logo

logo

logo

logo

logo

الجمرك (خان-) /دمشق/

جمرك (خان) /دمشق/

-

 ¢ الجمرك

 الجمرك (خان -) /دمشق/

 

يُعدّ خان الجمرك من أهم خانات الفترة العثمانية في دمشق، ويعرف اليوم بـ (خان وسوق الجمرك)، وكان يعرف بـ (بيدستان مراد باشا). ويقع داخل أسوار المدينة القديمة، يحده شرقاً سوق القلبقجية (وللخان باب مفتوح عليه) وقسم من خان الشيخ قطنا، وغرباً جادة السليمانية، وشمالاً جادة البورص، وجنوباً خان الزعفرنجية، ولا يُعلم عن تاريخ الخان إلا الشذرات المقتطفة.

الموقع العام

أمر ببنائه الوالي العثماني مراد باشا خلال فترة حكمه (٢٠٠١-٥٠٠١هـ/ ١٥٩٣-١٥٩٦م)، وأوقف ريعه على مجاوري الحرمين الشريفين وفقرائها، وذكر قتيبة الشهابي في كتابه «دمشق تاريخ وصور» أن خان الجمرك كان مركزاً للجمارك حتى سنة ١٨٢١هـ/١٨٦٤م، وربما كان هذا ما أعطى الخان تسميته الحالية؛ إذ انتقلت ملكيته من ورثة مراد باشا إلى ديمتري أفندي شلهوب الذي جعله سوقاً تجارياً كبيراً. كذلك ذكر المؤرخ نعمان أفندي القساطلي في كتابه «الروضة الغناء في دمشق الفيحاء» أنه في سنة ٧٩٢١هـ/١٨٧٩م اشتراه شمعايا أفندي من ورثة آل شلهوب، وجعله سوقاً للصرافين وتجار الأوراق المالية. بعد ذلك قام ورثته ببيع محلات الخان بالتدريج حتى صار سوقاً تجارياً، وهو يمتد بين سوق «اتفضلي يا ست»- كما تطلق عليه العامة- إلى سوق الحرير، وتباع فيه جميع أنواع المنسوجات والبروكار والأقمشة الحريرية.

منظر علوي عام لخان الجمرك في دمشق

لم تقتصر وظيفة خان الجمرك على كونه مكاناً للتجارة والتجار؛ بل تعدى ذلك لتخصيص بعض فراغاته لإقامة اللقاءات الاجتماعية والثقافية، فقد سبق له أن شهد افتتاح الأعمال المسرحية لأبي خليل القباني بمؤازرة والي دمشق مدحت باشا، وبقي القباني يعرض فيه مسرحياته مدة سنة وأحد عشر شهراً؛ لحين قيام رجال الدين الدمشقيين بإقناع الباب العالي بضرورة إيقاف ذلك فيه.

صورة داخلية عامة

يتميز خان الجمرك بهندسة خاصة في بنائه، فهو يشكل زاوية قائمة مسقوفة بست قباب، وعلى جانبيه أُنشئت سلسلة من المخازن التجارية. يتألف من طابق واحد مخالفاً بذلك بقية خانات دمشق التي كانت تتألف من طابقين، وهو مغطى بأحجار كبيرة متناوبة اللونين الأبيض والأسود (الأبلق)، والخان بمجمله يشبه قاعة كبيرة ترتكز على عضائد من الأبلق، بحيث تستند إليها عقود ضخمة حملت فوقها ست قباب متوسطة الحجم، ذات رؤوس رمحية من دون رقبة، وفيها نوافذ صغيرة لإنارة الخان.

محلات الخان وعقودها

يتم الدخول إلى الخان عبر بوابة خشبية كبيرة الحجم ذات مصراعين كبيرين، وهي مصفحة بصفائح معدنية كبيرة، وقد ثُبتت الصفائح في المصراعين بمسامير ظاهرة، على حين يوجد بالمصراع الأيمن منه باب صغير (خوخة) مخصصٌ لدخول الأشخاص.

كذلك بنيت دعائم الباب مع جبهته العلوية بحجارة الأبلق، واتصلت ببعضها عند السقف لتشكل ضفائر مجدولة بشكل بديع، وقد بلغ ارتفاعها ستة أمتار، وتوسطت الجبهة العلوية للباب نافذة مغطاة بشبك حديدي.

تعرّض الخان منذ إنشائه لعدد من الحرائق: الأول وقع سنة ١٩١٢م، والثاني سنة ١٩٢٠م، والثالث سنة ١٩٧٨م، وقد أتت الحرائق على معظم معالمه وجوانبه الجمالية، وغيّرت الترميمات من أصوله، وما بقي منه اليوم لا يعبّر عن قيمته التاريخية، كما لا يبرز الخصائص المعمارية التي أُنشئ عليها.

محمد خالد حمودة

مراجع للاستزادة:

- أكرم العلبي، خطط الشام (دار الطباع، دمشق ١٩٨٤م).

- قتيبة الشهابي، دمشق تاريخ وصور (منشورات وزارة الثقافة، دمشق ١٩٨١م).

 


التصنيف : آثار إسلامية
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1056
الكل : 45627701
اليوم : 28384