logo

logo

logo

logo

logo

الخمر في العصور التاريخية

خمر في عصور تاريخيه

-

 الخمر

الخمر

 

الخمر في العصور التاريخية

الخمر مشروب كحولي ينتج من تخمر السكريات وتحولها- بفعل بكتريا الخميرة- إلى كحول وثاني أكسيد الكربون، ويعتمد على سكر ثمار الفواكه خاصة، وكذلك على الحبوب التي تحتوي على النشاء ومنها القمح والشعير والذرة والأرز وغيرها، إلا أن أهم أنواع الخمور التي يرتبط اسم الخمر بها؛ هي النبيذ المصنوع من العنب الذي يتميز بالتوازن الكيميائي مما يجعله يتخمر من دون إضافة مواد إليه. وربما اكتشفت الخمر مصادفة عندما أراد الإنسان تخزين عصير العنب بعد عصره فتحول طعمه وتغير لونه وتأثيره. وقد استهلكت الخمر في التاريخ لأسباب دينية واجتماعية وطبية وعسكرية وغير ذلك، وجاء ذكرها في جميع الكتب السماوية وفي الكثير من الأساطير القديمة.

 

واحدة من أقدم ست جرار للخمر عثر عليها في موقع حجي فيروز في إيران (٥٤٠٠ - ٥٠٠٠ ق.م)

 

أظهرت الدراسات أن صناعة الخمر التي اعتمدت بداية على ثمار الكرمة البرية؛ عرفت أولاً في منطقة القوقاز بجورجيا نحو 6000ق.م، وفي إيران بين 5400- 5000ق.م حيث عثر في موقع حجي فيروز Hajji Firuz (شمال شرقي إيران) على ست جرار خمر يتسع كل منها لدنَّين ونصف من الخمر. وقد بيّن التحليل الكيميائي للرواسب المتبقية فيها وجود بقايا صمغية من نبات الفستق الحلبي والبطم التي كانت قد طليت بها الأواني الفخارية، لاحتوائها على مواد تطيل صلاحية الخمر المخزنة. وفي اليونان تم الكشف عن بقايا مكان مخصص لتصنيع الخمر في موقع في اليونان المقدونية Greece Macedonia يعود تاريخه إلى 4500ق.م.. وفي أرمينيا عثر عام 2011 على معصرة خمر ضمن كهف يسمى آرني - 1 Areni-1 بمنطقة فايتوس روز Vayots Dzor، ويعود تاريخها إلى نحو 4100ق.م، وقد احتوى على عدد من الجرار والأكواب وبعض الأدوات الأخرى المخصصة لتصنيع الخمر، مما يشير إلى وجود تقاليد راسخة لهذه الصناعة. وفي الصين كشف عام 2003 في موقعي جياهو Jiahuوهينان  Henan عن عدد من الجرار المستخدمة لتخزين الخمر تبين أنها صنعت من مزيج العنب والرز منذ 6000 ق.م، كما وجدت بقايا معاصر الخمر في موقع شينجيانغ Xinjiang الذي يعود تاريخه إلى الألفين الثاني والأول ق.م، وتشير الدلائل أيضاً إلى أن الصينيِّين ربما استخدموا الزعرور والكثير من ثمار الفاكهة ومزجوها بالرز لإنتاج أنواع مختلفة من الخمور. أما في الهند فقد عرفت صناعة الخمر منذ الألف الرابع ق.م.

