آسيا Asia أكبر القارات مساحة (44.6مليون كم2) تشغل نحو ثلث مساحة اليابسة، ويقطنها نحو 60% من سكان الكرة الأرضية، وقامت على أرضها أقدم الحضارات البشرية المعروفة، وهي أكثر القارات ارتفاعاً، إذ يصل معدل ارتفاعها فوق مستوى سطح البحر إلى نحو 950 متراً، أما معدل ارتفاع الأراضي المأهولة بالسكان فيها فلا يتجاوز 320 متراً فوق مستوى سطح البحر.

"/>
اسيا (جغرافيه)
Asia - Asie

آسيا

آسيا

 

آسيا Asia أكبر القارات مساحة (44.6مليون كم2) تشغل نحو ثلث مساحة اليابسة، ويقطنها نحو 60% من سكان الكرة الأرضية، وقامت على أرضها أقدم الحضارات البشرية المعروفة، وهي أكثر القارات ارتفاعاً، إذ يصل معدل ارتفاعها فوق مستوى سطح البحر إلى نحو 950 متراً، أما معدل ارتفاع الأراضي المأهولة بالسكان فيها فلا يتجاوز 320 متراً فوق مستوى سطح البحر.

 

الموقع والحدود والأبعاد

لآسيا شكل مربع يقع في مجمله (باستثناء الأجزاء الجنوبية من أرخبيل إندونيسية) في نصف الكرة الشمالي، وتمتد أراضيها من الشمال إلى الجنوب على نحو 78 درجة و56 دقيقة بين سنغافورة جنوباً على خط العرض 1 درجة و11 دقيقة شمالاً، ورأس تشيليوسكين Tchéliouskine على خط العرض 77 درجة و45 دقيقة شمالاً وبطول يصل إلى نحو 8700كم، وإذا أضيفت إلى الموقع مجموعة الجزر التابعة للقارة في شمالها وجنوبها، أصبح امتدادها نحو 91.5 درجة عرض بين رأس سيفرنايا زملا Severnaia Zemlia على خط العرض 81 درجة شمالاً، وأقصى جنوبي جزيرة روتي Roti الإندونيسية على خط العرض 10 درجات و30 دقيقة جنوباً، بطول إجمالي يصل إلى نحو 10200كم. وتمتد آسيا من الشرق إلى الغرب على نحو 163 درجة طول و56 دقيقة بين رأس دجنيوفا Dezhneva في أقصى شرقي شبه جزيرة كامتشاتكة الروسية شرقاً، على خط الطول 170 غرب غرينتش، ورأس «بابا» في تركية غرباً على خط الطول26ْ درجة و4 دقائق شرقاً، أي أن الحدود الشرقية للقارة تتجاوز خط تغيير التوقيت العالمي، ويبلغ أقصى اتساع لرقعتها القارية من مدينة كومكال التركية غرباً إلى سواحل كورية الشمالية شرقاً أكثر من 8600كم.

تتصل آسيا من جهة الغرب بالقارة الأوربية التي تبدو على هيئة شبه جزيرة عملاقة ملحقة بها، وتؤلفان معاً مايدعى بقارة أوراسية Eurasie، ولا يفصل قارة آسيا عن القارة الأمريكية سوى مضيق برنغ (بهرنغ) Bering الذي لايتجاوز عرضه 90 كيلومتراً، وعن قارة إفريقية سوى قناة السويس والبحر الأحمر، ويؤلف الأرخبيل الإندونيسي حلقة وصل تربطها بأوقيانوسية.

يحد آسيا من الشمال المحيط المتجمد الشمالي وبحاره الهامشية (الشاطئية) وأشهرها (من الغرب إلى الشرق) بحر كارا Kara ولابتيف Laptev وسيبيرية الشرقي Siberie orientale، ويحدها مضيق برنغ من الشمال الشرقي، ويحدها من الشرق المحيط الهادئ وبحاره الهامشية وأهمها (من الشمال إلى الجنوب): بحار برنغ وأخوتسك Okhotskواليابان Japan والصين الشرقي Chine orientale والفيليبين Philippines ويحدها من الجنوب بحر الصين الجنوبي  Chine Méridionale وبحر سولاويسي (سِليبس Célèbes) وبحر جاوة Java وخليج تايلند Thailande وخليج البنغال Bengale وبحر العرب (عُمان Oman) والمحيط الهندي. أما حدودها الغربية مع أوربة، فهي حدود اتفاقية تتمثل بسلسلة جبال الأورال التي يبلغ معدل ارتفاعها العام نحو 1800م وتتجه من الشمال إلى الجنوب بطول يزيد على 2500كم وتتخللها ممرات كثيرة. ومع أن جبال القفقاس تؤلف حاجزاً طبيعياً يمثل الحدود الجنوبية الغربية للقارة، فإن غالبية الجغرافيين يعدون نهر آراكس (Araxe أو Araks) الذي يرسم الحدود التركية الأرمينية والحدود الأذربيجانية الإيرانية خط الحدود الجنوبية الغربية الفعلية لآسيا في القطاع المذكور، ويستمر خط الحدود بعدها مسايراً لسواحل البحر الأسود الجنوبية فمضيق البوسفور فبحر مرمرة فمضيق الدردنيل وبحر إيجة والبحر المتوسط فقناة السويس إلى البحر الأحمر الذي يؤلف الحدود الجنوبية الغربية لآسيا العربية.

إن الطول الإجمالي لحدود كتلة آسيا القارية هو نحو 68000كم منها 63000كم حدود بحرية، وعلى هذا تكون كثافتها الحدودية (نسبة طول الحدود إلى المساحة) 1.52م/كم2 منها 1.41م/كم2 حدود بحرية و0.11م/كم2 فقط حدود برية.

تمتاز آسيا من بقية القارات بظواهرها التضريسية العملاقة، ففيها أعلى قمم العالم ممثلة بقمة إيفرست التي يصل ارتفاعها إلى 8848م فوق مستوى سطح البحر، وفيها السلاسل الجبلية الالتوائية الشاهقة التي تحتضن أكبر الجليديات القارية على سطح الكرة الأرضية، إلى جانب أكثر الصحارى قحلاً في العالم، وتحاذي سواحلها الشرقية هوة ماريان المحيطية التي يتجاوز عمقها 11034م تحت مستوى سطح البحر، كما تضم أعمق المنخفضات الداخلية المغلقة في العالم ممثلة ببحيرتي بايكال التي يقع قعرها على سوية تصل إلى -1300م تحت مستوى سطح البحر، والبحر الميت الذي يقع سطحه تحت سوية قدرها -401م تحت مستوى سطح البحر.

الأوضاع الجيولوجية

مر تاريخ آسيا الجيولوجي بمراحل عدة شديدة التمايز، إذ يقدر العلماء الجيولوجيون أن قارة آسيا تتألف من كتلتين قاريتين هما أوراسيا وإفريقية ويفصل بينهما بحر داخلي هو بحر تيتس يمتد من الغرب إلى الشرق. ومع الزمن ترسب في هذا البحر كميات ضخمة من الرواسب وتعرض لفوالق عنيفة جداً فانخلعت الكتلة الجنوبية منهما. كذلك شهدت المنطقة حركات إلتوائية قديمة أدت إلى إنحسار البحر الداخلي وإلى توضيح معالم القارة تدريجياً.

سلسلة كيريشيما في جزيرة كيوشو اليابانية وفيها عدد من البراكين النشطة

تحتل أواسط آسيا اليوم أكثر السلاسل الجبلية أهمية وارتفاعاً على سطح اليابسة، ويغلب على هذه السلاسل الاتجاه الشرقي الغربي الذي يتغير تدريجياً في الشرق الأقصى حيث يسود الاتجاه الشمالي الجنوبي، وقد تعرضت السلاسل المذكورة لحركات التوائية متعاقبة أقدمها في الجهة الشمالية وأحدثها عمراً في جنوبي القارة وفي شرقيها الأقصى، وقد شهدت منطقة بحيرة بايكال التواءات تعود إلى أواخر ماقبل الكامبري Précambrien تجددت بفعل الالتواءات الكاليدونية العائدة إلى أواخر العصر السيلوري من الحقب الجيولوجي الأول، وتكونت نتيجة لذلك سلاسل جبال سايان Saïan وألطاي Altaï وتيان شان Tian shan، كما تعرضت لالتواءات هرسينية عائدة إلى العصر الفحمي من الحقب الجيولوجي الأول أيضاً، تبدّت في جبال خنغان الكبرى (خانقين الكبرى) Khinghan، التي تعرضت بدورها لحتّ وتعرية عنيفين فتكونت فيها أشباه سهول حتية كثيرة، ثم تجددت بعدها الفوالق والكسور المهمة مكوّنة سلسلة من النجود والهضاب الانكسارية العليا التي حصرت بينها مجموعة من الأغوار والهُوَى الانهدامية العميقة التي غمرتها المياه وتحولت إلى بحيرات فيما بعد (بحيرة بايكال مثلاً)، أما الحركات المولدة للجبال التي نشطت إبان الحقب الجيولوجي الثاني فقد تبدّت في مناطق الشرق الأقصى وأدت إلى نهوض سلاسل جبال فيرخويانسك (2959م) Verkhoïansk وتشيرسكي (3147) Tcherski وكينلنغ Qinling (أو تسنغ لنغ Ts’in-Ling)، أما السلاسل ذات الخصائص الألبية العائدة إلى الحُقْب الجيولوجي الثالث فقد تبدت في تركية (السلسلة البونتية وجبال طوروس التي يصل ارتفاعها إلى 3734م فوق مستوى سطح البحر) مروراً بسلاسل زاغروس والهيمالايا وفي جبال القوس الإندونيسية الخارجية وهي سلاسل تمتد من الشرق إلى الغرب على مسافة 3000كم، وفيها سبعون قمة يتجاوز ارتفاع كل منها 7000م فوق مستوى سطح البحر، وهي سلاسل غير متناظرة، تشرف سفوحها الجنوبية على سهول السند والغانج بانحدارات شديدة، وتشرف سفوحها الشمالية على هضبة التبت بانحدارات خفيفة.

تتألف الهيمالايا من أقواس متوازية غنية بأغشية الجرف، ويميز فيها من الشمال إلى الجنوب: سلاسل كاراكورم (قرة قوم)  Karakoram (أقصى ارتفاع لها 8601م في قمة k2) وتعود بدايات نهوضها إلى العصر الكريتاسي من الحقب الجيولوجي الثاني، يليها أخدود السند، فالهيمالايا العظمى فوادي سريناغار Srinagar فالهيمالايا الوسطى (5000م) فأحواض دوارس Duars وسيوالك Siwalik. وقد تعرضت هذه القطاعات بمجملها، إضافة إلى مناطق التبت، لحركات نهوض بلايستوسينية (من الحُقْب الجيولوجي الرابع). وإلى الشرق، تتعامد مع سلاسل الهيمالايا، سلاسل أراكان يوما Arakan Yoma وبيغي يوما Pegu Yoma الحديثة الشديدة التأثر بالفوالق والكسور التي نشطت إبان الحُقْب الجيولوجي الرابع، وتستمرّ هذه السلاسل نحو الجنوب والجنوب الشرقي مؤلفة قوسين (خارجية وداخلية) من السلاسل المتقطعة ضمن جزر جنوب شرقي آسيا، ويصل معدل ارتفاعها العام فوق مستوى سطح البحر إلى نحو 3000م.

تضم القوس الخارجية سلاسل أراكان يوما ونياس Nias وتيمور Timor وسيرام Céram وسولاويسي الشرقية Sulawesi، ويعزى نشوء هذه السلاسل إلى التواءات أوليغوسينية وميوسينية تعود إلى منتصف الحُقْب الجيولوجي الثالث، ويساير هذه القوس سلسلة من الهُوَى المحيطية العميقة.

وأما القوس الداخلية فقد تعرضت لالتواءات ميوسينية تجددت إبان البلايستوسين (الحقب الجيولوجي الرابع) وتضم سلاسل بيغي يوما وسومطرة وجاوة والملوك والفيليبين، وتضم هذه القوس القطاع الأكثر غنى بالبراكين الحديثة على سطح الكرة الأرضية، فهنالك 128 بركاناً ناشطاً في إندونيسية ونحو 45 بركاناً في اليابان و12 بركاناً في الفيليبين، مقابل 13 بركاناً في شبه جزيرة كامتشاتكة الروسية، كما تمتد استطالات هذه القوس إلى تايوان ممثلة بسلاسل تشونغ يانغ Tchong- Yang التي تعرضت لالتواءات أوليغوسينية ونشاط بركاني وفوالق مهمة إبان الحقب الجيولوجي الرابع.

    قمة ذولاغري في الهيمالايا وترتفع إلى 26810 قدم فوق سطح البحر

وفي الجزر اليابانية، تمتد قوس السلاسل الجبلية الشديدة التأثر بالفوالق والكسور الرباعية التي جزأت الأرخبيل إلى مجموعة من الهُوَى والأغوار الهابطة (مثل بحيرة بيوا Biwa) وإلى كتل جبلية ناهضة (كالألب اليابانية)، وتبدو على السطح في بعض أجزاء شمالي اليابان وجنوبيها مساحات متفرقة مكوَّنة من صخور القاعدة العائدة إلى ماقبل الترياسي (من الحقب الثاني) حاملة في جنوبي البلاد آثار التواءات كريتاسية (من الحقب  الثاني)، في حين أن أراضي جزيرة هوكايدو بمجملها تتكون من صخور وتوضعات عائدة إلى الحقب الجيولوجي الثالث التوت إبان الحقب ذاته.

وهناك مجموعة من الهضاب الواسعة بين السلاسل والكتل الجبلية الشاهقة التي تنتصب في أواسط القارة، أهمها هضاب الأناضول والهضبة الإيرانية وهضبة أوردوس، وقد تعرضت بمجملها لحت وتعرية عنيفين بفعل مياه الأنهار الكبرى التي كونت الدلتات والسهول الآسيوية اللحقية الخصبة، وعلى رأسها سهول الصين الواسعة وسهول السند والغانج وسهل إيراوادي وسهول شرقي سومطرة وجاوة اللحقية، ودلتاوات شرقي هضبة الدكن التي تبدو أشباه سهول صحراوية pédiplaines فعلية غطتها اللحقيات النهرية، وتنتصب فيها العراقيب الصخرية على شكل القلب أو الدلو (أنسلبرغ Inselbergs) إلى الشمال من الوحدات التضريسية المذكورة وجنوبها. تمتد قطاعات سهلية وهضبية واسعة تكونت من تكشُّف المجنّات (الدروع) Boucliers بصخورها البريكامبرية المتبلورة، كما هو الحال في هضبة الدكن التي تمثل واحدة من أقدم بقاع اليابسة، وهي من بقايا قارة غوندوانا المنقرضة، وتغلب عليها صخور الغْنايس الأركية (من العصر الأركي) التي تعرضت لحت وتعرية أضفيا على سطح الهضبة مظهر شبه سهل حتّي تتخلله عقبات تضريسية وأعراف أبالاشية مكونة من صخور الكوارتزيت، وينحدر سطح الهضبة نحو الشمال الشرقي باتجاه سهول السند والغانج نتيجة تعرضها لحركات جنوح بنائي (تكتوني) رافقتها فوالق مهمة أدت إلى تدفق انسياحات وصبات بازلتية تعود إلى العصر الكريتاسي، وتغطي أجزاء واسعة من شمال غربي الهضبة التي تحفها من الشرق ومن الغرب سلاسل الغات الانكسارية التي يغلب عليها مظهر النجود (الهورستات Horst) العالية. أما الدرع العربي الذي يعد إحدى بقايا قارة غوندوانا القديمة فإنه يتألف من صخور القاعدة المتبلورة القديمة (المجن)، وقد شهد الدرع حركة جنوح بنائي أيضاً وتعرض لانكسارات وفوالق مهمة أدت إلى نهوض سلاسل الحجاز وعسير واليمن الانكسارية التي تشرف على أخدود البحر الأحمر بانحدارات شديدة، في حين ينحدر سطحه تدريجياً نحو الخليج العربي ونحو سهول بلاد الرافدين في الشمال الشرقي، مكونة حضيضاً صخرياً (حادوراً) يتضمن قطاعات صحراوية جافة قاحلة تسودها الكثبان الرملية بأنواعها المعروفة.

وعلى طول الواجهة المطلة على البحر المتوسط في محاذاة سواحل بلاد الشام، ترتصف سلاسل جبلية مهمة غير متناظرة تشرف على هذا البحر بسفوح معتدلة الانحدار، وعلى المناطق الداخلية بسفوح شديدة الانحدار، يراوح معدل ارتفاعها العام بين 1200م و2800م فوق مستوى سطح البحر، وتشمل هذه السلاسل العائدة بغالبيتها إلى الحُقْب الجيولوجي الثالث كلاً من جبال اللكام، فالجبال الساحلية السورية (بهراء وتنوخ قديماً) فسلسلتي لبنان الغربية والشرقية وجبال الجليل وسلاسل القلمون والجبال التدمرية الداخلية وتنتهي جنوباً ببعض التلال والجبال البركانية الحديثة التي تكوّنت أبان الحُقْب الجيولوجي الرابع، ويساير الشريط الجبلي شرقاً، قطاع شديد التأثر بالانهدام السوري ـ الإفريقي الكبير الذي خلّف الكثير من السهول ومن الأغوار الانهدامية والنجود ذات الاتجاه الشمالي الجنوبي.

وفي أقصى شمالي القارة، تمتد كتل كارا Kara غرباً وتشوكوتسكي Tchoukotsky شرقاً وأنغارا Angara  التي تشغل القطاع المحصور بين بحيرة بايكال جنوباً وسواحل المحيط المتجمد الشمالي شمالاً، وتتألف بمجملها من صخور القاعدة القديمة تحت أكداس الأنقاض والرسوبات واللحقيات التي يتجاوز سمكها بضعة آلاف الأمتار وتكدست في المدة بين الحقبين الجيولوجيين الثاني والرابع، مكوّنة في مجملها قطاعات تغلب عليها الطبيعة المرزغية.

الأوضاع الطبيعية

1ـ التضاريس: تتصف آسيا بتنوع نماذج المورفولوجية لاختلاف مناطقها ونطاقاتها المناخية الناجمة عن امتدادها الكبير على درجات العرض من جهة، وعن تاريخها الجيولوجي المعقد والحافل بأنواع الحركات البنائية الباطنية والسطحية من جهة ثانية، وفيها أشكال التضاريس الجوراسية والألبية والأبالاشية والكارستية والانهدامية والبركانية هي الأكثر كمالاً في العالم، كما تحوي أراضيها أوسع السهول والدلتات اللحقية الحديثة، ومساحات شاسعة تغطيها توضّعات اللوس  Loess ذات المنشأ الريحي، والترب الخصبة، إضافة إلى احتضانها مساحات صحراوية حارة وقاحلة (في تركستان ومنغولية وشبه الجزيرة العربية وصحراء ثار) أوباردة (التبت وغوبي وسنيكيانغ). ويغلب على آسيا عموماً الطابع الجبلي الهضبي إذ يزيد معدل ارتفاع ربع مساحتها الإجمالية على 2000م فوق مستوى سطح البحر، وتضم أراضيها هضبة بامير[ر] Pamir التي تدعى سقف العالم، والكثير من السلاسل الجبلية الشاهقة الارتفاع.

سهل شيانغ تانغ شمالي التبت تحيط به جبال كونلون

تعد آسيا كتلة قارية، فمع تسنن خطوط سواحلها وتعدد أشباه جزرها والأرخبيلات المبعثرة قبالتها، فإن البحار لاتتوغل عميقاً ضمن القارة التي تضم أكثر بقاع اليابسة بعداً عن البحار ممثلة بمنطقة سينكيانغ الصينية (تبعد عن البحر نحو 2400كم)، ويميز في آسيا عموماً وحدات تضريسية عدة موزعة على مناطقها الجغرافية المختلفة التالية:

ـ آسيا الشمالية: وتضم سيبيرية المحصورة بين سواحل المحيط المتجمد الشمالي وأواسط القارة وتصل مساحتها إلى نحو 12 مليون كم2، ويغلب عليها الطابع الهضبي القديم، وقد تعرضت قطاعاتها الغربية لحت جليدي عنيف حوّلها إلى سهول منخفضة لايتجاوز معدل ارتفاعها العام 200م فوق مستوى سطح البحر، وتخترق هذه المنطقة عدة أنهار مهمة (أوب وينسئي ولينا) تتجه شمالاً لتصب في البحار الشاطئية للمحيط المتجمد الشمالي، أما الأجزاء الشرقية فهي ذات طبيعة جبلية شهدت نشاطاً بركانياً مهماً والتواءات وفوالق عنيفة أوجدت فيها نجوداً مرتفعة ووهاداً وأغواراً تشغلها بحيرات متفرقة.

ـ آسيا الوسطى: تشغلها سلسلة من الهضاب التي يراوح معدل ارتفاعها العام فوق مستوى سطح البحر بين 1000م في هضبة الأناضول وأكثر من 5000م في هضبة التبت، مروراً بهضاب أرمينية ومنغولية وإيران ويونّان، ومعظمها محاط بسلاسل جبلية شاهقة كجبال طوروس والسلاسل البونتية التي تحيط بهضبة الأناضول، وجبال القفقاس والهندكوش وزاغروس التي تحيط بهضبة أرمينية وبالهضبة الإيرانية، وسلاسل الهيمالايا وكاراكورم وكوين لون التي تحيط بهضبة التبت، وهذه السلاسل غنية بمجملها بالممرات والفجاج التي سلكتها القوافل التجارية بين الشرق والغرب منذ فجر التاريخ.

وآسيا الوسطى غنية جداً بمصادر المياه المالحة والعذبة على حد سواء، ففيها بحار وبحيرات: الخزر وبلخاش وتسالينغ تسو Tsaling Tso وكوكونور Kokounor، وتنحدر من جبالها كبرى الجليديات القارية المعروفة على سطح الكرة الأرضية، وهي تتصف أيضاً بأنهارها المهمة التي حفرت فيها مجاري عميقة كالسند وبراهمابوترا والنهر الأصفر (هوانغ هو) والنهر الأزرق (يانغ تسي كيانغ) ونهر الميكونغ ونهر سالوين.

           جزء من دلتا نهر المكونغ وهو يجتاز شمالي فييتنام ويصب في بحر الصين الجنوبي

ـ آسيا الجنوبية: وتمتاز بتضاريسها اللطيفة التي تمتد عند أقدام أكثر السلاسل الجبلية ارتفاعاً في العالم، وتضم شبه القارة الهندية التي تمثل بمجملها كتلة جبلية برتها عوامل الحت والتعرية العنيفة وحولتها إلى شبه سهل واسع ينحدر سطحه نحو الشمال الشرقي، وتحده سلاسل الغات شرقاً وغرباً، وتنتهي هوامشه الشرقية بمجموعة من السهول الفيضية والنهرية اللحقية والدلتات المهمة التي كونتها رواسب نهر الغانج وبراهمابوترا في الشرق ونهر السند في الغرب الذي ترفده أربعة روافد كبرى في البنجاب التي تعرف ببلاد الأنهار الخمسة. وإلى الشرق تمتد الهند الصينية التي تربطها بالقارة سلاسل جبلية مهمة يتجاوز معدل ارتفاعها العام فوق مستوى سطح البحر 2100م. وقد خددت الأنهار الرئيسة هوامشها الشمالية بخوانق متعمقة، وشيدت على مصباتها دلتات مهمة مثل دلتا كوشنشين Cochinchine (على مصب نهر الميكونغ)، ودلتا تونكين Tonkin على مصب النهر الأحمر، ودلتا النهر الأزرق الذي يعد أهم أنهار آسيا.

ـ آسيا الشرقية: وهي تطل على البحار الهامشية للمحيط الهادئ بسواحل شديدة التسنن، وتسايرها الأقواس والسلاسل الجبلية ابتداء من مضيق برنغ (بهرنغ) شمالاً حتى ملقة جنوباً، وترسل استطالاتها الجبلية ضمن مياه المحيط مكونة أشباه جزر متطاولة يغلب عليها الاتجاه الشمالي الجنوبي مثل شبه جزيرة كامتشاتكة، وأرخبيلات وجزراً متفرقة كالجزر اليابانية الغنية بالمظاهر التضريسية البركانية (نحو 165 بركاناً خامداً ونحو 45 بركاناً ناشطاً) وتغطي التوضعات والمقذوفات البركانية نحو ثلث مساحتها العامة، أما السلاسل الجبلية الالتوائية الحديثة فإنها تصادف في منيمار (بورمة) وشبه جزيرة الهند الصينية. وآسيا الشرقية غنية أيضاً بأوديتها النهرية المتعمقة التي تنتهي في بحار المحيط الهادئ الهامشية مشيدة دلتات واسعة أهمها دلتا النهر الأصفر.

ـ آسيا الجنوبية الغربية: وهي تضم شبه الجزيرة العربية بصحاريها القاحلة التي تحفها غرباً سلاسل جبال الحجاز واليمن الانكسارية (3200م)، وينحدر سطحها نحو الشمال الشرقي ليختفي تحت أكداس الأنقاض واللحقيات التي تحملها مياه نهري دجلة والفرات من هضبة أرمينية وسلاسلها الجبلية مكوِّنةً بها سهول بلاد الرافدين الخصبة، وإلى الشمال منها تمتد سهول بلاد الشام وسلاسلها الجبلية المطلة على البحر المتوسط.

ـ الأرخبيلات الآسيوية: تتبعثر على طول السواحل الجنوبية الشرقية والشرقية في القطاع المحصور بين درجتي العرض 10 درجات جنوباً و54 درجة شمالاً مجموعة أرخبيلات، تغلب عليها الطبيعة الجبلية والهضبية الوعرة، أهمها أرخبيلات الفيليبين وإندونيسية وغيرها.

     صحراء الربع الخالي وتغطي مساحة شاسعة من شبه الجزيرة العربية

2ـ المناخ: تتباين النماذج المناخية السائدة في آسيا نتيجة لامتدادها من جنوب خط الاستواء حتى المنطقة القطبية الشمالية من جهة، ولعدم توغل البحار عميقاً ضمن رقعتها القارية من جهة ثانية، وامتداد سلاسلها الجبلية الرئيسة على محاور شرقية ـ غربية مكوّنة حواجز عالية تفصل بين المناطق والمؤثرات المناخية المدارية والاستوائية جنوباً والقطبية شمالاً من جهة ثالثة، لذلك تتبدى في القارة كل النماذج المناخية المعروفة على سطح الكرة الأرضية، مع سيادة الملامح والخصائص المناخية القارية التي تتصف باتساع المدى الحراري اليومي والسنوي الذي قد يصل في بعض الأماكن إلى أكثر من 100 درجة مئوية (سنوياً)، إضافة إلى أن ثلث المساحة العامة للقارة تتكوّن من قطاعات سهبية ومناطق صحراوية قاحلة.

وتعد آسيا عموماً قارة التناقضات، ففيها أكثر مناطق العالم غنى بالمياه وفيها أكثر المناطق جفافاً وقحلاً، وفيها الغابات الاستوائية العذراء الكثيفة إلى جانب الصحارى القاحلة المحرومة من أي غطاء نباتي، تقابلها في أقصى الشمال مناطق التوندرة الجليدية الشاسعة، وفيها أنهار غزيرة جداً تشهد فيضانات سنوية تؤدي إلى كوارث، وأنهار ضعيفة الجريان لاتصل إلى البحار أو تجف صيفاً.

وأهم النماذج المناخية الرئيسة الغالبة في آسيا هي:

ـ المناخات السيبيرية التي تسود في أقصى الشمال، وتتصف ببرودتها الشديدة، وبطول فصل الشتاء الذي يتجاوز ثمانية أشهر في السنة، وبرياحها القطبية الجافة الباردة، التي تتغلغل حتى أواسط القارة، وبقلة هواطلها التي لايتجاوز معدلها السنوي 250مم. وفي هذا القطاع، يقع قطبا أكثر درجات الحرارة انخفاضاً في القارة وهما فيرخويانسك التي سجل فيها -69.8 درجة مئوية، مع وسطي سنوي يصل إلى -50 درجة مئوية، وأويمكون Oimekon التي سجل فيها -75 درجة مئوية.

ـ المناخات المتوسطية التي تسود في آسيا الصغرى وفي بلاد الشام، وتتصف بشتاء معتدل ممطر وقصير وصيف حار جاف طويل نسبياً، وتزداد الأحوال المناخية المتوسطية قساوة باتجاه المناطق الداخلية.

ـ المناخات الصحراوية التي تسود مناطق تغطي نحو ثلث مساحة القارة وتشمل بوادي بلاد الشام وصحراء ثار وصحارى تركستان ومنغولية وإيران وآسيا الوسطى، وتتصف بأمطارها الشتوية القليلة أو النادرة وبارتفاع درجات الحرارة الكبير صيفاً، وبارتفاع المدى الحراري اليومي والسنوي.

ـ المناخات الموسمية وتسود في جنوب شرقي القارة خاصة، وتتصف بارتفاع كبير في معدلات التهطال السنوي وباعتدال درجات الحرارة شتاء وارتفاعها النسبي صيفاً.

ـ المناخات الاستوائية وهي تسود جزر أقصى جنوبي القارة وأمطارها موزعة على مدار السنة وكمياتها كبيرة، تمتاز بارتفاع معدلات حرارتها السنوية، وبصغر قيمة المدى الحراري اليومي والسنوي.

تصادف في القارة إضافة إلى النماذج الرئيسة الآنفة الذكر المناخات الانتقالية المعروفة على سطح الكرة الأرضية بلا استثناء، وتتناقص معدلات الحرارة السنوية عموماً نحو الشمال شأنها في ذلك شأن الهواطل المطرية التي يصادف أكثرها أهمية في آسيا الاستوائية والموسمية وعلى القمم الجبلية العالية.

أما عناصر المناخ الرئيسة في القارة فهي على النحو التالي:

ـ الضغط الجوي والرياح: يسيطر الضغط المرتفع فوق سيبيرية الشمالية وشبه الجزيرة العربية وشبه القارة الهندية شتاءً، في حين يسيطر الضغط المنخفض فوق جزر أليوت Aléoutiennes الواقعة على السواحل الشمالية الغربية لأمريكة الشمالية، فتهب الأعاصير (السيكلونات) المدارية من شمالي المحيط الهادئ إلى جنوب مدار السرطان، وتتجه الجبهة مابين المدارين إلى جنوب خط الاستواء، حيث تتركز على خط عرض 5 درجات جنوباً، أما كتلة الهواء المتجهة نحو الهند والمنحدرة نحو خط الاستواء فإنها تهبط من طبقات الجو العليا نتيجة لسيطرة الضغط المرتفع على مناطق شبه القارة الهندية، وتسود الرياح الشمالية الباردة في آسيا الغربية شتاء، وتتكون في الشرق الأقصى جبهات هوائية بين منطقتي الضغط المرتفع السيبيرية والمدارية (في المحيط الهادئ) ممايسهل تحرك الرياح القطبية نحو الجنوب.

