داود بن محمد سليم بن أحمد بن محمد الجلبي (بتشديد الجيم) الموصلي، نسبة إلى مدينة الموصل التي ولد فيها. طبيب باحث كثير العناية بالتاريخ.

"/>
جلبي (داود)
Al-Jalabi (Dawood-) - Al-Jalabi (Dawood-)

الجلبي )داود ـ(

الجلبي (داود ـ)

(1297ـ1379هـ/1879ـ1960م)

 

داود بن محمد سليم بن أحمد بن محمد الجلبي (بتشديد الجيم) الموصلي، نسبة إلى مدينة الموصل التي ولد فيها. طبيب باحث كثير العناية بالتاريخ. سليل أسرة قديمة اشتهر أفرادها ومعظم أسلافه بممارسة مهنة الطب في الموصل، كان أولهم جده الأكبر القس عبد الأحد الصباغ الذي أسلم على الأرجح سنة1830م، وتسمى محمد الجلبي، له مؤلفات في الطب والأقراباذين والفلك، وله أيضاً شرح لأرجوزة ابن سينا، كما كان والده محمد سليم من الأطباء المصنفين أيضاً.

بعد أن أنهى دراسته الأولية انتسب إلى الكلية الطبية العسكرية في اصطنبول وتخرج فيها. ودخل في الخدمة العسكرية طبيباً في الجيش العثماني واستمر بذلك إلى نهاية الحرب العالمية الأولى، وعاد إلى الموصل حيث التحق بالجيش العراقي الذي تألف حديثاً حين أعلنت الملكية في العراق. واستمر في خدمته العسكرية ورقي فيها وعين مديراً للشؤون الطبية في وزارة الدفاع العراقية، واستمر في منصبه هذا حتى إحالته على التقاعد سنة 1933م،ووصل إلى رتبة زعيم في الجيش العراقي، وتقلب في عدة مناصب فانتخب عضواً في المجلس التأسيسي العراقي، ثم شغل منصب مدير الصحة العامة. وفي سنة 1937م عين عضواً في مجلس الأعيان، ثم مال إلى الحياة الثقافية العلمية وعاد إلى ممارسة العمل الطبي،وانتخب في أثناء عمله الطبي عضواً رئيساً للجمعية الثقافية العراقية، ومارس نشاطه الثقافي أيضاً بوصفه عضواً في لجنة تألفت لدراسة تاريخ العراق. وعندما تأسست في بغداد لجنة للتأليف والترجمة والنشر أصبح عضواً مؤسساً فيها، وقد أكسبته نشاطاته العلمية والثقافية شهرة في الأوساط العربية، فكان عضواً مراسلاً في كل من المجمع العلمي العربي بدمشق، ومجمع فؤاد الأول للغة العربية بمصر، والمجمع العلمي العراقي.

شملت نشاطاته دراسته اللغة التركية والفرنسية، وكان يجيدهما ويتقنهما إضافة إلى معرفته وإلمامه بالفارسية والألمانية، مما ساعده على الاطلاع الواسع على ثقافات هذه الأمم، ونشر مقالات وأبحاثاً علمية وأدبية وتاريخية في المجلات والجرائد العربية. وقد نشر في جريدة العراق دراسة دعا فيها إلى استعمال الحروف اللاتينية عوضاً من الحروف العربية، وكان ذلك في سنة 1928م، مما حمل بعض الباحثين على نقده ومعالجة هذه البدعة على صفحات الصحف.

اشتهرت في العراق وغيره مكتبة الجلبي التي وضع نواتها أسلافه وزاد هو فيها، وكانت تحتوي على كثير من المخطوطات العربية في مختلف علوم الدين والدنيا.

توفي الجلبي في الموصل وشيع عسكرياً تقديراً لمكانته في المجتمع العراقي العلمي والعسكري.

صنف في مختلف العلوم والآداب، فكانت أهم كتبه ومؤلفاته المطبوعة: كتاب «آراء نقدية حول المصطلحات الطبية» التي وضعها المجمع اللغوي، إذ كان له ولع خاص بدراسة المصطلحات الطبية وكتب في ذلك مقالات كثيرة. وكتاب «مخطوطات الموصل» في 390 صفحة، وكتاب «الآثار الآرامية في لغة الموصل»، وكتاب عن «محمد بن زكريا الرازي» الطبيب والكيميائي والفيلسوف.

وله مؤلفات طبية وتاريخية وأدبية لا تزال مخطوطة لم تطبع.

زهير حميدان

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ حسين علي محفوظ، «داود الجلبي»، مجلة مجمع اللغة العربية (العدد 36، دمشق).


- التصنيف : التاريخ - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد السابع، طبعة 2003، دمشق - رقم الصفحة ضمن المجلد : 640 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة