logo

logo

logo

logo

logo

حديدي (تل-)

حديدي (تل)

Hadidi (Tell-) - Hadidi (Tell-)

 ¢ حديدي

حديدي (تل -)

 

يقع تل حديدي Tell Hadidiعلى الضفة اليمنى لنهر الفرات، يبعد نحو ١١٠ كم إلى الشرق من مدينة حلب في منطقة غمر سد الطبقة (الثورة). مساحته ٥٣ هكتاراً، إحداثياتــــه: (٤٥ً ٥١َ ٦٣o شمالاً ٦٥ً ٨َ ٨٣o شرقاًً)، وهو يتموضع في منطقة خصيبة تقوم على الزراعة المروية بمعدل أمطار يزيد على٣٠٠مم سنوياً، ويحيط به عدد من المواقع الأثرية الأخرى التي بقيت خارج منطقة الغمر ومن أهمها تل الممباقة[ر].

يعتقد أن الاسم القديم لتل حديدي هو آزو Azu وفق النصوص المكتشفة في الموقع، والذي جرت فيه أعمال تنقيب طارئة ومحدودة بين ١٩٧٢ و١٩٧٨م ضمن مشروع إنقاذ مواقع غمر سد الفرات التي انطلقت ١٩٦٤م. عملت فيه بداية بعثة هولندية من جامعة ليدن Leiden بإدارة هـنك فرانكن Henk Franken أدارها بعده رودولف درونمانRudolph Dornemann، وفي عام ١٩٧٤ استكملت بعثة أمريكية من متحف ميلوكيMilwaukee Public Museum ومن جامعة ميشيغن Michigan؛ أعمال التنقيب لكنها لم تتمكن من الكشف عن أكثر من نصف مساحة الموقع المؤلف من قسم مرتفع وآخر منخفض.

أثبتت التنقيبات أن أقدم الطبقات الأثرية في الموقع تعود إلى فترة العصر الحجري النحاسي[ر] إذ عثر على فخار يعود إلى ثقافة عبيد (نهاية الألف الخامس وبداية الألف الرابع ق.م)، تلتها طبقة يعود تاريخها إلى عصر أوروك[ر] تضمنت بقايا بعض الأبنية، ثم استيطان يعود إلى العصر البرونزي [ر] بأقسامه: المبكر والوسيط والمتأخر، في حين تعود أحدث طبقات التل الأثرية إلى العصر العباسي.

ركزت الحفريات على الطبقات العائدة إلى العصر البرونزي[ر]، حيث تم الكشف عن أبنية تعود إلى العصر البرونزي المبكر وأجزاء من سور المدينة المبني باللبن، والذي يعود إلى العصر البرونزي الوسيط، وغطت البيوت السكنية منطقة وسط التل المنخفض؛ في حين عثر على مقبرة خارج أسوار المدينة يعود تاريخها إلى العصر البرونزي المبكر الأول والرابع، واستخدمت أيضاً خلال العصر البرونزي المتأخر.

مخطط طبوغرافي لتل حديدي

لكن أهم المكتشفات كان أحد المباني السكنية العائدة إلى فترة مملكة ميتاني [ر] (العصر البرونزي المتأخر) الواقع في الجزء الغربي من التل، والذي كان ما يزال بحالة جيدة مع أغلب محتوياته على الرغم من تعرضه للحريق مع كامل المنطقة المحيطة به. والمسكن مؤلف من ثماني غرف تحيط بفسحة سماوية في وسطه، توضعت ثلاث منها إلى جنوبي الفسحة وثلاث إلى الغرب، واثنتان في الجهة الشمالية. وقد عثر فيه على عدد من الرقيمات الطينية المسمارية تبين من أحدها أن هذا المنزل يخص مواطناً من آزو اسمه ييَ بن خُزيرُ. كما عثر في هذا البناء على لقى متنوعة من بينها ١٢٥ إناء فخارياً، وثلاثة أختام أسطوانية، والعديد من أحجار الرحى البازلتية - المستخدمة لطحن الحبوب وهرسها - ذات الأرجل الثلاث تشابه مثيلاتها في تل الممباقة ورأس الشمرة [ر].

