logo

logo

logo

logo

logo

أردشير (الملك-)

اردشير (ملك)

Ardashîr (The king-) - Ardachir (Le roi-)



أردشير (الملك (

(224-241م(

 

 

أردشير Ardashir بن بابك بن ساسان مؤسس الأسرة الساسانية، (يعرف في المصادر الكلاسيكية باسم (Artaxerxes كان كاهناً لمعبد النار في مدينة اصطخر Istakhr التي خلفت مدينة برسيبوليس Persepolis المدمرة، وكانت اصطخر عاصمة الإقليم الذي يحكمه ولاة محليون يدينون بالولا للملك الفرثي.

كان ساسان Sasan قد عهد بوظيفته إلى ابنه بابك Papak الذي توسط لدى الملك الفرثي لتعيين ابنه أردشير قائداً عسكرياً في إقليم فارس، استفاد بابك من قوة ابنه العسكرية فهاجم الوالي وقتله وسيطر على إقليم فارس، ثم حاول بابك أن يحصل على موافقة الملك الفرثي أرطبان الخامس Artabanus V (أردوان) لتعيين ابنه أردشير والياً على إقليم فارس، لكن الملك رفض ذلك واتهم بابك بالعصيان والتمرد وسير الجيوش لمحاربته.

نقش رستم وهو نحت بارز يمثل تتويج أردشير ( في الجهة اليسرى) من قبل أهورامازدا (في الجهة اليمنى)

مات بابك في هذه الآونة، وقام ابنه أردشير بإعلان الملكية، وهاجم الأقاليم والمناطق المجاورة؛ وخاصة أن قوته العسكرية أصبحت تفوق وتضارع قوة الملك الفرثي الذي سير إليه الجيوش واشتبك معه في معركة في وادي هرمزدجان، انتصر فيها أردشير وقتل الملك الفرثي أرطبان الخامس، وبعد هذه المعركة دخل أردشير العاصمة طيسفون Ctesiphon في نيسان/إبريل عام 224 م ظافراً، وأعلن نفسه وريثاً للملوك الفرثيين ومؤسساً لمملكة جديدة هي المملكة الساسانية.

وفي السنين التالية أخضع أردشير ميديا وهمذان وحاصر مدينة الحضر [ر]، كما هاجم أذربيجان وأرمينيا، ويبدو أن هذه المناطق صمدت أمام زحف أردشير ولم يستطع السيطرة عليها إلا بعد قتال عنيف، ثم تمكن من السيطرة على الأقاليم الشرقية فأخضع سجستان وإقليم خراسان وخوارزم، ووصلت إليه رسل ملوك الكوشيين ومكران وتوران معترفين بسيادته. وقد خاض عدة معارك مع الامبراطور الروماني ألكسندر سڤيروس [ر] Alexander Severus ولكنها لم تكن حاسمة (230-232م)، وتمكن من احتلال مدينتي حران ونصيبين عام 238م.

قصر أردشير

وقد لخص اليعقوبي جهوده الحربية في كلمات قليلة فقال: "وكان ملكه باصطخر وامتنع عليه بعض كور فارس فحاربهم حتى فتحها ثم صار إلى أصبهان، ثم صار إلى الأهواز، ثم إلى ميسان، ثم رجع إلى فارس فحارب ملكاً يقال له أردوان فقتله، ثم سار إلى الجزيرة وأرمينيا وأذربيجان، ثم صار إلى سواد العراق فسكنه وصار إلى خراسان ففتح كورا منها".

ومن المحتمل أن أردشير قد توج ملكاً رسمياً لملوك إيران (شاهنشاه) بعد استيلائه على العاصمة بزمن قليل، ولا يُعرف أين تم الاحتفال بهذا التتويج، لكن من المحتمل أن يكون مؤسس الأسرة الساسانية قد توج في الإقليم الذي هو مسقط رأس أسرته، وقد يكون الاحتفال قد تم في بيت نارأناهيد في اصطخر حيث كان جده ساسان كبير الكهنة، وقد خلد أردشير تتويجه وارتقا ه للعرش في نقش رجب ونقش رستم بجوار مقابر الأخمينيين.

