logo

logo

logo

logo

logo

الجسر في العصور التاريخية

جسر في عصور تاريخيه

-

 الجسر

الجسر

 

الجسر في العصور التاريخية

تأتي المعلومات عن الجسر في العصور التاريخية للحضارة القديمة من النصوص المدونة والمشاهد الفنية بالدرجة الأولى. أما البقايا الأثرية للجسور فنادرة جداً بسبب طبيعة تكوينها أو لتهدمها نتيجة لحركة الأنهار أو تعرضها للتخريب ولا سيما أنها من الآثار المكشوفة. تتضمن النصوص الملكية الآشورية إشارات عدة عن عبور الأنهار- خصوصاً نهر الفرات في سورية- عوماً بوساطة أرماث تطفو على قراب منفوخة من جلود الحيوانات. أما الجسور فكانت من النوع العائم على قوارب تربط ببعضها. ويظهر أحد هذه الجسور العائمة في مشهد بالنحت البارز على صفائح البرونز التي كانت تغلف بوابات قصر شلمنصر الثالث في بلاوات [ر] (موقع مدينة إمجُر- أنليل القديمة في شمالي العراق).

كان هناك جسر ثابت على نهر الديلب الذي يجري بموازاة السور الجنوبي لمدينة أوغاريت (رأس شمرا) حيث كانت توجد البوابة الرئيسية للمدينة، لكن هذه البوابة لم تستكشف وإن يظهر موضعها واضحاً قرب الزاوية الجنوبية- الغربية للمدينة. وموضع الجسر يكون على النهر مقابل موضع البوابة.

من الأمثلة الواضحة لبناء الجسور الحجرية الثابتة الجسر الذي شيد في عهد الملك الآشوري سنحاريب في الموضع المسمى جروانة في شمالي العراق. وهذا الجسر مشيد على قناطر حجرية ليقطع أحد الأودية. وكانت الغاية منه تمرير الماء عبر ذلك الوادي باتجاه العاصمة نينوى، أي إنه كان بالأصل من نوع المعابر المائية Aqueduct، التي اشتهرت بها الحضارة الرومانية لاحقاً. وكان هذا المعبر الآشوري يستعمل حين الحاجة جسراً لعبور الوادي، وماتزال آثاره شاخصة.

ومن الجسور القديمة التي وجدت بقاياها- فضلاً عن ذكرها في النصوص المسمارية- جسر مدينة بابل في العصر البابلي الحديث. وكانت بابل حينذاك مدينة كبرى يحيطها سور يبلغ طوله 18 كم، وكان جزء من المدينة يقع على الجهة الغربية من نهر أرَختو Arakhtu ؛ ولذلك شيد هذا الجسر في عهد نبوبولاصر (626- 605 ق.م) وأكمل في عهد ابنه نبوخذنصر الثاني (604- 562 ق.م) ليربط الجزء الغربي بالمدينة الرئيسية. ومن المحتمل أن يكون هذا الجسر الثابت قد حل محل جسر عائم قديم. الجسر الثابت كان مقاماً على دعائم من حجر الكلس والآجر مشيدة بشكل قوارب ومقدماتها موجهة لتلاقي التيار. وفي وقت لاحق شيدت بوابة للجسر لكي تسهل السيطرة منها على حركة النقل، وكانت هناك ضريبة تفرض على السفن التي تمر من تحت الجسر. كان هذا الجسر موجوداً خلال العهد الأخميني بعد سقوط بابل عام 539 ق.م. وتجدر الإشارة إلى أن المصطلحات المستعملة للجسر في اللغة الأكادية «جِشرُ» Gishru مضاهية لكلمة جسر العربية. وأطلق في الأكادية لقب «رَب جِشرِ» Rab Gishri على الموظف المسؤول عن استيفاء ضريبة الجسر.

ريا محســن

 


التصنيف : العصور التاريخية
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1060
الكل : 45627898
اليوم : 28581