الخمر في بلاد الرافدين: على الرغم من أن الجعة كانت هي المشروب الكحولي الأول في بلاد الرافدين، ومع ندرة النصوص المتعلقة بالكرمة والخمر قبل الألف الثاني ق.م؛ فقد أثبتت تحاليل لبقايا بعض الجرار الفخارية التي استخدمت لنقل الخمر وتخزينها؛ أنها كانت مشروباً مميزاً ومطلوباً للاستهلاك من الطبقات العليا للمجتمع منذ عصر أوروك المتأخر (٣٥٠٠-٣١٠٠ق.م)، ويبدو أنها كانت تشرب بكؤوس من الذهب. وكانت الخمر في زمن السومريِّين توضع في أنابيب نهايتها مثقوبة لتصبح نوعاً من عملية تصفيتها. وقد تردّد ذكر الخمر بصورة جميلة في العديد من الأساطير مثل أسطورة جلجامش والأساطير السومرية والبابلية الأخرى، مما يعكس الاهتمام الشديد به: «ليقبلني بقبلات فمه، لأن حبك أطيب من الخمر- نذكر حبك أكثر من الخمر. ـ آه يا آسرتي، يا مالكتي، أنت خمري المبهج». كما جاء ذكر الخمر في الأمثال والحكم البابلية: «اعط الطعام للجائع والنبيذ للعطشان»، وكذلك في الأدب الآشوري: «دعني أشرب النبيذ المخفف بالماء، دعني أجلس في أبّهة».

وتظهر الخمر في مشهد منقوش على ختم وجد في قبر ملكة أور بو- أبي Pu-Abi من عصر السلالات الباكرة (2900 - 2350ق.م)، حيث يظهر في المشهد الندماء من رجال ونساء وهم يتناولون مشروباً (ربما الجعة) بوساطة أنبوب من القصب من جرار كبيرة، ويشربون الخمر في أكواب محمولة بالأيادي. أما مصدر توفير الخمر فكان يتم تصنيعها محلياً من التمر والعنب، وتستورد من منطقة جبال زاغروس ومن سورية، حتى تحولت مدن جنوبي بلاد الرافدين ولاسيما أور إلى مركز لتجارة الخمور منذ الألف الثالث ق.م، حيث كان يتم شحنها وتخزينها بالجرار الفخارية. ويبدو أن هذه المناطق ظلت مصدراً لتصدير الخمر إلى جنوبي بلاد الرافدين خلال العصور اللاحقة طبقاً لرواية هيرودوت في القرن الخامس؛ حين وصف القوارب المبحرة من منطقة أعالي الفرات ودجلة متجهة نحو بابل، وهي محملة بالخمر التي تم وضعها ببراميل مصنوعة من خشب النخيل.

 

ختم أسطواني عثر عليه في قبر الملكة بو-أبي في مدافن أور الملكية (٢٦٠٠ ق.م) عليه مشهد مأدبة يتناولون فيها الخمرة

 

اعتاد سكان بلاد الرافدين على خدمة الآلهة في المعابد يومياً، وفي وجبة الصباح الكبيرة كانوا يهيئون تمثال الإله آنو ويضعون 18 إناءً على مذبحه من الجعة وإناء واحداً للحليب و4أوانٍ مصنوعة من الذهب للخمر.

وكان الطب يداوي حالات السكر بالخمر كما لو أنها حالات مرضية أو تسمم حقيقي، وجاء في النصوص إذا ما تناول شخص ما كمية كبيرة من الخمر وإذا ما اضطرب رأسه ونسي كلامه وأصبح هذراً وتشتت أفكاره وتزججت عيناه؛ فإن علاج ذلك هو أن يتناول الدواء(خلطة من المواد بعد مزجها بالزيت والخمر)، ويعطى الدواء في الصباح والمساء وقبل شروق الشمس.

كانت الخمر تسمى باللغة الأكادية «إينو» Ino، وقد جاء ذكرها في العديد من النصوص القديمة، ومنها نصوص الشرائع القديمة كشريعة أشنونا (المادة ١٥): «لا يجوز للتاجر أو بائعة الخمر أن يستلم من عبد أو أمة فضة أو حبوباً أو صوفاً أو زيتاً كرأس مال للمتاجرة». كما وردت في شريعة حمورابي (المواد 108-110)، وهي تتناول حانات الخمر التي كانت تديرها النساء: «إذا هي طلبت سعراً غالياً للخمر يجب أن ترمى في الماء (يتم إعدامها غرقاً)، وإذا تقابل المتآمرون في الحانة ولم يتم الإبلاغ عنهم يجب موت صاحبة الحانة».