قطع نقدية من عصر أردشير

وتصف المصادر العربية والفارسية كالطبري والثعالبي والأصفهاني والفردوسي أردشير بالرجل الحكيم والقوي، فقد استطاع في سنوات قليلة إخضاع إيران الفرثية كلها وبابل والمناطق الشرقية، وجعلها تحت سيطرته المباشرة، كما ينسب إلى أردشير بنا عدد من المدن والمعابد التي حملت اسم الملك العظيم مؤسساً للدولة الساسانية.

وتذكر المصادر أن أردشير قضى اثني عشر عاماً في الأعمال العسكرية التي سبق ذكرها لينصرف بعد ذلك إلى الإصلاحات الداخلية، فقد وجه همته إلى الإصلاح الديني وتحسين حال الإدارة ووضع قواعد الحكم والجباية.

كان الدين من أكثر الأشيا التي استأثرت باهتمامه فعمل على إحيا الديانة الزرادشتية، وبنى معابد النار، وعمد إلى جمع تعاليم زرادشت في مجلد واحد لكي يكون مرجعاً موثوقاً ينصاع إليه الجميع. كما منح رجال الدين سلطة واسعة، وأشركهم في إدارة الدولة ونصَّبهم في كل مكان لإقامة الأحكام بحسب المبادئ الدينية، وأعلن أن الدين والدولة تو مان لا قوام لأحدهما من دون الآخر.

ويعود إلى أردشير الفضل في إرسا الكثير من القواعد والنظم الإدارية والإنشا ات العمرانية، فقد بنى ثماني مدنٍ، وقسم البلاد إلى ولايات، ورتب شؤون الخراج. وينسب إليه أنه كان يتحرى أحوال رعيته على نحو دقيق، ويدقق في أحوال الحكام ورجال الإدارة، وقد اعتمد في ذلك على عيون بثهم في أرجا المملكة. واعتمد أردشير مذهباً في تحقيق العدالة لم يحد عنه وهو: "أن العدل أساس الملك"، كما رتب ندما ه وجلسا ه فجعلهم في ثلاث طبقات؛ الأولى: الأساورة وأبنا الملوك، والثانية: أهل الشرف والعلم، والثالثة: المضحكون وأهل الهزل والبطالة، ولهذا ضرب به المثل في حسن السيرة، وكانت سيرته مثالاً يحتذيه من جا بعده من الملوك.

ويذكر المسعودي أن هناك شخصاً كان له الأثر في تقديم المساعدة الفكرية والعملية له؛ وهو الكاهن تنسر الذي آزره وبث له الدعاة في البلاد؛ وأعانه على توطيد الملك؛ وكتب رسائل بثها في الناس يدافع فيها عن أردشير وإصلاحاته.

ولا ريب في أن أردشير كان يملك من الخصال الشخصية ما مكنه من إحراز النجاح، فقد عرف بالشجاعة الفائقة والقوة الجسدية والحزم والشدة على الظالمين، وكان يكثر من الاستشارة والتفكير للوصول إلى الحكمة.

وفي آخر أيامه تزهد مؤثراً التجرد من الملك واللحاق بمعابد النيران والانقطاع إلى العبادة تاركاً الدولة لابنه سابور بحسب ما يقول المسعودي في "مروج الذهب"، لكن الطبري لا يذكر أمر هذا التزهد بل يقول: "إن أردشير عقد لابنه التاج من بعده". وسوا صح أمر التزهد أم لم يصح فمن الثابت أن أردشير أشرك ابنه في الحكم في أيامه الأخيرة، وكتب له وصيته المعروفة (عهد أردشير) التي ملأها بالنصائح السياسية ليستفيد منها ابنه ومن يليه من الملوك، وكانت وفاته عام 241 م.

 

محمود فرعون

 

 

مراجع للاستزادة:

 -  اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، المجلد 1 (دار صادر، د.ت).

 -  المسعودي، مروج الذهب ومعادن الجوهر (دار الهجرة، إيران 1984).

 -  الطبري، تاريخ الأمم والملوك، تحقيق أبو الفضل إبراهيم (دار المعارف، مصر).

 -  آرثر كريستنسن، إيران في عهد الساسانيين، ترجمة: يحيى الخشاب (دار النهضة العربية، 1982).

 


التصنيف : آثار كلاسيكية
النوع : أعلام
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 331
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1060
الكل : 40701364
اليوم : 84256