logo

logo

logo

logo

logo

أذينة (الملك-)

اذينه (ملك)

Odaenathus (The king-) - Odenat (Le roi-)



أُذَيْنَة (الملك -)

 

 
أذينة ملك تدمر

هو أُذَيْنَة بن حيران بن وهب اللات بن نصّور ملك تدمر، ويعرف في المصادر الكلاسيكية باسم Odaenathus، ينسبه الطبري والمسعودي إلى هوبر العمليقي من بني السميدع من قضاعة. وتَدمُر مدينة حافظت على حريتها واستقلالها، وسيطرت على طرق التجارة مستفيدةً منها كما استفادت روما وفارس، وقد أشارت المصادر التاريخية إلى حالة استقرار سياسي واقتصادي مهم فيها منذ القرن 3 ق.م نجم عنها العناية بتنمية قدرات الجيش التدمري الذي شاركت فِرقٌ منه الرومان في حروبهم للقضا على مملكة الأنباط عام 106م.

بعد دمار البترا آلتْ مقاليد التجارة إلى تدمر بلا منازع، فاستفادت من أرباحها الهائلة لتشهد نهضة عمرانية واسعة، كما سطعَ نجمُ تدمر بعد اعتلا الأسرة السيفيرية لعرش روما. غير أن وصول الساسانيين للسلطة في بلاد فارس واستيلا هم على المقاطعات الرومانية الشرقية وزحفهم نحو أنطاكية أدى إلى اضطراب المسرح السياسي، وشهدت هذه الفترة أوضاعاً غيرت وجه الشرق، تمثّلت بوصول أُذَيْنَة إلى سدة الحكم نحو العام 228م.

أظهر أذينة في الفترة 259-267م قدراتٍ عسكرية فائقة، فتمكّن من هزيمة الساسانيين على ضفاف العاصي، وردّ جيوشهم إلى ما ورا الفرات، وفرضَ الحصار مرتين على عاصمتهم طيسفون، وقد وصف ملالاس Malalas ذلك بقوله: إن خصم الروم أذينة ملك العرب السرسيين Saracens بسط سيطرته على جزيرة العرب وهو زوج ملكة العرب زنوبيا، وقضى على معظم جيش الفرس بقيادة سابور Sapor. كما أشار أوتربيوس Eutropius إلى معارك أذينة بقوله: لقد هزم أذينة الفرسَ في الشرق، وبعد أن دافع عن سورية بكاملها انتزع بلاد ما بين النهرين، وتوسّع بعيداً في بلاد الأعدا حتى طيسفون، فاتخذ لنفسه لقب ملك الملوك، ومنحه الامبراطور غاليانوس [ر] Gallienus  لقب مصلح الشرق كله، وكذلك اللقب الروماني  Dux Toitius Orientis  الذي يقابل اللقب اليوناني Pasés Anatolés Stratégos أي القائد الأعلى لجيوش الشرق، وظهر دوره المهم فيما أور ده تاريخ الأباطرة: لولا أذينة ملك التدمريين الذي أخذ على عاتقه مهمة ومسؤولية سلطة الامبراطور بعد أسر ڤاليريان[ر] Valerianus لضاعت دولة الرومان في الشرق. فكان أذينة يتصرف كامبراطور وإن لم يحمل لقب الأوغست  Augustus.

كتابة يذكر فيها اسم أذينة على عمود في الشارع الطويل كتابة يذكر فيها اسم أذينة على عمود في معبد بعلشمين