ولأهمية الخمر فقد خُزِّنَت في أوعية خاصة من الفضة، دفنت أحياناً مع الموتى في القبور اعتقاداً منهم أن الكرمة يمكن أن تزرع في عالم ما بعد الموت. وقد ظهرت الخمر في العديد من منحوتات واجهات الأبنية الآشورية، وكذلك على الأختام الأسطوانية حيث ظهر الملوك يشربون الخمور مع نسائهم تحت عرائش الكرمة. وظهرت الأسود بعد اصطيادها وهي أمام المذبح ويقوم الملك بسكب الخمر فوقها مقدماً إياها أضحية للإله آشور. ويظهر الملك آشور بانيبال[ر] على المنحوتات الجدارية للقصر الشمالي الغربي في نينوى وهو يصب الخمر على جثث أسود أمام المذبح ويحيط به الخدم والموسيقيون. كما كانت الخمر من ضمن المواد الكثيرة الحاضرة في الوليمة الكبرى في التاريخ التي أقامها الملك الآشوري آشور ناصر بال الثاني[ر] لسبعين ألف مدعو في قصره بالعاصمة كلخ (نمرود).

رسوم جدارية تظهر زراعة الكرمة وتصنيعها وتجارتها
في مصر القديمة (١٥٠٠ ق.م)

 

 الخمر في مصر: اعتاد أفراد الطبقات العليا في المجتمع المصري القديم على تناول الخمر مع طعامهم يومياً؛ في حين كان الفقراء يشربون الجعة مع الخبز. كما أدت الخمر دوراً مهماً في الاحتفالات المصرية القديمة، وقد كان للخمور مكانتها في الولائم والأعياد الكبيرة؛ إذ إن حالة السكر والثمالة عُدّت من المتع التي تدخل السرور، وتساعد على الاتصال بين البشر والأرباب. كما أنها تزيل الحواجز بين الأحياء والأموات، فيتلاشى الحد الفاصل بينهما.

واستخدمت أصناف الخمور في طقوس العبادة الخاصة بتهدئة الآلهة وإرضائها وتلطيف حدة غضبها، وإدخال البهجة والسرور إلى قلبها. وقد وُصفت الربة حتحور بأنها سيدة الثمالة، وارتبطت بعض الربات بالسكر والثمالة مثل: موت وسخمت وتفنوت وباستت وتنمي والمعبودة منكت ربة الجعة. وعُدَّت الخمر الشراب الأساسي للملك بعد صعوده إلى السماء، ووصفت بأنها غذاء وشراب إلهي، وشراب للموتى في العالم الآخر؛ إذ تمنح المتوفى القدرة على البعث والخلود.

وقد عرفت صناعة الخمر في منطقة الدلتا بعد أن قدمت من السواحل السورية نحو ٣٠٠٠ق.م، وازدهرت صناعتها نتيجة التبادل التجاري بين مصر وسورية، على الأقل منذ فترة الأسرة الثالثة بالقرن ٢٧ق.م بداية عصر المملكة القديمة. ويبدو أن الخمر الحمراء اللون كانت هي المفضلة في هذا العصر، قبل أن تتحول الرغبة إلى الخمر البيضاء اللون خلال عصر المملكة الحديثة. وقد تم تصنيع الخمر في مصر من العنب والتمور والتين والرمان، وكانت غالباً ما يضاف إليها- عند الشرب- العسل أو عصير التمر أو عصير الرمان.

وقد عثر على أواني الخمر مع أختام طينية منذ عصر الأسرة الأولى، وكانت تودع في مخازن خاصة في الأقبية. كما وجدت خمس جرار من نوع الأمفورة الخاصة بالخمور في قبر توت عنخ أمون [ر]، وأظهرت الدراسات أن الخمر التي كانت مخزنة فيها هي من النوع الأبيض.

وتظهر الرسوم الجدارية التي وجدت في بعض القبور المصرية تقنية صناعة الخمر ومراحلها؛ حيث يظهر العمال وهم يقومون بقطف العنب وهرسه بأقدامهم، ثم يصب في الأواني الفخارية حتى تمتلئ، وبعد ذلك يتم إغلاقها بالطين.

ـ الخمر في سورية: ظهر نبات الكرمة في عدد من المواقع السورية منذ العصر الحجري الحديث، وانتشرت صناعة الخمر وتجارتها منذ الألف الرابع ق.م.. فقد كان هناك الكثير من أنواع الخمور التي لاقت شهرة كبيرة عبر العصور، وتم تصديرها إلى بلاد الرافدين ومصر والكثير من سواحل المتوسط، واشتهرت سورية بصناعة الخمر من العنب المجفف (الزبيب). وأظهرت نصوص إيبلا أن سكانها زرعوا الكروم واستخرجوا الخمور من عنبها بكميات كبيرة منذ الألف الثالث ق.م، وورد ذكر العاملين في إنتاجها الذين تم تزويدهم ببعض الأقمشة، مما يدل على أهمية هذا المنتج.

وقد احتلت تجارة الخمور مكانة بارزة في التجارة الناشطة بين شمالي سورية وغربها باتجاه ماري وبابل، منذ بداية الألف الثاني ق. م.، فاستوردت ماري الخمر للاستهلاك وأفادت من الرسوم المفروضة على اجتيازها أراضي المملكة باتجاه بابل. وتظهر النصوص أن منطقة الفرات الأعلى أصبحت مركزاً لزراعة الكرمة وإنتاج الخمور خلال القرن ١٨ ق.م، وكان يتم شحنها على مراكب عبر الفرات، وتذكر قيام ماري بإرسال كميات كبيرة من القصدير من ماري إلى حلب؛ في حين كانت حلب ترسل مقابل ذلك الخمر والعسل وزيت الزيتون والأنسجة. وقد ذكر أحد نصوص المملكة الآشورية القديمة (القرن ١٩ ق.م) اسم تاجر آشوري يدفع نفقات لقافلة تجارية متوجهة إلى منطقة جبال الأمانوس لشراء الأخشاب والخمر.

وأدّت كركميش[ر] وإيمار[ر] دوراً مركزياً في زراعة الكرمة وصناعة الخمور وتجارتها، فذكرت نصوص إيمار الخمر ضمن قوائم المواد المقدمة إلى الآلهة في المعابد خلال معظم الاحتفالات. واشتهرت أيضاً منطقة كيزوواتنا Kizzuwatna (كيليكية حالياً) بإنتاج أنواع جيدة من الخمور عندما كانت تحت السيطرة الحثية. أما آلالاخ[ر] فاشتهرت بحدائق كرمتها منذ القرن الخامس عشر ق.م.

 

إناء لشرب الخمر من حينة في ريف دمشق (القرن ١٨ ق.م)

 

وأنتجت أوغاريت[ر] خمورها الخاصة وصدّرتها إلى خاتي وبلاد اليونان ومصر والكثير من سواحل المتوسط. وحضرت الخمر في معظم قوائم التقدمات والنذور المقدمة إلى الآلهة، ومثل الكنعانيِّين توسل الأوغاريتيون إلى آلهتهم كي تمدهم دائماً بالخبز والماء والصوف والكتان والزيت والخمر والحليب والعسل. وقد ورد في النصوص المسمارية المكتشفة في أوغاريت العديد من أنواع الخمور التي كانت تُقدّم قرابين لعدد من الآلهة الذين جاء ذكرهم ضمن قائمة تتضمن أيضاً الكميات المحددة لكلٍّ منهم، والمناسبات التي يجري تقديمها فيها.

وليس من الغريب وجود هذه الكميات الكبيرة المقدمة إلى الآلهة؛ فقد ضُبط إيل رئيس مجمع الآلهة الأوغاريتي متلبّساً وهو في حالة سكر حتى الثمالة، وفق ما تورده نصوص ملحمة آقهات، فكان على ابنه الوفي حمله ونقله إلى البيت. كما استهلكت الخمر على نحو مفرط ضمن الولائم المقدسة التي كانت تقام في المارزيخو marzihu، (دار الوليمة أو الخمر)، ويظهر أحد النصوص وصفة طبية لمعالجة الصداع الناتج من هذا الشرب.