أبنية من عصر البرونز المتأخر

وإلى الشمال من هذا المبنى تم الكشف عن مسكن آخر مشابه له يحتوي أيضاً على فسحة سماوية في وسطه تحيط بها خمس غرف مبنية من الطين.

عثر في الموقع على العديد من الأختام الأسطوانية والرقيمات المسمارية التي كتبت باللغة الأكادية (اللهجة البابلية الوسيطة) أضاءت نصوصها صورة الحياة اليومية والاجتماعية السائدة آنذاك، علاوة على المبادلات التجارية، والأمور الإدارية، وعلاقة آزو بإيمار [ر] وإيكلتي (الممباقة)، كما تضمنت العديد من أسماء الأعلام لسكان المدينة.

كما تم العثور على العديد من اللقى والأدوات البرونزية المختلفة للاستخدام اليومي والمنزلي، وما يقارب من ١٠٠٠ حلقة معدنية صغيرة تم اكتشافها ضمن عدد من القبور، وقوالب لصب البرونز، وأوانٍ فخارية تميزت بأشكالها الحيوانية، وبعض الدمى الطينية لها أكثر من نموذج.

تنقيبات الموقع ويظهر جبل عارودة في الخلفية 

أما نماذج الفخار الأقدم في تل حديدي فقد تميز بحافته السميكة وبوجود الأجراس والكؤوس، ونماذج تحمل بعض الزخارف، وأخرى تعلوها طبقة من اللون الأحمر الداكن، وهي تعود إلى عصر البرونز القديم (الألف الثالث ق.م).

لكن أغلب فخار العصر البرونزي المتأخر كان من النوع المحلي الذي اُستقدمت بعض مواد عجينته من منطقة الأناضول لتكون أكثر تماسكاً؛ وهو يشابه فخار تل أم المرا وتل الممباقة العائد إلى القرنين الخامس عشر والرابع عشر ق.م.

ومن بين فخار هذه الفترة هناك أوان كبيرة الحجم للتخزين وحفظ المؤن، وأوان للطبخ، وأخرى تحمل زخارف بطريقة الحزّ والتمشيط تميزت بقصر عنقها وتدرج قطرها ما بين٢٥سم إلى٣٦سم، ويصل ارتفاعها من٧٢سم إلى٩٦سم، وهناك أباريق وأوان ذات فوهة ضيقة وعروة صغيرة وقاعدة واسعة كالحوجلة.

فخار تل حديدي

تعرض موقع تل حديدي بداية القرن الرابع عشر ق.م للهدم والدمار إثر الهجوم الحثي، لينتقل بعدها مركز النشاط البشري إلى إيمار(مسكنة)، مع أن السكن بقي مستمراً في الموقع على نطاق أقل في الجهة الغربية من التل؛ في حين وجدت بعض البقايا الأثرية العائدة إلى العصر الروماني في الجزء المنخفض الشرقي من التل والجهة الجنوبية الشرقية من المرتفع. أما استيطان العصر الأموي والعباسي فكان محدوداً في الموقع. وأهم ما تمّ الكشف عنه مقبرة عباسية في الزاوية الجنوبية الغربية من مرتفع التل.

إبراهيم العلايا

مراجـع للاستزادة:

-هارتموت، كونه، مواقع التنقيب الأثري في سورية، تعريب: قاسم طوير وأسعد محمود (دمشق ١٩٨٣).

- R. Dornemann,Tell Hadidi: One Bronze Age Site among Many in the Tabqa Dam Salvage Area,(Bulletin of the American Schools of Oriental Research, No 270) (1988) pp. 13- 42 .

- R. Dornemann, Tell Hadidi: A Millennium of Bronze Age City Occupation (Annual of the American Schools of Oriental Research 44, 1979) pp.145 - 151.

 


التصنيف : العصور التاريخية
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1088
الكل : 45626018
اليوم : 26701