logo

logo

logo

logo

logo

الجمل (في العصور الكلاسيكية)

جمل (في عصور كلاسيكيه)

-

 ¢ الجمل في العصور الكلاسيكية  الجمل

الجمل في العصور الكلاسيكية

 

لم يقتصر تمثيل الجمل على العصور القديمة؛ بل استمر تمثيله في عدة مناطق في العصور الكلاسيكية، كما كان الحال في مصر حيث عُثر على صور لـلإله حوروس Horus بشكل هزلي على شكل قزم وهو راكب على جمل. كما عُثر على ألواح صغيرة مرسومة على الخشب؛ عليها صف من الآلهة الصغيرة بالعباءة القصيرة ومسلحة بالرماح وأسلحة أخرى مثل الفأس المزدوجة التي كانت شائعة في آسيا، ومن هذه الآلهة من يمتطي الحصان وآخرون على الجمال.

ومن الملاحظ أن الجمل اختص في المناطق القريبة من الصحراء لذلك ثمة عدد كبير من الشواهد الأثرية التي تصور الجمل في سورية، ولاسيما في منطقة تدمر وأريافها والمناطق القريبة منها أو التي لها علاقة تجارية تربطها بتدمر مثل دورا أوروبوس، ويعود السبب في ذلك أن سكان تدمر عبدوا عدداً كبيراً من الآلهة التي كنت تسمى بآلهة الصحراء وكانوا يعدّونهم من الجن الذين يسهرون على حماية القوافل التي تمر في الصحراء التدمرية، وربما كانت هذه الآلهة من الآلهة العربية بسبب أسمائها من جهة؛ وبسبب التشابه في الظروف المناخية والاعتماد على القوافل التجارية من جهة أخرى، حيث كان الجمّالة يواكبون القوافل ويحرسون الدروب العابرة للصحراء ليحموا المارّة من قطاع الطرق، وكانت آلهة الصحراء هذه توضع ضمن ثنائيات وتصوّر مرتدية ملابس الصحراء ومدججة بالسلاح، ومنها ما يصور راكباً على الحصان ومنها ما يركب على الجمل، وأما أسلحة الجمّال فهي القوس والنشّاب إضافةً إلى الترس المستدير الصغير مع الرمح أو السيف الطويل، وهي ذاتها أسلحة الجمّالة الذين خدموا في الجيش السلوقي والروماني من بعده لتأمين الصحراء، ومع وصول التأثيرات الرومانية إلى سورية صورت بعض هذه الآلهة ترتدي الدرع الروماني.

ومن الأمثلة على تصوير الجمل في العصور الكلاسيكية في سورية: حجر منحوت من تل حلف[ر] (رسينا Resaina) يظهر فيها شخص يجلس على جمل وحيد السنم وقد جُعل حجمه أكبر من الجمل مما لا يظهر تناسقاً في اللوحة، كما أن وجه الجمل بدا مشوهاً، وتظهر على جسمه الأحزمة المخصصة لتثبيت السرج حول الرقبة والذيل، وعلى ما يبدو أن ممتطي الجمل هو إله يحمل رمحاً وترساً؛ وله تاج مشع حول رأسه، ويبدو أن اللوحة قد صنعت بطلب من أحد الجنود الرومان في الفيلق المرابط في المنطقة.

منحوتة تدمرية تظهر جملاً محملاً بالبضائع مع تاجرين

ومن الآلهة التي تصور كثيراً مع الجمل الإله أرصو Arsu، وهو من الآلهة المعبودة في تدمر؛ حتى إنه خُصص له معبد في المدينة وعُبد أيضاً في دورا أوروبوس، حيث عُثر على لوحة من الجص في معبد الإله أدونيس[ر] Adonis تمثل أرصو يرتدي لباساً إغريقياً مع العباءة والوشاح ويمتطي جملاً وحيد السنم ويمسك باللجام، ويقف الجمل أمام المذبح، وقد تم تمثيله جانبياً، وصوّر فيه الرأس والجسم مستديرين والرقبة مسطحة كأنها ملتصقة بالجسد، أما الأقدام فقد مُثّلت بخطوط عمودية ضيقة؛ والأخفاف قصيرة.

كذلك عُثر على لوحة من الحجر الكلسي الأبيض في معبد زيوس[ر] ماجيستوس Zeus Megistos في دورا أوربوس لأرصو وهو يقود الجمل ممسكاً اللجام باليد اليمنى، وتُظهر أقدام الجمل بوضوح من خلال تمثيل الأخفاف وظلفي الجمل، كما تُظهر تمثيل الذيل.

هناك لوحة أخرى تصور الإله أرصو يمتطي الجمل؛ ولكنه هنا يشكل ثنائياً مع الإله عزيزو الذي يركب الحصان، ويظهر السرج الخاص بالجمل بوضوح مزخرفاً وقد عُلِّق على الأحزمة الترس المستدير.

كذلك من ضمن الثنائيات التي كان يتم تمثيل الجمل معها الإله معن Maan والإله سعد Saad حيث صور أحدهما يركب الجمل والآخر الحصان، وكان الجمل من الحيوانات الخاصة بالإله معن، وهو من الجن والآلهة المساعدة المعبودة في تدمر.

وعُثر في حمص على زهريَّة من الفخار محفوظة في متحف بيروت تصور جملاً جالساً يحمل على ظهره جرتين ضيقتين من الأسفل ومثبتتين على البردعة، وتحت رقبة الجمل ثقب صغير لمرور الماء ينفتح على صدره ويمكن سده لوجود نتوء أسطواني على الجانب، أما سائق الجمل فهو على الأغلب قرد مما قد يشير إلى التمثيل الهزلي الذي كان متبعاً في مصر.

وفي منطقة خناصر مُثلت إلهة -ربما كانت الإلهة اللات[ر] Allat- جالسة على جمل مسلحة بحربة وترس مستدير، وفي خربة الحمام على الطريق بين حلب وتدمر عُثر على عمودين لإلهين جمّالين مسلحين بالرمح والترس.

هيا الملكي

 

التصنيف : آثار كلاسيكية
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1085
الكل : 45601305
اليوم : 1988