أبو إسماعيل، عبد الله بن محمد بن علي بن محمد بن حمد بن علي بن جعفر بن منصور الأنصاري (من ذرية الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري) الهَروي، الحنبلي، لُقِّب بشيخ الإسلام: أصولي، مُحدِّث حافظٌ، مفسِّر، مؤرِّخ، مُتََكلِّم، صوفيّ، شيخ خراسان في عصره، من كبار الحنابلة.

"/>
هروي (عبد الله محمد حنبلي)
Al-Harawi (Abdullah ibn Mohammad al-Hanbali) - Al-Harawi (Abdullah ibn Mohammad al-Hanbali)

الهَروي (عبد الله بن محمد الحنبلي ـ)

الهَروي (عبد الله بن محمد الحنبلي ـ)

(396 ـ 481هـ/1006 ـ 1089م)

 

أبو إسماعيل، عبد الله بن محمد بن علي بن محمد بن حمد بن علي بن جعفر بن منصور الأنصاري (من ذرية الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري) الهَروي، الحنبلي، لُقِّب بشيخ الإسلام: أصولي، مُحدِّث حافظٌ، مفسِّر، مؤرِّخ، مُتََكلِّم، صوفيّ، شيخ خراسان في عصره، من كبار الحنابلة.

مولده بقندهار من بلاد أفغانستان، وسمع عددًا كبيرًا من المحدِّثين بهَراة، منهم: عبد الجبار الجراحي سمع منه «جامع الترمذي»، والحافظ أبو الفضل محمد بن أحمد الجارودي، والقاضي أبو منصور محمد بن محمد الأزدي، ويحيى بن عمار السِّجْزِيّ المفسِّر، وأَبو يعقوب القَرّاب، وأبو ذَرٍّ عبد بن أحمد الهَروي. ورحل إلى نيسابور فسمع فيها من: محمد بن موسى الحرشي، وأحمد ابن محمد السليطي، وعلي بن محمد الطرازي الحنبلي، والحافظ أحمد بن علي بن فنْجُوْيَه الأَصبهاني. وسمع ببغداد من أبي محمد الخلاَّل.

وحدَّث عنه: المؤتمن السَّاجيُّ، وأبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي، وعبد الله بن أحمد السمرقندي، وعبد الصبور بن عبد السلام الهَروي، وعبد الملك الكروجى، وحنبل بن علي البخاري، وأبو الفتح محمد بن إسماعيل الفامي، وعبد الجليل بن أبي سعد المعدل، وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى السِّجزي، ومن آخر من روى عنه أبو الفتح نصر بن سيار.

كان حافظًا للحديث يروي في مجالسه الأَحاديث بالأَسانيد، وكان يقول: «أحفظ اثني عشر ألف حديث أسردها سردًا» وكان علاوة على ذلك لغويّاً بارعاً، عارفاً بالتاريخ والأَنساب، إمامًا في التفسير، حسن السيرة في التَّصوُّف، شديدًا على أهل البدع، مُظهِرًا للسُّنَّة داعيًا إِليها، وامتُحِن في سبيل ذلك وأُوذي، وكان يقول: «عُرِضت على السيف خمَس مرات، لا يقال لي: ارجع عن مذهبك، لكن يقال لي: اسكت عمَّن خالفك، فأقول: لا أسكت!».

وكان لا يقبل عطايا الأمراء والسلاطين ويردُّ صِلاتهم، ولا يدخل عليهم ولا يبالي بهم.

وكان إذا أراد الجلوس في مجلس العلم أو التذكير والوعظ لبس الثياب الفاخرة، وركب الدوابَّ الثمينة، ويقول: «إنَّما أَفعل هذا إِعزازاً للدِّين ورغماً لأَعدائه، حتى ينظروا إِلى عزِّي وتجمُّلي فيرغبوا في الإسلام»، وإذا انصرف إِلى بيته عاد إلى لبس الثياب المرقَّعة وجلس إلى الفقراء يأْكل معهم ولا يتميز منهم، ويبالغ في إكرام الغرباء من المُحدِّثين.

توفي بهَراة، وقد جاوز أَربعًا وثمانين سنة.

ترك مجموعة من المؤلفات منها: «ذم الكلام وأهله» وهو من أشهر كتبه، ولبرهان الدين إبراهيم بن عمر البقاعي المفسِّر منتخب منه سماه «أحسن الكلام»، و«منازل السائرين إلى الحق المبين» وهو كتاب في التصوف وأحوال السلوك، عني به العلماء عناية كبيرة، فشرحه جماعةٌ ومن أشهر شروحه «مدارج السالكين» لشمس الدين ابن قيِّم الجوزية، وهو شرح مبسوط. وترجمه مصلح الدين بن نور الدين إلى التُّركية. واختصَرَتْه عائشة بنت يوسف الدمشقية وسمَّته «الإِشارات الخفية في المنازل العلية»، و«شرح التعرف لمذهب التصوف» لأبي بكر محمد بن إبراهيم الكلاباذي، وهو شرح لطيف، وكتاب «الأربعين في الحديث» و«مناقب الإمام أحمد بن حنبل وسيرته» في مجلد، و«الفاروق في الصفات» و«كتاب الأربعين في التوحيد» و«الأحايث المئة».

وله قصيدةٌ في السُّنَّة.

بديع السيد اللحام

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، تحقيق محمد نعيم العرقسوسي (مؤسسة الرسالة، بيروت، د.ت).

ـ شمس الدين الذهبي، تذكرة الحفاظ (دار إحياء التراث العربي، بيروت، د.ت).

ـ ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب في أخبار من ذهب (دار الفكر، بيروت، د.ت).

ـ إسماعيل باشا البغدادي، هدية العارفين في أسماء المؤلفين (مكتبة المثنى، بغداد، د.ت).


- التصنيف : التاريخ - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد الواحد والعشرون، طبعة 2008، دمشق - رقم الصفحة ضمن المجلد : 454 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة