logo

logo

logo

logo

logo

داريوس (الملك-)

داريوس (ملك)

Darius- Darios -

 

داريوس (الملك -)

داريوس الأول (٥٢٢-٤٨٥ق.م)

داريوس الثاني (٤٢٣-٤٠٥ق.م)

 داريوس الثالث (٣٣٥ -٣٣٠ق.م)

 

داريوس Darius اسم لثلاثة ملوك أخمينيين [ر] أشهرهم داريوس الأول والثالث، وقد عرف في المصادر العربية باسم دارا، أما أصله الفارسي فهو داريوش.

- داريوس الأول (٥٢٢-٤٨٥ق.م):

وصل داريوس إلى الحكم بعد وفاة قمبيز سنة ٥٢٢ ق.م على نحو مفاجئ، وهو في طريق عودته من مصر بعد أن تلقى خبراً عن قيام ثورة ضده في فارس، تزعمها الكاهن جوماثا الذي تمكن من الاستيلاء على العرش، وعندها قام داريوس المنحدر من فرع آخر من الأسرة الأخمينية بالتصدي له، وأعلن نفسه ملكاً على البلاد في أواخر سنة ٥٢٢ ق.م، وأمضى داريوس العامين الأوليين من حكمه في القضاء على الثورات وحركات التمرد التي سادت الامبراطورية عقب وفاة قمبيز. وقد دلّ على ذلك النص الطويل والمفصل الذي نقشه على صخرة بهيستون Behistun بالخط المسماري في ثلاث لغات: الفارسية القديمة والعيلامية والأكادية ومما جاء فيه:

«..... لم يجرؤ أحد على التفوه بشيء ضد جوماثا الساحر حتى أتيت أنا وتوسلت .... لأهورا مزدا، فأعانني أهورا مزدا......، فقتلت بمساعدة رجال قلائل المدعو جوماثا الساحر، وخيرة الرجال من أتباعه........ وحسب مشيئة أهورا مزدا أصبحت ملكاً».

داريوس الأول على عرشه

أخذ داريوس يدعم أركان حكمه داخل بلاد فارس وكان عليه أن يواجه الثورات التي قامت في مختلف أرجاء المملكة؛ ولاسيما في عيلام وبابل وميديا، فبدأ بإخضاع الثورة في عيلام، فأرسل داريوس جيشاً إلى سوسة قبض على المتمرد وقتله. أما في بابل فقد أعلن أحد أبناء نابونيد الثورة، وأعلن نفسه ملكاً عليها باسم نبوخذ نصر الثالث، فتوجه داريوس على رأس جيش إلى بابل، وقد لاقى الجيش مصاعب كبيرة في عبور نهر دجلة نظراً لقوة الأسطول البابلي؛ لكن داريوس قام بهجوم مباغت، فعبر النهر وهزم البابليين الذين لجؤوا إلى داخل مدينتهم، وتحصنوا بها، ويشير هيرودوت إلى أن حصار بابل استمر عشرين شهراً، ولم يستطع داريوس أن يدخلها إلا بخدعة. وربما يبالغ هيرودوت في مدة حصارها؛ لأن داريوس كان يعلم جيداً أن السيطرة على بابل هي المفتاح للقضاء على كل الثورات الأخرى، ولذلك ركز اهتمامه لإخضاع المدينة التي استسلمت في شباط/ فبراير ٥٢١ ق.م.

وبعد ذلك هاجم داريوس مادي (ميديا) وهزم جيشها، وقبض على ملكها وأعدمه شنقاً في همدان، كما عهد لبعض قادته في إخماد ثورة بارثيا (خراسان) وجرجان، وتم له ذلك. وبذلك يكون قد انتهى من تثبيت أركان دولته؛ وتثبيت أركان الأمن والسلام في الممالك التابعة له، وإضافة إلى ذلك ضم عدة ولايات إلى مملكته كولاية البنجاب والسند، وتوسع في مصر وترك الحاميات الفارسية فيها، وهكذا اتسعت دولته لتضم عشرين إقليماً أو ولاية؛ أطلق على كل منها اسم ساترابية satrapies، ورُبطت هذه الولايات بالعاصمة سوسة بشبكة من طرق المواصلات؛ وبنظام بريد منتظم بين العاصمة والمراكز المهمة في جميع الولايات، وبنظم الأمن والضرائب التي اختلفت بين ولاية وأخرى.

ومن بين الأعمال المهمة التي قام بها داريوس الأول إنشاؤه عاصمة جديدة في موطنه فارس حيث بنى المدينة التي سماها اليونان فيما بعد برسيبوليس؛ أي مدينة الفرس (ومن مسمياتها الأخرى اصطخر؛ أي الحصن، وهي موقع مدينة تخت جمشيد الحالية)، وقد جُلِب من أجلها مواد بناء وعمال من كل أرجاء الامبراطورية، واستلهمت الأنماط الفنية والمعمارية من عدة أقاليم كمصر واليونان وبلاد الرافدين.

سجل داريوس أخبار الأعمال والنشاطات التي قام بها في النقش الشهير المعروف باسم نقش «بهستون»، وكذلك في نقش «رستم» الموجود على مدفنه.

نقش بهستون

كان للاستقرار السياسي والإداري في عهد داريوس الأول أثر كبير في التطور الاقتصادي والعسكري للبلاد. وكان تنظيم الجيش واحداً من أبرز العوامل التي ساعدت على تحقيق الانتصارات، ودفعته إلى التوسع أكثر والسعي إلى السيطرة على العالم، ومن هنا فكر بغزو بلاد اليونان التي وصلت إليها الأساطيل الفارسية وكلها ثقة بالنصر والسيطرة على المنطقة، ولكن قواته منيت بالهزيمة في موقع ماراتون (٤٩٠ ق.م) وعادت إلى سواحل سورية ومصر، وقد أثرت هذه الهزيمة في داريوس الأول الذي توفي عن عمر ناهز الرابعة والستين عاماً، أمضى منها ٣٦ عاماً في الحكم، عمل خلالها من دون كلل على بناء امبراطورية امتدت من الحدود الليبية في شمالي إفريقيا غرباً والساحل الإيجي حتى نهر الهندوس شرقاً؛ ومن البحر الأسود وبحر قزوين في الشمال حتى المحيط الهندي في الجنوب، وقد وصل التنظيم السياسي للدولة إلى ذروته في زمنه، وشمل هذا التنظيم كلَّ نواحي الإدارة من قوانين وضرائب وجيش وتجارة وبريد ومواصلات.

- داريوس الثاني (٤٢٣-٤٠٥ق.م):

خلف والده في الحكم (أحشويرس الثاني ٤٢٤-٤٢٣ق.م) وأشرك زوجته باريساتس معه وهي ابنة ارتاكسركسيس من إحدى محظياته في سابقة تعدّ الأولى من نوعها في محاولة منه لإقصاء كل معارض داخل القصر، وقد تميز عهده بالفساد والمؤامرات التي امتد أثرها إلى بلاد اليونان التي أغدق فيها الكثير من الأموال في سبيل زعزعة الاستقرار السياسي للمدن اليونانية؛ مما يمكنه من استعادة مجد امبراطوريته مستغلاً ما كانت تعانيه دويلات اليونان من حروب فيما بينها؛ سميت بالحروب البلوبونيزية، واستطاع أن يستعيد سيطرته على بعض المدن، وأن يفرض وجود حاميات فارسية فيها. وثارت في عهده عدة ولايات فارسية منها ميديا ومصر، وبالنسبة إلى مصر فقد توج ملكاً عليها عام ٤٢٤ق.م، وقام بتغيير سياسته تجاه مصر؛ فحاول تطبيق سياسة مرنة تجاه المصريين الذين كانوا يسعون باستمرار إلى التخلص من السيطرة الفارسية، ولم يتمكن داريوس الثاني من القيام بأي خطوة حاسمة تجاهها حيث وافته المنية في بابل، وخلفه على الحكم ابنه ارساكيس الذي كان حاكماً على سارديس Sardes في آسيا الصغرى؛ مما يدل على تدخل الفرس في عهده في شؤون الدويلات اليونانية وحكم بعضها.

ضريح داريوس الثاني ونقش رستم

- داريوس الثالث (٣٣٥ -٣٣٠ق.م):

اعتلى داريوس الثالث العرش بعد وفاة ارتاكسركسيس الثالث عام ٣٣٥ ق.م؛ وبعد سلسلة من النزاعات والاقتتال على العرش بين الأقارب الطامعين في العرش، فتخلص من باجواس (وهو خصي قام بتسميم الملك السابق) بإجباره على تناول السم، ليخلو له عرش فارس لخمس سنوات؛ بدأها عام ٣٣٥ ق.م بغزو مصر لقمع تمردها، غير أن ظروف الامبراطورية وعدم قدرتها على متابعة مستعمراتها حالت دون تحقيق مبتغاه. أما غرباً فقد تحرك فيليب الثاني المقدوني بإرساله جيشاً لتخليص آسيا الصغرى من حكم الفرس؛ ولكن الجيش أوقف تقدمه بعد اغتيال العاهل المقدوني (٣٣٦ق.م). ورث الإسكندر[ر] عرش أبيه القتيل فاستعاد وحدة بلاد اليونان بعد ثورتها في وجهه عقب مقتل والده، واستأنف الحرب باندفاع جديد لتحقيق أهداف استراتيجية لم يعلن عنها من قبل؛ هي إيقاع هزيمة حاسمة بالامبراطورية الفارسية، فتحرك في ربيع عام ٣٣٤ ق.م باتجاه آسيا الصغرى على رأس جيش لا يزيد على خمسة وثلاثين ألفاً، وحقق الإسكندر نصره الأول في معركة جرانيكوس Granikos قرب الدردنيل، حيث التقى على ضفة نهر جرانيكوس جيشاً فارسياً يضم أغلب ولاة آسيا الصغرى بقيادة ممنون الرودوسي. وبعد هزيمتهم أخضع الإسكندر أغلب مدن آسيا الصغرى، ثم تقدم إلى شمالي سورية لمواجهة داريوس الثالث نفسه في موقعة أيسوس[ر] «Issos» ٣٣٣ق.م، وفيها حقق الإسكندر نصره الثاني، واحتل سورية ثم مصر التي غادرها باتجاه شمالي العراق حيث كان الملك الفارسي قد حشد جيوشه بالقرب من أربيل، وفي هذه الموقعة التي عرفت باسم «جاو جميلا « استطاع الإسكندر سحق الجيش الفارسي سنة ٣٣١ ق.م، وفرَّ داريوس الثالث باتجاه الشرق، وفي زمن قليل سقطت بابل والعواصم الفارسية سوسة وبرسبوليس، وبازرغاده.

تصوير داريوس الثالث خلال معركة إيسوس في فسيفساء أرضية رومانية قديمة من بيت فاون في بومبي ، إيطاليا

وقام الإسكندر بعد ذلك بتعقب آثار الملك الفارسي الفار، وزحف نحو أكبتانا «همدان» ثم توجه شرقاً، وهنا قام أحد زعماء الفرس بقتل الملك الفارسي داريوس الثالث لإنهاء هذه الحرب. وهكذا انهارت الامبراطورية الأخمينية لتحل محلها امبراطورية الإسكندر المقدوني التي جمعت لأول مرة بلاداً من الشرق والغرب.

أرواد العلان

مراجع للاستزادة:

- حسن بيرنيا، تاريخ إيران القديم من البداية حتى نهاية العهد الساساني، ترجمة محمد نور الدين عبد المنعم السباعي محمد السباعي، ط٢ (مصر ١٩٩٢م).

- حسن السعدي، في تاريخ الشرق الأدنى القديم (الإسكندرية ١٩٩٥م).


التصنيف : آثار كلاسيكية
المجلد: المجلد السابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1102
الكل : 45624457
اليوم : 25140