدتان وتاجان مقرنصان، وهو محاط بإطار حجري يعلوه تاجان بشكل إفريز متدرج، وقد دُهن باطنه بزخارف حديثة. وعن يمين المحراب ويساره شباكان مستطيلان مؤطران بإطار حجري كلسي طحيني، يعلوهما شباك خشبي زجاجي ذو عقد حجري مدبب.

وأما الواجهة الشمالية فهي مماثلة للقبلية سوى أنه ينصّفها المدخل والدكة، وأن شبابيكها السفلية لها مصبّعات معدنية، والعلوية قد سُدّت حديثاً. والواجهة الشرقية تحوي شباكاً خشبياً مستطيلاً في طرفها الشمالي، وباباً خشبياً في طرفها الجنوبي يفتح على ممر يؤدي إلى غرفة الإمام والمؤذن ودرج الصعود إلى المئذنة. وأما الواجهة الغربية فهي مصمتة بكاملها.

ويحتوي الحرم في زاويته الجنوبية الغربية على منبر خشبي رائع ذي طراز مملوكي مصنوع من خشب الجوز ومشغول بالزخارف الهندسية كاملاً. باب المنبر خشبي بمصراعين مشغولين بزخارف هندسية، يعلوه لوحة بزخارف كتابية «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، ثم تاج خشبي مقرنص ينتهي بشرّافات نباتية. وأما ريشتاه فهي من الخشب الخرط، وجلسة الخطيب ذات سقف خشبي مشغول، يحيط به إفريز خشبي مقرنص يعلوه شرّافات نباتية، ويغطيه قبة بصلية متوّجة بهلال فوق ثلاث تفاحات.

وأما الواجهات الخارجية لكتلة الجامع فيظهر منها الشمالية  المطلة على الصحن، والجنوبية المطلة على الشارع العام الذي كان ينصّفه نهر بردى قبل تغطيته:

الواجهة الشمالية:  مبنية من الحجر الغشيم في جزئها السفلي (خلف المحلات)، ومبنية من الطوب اللبني في جزئها العلوي (الجدار الشمالي لحرم الجامع)، ومنتهية بإفريز حجري كلسي طحيني، ويظهر الحجر المتداخل في زاويتها الغربية. وهي متماثلة، ينصّفها المدخل الموصوف آنفاً، وعن يمينه شباكان مستطيلان لهما إطاران حجريان ومصبّعات معدنية، يعلوهما شباك ذو إطار حجري مغلق حديثاً ومعقود بعقد حجري مدبب بمستوى سمت الواجهة، يليه عقد مدبب بارز عن سمت الواجهة، ويماثلهما شباكان آخران عن يسار المدخل.

الواجهة الجنوبية: تتضمن أربعة مخازن ومدخل الجامع في جزئها السفلي، وهي ذات إطارات حجرية بازلتية سوداء. وتحتل واجهة حرم الجامع المتماثلة والمبنية من الحجر الكلسي الطحيني والمئذنة الجزء العلوي بكامله من هذه الواجهة، ويؤطرها إفريز حجري متكامل يرتفع قليلاً في وسطها ليؤكد موقع المحراب، حيث يوجد نافذتان مصمتتان بينهما عمود بقاعدة مربعة وتاج ذي حنيات نباتية، يعلوهما لوحة حجرية منحوت عليها: «جامع فضل الله البصروي»، ثم يعلوها عقد مدبب مرتفع ذو تجويف يحوي نصاً منحوتاً «قال الله تعالى في كتابه الكريم إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً».  وعن اليمين واليسار تجويفان حجريان يحوي كل واحد منهما على شباكين خشبيين زجاجيين يتوسطهما عمود مماثل للوسطي يعلوهما شباك خشبي زجاجي معقود بعقد مدبب يبرز عنه عقد حجري مدبب آخر. وتُزيّن تواشيح العقود أربع كتل دائرية حجرية بارزة عن سمت الواجهة بشكل متماثل.

الواجهة الجنوبية الرئيسية

 ويحوي الطرف الشرقي لهذه الواجهة واجهة درج المئذنة المفتوح فيها نافذة طولية صغيرة وضيقة، ثم واجهة غرفة المؤذن ذات السقف المائل والفتحة المستطيلة الطويلة.

الواجهة الجنوبية

المئذنة: تستمر فوق مستوى السطح بقاعدة مربعة ثم يصبح جذعها مثمناً، ذا فتحة إنارة صغيرة، عبر الانتقال بوساطة مثلثات هرمية. ثم تأتي شرفة الأذان المثمنة ذات الدرابزين الخشبي المشغول بالزخارف الهندسية والمستندة إلى المقرنصات المتدرجة، فالجذع المثمن الأصغر قليلاً المحتوي على باب قبلي ومغطى بمظلة خشبية ذات غطاء وإطار معدني مخرم، ويستمر الجذع قليلاً لتأتي المقرنصات التي تحمل الشرفة الخشبية العلوية ذات الزخارف الهندسية، لينتهي الجذع بجوسق مثمن أقل عرضاً حاملاً قلنسوةً مخروطية هرمية مغطاة بالألواح المعدنية ومتوّجة بهلال فوق تفاحتين.

زكريا كبريت 

مراجع للاستزادة:

-  يوسف بن عبد الهادي، ثمار المقاصد في ذكر المساجد، الذيل لأسعد طلس (مكتبة لبنان، بيروت 1975م).

   - قتيبة الشهابي، دمشق تاريخ وصور (مؤسسة النوري، دمشق 1994م).

 


التصنيف : آثار إسلامية
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1109
الكل : 40572649
اليوم : 102464