وفي الصيف، يسيطر الضغط المرتفع على أجزاء شمال شرقي سيبيرية وعلى هضبتي إيران والتبت، في حين يسود الضغط المنخفض جنوبي سيبيرية وأواسط الصين مما يؤدي إلى اختلاف حركة الرياح التي تهب نحو الشمال باستثناء آسيا الغربية التي يستمر هبوب الرياح الشتوية فيها. ويبرز التغير في حركة الرياح بين الصيف والشتاء بوضوح في آسيا الجنوبية والجنوبية الشرقية، ففي الشتاء تتجه الرياح الموسمية الباردة الجافة من القارة نحو البحار المجاورة، وينعكس اتجاهها صيفاً، فتهب الرياح الحارة الرطبة باتجاه القارة، وتتعرض سواحل بحر العرب (بحرعُمان) وخليج البنغال وسواحل الشرق الأقصى لأعاصير مدارية ربيعية وخريفية تسبب فيضانات وكوارث خطيرة، في حين أن حدوث تلك الأعاصير في بحر الصين يقتصر على فصل الحرارة.

ـ الحرارة: يتيح توزع الحرارة في آسيا عموماً تنوع النشاط الزراعي في مختلف أنحاء القارة، إذ تتوزع الأراضي الآسيوية المأهولة تبعاً لموقعها وامتدادها على درجات العرض كمايلي:

ـ الأراضي الواقعة جنوب مدار السرطان، وتغطي مساحة تصل إلى نحو 5،5مليون كم2.

ـ الأراضي المحصورة بين مدار السرطان وخط العرض 40 درجة شمالاً، وتغطي نحو 16مليون كم2.

ـ الأراضي المحصورة بين خطي العرض 40 درجة و50 درجة شمالاً، وتغطي نحو 1.8 مليون كم2.

ـ الأراضي المحصورة بين خطي العرض 50 درجة و60 درجة شمالاً، وتغطي نحو 6.35 مليون كم2.

ـ الأراضي الواقعة شمال خط العرض 60 درجة شمالاً، وتغطي نحو 8 ملايين كم2.

وباستبعاد الأراضي المتجلدة في الشمال الواقعة على خط درجة حرارة 10 درجات مئوية في شهر آب فإن المناطق الآسيوية غير القابلة للاستثمار الزراعي لا تحتل سوى مساحة صغيرة من القارة، ولا تغيِّر المناطق المرتفعة كثيراً في هذا التوزيع، باستثناء الأراضي الجبلية غير المأهولة في آسيا الوسطى والواقعة فوق ارتفاع 4000م فوق مستوى سطح البحر، وفوق حد الثلج الدائم في المناطق الجبلية الموزعة على النحو التالي:

ـ في جبال الهيمالايا بين خطي العرض 27 درجة و34 درجة شمالاً على ارتفاع 4950 متراً فوق مستوى سطح البحر.

ـ في كوين لون، عند خط العرض 36 درجة شمالاً على ارتفاع 5800م.

ـ في تيان شان عند خط العرض 38 درجة شمالاً على ارتفاع 4800م.

وتتمثل العقبات الطبيعية التي تحد من نشاط الإنسان في آسيا الوسطى عموماً بالجفاف وبصعوبة استغلال السفوح الشديدة الانحدار.

أما المناطق القطبية في آسيا الشمالية، فهي شديدة البرودة شتاء، ويكون إشعاعها الأرضي قوياً جداً، وينعدم فيها تأثير المحيطات تقريباً. ففي فيرخويانسك الواقعة على خط عرض 68 درجة شمالاً وعلى ارتفاع 107م فوق مستوى سطح البحر، يصل وسطي درجة حرارة كانون الثاني إلى -50.1 درجة مئوية تحت الصفر وقد تصل في أقصى حالاتها حتى -70.1 درجة مئوية ولا تزيد على -16.6 درجة مئوية تحت الصفر، ويبقى المتوسط اليومي لدرجات الحرارة دون الصفر طوال 231 يوماً في السنة، وعندها تبلغ ثخانة الجليد المتكون فوق مياه البحيرات والأنهار نحو مترين. كذلك تتعرض آسيا الوسطى لتقلبات حرارية حادة في فصل الشتاء القارس، فتهب على تركستان رياح شمالية باردة، ويؤدي انخفاض درجة حرارة المناطق الجبلية الممتدة بين طشقند وبحر الخزر إلى سيطرة الجليد وانتشار موجات البرد القارس، ويعد طول فصل الشتاء وقسوته وشدة برودته من السمات البارزة للمناخ الآسيوي، إذ ينخفض المتوسط اليومي لدرجات الحرارة شتاء إلى مادون الصفر في شمالي القارة وفي مناطقها الجبلية على مدى 199 يوماً في السنة في شبه جزيرة كامتشاتكة، وترتفع إلى 231 يوماً في فيرخويانسك، كما أن المتوسط السنوي لعدد أيام التجلد يزيد على 250 يوماً على طول خط العرض 70 درجة شمالاً ويصل إلى 290 يوماً عند نقطة التقائه مع خط الطول 170 شرقاً.

وفي الصيف ترتفع درجات الحرارة ارتفاعاً ملموساً، إذ يبلغ وسطي درجة حرارة شهر تموز في فيرخويانسك 15.1 درجة مئوية مقابل 7،7 درجات مئوية فقط في جزيرة غرينلند الواقعة على خط العرض نفسه، أما الصحارى الآسيوية، فإنها تشهد في الصيف درجات حرارة مرتفعة مماثلة لتلك المسجلة في صحارى المناطق المدارية الجافة، وتصل درجات الحرارة القصوى كما في ترمذ Termez (أوزبكستان) الواقعة على خط العرض 37 درجة و19 دقيقة شمالاً، إلى 48.5 درجة مئوية، في حين أن وسطي درجة حرارة بغداد الواقعة على خط العرض 33 درجة و20 دقيقة شمالاً في شهر تموز لايزيد على 34.7 درجة مئوية، أما في ناغبور الواقعة على خط العرض 21 درجة و5 دقائق شمالاً وعلى ارتفاع 309م فوق مستوى سطح البحر فيبلغ وسطي درجة حرارة شهر أيار 35 درجة مئوية، ويلاحظ أن هذه المعدلات أكثر ارتفاعاً من مثيلاتها في مناطق قريبة من خط الاستواء، إذ إن وسطي أكثر الأشهر حرارة في كوشين الهندية Cochin الواقعة على خط العرض 9 درجات و58 دقيقة شمالاً يصل إلى 29.4 درجة مئوية، وفي سنغافورة الواقعة على خط العرض 1 درجة و11 دقيقة شمالاً إلى 27 درجة مئوية، وهي تنخفض إلى 26.4 درجة مئوية في جاكرتة الواقعة على خط العرض 6 درجات و10 دقائق جنوباً.

وتضم آسيا عموماً، أنظمة حرارية متنوعة ابتداء من المناخ الاستوائي الحار حتى المناخ القاري حيث التفاوت الكبير في درجات الحرارة وأنظمتها، وبين هذين القطبين، تضم القارة مناطق ذات مناخ مداري يبلغ متوسط حرارة الشهر الأكثر برودة فيها نحو 18 درجة مئوية، كما هو الحال في مدينة كلكتة مثلاً، ومناطق ذات مناخ فوق المداري كإيران التي يراوح وسطي درجة الحرارة فيها بين 14.4 درجة مئوية في أكثر شهور السنة برودة و23.3 درجة مئوية في أكثر شهور السنة حرارة، ومناطق متوسطية تراوح درجة الحرارة فيها بين 14 درجة في أكثر شهور السنة برودة و29 درجة مئوية في أكثر شهور السنة حرارة، ويزداد التفاوت المذكور في ظل المناخات القارية المعتدلة، إذ يراوح متوسط درجة الحرارة بين -1.3 درجة مئوية و+26.8 درجة مئوية، ويختلف التوزع الآنف الذكر في مناطق الشرق الأقصى وفي جنوب شرقي القارة التي تنخفض فيهادرجات الحرارة تدريجياً باتجاه الشمال كما يبدو من الجدول 1.

 

المدينة

الموقع الفلكي

وسطي درجة حرارة أكثر شهور السنة حرارة مقدراً بالدرجات المئوية

سنغافورة

11 درجة و11 دقيقة شمالاً

27ْ

سايغون

10 درجات و46 دقيقة شمالاً

29.7ْ

هانوي

21 درجة و4 دقائق شمالاً

28.8ْ

هونغ كونغ

22 درجة و14 دقيقة شمالاً

27.8ْ

شنغهاي

31 درجة و14 دقيقة شمالاً

26.9ْ

بكين

39 درجة و55 دقيقة شمالاً

26ْ

الجدول (1) وسطي درجة حرارة أكثر شهور السنة حرارة في بعض المدن الآسيوية

 

ـ الأمطار: تتركز أكثر المناطق تهطالاً في آسيا على أطراف القارة وهوامشها، في حين تتصف المناطق الداخلية بالجفاف، باستثناء القطاعات الجبلية التي تتلقى تهطالات مهمة عموماً، كما هو الحال في هضاب أرمينية والسلاسل البونتية التي تتلقى أمطارها من المنخفض الجوي المشبع بالرطوبة فوق البحر الأسود، في حين أن أمطار بلاد الشام متوسطية شتوية.

وعلى صعيد توزع الأمطار في آسيا يُميَّز بين آسيا الموسمية والصحاري:

أما آسيا الموسمية فتمتد على طول 8000كم بين صحراء ثار غرباً ومنشورية شرقاً، مكونة حزاماً يعرف بآسيا الخضراء بسبب كثرة أمطارها التي تعد محصِّلة عدة عوامل ومؤثرات، منها: تحرك الجبهات الهوائية ولا سيما الجبهة مابين المدارين، وتوزع مناطق الضغط المرتفع والمنخفض في آسيا والبحار والمحيطات المجاورة، وامتداد التضاريس والسلاسل الجبلية.

ويعزى هبوب الرياح الموسمية التي تسبب سيادة النماذج المناخية الموسمية إلى «التسخن» الكبير للكتلة القارية في فصل الصيف الحار، إذ تسود المنخفضات الجوية الحرارية وتجتذب الرياح التجارية (الأليزية) القادمة من النصف الجنوبي للكرة الأرضية، وباجتياز هذه الرياح  خط الاستواء تنحرف يميناً (تبعاً لتأثير قوة كوريوليس المعروفة والمتعلقة بحركة الأجسام الحرة في نصفي الكرة الأرضية) وتمر فوق المسطحات المائية الكبرى فتتشبع برطوبة عالية جداً تفرغها على السفوح الجنوبية للكتل الجبلية، فجبال الغات الغربية في الهند مثلاً تتلقى هطلاً سنوياً يزيد على 6748مم، ويرتفع إلى نحو 11630مم في منطقة شيرابوندجي.

أما عند خطوط العرض المنخفضة، فتسود أحوال مناخية استوائية نموذجية، بتوزع أمطارها على مدار السنة، كما هو الحال في جنوبي الفيليبين وماليزية وإندونيسية التي لايقل المعدل السنوي لتهطالها على 2000مم، وترتفع إلى أكثر من 2870مم على السفوح الجنوبية للسلاسل الجبلية في جزيرة جاوة، كما تتلقى المناطق الصينية المواجهة للرياح الجنوبية الشرقية كميات غزيرة من الأمطار يصل معدلها إلى 7900مم في ستشوان التي تعد أغزر البقاع أمطاراً في الصين، كما تتلقى جبال أواسط تايوان (فورموزة) كميات كبيرة جداً من الأمطار. وبالمقابل لا تتلقى المناطق الواقعة في ظل المطر (خلف الجبال) سوى كميات محدودة لايتجاوز معدلها السنوي 500مم.

    الثلوج الكثيفة تغطي إحدى قرى ساحل بحر اليابان، قد تمتد مثل هذه الأحوال المناخية لشهور عدة

وأما الصحارى: فتصل مساحة مناطق آسيا الجافة التي تستحيل فيها الزراعة من دون ري إلى نحو 13 مليون كم2 منها السهوب الجافة التي تصل مساحتها إلى 8 ملايين كم2، في مقابل 5 ملايين كم2 للصحارى والبوادي القاحلة، وعلى هذا تسيطر المناخات الجافة على نحو 29.1% من إجمالي مساحة القارة، وتتركز هذه المساحات في المناطق الداخلية القاريّة البعيدة عن المؤثرات البحرية، كما يؤدي البرد القارس شتاء إلى انخفاض كمية بخار الماء في الهواء ويزيد في معدلات الجفاف، شأنها شأن الرياح الشمالية الباردة التي تسود مناطق آسيا الغربية، فالمناطق الداخلية في شبه الجزيرة العربية مثلاً تعيش حالة جفاف شبه مطلق تدوم نحو 11 شهراً في السنة، ولا يتعدى المعدل السنوي للأمطار في فصل الجفاف فيها 25مم، في حين تبدو الصحارى الأخرى أقل جفافاً ولاسيما بادية الشام والصحارى الإيرانية وصحراء ثار وصحارى تركستان وغوبي. أما أكثر المواقع الآسيوية جفافاً فتصادف في هضبة بامير الواقعة على ارتفاع 3653 متراً فوق مستوى سطح البحر، حيث يبلغ المتوسط السنوي للأمطار 59مم مقابل 81مم في شمال كشمير و100مم في صحراء غوبي.

ويختلف توزع الأمطار تبعاً للنطاقات المناخية في آسيا، إذ تسقط أمطار المنطقة الداخلية والصحراوية شتاءً أما الصيف فشديد الجفاف، في حين أن صحارى تكلامكان Taklamakan وغوبي في آسيا الوسطى وصحراء ثار الهندية تتلقى تهطالاتها السنوية في فصل الصيف. أما المناطق المطيرة في جنوب غربي آسيا فتتبع الطراز المتوسطي ذا الأمطار الشتوية باستثناء بلاد اليمن التي تتبع النظام المداري ذا الأمطار الصيفية، أما آسيا الموسمية فتتلقى أكثر تهطالاتها صيفاً، في حين تتلقى المناطق الاستوائية أمطارها على مدار السنة، وفي الشرق الأقصى تتناقص كميات الأمطار بالاتجاه نحو الشمال كما يبدو من الجدول2.

 

المدينة

كمية الأمطار السنوية مقدرة بالمم

نسبة الأمطار بين شهري أيار وتشرين الأول إلى المجموع السنوي العام

سنغافورة

2415

45%

سايغون

2022

85%

هانوي

1776

83%

هونغ كونغ

2291

85%

شنغهاي

1146

68%

بكين

624

94%

الجدول (2) معدلات الأمطار السنوية في بعض المدن الآسيوية

 

3ـ المياه السطحية: تتمثل المياه السطحية في آسيا بعدة بحيرات وكثير من الأنهار:

البحيرات: وهي كثيرة تضم بحر آرال الذي يتخذ شكل بحيرة مالحة تمتد بين أراضي أوزبكستان وكازاخستان، مساحتها 67000كم2 وتتلقى مياه نهري سرداريا (سيحون) وأموداريا (جيحون). وبحيرة بلخاش الواسعة التي تتجاوز مساحتها 17300كم2، وتقع في أراضي كازاخستان وبحيرة بايكال ذات المنشأ البنيوي (التكتوني)، إذ إنها تحتل قاع غور انهدامي يتجاوز طوله 640كم وتصل مساحتها إلى 31500كم2. والبحر الميت الواقع بين فلسطين والأردن، ويشكل قاع حفرة انهدامية ويقع سطحه على سوية -401م تحت مستوى مياه البحار والمحيطات ومساحته 1050كم2 وإضافة إلى ذلك هنالك بحيرات إيسيك كول (6200كم2) وكوكونور (5000كم2) وخانكا (4400كم2) وبحر قزوين الذي تتجاوز مساحته 423300كم.2

الأنهار الآسيوية: ويمكن تصنيفها في أربع مجموعات رئيسة هي:

 (1) ـ أنهار سيبيرية: وهي أنهار طويلة، تتجه شمالاً لتصب في البحار الهامشية للمحيط المتجمد الشمالي، وتتغذى بالأمطار الصيفية، ويسهم ذوبان الثلوج والجليد في فصلي الربيع والصيف في ارتفاع معدلات صبيبها، وتكثر المناطق المرزغية في مجاريها الدنيا، وأهم الأنهار في هذه المجموعة هي:

ـ نهر الأوب: ومنابعه الأولى من سلاسل جبال ألطاي، ويصرف مياهه غربي سيبيرية، ويرفده نهر إيريتش قبل أن يصب في خليج أوب المطل على بحر كارا Kara بعد أن يجتاز مسافة 4012كم.

ـ نهر ينسئي: وهو أحد أنهار غربي سيبيرية، ويصب في بحر كارا أيضاً، طوله 3800كم.

ـ نهر لينا: ويصب في بحر لابتيف Laptev، وطوله 4270كم.

(2) ـ أنهار آسيا الوسطى: وهي كثيرة جداً، وتتصف بنظام تغذيها الثلجي الجليدي المشترك، وتنتهي في البحيرات والمنخفضات الداخلية المغلقة وأهم هذه الأنهار:

ـ أموداريا الذي تتفجّر منابعه الأولى من هضبة البامير، ويتجه نحو الغرب ثم الشمال ليصب في بحر آرال، وطوله 2620كم.

ـ سرداريا ومنابعه من قرغيزية تحت اسم نارين، ويتجه غرباً ثم شمالاً ليصب في بحر آرال أيضاً، وطوله 2860كم.

نهر الغانج يخترق سهلاً خصيباً في شمال الهند

(3) ـ أنهار آسيا الموسمية: تمتاز بتغذيها العالي على مدار السنة وبفيضاناتها الصيفية العنيفة التي تسبب الكوارث والخسائر المادية والبشرية الفادحة، كما أنها تنقل كميات كبيرة من الأنقاض واللحقيات النهرية التي تتسبب في حدوث دلتات كثيرة. وأهم أنهار هذه المجموعة:

ـ نهر الغانج: ومنابعه الأولى من الهيمالايا، ويصب في خليج البنغال مكوّناً دلتا واسعة وطوله 2900كم.

ـ نهر السند: يجتاز الهند والباكستان، ويصب في بحر العرب مكوناً دلتا مهمّة، وطوله 3180كم.

ـ النهر الأصفر (هوانغ هو): ينبع من التبت، ويصب في خليج يوهاي المطل على البحر الأصفر، وطوله 4845كم.

ـ نهر الميكونغ: وهو أهم أنهار مناطق الهند الصينية على الإطلاق، ينبع من التبت، ويجتاز لاووس وكمبودية (كمبوتشية) وتايلند وفييتنام، ويصب في بحر الصين الجنوبي، وطوله 4180كم.

ـ النهر الأزرق (يانغ تسي كيانغ): أطول أنهار الصين، ينبع من التبت، ويصب في بحر الصين الشرقي، وطوله 5980كم، وهو يصرِّف مياه حوض نهري تزيد مساحته على 1830000كم2.

 (4) ـ أنهار الشرق الأدنى: يفرّق هنا بين مجموعة الأنهار الساحلية في تركية وبلاد الشام، وهي تتصف بقصر مجاريها وبفيضاناتها الشتوية والربيعية، وبين نهري دجلة والفرات اللذين يمثلان أهم أنهار هذه المجموعة إذ يتغذيان بالثلوج وتفيض مياههما في أواخر الربيع وأوائل الصيف، أي وقت ذوبان الثلوج في أحواض التجمع العليا.

ـ نهر الفرات: ينبع من هضاب الأناضول الشرقية ثم يتجه جنوباً ماراً بالأراضي التركية والسورية قبل أن ينعطف نحو الجنوب الشرقي ويلتقي بدجلة في الأراضي العراقية مكوّنين معاً نهر شط العرب الذي يصب في الخليج العربي، وطول الفرات 2780كم.

ـ نهر دجلة: ينبع من جنوب منابع الفرات في شرقي تركية، ويتجه نحو الجنوب الشرقي ماراً بالأراضي العراقية قبل أن يلتقي الفرات ليكوّنا شط العرب، وطول دجلة 1950كم.

 4ـ الأقاليم الطبيعية والتربة و«النبيت والوحيش»: تبعاً لتنوع النماذج المناخية السائدة واختلاف الأحوال الطبيعية وتباين المظاهر التضريسية، يميز في آسيا الأقاليم الطبيعية التالية:

ألوان الخريف في جبال الألب اليابانية

آسيا الباردة: وهي تغطي نحو ثلث مساحة القارة، وتشمل مناطق شمالي القارة حيث البرد القارس، ودرجات الحرارة شديدة الانخفاض في فصل الشتاء الطويل فلا تتحرر التربة من جليدها في فصل الصيف القصير، ويبدأ هذا الفصل فجأة في نهاية شهر حزيران فتتغطى الأشجار بالبراعم والأزهار في أيام قليلة، لكن الشتاء لا يلبث أن يعود مع مطلع شهر أيلول ويبدأ تساقط الثلوج، ومع وجود هذه الخصائص المشتركة، يمكن أن يميز في آسيا الباردة عدة مناطق فرعية، يختلف بعضها عن بعض في نوع التربة والنبيت والوحيش وهي:

 (1) ـ نطاق الصحارى القطبية المتجمدة: ويضم معظم جزر المحيط المتجمد الشمالي، وجزءاً من السواحل القريبة، وهي ذات طبيعة قاسية، تهب عليها الزوابع والأعاصير الثلجية العنيفة.

  (2) ـ نطاق التوندرة Tundra: ويمتد على سواحل المحيط المتجمد الشمالي، من شبه جزيرة كولا حتى المجرى الأدنى لنهر كوليما، ويضم جزءاً مهماً من أراضي روسية الاتحادية. تتجمد أراضي التوندرة لسنوات كثيرة بسبب البرد الشديد والشتاء الطويل، وتندر فيها النباتات. وإلى الشمال من الدائرة القطبية الشمالية تتغطى التربة بالطحالب في بعض الأماكن، وقد تتغطى بنباتات الصفصاف القزمة التي لا يزيد ارتفاعها على 20سم، إضافة إلى بعض الجنبات القزمة، وتعيش فيها بعض الحيوانات التي تكيفت مع الطبيعة القاسية ومنها الأرنب البري الأبيض والثعلب الأبيض والكثير من أصناف الطيور التي تفد إلى المنطقة صيفاً. ويربى الأيل فيها للاستفادة منه في التغذية والتنقل.

  (3) ـ نطاق الغابات: يمتد على شكل نطاق عريض من بحر البلطيق غرباً حتى سواحل المحيط الهادئ شرقاً، ويشمل الأقسام الجنوبية من آسيا الباردة ومساحات كبيرة من روسية الاتحادية، وفيه أعظم الغابات على سطح الكرة الأرضية، ويقسم هذا النطاق إلى منطقتين، تعرف الشمالية منها بالتايغا حيث تغلب الأشجار المخروطية الحراجية كالسرو والصنوبريات في الغرب والجنوب، وأما المنطقة الجنوبية فتغطيها الغابات المختلطة وتنمو فيها أشجار تيجانية كالزيزفون والبلوط.

وتعد الأحوال الطبيعية في المنطقة الغابية ملائمة لحياة كثير من الحيوانات ولاسيما ذوات الفراء كالسنجاب والسمور والأيل الذي يستوطن الأماكن المستنقعية وضفاف الأنهار الغابية، كما يعيش في أنحاء التايغا الدب والثعلب والظَّربان وأنواع متعددة من الطيور.

  (4) ـ نطاق السهوب: يمتد هذا النطاق جنوب نطاق الغابات التي تصبح نادرة مع الاتجاه جنوباً فتتحول في البداية إلى سهوب غابية صيفها حار جاف وشتاؤها بارد، وتأتي بعدها السهوب الجرداء بتضاريسها المنبسطة التي تقطعها الأنهار والوهاد وتربتها السوداء الخصبة (تشيرنوزوم). وتستغل سهوب سيبيرية الغربية وسهوب شمال شرقي الصين مراعي لقطعان الماشية شتاء، وهي تتحول إلى قطاعات ذات تربة رمادية جافة جرداء صيفاً، ويتمثل وحيشها بالقوارض والظَّرِبان السهبي والكثير من الطيور المتنوعة.

آسيا الجافة: تتصف بمناخها القاري وندرة أمطارها، ولا ينبت فيها سوى القليل من الأعشاب الصحراوية والنباتات الشوكية التي تتحمل الجفاف الشديد، وتتخللها بعض الأنهار التي تتغذى من ذوبان الثلوج في الجبال العالية المجاورة وتنتهي غالباً في بحيرات داخلية أو تضيع في الرمال، كما في حوض تاريم شمال التبت. وتكتسي البوادي وأشباه الصحارى في هذه المناطق بغطاء نباتي فقير يمثله نبات الحلفاء وأشجار السكساؤول أحياناً، أما تربتها فرمادية مَلِحة. ويتمثل الوحيش فيها بالزواحف المختلفة كالأفاعي والسلاحف والعظايا وبعض الظباء والقوارض والطيور، كما تعيش فيها الخنازير والوعول البرية وبعض الحيوانات المفترسة على ضفاف الأنهار والبحيرات.

آسيا الموسمية: تمتد في جنوب شرقي القارة، وتتصف بأمطارها ورياحها الموسمية بين شهري أيار وتشرين الأول، وترافق الرياح الموسمية الصيفية فيها عواصف عنيفة تدعى التيفونات، وهي تسبب فيضانات تغمر المناطق الساحلية وتسبب كوارث كثيرة. أما المناخ فاستوائي حار ورطب، وتسود المنطقة الغابات الاستوائية العذراء الكثيفة التي تنمو فيها أشجار جوز الهند ونخيل الزيت والخيزران والأبنوس، وهي مأوى حيوانات متنوعة وفي مقدمتها القردة، كما تكثر فيها الأفاعي والتماسيح.

آسيا المتوسطية: تشمل المناطق الواقعة في غربي القارة والممتدة حتى سواحل البحر المتوسط والبحر الأحمر وبحر إيجه، ويخضع هطول الأمطار الشتوية فيها للمنخفضات الجوية ولقدوم الرياح الجنوبية الغربية الرطبة، وتزداد جفافاً باتجاه الشرق، وتنمو فيها النباتات الشوكية والجنبات المتنوعة والصنوبريات والسنديان، كما تجود فيها زراعة الكرمة والزيتون والتين والليمون، ويتمثل وحيش المنطقة بالذئب والثعلب والخنزير البري والضبع، وتعيش الغزلان وبعض الزواحف في البوادي.

الأوضاع البشرية

يبدو تأثير تضاريس آسيا في انتشار السكان جلياً، فمع وجود الممرات الجبلية الكثيرة، فإن السلاسل الجبلية الشاهقة فيها تؤلف حواجز تعيق حركة السكان. وقد اصطدمت جميع التيارات البشرية بهضبة التبت واضطرت إلى الدوران حولها، وهذا مايفسر غلبة السمة الصينية شرق الهضبة والهندية جنوبها والإيرانية غربها والتركية المنغولية شمالها.

المجموعات البشرية: تعد آسيا الموطن الأول للمجموعات المغولية، وقد اختلط المغول بالقفقاسيين غرباً في أزمنة متتالية، واتجهت مجموعات منهم إلى شمال شرقي آسيا فعبرت مضيق برنغ إلى أمريكة الشمالية، كما تحركت مجموعة أخرى نحو الجنوب عبر ممرات الهيمالايا واستقرت في نيبال[ر] وبعض أنحاء أسّام[ر]، كما وفدت إلى آسيا في المراحل الأولى لاستيطانها جماعات بشرية عرفت باسم «ماقبل الدرافيديين» وكذلك أقزام آسيا «النغريتو Negritos»، وقد استقرت هذه الأقوام في هضبة الدكن وفي أسّام، ثم تلتها العناصر الدرافيدية التي تتصف بالبشرة السوداء والرأس العريض والأنف العريض المسطح، وقد استقرت هذه الجماعات جنوبي هضبة الدكن، كما عبرت ممر خيبر وممر يولان مجموعات بشرية قدمت من مرتفعات هندكوش عرفت باسم الآريين Aryans، وتنتمي إلى السلالات الهندية ـ الأوربية، وتضم آسيا اليوم المجموعات البشرية الرئيسة التالية:

رجل من هونغ كونغطفل من اليابان إمرأة من بروناي

العرق الأصفر: يمثل أفراده نحو 53.48% من إجمالي سكان القارة، ويتوزعون في مجموعات ينتشر معظمها شرقي القارة وفي جنوبها الشرقي في الصين واليابان ودول الهند الصينية ومنغولية وبعض أنحاء الأرخبيل الإندونيسي والفيليبين، (يستوطنها أقزام آسيا) وهضاب آسيا الوسطى وسهوبها، ومنهم المغول Mongols الذين يقسمون إلى مغول قاريين أو شماليين (ومنهم مغول المحيط الهادئ)، والتبتيون والطورانيون (الترك) والتتار. كما توجد في شمالي آسيا مجموعات أخرى من العرق الأصفر تقطن إقليم التوندرا وغابات التايغا، وغالبيتهم من قبائل الصموئيد والأوستياك والياقوت والتونغور، ويلحق بهذا العرق العناصر الخلاسية الناجمة عن تزاوج أفراده مع العناصر الزنجية السوداء والعناصر الميلانيزية والأسترالية والعناصر البيضاء في القارة.

 العرق الأبيض (القفقاسي): ويمثل أفراده نحو 29% من سكان آسيا، ويتوزعون في عدة مجموعات أهمها:

  ـ المجموعة الآرية Aryans: وتشمل الإيرانيين وسكان شمالي شبه القارة الهندية والأرمن والقفقاسيين الأصليين.

ـ المجموعة العربية ـ السامية: وتضم السكان المقيمين في آسيا الغربية وشبه الجزيرة العربية، أما اليهود المهاجرون إلى فلسطين المحتلة، فيرجع معظمهم إلى عروق مختلفة لا تمت إلى هذه المجموعة بصلة.

ـ المجموعة السلافية: وغالبيتهم من السلاف المقيمين في سيبيرية ومن الروس.

العرق الأسود: يمثل أفراده 17.17% من سكان القارة، ويتوزعون في المناطق الساحلية الشرقية والجنوبية من الهند وفي سري لانكة، وهم من الفيدا Veda ومن الدرافيديين Dravidiens، ويختلف هؤلاء كثيراً عن الزنوج الإفريقيين في سماتهم العامة وفي لغاتهم، وتصادف أعداد منهم في ماليزية والفيليبين وإندونيسية، أما العناصر الأسترالية فإنها تؤلف نحو 0.35% من سكان آسيا، ويستوطنون جزر جنوب شرقي القارة.

أعداد السكان وتوزعهم وكثافتهم: تزايدت أعداد سكان آسيا بوتائر متسارعة جداً في القرون الأخيرة، كما يبدو من معطيات الجدول3.

 

السنة

عدد سكان آسيا بالملايين

نسبتهم المئوية من سكان العالم

1650

257

54.7%

1750

437

63%

1850

656

60.1%

1900

857

54.6%

1950

1380

54.9%

1970

2091

56.9%

1985

8231

58.2%

1998

3588.9

68.2%

تقديرات عام 2025

4748.8

78.6%

الجدول (3) تطور أعداد سكان آسيا في القرون الأخيرة (أعداد السكان من عام 1950 فما بعد لا تتضمن أعداد القسم الآسيوي من سكان الاتحاد السوفييتي السابق)

 

إن استقرار نسبة سكان القارة إلى سكان العالم يعزى بالدرجة الأولى إلى نجاح محاولات السيطرة على التفجر السكاني في آسيا، بانتهاج سياسة تحديد النسل، ولاسيما في جمهورية الصين الشعبية التي تمثل مركز الثقل الديموغرافي في العالم، والتي يقطنها نحو 37% من سكان آسيا. ويستوطن نحو 85% من سكان القارة مناطق آسيا الموسمية التي لاتتجاوز مساحتها 31.82% من مساحة القارة، ويغطي هذا النطاق المنطقة المحصورة بين حوضي نهري السند والآمور وآسيا الوسطى والجزر والأرخبيلات الشرقية، ويتوزع باقي السكان في آسيا الجنوبية وآسيا الجنوبية الغربية خاصة،

 

طفل من الهندرجل من أوزبكستانطفل من التبت

 

 وتعيش غالبية سكان آسيا في المناطق السهلية ولاسيما الساحلية منها، إذ يعيش 56.5% من سكان القارة في المناطق التي لايزيد معدل ارتفاعها فوق مستوى سطح البحر على 200م، في مقابل 23.5% للمناطق المحصورة بين 200 و500م فوق مستوى سطح البحر، و11.7% للمناطق التي يراوح معدل ارتفاعها بين 500 و1000م فوق مستوى سطح البحر، و4.9% للمناطق التي يراوح معدل ارتفاعها بين 1000 و1500م فوق مستوى سطح البحر، و2.5% للمناطق التي يراوح معدل ارتفاعها بين 1500 و2000م فوق مستوى سطح البحر، في مقابل 0.9%  للمناطق التي يزيد معدل ارتفاعها على 2000م فوق مستوى سطح البحر، ويعزى تفضيل سكن القطاعات السهلية إلى التخلف النسبي في وسائل الإنتاج وعجز السكان عن استثمار المناطق الجبلية في مختلف أقطار القارة، باستثناء اليابان التي تستغل غالبية أراضيها وفق أحدث الأساليب العلمية، وتستخدم فيها الوسائل التقنية الحديثة. كما أن لعامل القرب والبعد عن البحر دوراً بارزاً في تحديد القطاعات المأهولة بالسكان في القارة، إذ يعيش 27.1% من سكان آسيا في مناطق لايتجاوز بعدها عن السواحل 50 كيلومتراً في مقابل 20.2% من السكان للمناطق التي يراوح بعدها عن البحار بين 50كم و200كم، و21.9% من السكان للمناطق التي يراوح بعدها عن البحار بين 200كم و500كم، و19.9% من السكان للمناطق التي يراوح بعدها عن البحار بين 500كم و1000كم، و10.9% من السكان للمناطق التي يزيد بعدها عن البحار على 1000كم.

وتصل الكثافة السكانية العامة في آسيا إلى 66.59 نسمة/كم2 في مقابل 34 نسمة/كم2 للكثافة السكانية العالمية العامة.

وتتباين هذه الكثافة تبايناً واضحاً من بلد إلى آخر (الجدول 4).

 

الدولة

المساحة مقدرة بالكم2

عدد السكان

الكثافة نسمة/كم2

نسبة سكان المدن

نظام الحكم

العاصمة

تاريخ الاستقلال

تاريخ نشوء الدولة

الانتساب إلى الأمم المتحدة

أذربيجان

866000

7581000

88

56

جمهوري

باكو

 

1992

1992

الأردن

89206

4312000

48

59.5

ملكي دستوري

عمان

1946

 

1955

أرمينة

29800

3774000

127

69

جمهوري

يريفان

 

1992

1992

أفغانستان

652225

24167000

37

20

جمهوري

كابل

1919

 

1946

الإمارات

77700

2532000

33

84

إمارات متحدة

أبو ظبي

1971

 

1971

إندونيسية

1904443

197055000

104

36

جمهوري

جاكرتة

1945

 

1950

أوزبكستان

447400

23228000

52

41

جمهوري

طشقند

 

1992

1992

إيران

1648000

62509000

38

60

جمهوري

طهران

 

1906

1945

الباكستان

796095

133510000

168

35

جمهوري

إسلام أباد

 

1947

1947

البحرين

707

599000

847

80.7

إمارة

المنامة

1971

 

1971

بروناي

5765

290000

50

58

سلطنة

بغوان

 

1984

1984

بنغلادش

147570

121671000

825

19

جمهوري

دكه

 

1971

1974

بهوتان

46500

715000

15.4

6

مملكة

تيمفو

1910

 

1971

تايلند

513115

60003000

117

20

مملكة

بانكوك

 

1350

1946

تايوان

36000

21471000

596

92

جمهوري

تايبه

 

1949

فصلت 1971

تركمنستان

488100

4598000

9.4

45

جمهوري

عشق آباد

 

1992

1992

تركية

779452

62697000

80

70

جمهوري

أنقرة

 

1923

1945

جورجية

69700

5411000

78

59

جمهوري

تبليسي

 

1992

1992

سري لانكة

65610

18300000

279

22

جمهوري

كولومبو

1948

 

1955

السعودية

2240000

19049000

8.7

83

ملكي

الرياض

 

1932

1945

سنغافورة

647.5

3044000

4701

100

جمهوري

سنغافورة

1965

 

1965

سورية

185180

17000000

78

53

جمهوري

دمشق

1946

 

1945

الصين

9572395

1221725000

128

31

جمهوري

بكين

 

1949

1971

طاجكستان

143100

5927000

41

32

جمهوري

دوشنبة

 

1992

1992

العراق

438317

21366000

49

75

جمهوري

بغداد

 

1932

1945

عُمان

309500

2173000

7

77

سلطنة

مسقط

 

1951

1971

فلسطين

21946

5692000

259

91

جمهوري

القدس

 

 

 

الفيليبين

300000

71899000

240

55

جمهوري

مانيلة

1946

 

1945

فيتنام

331114

75355000

228

19

جمهوري

هانوي

1954

 

1977

قبرص

9251

740000

80

53

جمهوري

نيقوسية

1960

 

1960

قرغيزية

198500

4576000

23

39

جمهوري

بيشكيك

 

 1992

1992

قطر

11427

658000

85

90

إمارة

الدوحة

1971

 

1971

كازاخستان

27173000

1647100

6.1

60

جمهوري

أستانة

 

 1992

1992

كمبودية

181035

10275000

75

21

ملكي

بنوم بنه

1953

 

1955

كورية الجنوبية

99268

45545000

459

82

جمهوري

سئول

 

 1948

1991

كورية الشمالية

122762

22451000

183

62

جمهوري

بيونغ يانغ

 

 1948

1991

الكويت

17818

1590000

89

97

إمارة

الكويت

1961

 

1962

لاوس

236800

4726000

20

21

جمهوري

فينتيان

1953

 

1955

لبنان

10452

4079000

390

88

جمهوري

بيروت

1946

 

1945

مالديف

298

256000

859

26

جمهوري

ماله

1965

 

1965

ماليزية

329758

20565000

62

54

ملكي دستوري

كوالالمبور

1953

 

1957

مينمار

676552

45883000

68

24

جمهوري

يانغون

1948

 

1948

منغولية

1566500

2516000

1.6

61

جمهوري

أولان باتور

1921

 

1961

نيبال

147181

22037000

150

11

ملكي

كتمندو

1947

 

1955

الهند

3287263

945121000

288

27

جمهوري

نيودلهي

1947

 

1945

اليابان

377819

125761000

333

78

امبراطوري

طوكيو

 

660ق.م

1956

اليمن

536869

15778000

29

34

جمهوري

صنعاء

 

1992

1947

الجدول (4) آسيا السياسية وكثافة السكان وأعدادهم ونسبة سكان المدن.

ملاحظة: أما ما يخص القسم الآسيوي من الاتحاد الروسي فيرجع إلى بحث روسية

ويتبين من الجدول 4 أن هذه الكثافة لاتزيد على 2.4 نسمة/كم2 في سيناء و4 نسمة/ كم2 في القسم الآسيوي من روسية الاتحادية و7.8 نسمة/ كم2 في المملكة العربية السعودية، وهي تقفز إلى 118 نسمة/كم2 في فييتنام و258 نسمة/كم2 في الهند و825 نسمة/كم2 في بنغلادش و1573 نسمة/كم2 في قطاع غزة وأكثر من 19354.8 نسمة/كم2 في أومين (ماكاو). كذلك تتباين الكثافة من منطقة إلى أخرى ضمن الدولة الواحدة كما هو الحال في فييتنام التي تصل الكثافة في حوض النهر الأحمر فيها إلى 1000 نسمة/ كم2 في حين أن مناطق الجبال الأنامية شبه خالية من السكان، وكذلك الحال في إندونيسية التي ترتفع فيها الكثافة في جزيرة جاوة إلى 60 ضعفاً لكثافة السكان في كاليمنتان. وترتفع الكثافة إلى 1000 نسمة/كم2 على سواحل اليابان، لتنخفض انخفاضاً مذهلاً في مناطقها الجبلية العالية وفي جزيرة هوكايدو، التي لا يقطنها سوى 15% من اليابانيين مع أن مساحتها تتجاوز 40% من مساحة اليابان.

يؤلف سكان المدن الآسيوية 27% من سكان القارة فقط، في مقابل 73% من سكان الريف والبدو، ويؤلف هؤلاء نحو 71% من مجموع السكان الريفيين في العالم، وتختلف نسبة سكان المدن باختلاف المناطق الجغرافية في القارة، إذ تصل نسبتهم في شرقي آسيا إلى 29% من السكان في مقابل 24% في جنوبي شرقي آسيا، وتكون النسبة 22% في جنوبي آسيا، مقابل 51% في جنوب غربي آسيا. وقد شهدت نسبة سكان المدن تطوراً ملحوظاًمنذ عام 1940، إذ لم تكن تزيد يومئذ على 13% فارتفعت إلى 16% عام 1950 وإلى 20% عام 1960 و24% عام 1970 و27% من إجمالي السكان في مطلع التسعينات وسوف تبلغ 37% من السكان في عام 2000 تبعاً لتقديرات هيئة الأمم المتحدة.

وقد وصل عدد المدن الآسيوية الكبرى في مطلع الثمانينات إلى 767 مدينة منها 226 مدينة يزيد عدد سكان كل منها على مليون نسمة (يستثنى من ذلك المدن الواقعة في الشطر الآسيوي من الاتحاد السوفييتي السابق).

وهناك تفاوت كبير في نسبة سكان المدن بين دول آسيا المختلفة إذ تصل هذه النسبة إلى 100% من سكان سنغافورة في مقابل 97% تقريباً في الكويت وتهبط إلى 77% في عُمان وإلى 6% في بهوتان.

نجم النمو السريع للمدن الآسيوية عن اشتداد تيارات النزوح والهجرة من الأرياف الفقيرة إلى المدن، فقد نمت مدينة مانيلة مثلاً بسبب الهجرة الريفية بين عامي 1970 و1980 بنسبة 55%. ويعد الفقر في الأرياف، والرغبة في الحصول على فرص أفضل للعمل، وتوافر الخدمات الصحية والتعليمية في المدن، من الأسباب الرئيسية التي تدفع سكان الريف إلى الهجرة إلى المدن، وتتفاقم المشكلة عند عدم توافر الأراضي الزراعية الخصبة، كما هو الحال في الهند وبنغلادش والباكستان حيث يعيش أكثر من 30 مليون أسرة ريفية لا تملك أرضاً وليست قادرة على استئجارها. ويقطن المهاجرون من الريف إلى المدينة عادة في مناطق غير مأهولة كأعالي التلال المحيطة بالمدن وضفاف الأنهار الملوثة وفي جوار مقالب النفايات وفي أكواخ حقيرة من الصفيح أو الخشب أو أغصان الأشجار والورق المقوى، وقد يعيش بعضهم حياة تشرد كامل في شوارع المدن الكبرى، كما هو الحال في مدن بومباي وكلكتة ودلهي ومانيلة، وتشير تقديرات هيئة الأمم المتحدة إلى احتمال حدوث تزايد كبير في أعداد سكان المدن الآسيوية الكبرى بين عامي 1985 و2000، وتأتي طوكيو في مقدمة هذه المدن، فقد كان عدد سكانها 18.8 مليون نسمة عام 1985 ويتوقع أن يصل إلى 20.2 مليون نسمة عام 2000، وسكان بومباي إلى 16 مليوناً في المدة ذاتها. وفي الأقطار العربية، ارتفع عدد سكان مدينة عمّان من 30 ألف نسمة عام 1950 إلى 780 ألف نسمة عام 1978 وقد يبلغ نحو 1.5 مليون نسمة عام 2000، وأما مدينة بيروت فقد كان يقطنها عام 1959 مايقرب من 27% من سكان لبنان، وارتفعت هذه النسبة إلى 50% من سكان البلاد عام 1980، ويتوقع أن يرتفع إلى 70% في عام 2000.

الأوضاع الديموغرافية: شهدت آسيا انفجاراً سكانياً شديداً بعيد الحرب العالمية الثانية نتيجة التطور النسبي للأحوال الصحية في بلدانها المختلفة. فقد تراجع المعدل السنوي للوفيات فيها مع بقاء معدل الولادات مرتفعاً، ووصل إجمالي التزايد السكاني في آسيا في مطلع السبعينات من القرن العشرين إلى نحو 44.6 مليون نسمة سنوياً، وأصبح 46.9 مليون نسمة/ السنة منذ مطلع الثمانينات، أي نحو 61% من إجمالي الزيادة السنوية في العالم. ويعزى التزايد السكاني المذكور حصراً إلى ارتفاع كبير في معدلات التزايد الطبيعي للسكان (معدل الولادات ـ معدل الوفيات) لانتفاء المهاجرين القادمين إلى القارة، بل العكس هو الصحيح، إذ تصدر القارة أعداداً كبيرة من المهاجرين إلى القارات الأخرى، ولا سيما إلى أمريكة الشمالية وأوربة وأسترالية. وتتباين معدلات التزايد الطبيعي للسكان في مختلف أنحاء القارة، فمع أن صافي الزيادة الطبيعية السنوية في مستوى القارة 18 بالألف (28.6 بالألف للولادات و10.6 بالألف للوفيات)، فإنه ينخفض في شرقي آسيا إلى 14 بالألف (20.5 بالألف للولادات و6.5 بالألف للوفيات)، ويرتفع إلى 20.8 بالألف (35 بالألف للولادات و14.2 بالألف للوفيات) في جنوبي آسيا، وإلى 22.7 بالألف (35.2 بالألف للولادات و12.5 بالألف للوفيات) في جنوبي شرقي آسيا، وإلى 28.3 بالألف (42.3 بالألف للولادات و14 بالألف للوفيات) في جنوب غربي آسيا.

إن الدراسة التفصيلية للمعطيات الديموغرافية لدول القارة تظهر وجود تباينات ملحوظة في معدلات الزيادة الطبيعية وتصادف أكثرها انخفاضاً في اليابان (3 بالألف فقط) وتايوان (10 بالألف) وسنغافورة (20 بالألف) وأكثرها ارتفاعاً في الأردن (51 بالألف) ومالديف (29 بالألف) وسورية (30 بالألف).

إن الموازنة بين المؤشرات الحيوية التي تشمل الولادات والوفيات ومعدلات الزيادة الطبيعية ومعدل وفيات الأطفال، تظهر إمكانية تصنيف بلدان القارة في ثلاث فئات متمايزة.

ـ الفئة الأولى: وتشمل البلدان التي يقل فيها معدل الولادات عن 25 بالألف ومعدل الوفيات عن 10 بالألف ومعدل وفيات الأطفال عن 60 بالألف، وتضم هذه الفئة كورية الجنوبية واليابان وسنغافورة وهونغ كونغ وتايوان وقبرص.

ـ الفئة الثانية: وتشمل البلدان التي انخفض فيها معدل الولادات، أقل من انخفاض معدل الوفيات، وظل معدل وفيات الأطفال فيها يراوح بين 50 بالألف و100 بالألف، ومايزال سكانها يزدادون بمعدل 20 بالألف سنوياً على الأقل، وهي نسبة كافية لمضاعفة أعدادهم كل 35 سنة، وتضم هذه الفئة كلاً من إندونيسية وبعض مناطق الهند وفييتنام والفيليبين ولبنان.

ـ الفئة الثالثة: تضم البلدان التي انخفض فيها معدل الوفيات، وبقي معدل الولادات السنوية فيها أكثر من 30 بالألف، ومعدل وفيات الأطفال أكثر من 100 بالألف، ويستغرق تضاعف سكانها 23 إلى 28 سنة وتضم كلاً من الباكستان وأفغانستان وبنغلادش ومينمار، وإيران ولاوس.

وقد انخفض معدل وفيات الأطفال في آسيا عموماً من 133 بالألف بين عامي 1960ـ 1965 إلى 87 بالألف بين عامي 1980 و1985، في حين كان المتوسط العام لوفيات الأطفال في العالم يبلغ 81 بالألف، وكان أدنى هذه المعدلات العامة يصادف في أوربة التي لا يزيد معدل وفيات الأطفال فيها على 16 بالألف.

وفي الوقت ذاته ارتفع العمر المتوسط في آسيا من 41.2 سنة بين عامي 1950 و1955 إلى 57.9 سنة بين عامي 1980 و 1985، ويصل هذا العمر اليوم في روسية الاتحادية إلى 71 سنة في مقابل 72 سنة في أمريكة الشمالية و73.5 سنة في أوربة. في حين أن العمر المتوسط في مستوى العالم يصل إلى 65 سنة فقط. ويتباين هذا العمر بشدة في أقطار آسيا، فهو يبلغ 77 سنة في اليابان و71 سنة في سنغافورة، وينخفض إلى 57 سنة في إيران وإلى 46 سنة في بهوتان و39 سنة في أفغانستان.

إن نسبة الأطفال (0-14 سنة) تزيد على 40% من السكان في معظم الأقطار الآسيوية، وترتفع حتى 49% في سورية والعراق واليمن وإلى 44% في إيران وعُمان وبنغلادش، وتنخفض إلى 22% في اليابان و24% في سنغافورة و28% في الصين، وتختلف نسبة الذين تزيد أعمارهم على 65 سنة في أقطار آسيا فهي 5% في الصين و10% في اليابان و2% في البحرين والمملكة العربية السعودية وقطر ومالديف و3% في إندونيسية وبهوتان وإيران وعمان والفيليبين و كمبودية (كمبوتشية) ومنغولية. ولتزايد نسبة الأطفال تأثيرات سلبية على مسيرة التنمية في مختلف أنحاء القارة، إذ تتزايد الأعباء الملقاة على عاتق الأسرة والقوى البشرية المنتجة، ولذا تتعدد الأساليب الهادفة إلى تشجيع برامج تنظيم الأسرة في الدول الفقيرة ودعمها، وقد أظهر الاستقصاء العالمي للخصوبة الذي أجري في 41 بلداً نامياً بين عامي 1972 و 1984 وجود حاجة ماسة إلى تطبيق برامج تنظيم الأسرة بتحديد النسل، ولاقت البرامج المذكورة نجاحاً ملحوظاً في آسيا، حيث تبلغ نسبة من يأخذن بهذا التنظيم 43% من النساء اللواتي لا يرغبن في إنجاب طفل ثان في مقابل 25% في إفريقية و57% في أمريكة الجنوبية، وإذا أوقفت جميع النساء اللواتي لا يرغبن في إنجاب مزيد من الأطفال إنجابهن فإن نسبة الولادات السنوية العامة في آسيا ستنخفض بمعدل 33 بالألف في مقابل 35 بالألف في أمريكة الجنوبية و27 بالألف في إفريقية.

ومن المتوقع أن يصبح عدد سكان آسيا أربعة مليارات شخص بحلول عام 2010، وكما تؤكد تقديرات هيئة الأمم المتحدة أن هذا العدد سيصل إلى ستة مليارات شخص عام 2100.

وتتمثل المعضلات الأساسية التي تتفاقم في آسيا بالانفجار السكاني وبالتبدلات المناخية وبالتصحر الذي يهدد نحو ثلث مساحة الأراضي الزراعية في العالم (48 مليون كم2) ويعاني أكثر من 100 مليون شخص في العالم من تأثيرات التصحر الشديد، ويضطر الكثير من هؤلاء إلى البحث عن مصادر رزق جديد في المدن. ويتوزع سكان الريف المتأثرون بالتصحر الشديد في قارة آسيا بحسب تقديرات هيئة الأمم لعام 1990 في غربي آسيا (16 مليون نسمة) وفي جنوبي آسيا (29 مليون نسمة) وفي مناطق الجمهوريات الآسيوية التي استقلت عن الاتحاد السوفييتي السابق (2 مليون نسمة) وفي الصين ومنغولية (6.5 مليون).

وتبين خريطة مناطق الجوع، بحسب إحصاءات منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، أن مواقع الأراضي الزراعية التي لم تعد تكفي لإطعام السكان في آسيا تضم شبه القارة الهندية بكاملها (الهند وبنغلادش وبهوتان ونيبال) ومناطق واسعة من إيران وشمالي العراق ولبنان وفلسطين والأردن وتركية، ثم المناطق الساحلية في شبه جزيرة الهند الصينية وجزر الفيليبين وإندونيسية. وتتركز محاولات التنمية الزراعية على توسيع شبكات الري في معظم دول آسيا الجنوبية التي يتعرض نصف مساحاتها الزراعية المروية لأخطار مستقبلية ناجمة عن سوء استخدام مياه الري وتملح الأراضي وانجراف التربة وتعرية المنحدرات، ومنطقة الهيمالايا مثال بارز لهذا الواقع. فنهر الغانج الذي يصرف مياه هذه المنطقة يلقي في خليج البنغال كل سنة 1.46 مليار طن من اللحقيات وهي كمية ضخمة تعكس تآكل التلال والمنحدرات ومواطن خزانات المياه وأحواضها في مناطق الهيمالايا، حيث تراجعت الغابات بنسبة 40%، في حين تجاوزت الكثافات السكانية في المناطق الريفية 1500 نسمة/كم2 من الأرض المزروعة وتواجه مناطق نيبال في الهيمالايا هذه التأثيرات إذ تفقد الأراضي غطاءها الحراجي وتتآكل المنحدرات القاسية فتنهار المدرجات وتنخفض قدرة الأرض على العطاء فيهجرها الفلاحون إلى الأراضي المنخفضة.

بوذا

اللغات والأديان: في آسيا الكثير من اللغات والديانات المعروفة وغير المعروفة، فاللغات التي تتكلمها شعوب آسيا المختلفة ولهجاتها تعد بالآلاف، وفي شبه القارة الهندية وحدها أكثر من اثنتي عشرة لغة مستقلة ومئات اللهجات المحلية وفي إحدى مقاطعات الصين أكثر من مئة لهجة من لهجات اللغة الصينية، وفي القسم الآسيوي من الاتحاد السوفييتي السابق نحو 170 لغة ولهجة يتكلمها أكثر من مئة مجموعة قومية.

وتصنف غالبية لغات آسيا في مجموعات لغوية كبرى، منها أسرة اللغات الهندية ـ الأوربية التي تضم الأوردية والهندية Hindi والبنغالية، واللغة العربية هي اللغة الأكثر انتشاراً في جنوب غربي آسيا، كما تعد اللغة التركية الألطية لغة أم تفرعت عنها اللغة القياسية في تركية ولغات القبائل ذات الأصول التركية في آسيا الوسطى، وهناك أيضاً مجموعة اللغات المنغولية التي يتكلمها بعض شعوب آسيا الوسطى والأجزاء الشمالية من الصين والقسم الآسيوي من روسية الاتحادية. وتجمع اللغات التي يتكلمها الصينيون وبعض شعوب جنوب شرقي آسيا في مجموعة اللغات الصينية ـ التبتية. وهناك أيضاً مجموعة اللغات الملاوية ـ البولينيزية التي تضم لغة الملايو والبالين وجاوة وتاغالوغ، وتتكلمها شعوب شبه جزيرة الملايو والجزر البعيدة عن الساحل الجنوبي الشرقي للقارة الآسيوية. وثمة لغات أخرى في آسيا منها اللغات الكورية واليابانية التي تصنف في أسرة اللغات الصينية ـ التبتية.

واللغات المحكية في آسيا تبعاً لأعداد الناطقين بها هي: الصينية ويتكلمها نحو 36.7% من سكان القارة، الهندية ويتكلمها 19.86% من سكان القارة مقابل 5.75% للباهاسا الإندونيسية و5.46% للبنغالية و4.13% لليابانية و3.45% للأوردو و2.18% للكورية و2.12% للفييتنامية و1.99% للعربية و1.88% للروسية و1.78% للتركية و1.98% للفيليبينو و0.53% للبوشتو، يضاف إلى ذلك لغات أخرى أهمها: الكردية والصغدية ولغات القفقاس على أنواعها، وكذلك الكجراتية والكانارية والكشميرية الملاوية والماراتية والبنجابية والتاميلية والتيلوغو والأسامية واللاووية الديفيهية والبالوشية والمنغولية والتاغالغو والإيلوكانو والفزيتيانية ولغة الأسكيمو وغيرها. ويتكلم كثير من سكان القارة إحدى اللغات: الإنكليزية أو الفرنسية أو الإسبانية أوالألمانية أوالبرتغالية إلى جانب لغتهم الأصلية، وتنتشر اللغة العربية في كل من الباكستان وإيران وأفغانستان وإندونيسية وبعض مناطق ماليزية إلى جانب أقطار آسيا العربية.

والدين الإسلامي هو الغالب في معظم بلدان جنوب غربي آسيا وآسيا الوسطى وبنغلادش والباكستان وملايو وإندونيسية. وتوجد أقليات مسلمة كبيرة العدد في أماكن أخرى من آسيا كالهند والفيليبين والصين وغيرها. أما غير المسلمين في جنوب غربي آسيا فهم من المسيحيين واليهود.

والهندوسية هي الديانة  الرئيسية في الهند، أما البوذية التي ولدت في شمال شرقي الهند أصلاً فأتباعها هناك قليلون، ولكنها الديانة الرئيسة في سري لانكة ومينمار وتايلند وكمبودية وفي الكوريتين ومنغولية وبعض مناطق اليابان. أما الكونفوشيوسية فقد نشأت في الصين وانتشرت هناك وطغت عليها الشيوعية.

حجاج هندوس يستحمون في مياه الغانج المقدسة

ويعتنق أكثر اليابانيين ديناً قومياً يدعى «شنتو» Shinto وفيه الكثير من التقاليد البوذية، وتقوم ديانة الشنتو على عبادة الأجداد والأرواح الطيبة، وكان من شعائر الشنتو تقديس الامبراطور، إلا أن المجتمع الياباني مرّ بتطور في نظرته إلى هذه الشعائر والمعتقدات، فمال إلى العلمانية بعد الحرب العالمية الثانية.

يعتنق قسم كبير من سكان القسم الآسيوي من روسية الاتحادية وجورجية وأرمينية المسيحية، مذهب الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية، وفي هذه المناطق أقلية لا بأس بها من المسلمين ولاسيما في الأجزاء الشرقية والجنوبية الغربية لما وراء القفقاس.

دخلت المسيحية مناطق آسيا الوسطى وآسيا الشرقية البعيدة وجزر الفيليبين في عصر الكشوفات وعلى يد المبشرين المسيحيين من الروم الكاثوليك. وهناك عدد كبير ممن اعتنقوا المسيحية على المذهب البروتستنتي أو الكاثوليكي في كورية الجنوبية واليابان والهند ومرتفعات مينمار، وثمة قبائل بدائية كثيرة تعيش في المناطق النائية من آسيا ماتزال على دياناتها البدائية الوثنية، والجدول  5 يبين توزع الأديان في آسيا.

 

الديانة

نسبة معتنقيها (%)

الهندوسية

32.8

الإسلامية

27.2

البوذية

17.5

المسيحية

الروم الكاثوليك

4.10

الأرثوذكس

0.21

البروتستنت

3.2

الكونفوشيوسية

1.7

الشنتو

0.23

التاوية

0.14

اليهودية

0.3

اتباع الديانات الأخرى والملحدين والديانات الوثنية والبدائية

12.62

الجدول (5): توزع الأديان في آسيا

 

الأوضاع الاقتصادية

إن امتداد القارة الواسع على مناطق جغرافية ومناخية متمايزة، وكثرة عدد سكانها ومواردها الطبيعية وتنوع هذه الموارد لايتناسب إطلاقاً مع مكانتها المتواضعة في الاقتصاد والتجارة الدولية، إذ إنها لاتسهم بأكثر من 10% من إجمالي الإنتاج العالمي، ويعد التخلف الاقتصادي والاجتماعي من السمات النوعية المميزة لغالبية دول آسيا التي تعاني نقص الموارد الغذائية والحبوب وهي العنصر الغذائي الرئيسي فيها.

 

 

إن نماذج الاستثمار والنشاط الاقتصادي في آسيا وثيقة الارتباط بالعادات وطرز المعيشة الغالبة وبخصائص الحضارات القديمة التي شهدتها القارة، بالإضافة إلى الأحوال الطبيعية المختلفة وعلى رأسها العوامل المناخية وأنواع الترب السائدة، وفي جنوب شرقي آسيا أجزاء مايزال سكانها يعيشون على حرفة الجمع والالتقاط والصيد البري والمائي مع إمكانية قيام زراعة راقية فيها وخاصة أنها تتلقى تهطالات مهمة، وعلى العكس من ذلك، يعتمد سكان المناطق الصحراوية الحارة في الشرق الأوسط وسكان الصحارى الإيرانية التركية الباردة نسبياً على رعي الحيوانات وعلى حياة البداوة المتنقلة مع ممارسة الزراعة اعتماداً على وسائل قديمة، مع أن البدو لا يؤلفون أكثر من 1% من سكان الشرق الأوسط. وإلى جانب ذلك، شهد بعض دول آسيا كاليابان وكورية الجنوبية خاصة تطوراً اقتصادياً كبيراً جعل منها قوة اقتصادية عالمية قادرة على منافسة القوى العظمى كالولايات المتحدة الأمريكية وكندا ودول أوربة الغربية. وهكذا تتبدل في آسيا وتتباين البنى الاقتصادية ومعدلات التطور الاقتصادي ومعدلات الدخل وقيم الصادرات والواردات السنوية ونسب التضخم، كما تتباين حجوم الديون الخارجية التي تعاني دول القارة أعباءها (الجدول 6). ففي الوقت الذي يزيد فيه المعدل السنوي لدخل الفرد في أقطار آسيا العربية المنتجة للنفط وفي اليابان الصناعية على عشرة آلاف دولار أمريكي في السنة، ويصل إلى 14410 دولاراً في الإمارات العربية المتحدة وإلى 13890 دولاراً في الكويت و12520 دولاراً في قطر و12850 دولاراً في اليابان فإنه يتناقص إلى 300 دولاراً فقط في الصين وفييتنام وإلى 90 دولاراً في كبمودية وإلى 16 دولاراً فقط في بهوتان (الجدول 6).

 

الدولة

صافي الدخل القومي بملايين الدولارات

معدل الدخل السنوي للفرد بالدولار

القيمة الإجمالية للصادرات بملايين الدولارات

القيمة الإجمالية للواردات بملايين الدولارات

الديون الخارجية بملايين الدولارات

الأردن

7088

1650

4004

1050

8118

أفغانستان

3520

785

411

140

1501

الإمارات

39107

9635

29100

28100

لا يوجد

إندونيسية

213348

1080

49800

42900

52300

إيران

49700

3115

15000

22500

16800

الباكستان

63567

480

8400

11900

12000

البحرين

3670

9635

4092.1

3624.8

1030

بروناي

3975

أكثر من 9635

3714

3661

لا يوجد

بنغلادش

31217

260

4380

7170

133510000

بهوتان

321

390

2196

3600

87

تايلند

177476

2960

54400

70900

138000

تايوان

217000

12838

122100

114100

120

تركية

177530

2830

23100

24500

79789

سري لانكة

13475

740

238900

315700

7995

السعودية

125501

9635

56700

25400

لا يوجد

سنغافورة

92987

30550

176300

185200

لا يوجد

سورية

16808

1160

4080

6510

233000

الصين الشعبية

906079

750

142400

182700

118600

العراق

15000

3115

16809

4314

42320

عُمان

10578

9635

5917

4249

3415

فلسطين المحتلة

90310

15870

28600

20700

20500

الفيليبين

83298

1160

36700

25200

41214

فيتنام

21915

290

8850

11200

26764

قبرص

7539

أقل من 9635

688

2062

991

قطر

7448

أكثر من 9635

1195

7016

1020

كمبودية

3088

300

659

722

2111

كورية الجنوبية

483130

10610

136200

144600

78000

كورية الشمالية

21450

أقل من 3115

590

1470

10320

الكويت

28941

أكثر من 9635

4448

2507

لا يوجد

لاوس

1895

400

323

690

2263

لبنان

12118

2970

1150

7580

2300

مالديف

277

1080

59

185302

167

ماليزية

89800

4370

197000

197300

39777

مينمار

62000

785

5200

11300

5184

منغولية

902

360

422.3

438.3

524

نيبال

4456

210

19875

76815

2414

الهند

356027

380

33100

38500

922000

اليابان

4599700

40940

50900

40900

لا يوجد

اليمن

60160

380

650

2400

6356

الجدول (6) الأوضاع الاقتصادية في معظم دول قارة آسيا (مقدرة بالدولار الأمريكي) ـ معطيات عام 1995-1996

 

إن معدلات الإنتاج الزراعي الضخم في بعض أنحاء القارة لا تعد مؤشرات غنى ورفاه اقتصادي، لأن المناطق الزراعية الخصبة في القارة تتصف بكثافتها السكانية العالية جداً حتى ليعجز الإنتاج عن تغطية حاجات الأعداد المتزايدة من البشر، ومع أن آسيا تنتج نحو ثلث الإنتاج العالمي من القمح فإنها تستورد نحو ثلث كمية القمح الداخلة في التجارة الدولية، كما أن معظم دول القارة، باستثناء اليابان والصين وتايوان وكورية الجنوبية، لاينتج سوى بعض الصناعات الاستهلاكية، وتعزى هذه الأحوال بمجملها إلى الأوضاع السياسية التي شهدتها دول القارة التي لم تنل استقلالها إلا من مدة قريبة.

زراعة الأرز في اليابان، غرس نبتة الأرز بع تطويف الحقل بالمياه

وأهم أوجه النشاط الاقتصادي في القارة:

القطاع الزراعي (النشاط الزراعي): تغطي الصحارى نحو 16% من مساحة القارة، وتُكَوِّن بمجملها كتلة قارية واسعة تتصف بجفافها وبمداها الحراري الكبير، لذا ينحصر النشاط الزراعي في آسيا في السهول الساحلية وفي أحواض الأنهار والأودية. وقد أدى اختلاف المناطق المناخية إلى تنوع المحاصيل الزراعية فيها وإلى تعدد الأساليب المعتمدة في استثمار الأراضي. والإنتاج الزراعي موجه بالدرجة الأولى إلى توفير الغذاء والكساء لسكان بلدان القارة التي تتباين مساحة القطاعات القابلة للزراعة فيها من بلد إلى آخر ولكنها لاتتجاوز ثلث المساحة العامة إلا نادراً (الجدول 7) في الوقت الذي تتباين فيه نسب العاملين في الزراعة من بلد إلى آخر. مع أن هذه النسبة تصل إلى 64% من إجمالي القوى العاملة في الصين وإلى 63% في الهند و74% في بنغلادش، فإن الإنتاج الزراعي لايسهم بأكثر من 25% من إجمالي الدخل القومي في الصين و33% في الهند و47% في بنغلادش.

 

الدولة

نسبة الأراضي الراعية إلى المساحة العامة (%)

نسبة العاملين في القطاع الزراعي (%)

نسبة العاملين في القطاع الصناعي (%)

نسبة العاملين في قطاع الخدمات (%)

الأردن

5

5

30

65

أفغانستان

12

64

20

16

الإمارات

8

7

30

63

إندونيسية

9

52

18

30

إيران

12

23

31

45

الباكستان

52

48

20

32

البحرين

5

2

28

70

بروناي

3

2

24

74

بنغلادش

66

67

15

19

بهوتان

-

94

1

25

تايلند

38

57

18

25

تركية

35

48

21

31

سري لانكة

25

39

21

40

السعودية

-

37

14

49

سنغافورة

10

0.2

30.3

69.5

سورية

76

32

23

45

الصين الشعبية

11

50.5

23.5

26

العراق

13

40

26

34

عُمان

-

37

10

53

فلسطين المحتلة

22

2.5

20

70

الفيليبين

37

40

16

44

فيتنام

23

69

13

18

قبرص

47

11

25

64

قطر

-

3

32

65

كمبودية

-

73

5

22

كورية الجنوبية

21

14

33

53

كورية الشمالية

19

33

30

31

الكويت

1

2

28

70

لاوس

49

77

6

17

لبنان

27

7

20

60

مالديف

-

25

22

52

ماليزية

-

15

37

28

مينمار

-

67

11

20

منغولية

-

46

18

36

نيبال

-

93

3

4

الهند

57

61

20

19

اليابان

13

5.3

33.1

61

اليمن

8

57

10

10

الجدول (7) نسب الأراضي الزراعية وتوزع القوى العاملة في آسيا

تعدُّ آسيا الموطن الأصلي للكثير من المحصولات الزراعية كالقمح الذي انتقل من آسيا الغربية إلى مختلف مناطق العالم والأرز الذي يكوّن المورد الأساسي للغذاء في آسيا الموسمية، ثم الشاي والبن والكثير من الأشجار المثمرة كالكرمة والحمضيات التي انتقلت زراعتها من المناطق الآسيوية إلى بقية القارات.

ويتأثر الإنتاج الزراعي في معظم الدول الآسيوية بعاملين اثنين هما ضعف إنتاجية الأرض الزراعية واختلاف أساليب استخدام الأرض، فالمناطق الخصبة تزرع عدة مرات في السنة، كما في جزيرة جاوة وأحواض الأنهار في الصين والهند، في حين تزرع مناطق أخرى في أوقات متفاوتة مع إراحة الأرض مدداً طويلة. وتتصدر بعض الدول الآسيوية المراكز الأولى في إنتاج أنواع من الغلاّت الزراعية مثل الشاي والبن والقطن وزيت النخيل والجوت.

كياكة الحرير يدوياً في أحد حوانيت بانكوك

ويتضح أثر القارة في الإنتاج الزراعي بموازنة المحصولات الزراعية في كل من الصين والهند. فقد كانت الصين تحتل المرتبة الأولى (عام 1987) في العالم بإنتاج القطن والحبوب بما فيها الأرز وتحتل المرتبة الثانية بإنتاج الشاي والبطاطا.. أما الهند فتحتل المرتبة الأولى بإنتاج الشاي والثانية بإنتاج قصب السكر والأرز..

وتنتج الدول الآسيوية مجتمعة نحو 90% من الإنتاج العالمي للجوت و78% من إنتاج الشاي العالمي و93% من مطاط العالم و97% من الإنتاج العالمي للحرير، أما أهم الغلات الزراعية الأخرى فهي:

  (1) ـ الحبوب وفي مقدمتها الأرز الذي يعد المادة الأساسية في غذاء سكان آسيا الموسمية. وتنتج القارة نحو 95% من الإنتاج العالمي من الأرز، وتنتج الصين بمفردها نحو 170 مليون طن أي نحو 38% من إنتاج العالم، وتليها الهند التي تنتج 19.5% من الإنتاج العالمي، وتليهما كل من إندونيسية وبنغلادش وتايلند ومينمار.

كما تنتج الدول الآسيوية نحو 34% من الإنتاج العالمي للقمح، وتكثر زراعته في الشرق الأوسط وآسيا الصغرى وشمال غربي الهند وشمالي الصين وبعض أنحاء سهول سيبيرية، وتنتج الصين بمفردها 86 مليون طن أي نحو 17% من الإنتاج العالمي، وتليها الهند بمعدل إنتاج يصل إلى 9% من الإنتاج العالمي، ومع ذلك فإن الصين تستورد نحو 11 مليون طن من القمح كما تستورد اليابان نحو 6 ملايين طن.

كذلك يزرع في آسيا كل من الشعير والذرة والجاودار.

   (2) ـ الشاي: يعد الشاي من الزراعات الرئيسة في آسيا التي تنتج 78% من الإنتاج العالمي، وتنتج الهند بمفردها 29% من إنتاج العالم، وتليها الصين بمعدل 20% وتليهما كل من سري لانكة وتركية واليابان وبنغلادش.

   (3) ـ قصب السكر وتجود زراعته في آسيا الموسمية، ولاسيما في الهند التي تحتل المرتبة الثانية في العالم بإنتاجه الذي يبلغ 172 مليون طن أي نحو 8.5% من الإنتاج العالمي، وتليها الصين التي تحتل المرتبة الرابعة بإنتاجها الذي يبلغ 57 مليون طن.

   (4) ـ القطن: تنتج آسيا نحو 46% من الإنتاج العالمي، وتصدر الدول الآسيوية مجتمعة 15% من صادرات العالم، ومع ذلك فإن بعض الأقطار الآسيوية تستورد أصنافاً خاصة من القطن بمعدل 44% من واردات العالم منه، وتجود زراعة القطن  في الصين الشعبية التي تحتل المرتبة الأولى في العالم بمعدل 24% من الإنتاج العالمي منه، فالهند التي تحتل المرتبة الرابعة بمعدل 10% من الإنتاج العالمي، تليهما الباكستان وروسية الاتحادية وتركية وسورية العراق.

  (5) ـ المطاط: أدخل الأوربيون زراعة المطاط إلى آسيا في أواخر القرن الثامن عشر، وهو اليوم من أهم الزراعات الصناعية في القارة التي تنتج نحو 93% من الإنتاج العالمي، وتزرع أشجار المطاط في ماليزية وإندونيسية وتايلند، وتنتج ماليزية بمفردها نحو 1.6 مليون طن أي 36% من الإنتاج العالمي من المطاط، وتليها إندونيسية بمعدل 26% من الإنتاج العالمي، ثم سري لانكة فالهند فالصين الشعبية.

   (6) ـ النباتات الزيتية: تزرع في آسيا أنواع كثيرة من النباتات الزيتية، أهمها: الزيتون في المناطق المتوسطية من الشرق الأوسط (تركية وسورية ولبنان وفلسطين)، وتنتج الهند والصين وسورية مجتمعة نحو نصف الإنتاج العالمي من الفول السوداني (الفستق السوداني)، يليهما في الأهمية نخيل جوز الهند الذي تجود زراعته في الفيليبين وجزر الصوند ونخيل الزيت وفول الصويا الذي يزرع في شمالي الصين وفي منشورية وكورية الجنوبية، وتنتج الصين بمفردها نحو 10% من الإنتاج العالمي من فول الصويا.

  (7) ـ المحصولات الأخرى: تتصدرها الأشجار المثمرة والخضر بأنواعها، إضافة إلى أشجار التوت التي تستغل لتربية دود القز وإنتاج الحرير، وتنتج آسيا نحو 97% من الإنتاج العالمي من الحرير، كما تحتل القارة مكان الصدارة بإنتاج الفواكه المدارية والاستوائية وعلى رأسها الموز والأناناس.

  (8) ـ الثروة الحيوانية: للمنتجات الحيوانية دور بارز في توفير بعض الموارد الغذائية في آسيا التي تمتلك ثروة حيوانية كبيرة جداً مع أن هذه الثروة الحيوانية لا تلقى الاهتمام والعناية الكافيين لأسباب دينية. فالمسلمون لايستهلكون لحم الخنزير إطلاقاً، والديانة الهندوسية تحرم ذبح الأبقار وتقدسها ومع ذلك فإنها لا تلقى العناية اللازمة ومردودها من الحليب منخفض، كما تستخدم الأبقار في بعض أنحاء القارة للأعمال الزراعية. وفي القارة أعداد مهمة جداً من الحيوانات المختلفة وفي مقدمتها الإبل والخيول والبغال والجاموس والمواشي والأغنام (جدول 8).

 

الدولة

عدد الأبقار

(1000 رأس)

عدد الأغنام

 (1000 رأس)

عدد الخنازير

 (1000 رأس)

الدجاج

(1000 طير)

إنتاج الحليب

 (1000 طن)

إنتاج البيض

 (1000 طن)

الأردن

33

10000

-

35000

26

2700

أفغانستان

3760

20000

-

7000

610

14200

الإمارات

48

400

-

5000

12

16000

إندونيسية

6470

5300

6216

40000

230

348000

إيران

8350

34500

-

105000

1700

240000

الباكستان

16951

26640

-

140000

2700

230000

البحرين

6

8

-

1000

6

4750

بروناي

3

-

14

2000

-

2230

بنغلادش

23500

1130

-

69000

950

53000

بهوتان

395

25

62

-

28

240

تايلند

4931

73

4200

80000

75

180000

تركية

12400

12400

12

58000

3400

275000

سري لانكة

1807

28

97

9000

164

46423

السعودية

530

3800

-

36000

410

150000

سنغافورة

-

-

459

7000

-

16008

سورية

738

12669

1

12000

650

88000

الصين الشعبية

71347

99009

344248

1796000

3305

6170000

العراق

1500

1500

-

75000

280

90000

عُمان

130

215

-

1000

34

1600

فلسطين المحتلة

319

281

130

23000

880

101400

الفيليبين

1695

30

7000

45000

15

231000

فيتنام

2755

22

11796

70000

35

86700

قبرص

44

320

225

2000

75

6138

قطر

8

120

-

1000

9

1000

كمبودية

1600

1

1300

6000

16

10200

كورية الجنوبية

2807

4

3347

56000

1100

378000

كورية  الشمالية

1200

368

3050

19000

83

135000

الكويت

25

265

-

23000

53

24000

لاوس

593

-

1565

8000

8

28750

لبنان

50

140

21

11000

95

58500

مالديف

-

-

-

-

-

-

ماليزية

620

75

2200

57000

24

174000

مينمار

-

-

-

-

-

-

منغولية

2480

2480

80

300

240

1530

نيبال

6374

821

467

10000

225

13100

الهند

199300

55482

8800

175000

17700

961000

اليابان

4694

27

11354

351000

7380

2355000

اليمن

1119

3534

-

20000

96

14800

الجدول (8) الثروة الحيوانية ومنتجاتها في بعض دول آسيا

 

أما حرفة الصيد المائي فإنها تغطي حاجة السوق المحلية من الأسماك المختلفة في عدد كبير من دول القارة، وتسهم هذه الحرفة بقسط وافر في الميزان التجاري الخارجي نتيجة لارتفاع معدلات الصيد السنوي من الأسماك المتنوعة (الجدول 9).