عثر في أوغاريت على عدد من النصب الحجرية التي تمثل دجان[ر] إله الحصاد والحبوب، وبجانبها عدد من أقداح الشراب، ممّا يوحي أنها كانت تستخدم لسكب الخمر. وقد أطلق الآثاريون على أحد المباني الدينية اسم معبد الريتونات للعثور فيه على كمية كبيرة من هذه الأواني المخروطية الشكل التي كانت تقدم فيها نذور الخمر للسكب والإراقة.

وتورد النصوص أسماء الأمكنة والبلدات التي يتم جلب الخمور بمختلف أنواعها منها. كما ذُكر المكان الذي تم تخزينها فيه، وعملية الاستهلاك والتوزيع، وأسماء العمال، وأسماء المعاصر وكمية ما تقدمه كلٌّ منها، والأنواع الجيدة والرديئة منها.

في الألف الأول ق.م توسعت زراعة الكروم وصناعة الخمور لتشمل كلَّ أنحاء سورية تقريباً، واشتهرت بلدة حلبون (١٨كم شمالي دمشق) بخمرها التي جاء ذكرها في العهد القديم:(سفر حزقيال - الإصحاح السابع والعشرون)، وحافظت كركميش على مكانتها بصفتها مركزاً للزراعة والتصنيع. وقد ورد ذكر الخمر في حوليات الملوك الآشوريِّين الذين قاموا بغزو على المناطق السورية.

تمتع سكان الساحل السوري (الفينيقيون) بأنواع الخمور التي كانوا ينتجونها ويقدمونها إلى آلهتهم في المعابد، كما تاجروا بها فوصلت حيثما وصلوا، ولم يتاجروا بالخمور المنتجة في بلادهم الأصلية فقط؛ بل بتلك المنتجة في المستعمرات والمدن التي أنشؤوها على سواحل البحر الأبيض المتوسط والسواحل الإفريقية، وكانوا يستبدلون بالخمور الفضة والقصدير. وقد كشف مؤخراً روبرت بلارد Robert Ballard عن بقايا سفينتين فينيقيتين غرقتا في البحر المتوسط نحو 750 ق.م، وتبين له أن حمولتهما كانت جراراً مليئة بالخمور، ويبدو أنه تمت حماية الخمر من الأكسدة بإضافة طبقة من زيت الزيتون إليها. كما عثر مؤخراً في موقع سيرو دي كابيزاس  Cerro de las Cabezas بمنطقة فالدبناس Valdepeñas جنوبي وسط إسبانيا على ما يثبت أن الفينيقيِّين وصلوا بالكرمة والخمور إلى هذا المكان خلال القرن السابع ق.م، حيث عثر على فخار فينيقي وتجهيزات لها علاقة بصناعة الخمور. وقد بقيت سمعة الخمر الفينيقية قويةً لاحقاً في الحضارتين اليونانية والرومانية حتى أصبحت الخمر القادمة من جبيل والشواطئ السورية معياراً للجودة. كما أن الحضارة الأوربية تدين للفينيقيين بإيصال أجود أنواع الكرمة إليها. وقد اشتهر الكاتب الفينيقي القرطاجي ماغو  Mago بكتاباته عن الزراعة وإرشاداته لكيفية زراعة الكرمة وأفضل مناخ وتضاريس ملائمة لها، وكذلك كيفية صناعة الخمرة وإنتاج الزبيب وذلك خلال القرنين الثالث والثاني ق.م، وقد وضعها في 28مجلداً. وقد أصدر مجلس الشيوخ الروماني لاحقاً مرسوماً بترجمة الدراسات التي أعدها ماغو إلى اللغة اللاتينية، حيث كان القليل من محتويات مكتبة قرطاجة ما يزال باقياً عندما حطم الرومان المدينة عام 146ق.م، لكن لم يبق اليوم من هذه الدراسة ولا من ترجمتها أي ذكر، وكل ما بقي هو بعض الاقتباسات التي نقلها كتَّاب إغريق ورومانيون عن ماغو ومن أهمهم الكاتب الروماني كولوميلا Columella.

محمود حمود

 

التصنيف : العصور التاريخية
المجلد: المجلد السادس
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1065
الكل : 45618344
اليوم : 19027