تُعدّ كل من الكتابات المنقوشة على فقرات الأعمدة في تدمر، إضافة إلى كتاب "تاريخ الأباطرة"، وكتاب "التاريخ" لزوسيموس  Zosimos، وكتاب "سيرة العالم" لزوناراس Zonaras من أهم المصادر التي غطت الفترة المتعلقة بأذينة. لم تكن المعلومات المتوافرة عن أذينة حتى العام 5891م تتعدى أذينة الأول وأذينة الثاني، لكن ذلك تغير كلياً بعد اكتشاف كتابة منقوشة على عمود في الشارع الطويل مؤرخة بعام 252م، تذكر: لسبتيموس أذينة بن حيران بن وهب اللات بن نصور المعظم والأشهر بين التدمريين، وتُسميه رأس تدمر المعظم أو المبجل، وبذلك تأكد أن الأسرة الحاكمة ليس فيها سوى أذينة واحد هو زوج زنوبيا. كما تشير كتابة أخرى إلى تقديم تمثال لأذينة من نقابة الصائغين عام 258م، وتسميه الحاكم، وكذلك كتابة منقوشة على عمود في معبد بعلشمين مكرّسة لأذينة ملك تدمر مهداة من نقابة الدباغين وصانعي القِرَب بتدمر، وكتابة منقوشة على عمود في الشارع الطويل نصّها: هذا التمثال إلى سبتيموس أذينة ملك الملوك، حامي ومحرر الشرق كله، سبتيموس زبدا القائد الأعلى للجيش التدمري وسبتيموس زباي قائد موقع تدمر، هذان القائدان الكبيران قد وضعاه لسيدهما في شهر آب سنة 582 (سلوقي= نيسان 271م)، وكتابة تؤرخ لإقامة مدفن لأذينة وأسرته، وكتابات على بطاقات ولائم دينية عليها صور أذينة وابنيه حيران ووهب اللات.

كتابة مدفن أسرة أذينة (متحف تدمر)
 
بطاقات ولائم دينية أذينة وابنيه

ذكر زوسيموس بأن أذينة قُتلَ ضحية مؤامرة في أثنا احتفاله بعيد ميلاده في حمص [ر]، ويذكر زوناراس أن مقتله كان بيد ابن أخيه معني، غير أن وصفاً دقيقاً لمقتل أذينة جا من مؤرخ يوناني مجهول، مضافاً إلى عمل المؤرخ ديو كاسيوس[ر] Dio Cassius ، يقول فيه: عندما قام شخص غير معروف بقتل أذينة الكبير اسمه روفينوس Rufinus، ويتهم ابنه أذينة الأصغر - على الأرجح ابنه وهب اللات[ر] - بالقتل، سأل الامبراطور غاليانوس روفينوس عن سبب قتله لأذينة، فأجابه: إن أذينة كان يستحق القتل، وأضاف: لو أمرتني أيها الامبراطور بقتل أذينة الصغير لقتلته - ويقصد وهب اللات - وكان روفينوس في ذلك الوقت مصاباً بمرض النقرس وكان من الصعب عليه أن يتحرك. وأضاف روفينوس: لو كنت معافىً وسليم البدن مثلما كنت في شبابي لفعلتُ به أي شي ٍ أُريد، وأنت أيها الامبراطور لك أن تفعل ما تريد ليس بيدك أنت، ولكن بوساطة جنودك، فأُعجبَ الامبراطور بجوابه وأثنى عليه. ويمثل النص رد فعل الامبراطور حيال مقتل أذينة، ويؤكد أنه العقل المدبر ورا الجريمة، خشيةً من وجود شخصية قوية تهدد امبراطوريت

 

خالد أسعد

 

 

مراجع للاستزادة:

 -  خالد أسعد، فيين. أُوفه ويدبرغ - هانسن: زنوبيا ملكة تدمر والشرق (دمشق 2006).

 -  عدنان البني، تدمر والتدمريّون (دمشق 1978).

-Harald INGHOLT, The Odainat Family, in: Palmyre, Bilan et Perspectives, Colloque de Strasbourg 1973, à la mémoire de Daniel Schlumberger et de Henri Seyrig. (Strasbourg, 1976).

 


التصنيف : آثار كلاسيكية
النوع : أعلام
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 296
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 499
الكل : 31271204
اليوم : 19392