 

الدولة

الإنتاج السنوي من الأسماك مقدرة بالألف طن

اليابان

12000

الصين الشعبية

8000

الهند

3000

كورية الجنوبية

320

كورية الشمالية

1700

بنغلادش

800

تركية

580

الجدول (9) الثروة السمكية في بعض الأقطار الآسيوية

 

        حقل نفط بورغان في الكويت أحد أكبر الحقول المنتجة للنفط في آسيا

وتزدهر حرفة استغلال أخشاب الغابة خاصةً في جنوب شرقي آسيا، وتسهم بنصيب مهم جداً في معدلات الدخل القومي في بلدان هذه المنطقة، مع أن استغلال هذه الثروة يتم بأساليب قديمة ولا يخضع لبرامج محددة، مما يعرض الغابة المدارية والموسمية في آسيا إلى أخطار حقيقية.

القطاع الصناعي (النشاط الصناعي): بدأ النشاط الصناعي يشهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة بالاعتماد على موارد الطاقة والفلزات الخام الموجودة في الأراضي الآسيوية وعلى الأيدي العاملة الرخيصة فيها.

موارد الطاقة: يأتي النفط في مقدمة موارد الطاقة في آسيا، وتتوزع آباره في مناطق آسيا العربية خاصة، وفي الشرق الأقصى، وتعد منطقة الشرق الأوسط من أغنى مناطق العالم بحقول النفط، وهي تنتج نحو 19% من الإنتاج العالمي للنفط. وتنتج السعودية بمفردها نحو 6.1% من الإنتاج العالمي تليها إيران والعراق والكويت والإمارات العربية المتحدة وقطر وعمان والبحرين، ثم دول آسيا الشرقية كالصين الشعبية التي تنتج نحو 5% من الإنتاج العالمي، وفي جنوب شرقي آسيا تنتج إندونيسية كميات كبيرة من النفط، كما تنتج دول القارة كميات مهمة من الغاز الطبيعي (الجدول 10) أما احتياطي النفط في آسيا فإنه يتركز بالدرجة الأولى في بلدان منطقة الشرق الأوسط التي تمتلك مجتمعة نحو 57% من المخزون العالمي ويصل إلى أكثر من 97 مليار طن، تليها إندونيسية التي تملك نحو 2.8 % من الاحتياطي العالمي، فالصين التي تملك نحو 2.6 % من الاحتياطي العالمي.

 

أحواض لبناء السفن البحرية في جزيرة إينوشيما باليابان

وتمتلك آسيا أيضاً مخزوناً كبيراً جداً من الفحم الحجري، وهي تنتج كميات كبيرة منه ولاسيما القسم الآسيوي من روسية الاتحادية ومن جمهوريات آسيا الوسطى ومناطق الشرق الأقصى. وتحتل الصين الشعبية المرتبة الأولى بإنتاج الفحم في العالم فهي تنتج نحو 880 مليون طن، أي نحو 25% من الإنتاج العالمي للفحم، وتليها الهند التي تنتج نحو 5% من الإنتاج العالمي، وتليهما كل من كورية الشمالية والجنوبية واليابان.

أما معدلات إنتاج الطاقة الكهربائية فما تزال قليلة الأهمية في آسيا باستثناء اليابان التي تنتج نحو 672 مليار كيلو واط ساعي، وتليها الصين الشعبية بمعدل إنتاج يصل إلى 444 مليار كيلو واط ساعي، فالهند بمعدل 202.5 مليار كيلو واط ساعي (الجدول 10).

 

 

 

الدولة

الفحم الحجري بالألف طن

الغاز الطبيعي بالمليون متر مكعب

النفط الخام بالمليون برميل

سعة المصافي النفطية بالألف برميل/يوم

الطـــاقة الكهـــــربائية

الإنتاج بالمليون كيلو واط ساعي

حرارية (%)

مائية (%)

نووية (%)

الأردن

-

-

-

100

2955

99.9

0.1

-

أفغانستان

160

2800

-

-

1171

38.5

61.5

-

الإمارات

-

16282

534

180

6745

100

-

-

إندونيسية

1725

34966

444

714

29850

75.7

23.6

0.7

إيران

800

18992

895

530

36800

83.2

16.8

-

الباكستان

2086

11887

15

130

25768

45

53.6

1.4

البحرين

-

6130

15

250

2970

100

-

-

بروناي

-

8710

57

1

958

100

-

-

بنغلادش

-

3720

-

31

5125

91.2

8.8

-

بهوتان

-

-

-

-

21

61.9

38.1

-

تايلند

5476

5120

13

192

25932

78.6

21.4

-

تركية

45734

396

19

676

39695

70

29.9

0.1

سري لانكة

-

-

-

50

2652

0.3

99.7

-

السعودية

-

20980

1457

1375

32900

100

-

-

سنغافورة

-

-

-

858

10577

100

-

-

سورية

-

476

84

229

7032

63.8

36.2

-

الصين الشعبية

880000

20499

978

2200

444130

77.5

22.5

-

العراق

-

1696

758

319

18850

96.8

3.2

-

عُمان

-

1767

213

77

2906

110

-

-

فلسطين المحتلة

-

59

0.04

180

16277

100

-

-

الفيليبين

1243

-

2

286

22320

52.4

27.1

20.5

فيتنام

5500

-

-

-

5200

61.5

38.5

-

قبرص

-

-

-

16

1423

100

-

-

قطر

-

4655

107

62

3565

100

-

-

كمبودية

-

-

-

-

155

58.1

41.9

-

كورية الجنوبية

24253

-

-

820

69763

53.6

5.8

40.6

كورية الشمالية

52000

-

-

42

50000

42

58

-

الكويت

-

4420

377

628

17216

100

-

-

لاوس

-

-

-

-

1050

4.8

95.2

-

لبنان

-

-

-

37

1370

59.1

40.9

-

مالديف

-

-

-

-

13

100

-

-

ماليزية

-

13051

182

212

16099

74.7

25.3

-

منغولية

6000

-

-

-

2800

100

-

-

نيبال

8

-

-

-

428

100

-

-

الهند

174.124

7055

233

1059

202574

71

26.5

2.5

اليابان

16012

2134

3

4567

671770

61.8

12.9

25.1

اليمن

-

-

6

180

430

100

-

-

الجدول (10) معدلات إنتاج موارد الطاقة المختلفة في آسيا

 

الثروة المعدنية الباطنية: تحتوي أراضي القارة مكامن معدنية مهمة ومتنوعة إلا أنها تنتج بكميات قليلة، وأهمها القصدير، وتنتج منه ماليزية وتايلند والصين الشعبية وإندونيسية مجتمعة نحو 14 ألف طن من إنتاج العالم البالغ 238 ألف طن عام .1985 وتنتج الهند نحو 5% من إنتاج العالم من المنغنيز (481 ألف طن) تليها الصين الشعبية (480 ألف طن)، ثم اليابان.

كذلك تنتج الدول الآسيوية مجتمعة نحو 7% من النحاس الخام في العالم ولاسيما الفيليبين والصين الشعبية، كما تنتج 12% من معدن الكروم ولاسيما تركية والهند والفيليبين. وتنتج آسيا نحو 7% من بوكسيت العالم. أما إنتاج الحديد الخام فقد بلغ مجمله في الدول الآسيوية عام 1985 نحو 20% من إنتاج العالم وتنتج الصين 65 ألف كغ من المعادن الثمينة (4.5% من الإنتاج العالمي) كما تنتج الفيليبين نحو 35 ألف كغ منها.

الصناعات الرئيسة: عرفت بعض الدول الآسيوية، ثورة صناعية حقيقية في السنوات القريبة الماضية، ولا سيما بعد تطوير شبكات النقل الداخلي، وتحسين وسائل استثمار موارد الطاقة والموارد الطبيعية. وكانت اليابان السباقة بين البلدان الآسيوية في بناء صناعة ثقيلة متطورة وأحواض لبناء السفن وصناعات إلكترونية وكهربائية غزت بها أسواق العالم، كما طورت أسطولها التجاري الذي وفر لصناعتها الأسواق الخارجية اللازمة. وتسعى دول شرقي آسيا إلى الاقتداء باليابان في إنتاجها الصناعي، إلا أنها ماتزال في أول الطريق. وتحتل الصين مرتبة متقدمة في الصناعات النسيجية، وتليها الهند والباكستان. وتوفر الصناعة لليابان 40% من الدخل القومي، ويعمل فيها نحو 34.9% من القوى العاملة، أما في الصين فتوفر الصناعة مع التعدين نحو 41% من الدخل القومي ويعمل في هذا المجال 21% من القوى العاملة.

باعة في قواربهم في أقنية مدينة بانكوك

وتتميز الصناعات الآسيوية بوجود أعداد كبيرة من المشاغل الصغيرة التي ماتزال تعمل بالأساليب القديمة وتنتشر في المنازل والحوانيت ولا سيما في الصين والهند حيث تزدهر صناعة الحلي والفخار والمنسوجات بالإضافة إلى صناعة الأواني النحاسية والحديدية. لكن الصناعات التحويلية والثقيلة أخذت تحتل الأولوية في معظم الدول. وتحتل صناعة الحديد والصلب في الصين الشعبية المركز الرابع في إنتاج الصلب في العالم، ويبلغ إنتاجها 47 مليون طن في السنة (6.6% من إنتاج العالم)، وتحتل اليابان المركز الثاني في إنتاج الصلب في العالم (105 مليون طن سنوياً أو 15% من إنتاج العالم). وتنشط الصناعات الميكانيكية في الهند والباكستان واليابان والصين إذ تحتل اليابان المركز الأول في صناعة السيارات وبناء السفن، وتتركز الصناعات الرئيسة في المدن والموانئ الكبيرة.

التجارة والمواصلات: إن الحواجز الجبلية والعقبات التضريسية والامتداد الشاسع للصحارى الجافة تعرقل تطور شبكات المواصلات الداخلية في آسيا التي لا يزيد الطول الإجمالي لطرق السيارات فيها على 5022677كم أي أن كثافة الطرق فيها لا تزيد على 0.113 كم/كم2، ويقدر طول السكك الحديدية بنحو 210047كم أي أن كثافتها لا تزيد على 0.005كم/كم2، وتتباين أطوال طرق السيارات وخطوط السكك الحديدية من دولة إلى أخرى تبعاً للتطور الاقتصادي العام من جهة وتبعاً لقساوة المناخ والتضاريس من جهة ثانية (الجدول 11).

 

الدولة

طرق السيارات

السكك الحديدية

الطول الإجمالي بالكم

الكثافة كم/كم2

الطول الإجمالي بالكم

الكثافة كم/كم2

الأردن

5277

0.06

618

0.007

أفغانستان

18852

0.03

2846

0.004

الإمارات

1300

0.02

-

-

إندونيسية

165240

0.09

6444

0.003

إيران

86900

0.05

4576

0.003

الباكستان

95519

0.11

8823

0.01

البحرين

450

0.7

-

-

بروناي

1631

0.28

-

-

بنغلادش

7996

0.06

2892

0.02

بهوتان

2050

0.044

-

-

تايلند

33148

0.06

3735

0.007

تايوان

19680

0.55

3403

0.09

تركية

319133

0.41

8400

0.01

سري لانكة

31130

0.47

1453

0.02

السعودية

22501

0.01

1248

0.0006

سنغافورة

2338

3.76

-

-

سورية

28960

0.16

2086

0.01

الصين الشعبية

940600

0.098

52100

0.005

العراق

25265

0.058

2035

0.005

عُمان

3830

0.013

-

-

فلسطين المحتلة

12482

0.6

827

0.04

الفيليبين

157100

0.52

857

0.003

فيتنام

36000

0.11

2523

0.008

قبرص

5448

0.59

-

-

قطر

1287

0.11

-

-

كمبودية

15029

0.08

272

0.001

كورية الجنوبية

50336

0.51

3121

0.03

كورية الشمالية

2000

0.16

4500

0.037

الكويت

2154

0.12

-

-

لاوس

12980

0.055

-

-

لبنان

6520

0.64

415

0.04

مالديف

100

0.34

-

-

ماليزية

30330

0.092

2230

0.007

مينمار

22471

0.03

4473

0.007

منغولية

29018

0.019

1748

0.001

نيبال

5836

0.04

63

0.0004

الهند

1675000

0.53

61460

0.019

اليابان

1125200

2.98

26908

0.07

اليمن

3736

0.007

-

-

الجدول (11) شبكة المواصلات في آسيا

 

نجحت روسية في مد الخط الحديدي الوحيد عبر سيبيرية الذي يصل بين شرقي آسيا الشمالية وغربيها، كذلك تمكنت الهند واليابان والصين الشعبية مؤخراً من بناء خطوط حديدية كثيفة متطورة تصل المدن والمناطق الداخلية والساحلية بعضها ببعض إضافة إلى شبكات الطرق الحديثة التي تربط بين معظم المدن داخل البلدان الآسيوية.

وفي مجال التجارة الدولية تقوم الأساطيل التجارية البحرية للدول الآسيوية المطلة على المحيط الهادئ بدور رئيس في النقل البحري، وقد تضاعفت إمكانية هذا الأسطول ثلاث مرات بين العامين 1970 ـ 1985 وتزايدت حمولته من 15.5% إلى 22% من إجمالي حمولة الأساطيل الدولية. وتحتل الأساطيل التجارية البحرية للفيليبين وهونغ كونغ وتايوان وكورية الجنوبية مراتب متقدمة في هذا المجال. ويأتي النفط في مقدمة الصادرات الآسيوية، ولاسيما نفط الشرق الأوسط، وتحتل اليابان المرتبة الأولى في آسيا باستيراد النفط الخام. وترتكز الحركة التجارية في آسيا على المنتجات الصناعية التي تصدرها اليابان وهونغ كونغ وتايوان وكورية الجنوبية والصين إلى خارج القارة، وعلى تصدير النفط من أقطاره الآسيوية المنتجة إضافة إلى تصدير بعض المحاصيل والغلال الزراعية الصناعية كالمطاط والقطن والجوت.

والتباينات في وسائل الرفاه والإعلام في الأقطار الآسيوية المختلفة دلالة على التفاوت في درجات الغنى في هذه الأقطار.

محمد فائد حاج حسن

 

- التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار - المجلد : المجلد الثاني، طبعة 2000، دمشق - رقم الصفحة ضمن المجلد : 461 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة