لا يتوافق نشوء الأدب البولندي Polish Literature مع بدايات الثقافة البولندية التي تعود إلى عصر ما قبل الكتابة، كما تُبيّن التنقيبات الأثرية،

"/>
بولنده(ادب)
Poland - Pologne

الأدب البولندي

الأدب البولندي

 

لا يتوافق نشوء الأدب البولندي Polish Literature مع بدايات الثقافة البولندية التي تعود إلى عصر ما قبل الكتابة، كما تُبيّن التنقيبات الأثرية، إذ كانت هذه الثقافة تتطور قبل معرفة الكتابة التي حملتها معها الديانة المسيحية إلى الأراضي البولندية، وبدءاً من عام 966ميلادية، انضوت بولندة في نطاق الثقافة الغربية اللاتينية.

الأدب البولندي في القرون الوسطى: تمتد هذه الحقبة بين القرن العاشر والخامس عشر وهي الأطول زمنياً في تاريخ الأدب البولندي، والأكثر فقراً إلى عدد الأعمال الأدبية المعروفة.

كان الأدب في بولندة يكتب في البداية باللغة اللاتينية، واشتمل على أجناس أدبية مختلفة مثل البحث التاريخي، سيرة حياة القديسين وتسجيل الأحداث التاريخية. ومن أبرز الأعمال في هذه الحقبة «سجل الأحداث التاريخي» Chronica التي أطلق على كاتبها المجهول لقب غالوس المجهول Gallus L’Anonyme. ومنذ القرن الثالث عشر بدأ الشعر الديني يحتل مكانة مهمة في الأدب البولندي، وفي القرن الرابع عشر ظهرت محاولات الإبداع الأولى باللغة البولندية. ويعد النشيد «بوغورودجيتسا» Bogurodzica أي «أم الإله» أقدم عمل أدبي ظهر في منتصف القرن الثاني عشر على الأرجح، ودُوِّن في العام 1408م وظل يعد النشيد الوطني لبولندة في حقبة القرون الوسطى، وفي هذه المرحلة جرى تدوين المواعظ وكتب المزامير والأناشيد الدينية باللغة البولندية.

عصر النهضة (1520-1620): أوجد عصر النهضة بيئة مناسبة لتطور الأدب القومي البولندي، وشاعت الازدواجية اللغوية في الأدب البولندي فجمعت بين اللاتينية والبولندية حتى القرن الثامن عشر. إلا أن حيوية الأدب القومي وغناه أكدت انتصاره على اللاتينية. ويعد ميكواي رِي (1505-1569)Mikoaj Rej  الأب الروحي للأدب البولندي، وقد كتب حواريات نثرية وشعرية أخلاقية واعظة، أما يان كوخانوفسكي (1530-1584)Jan Kochanowski  فلم يكن أكبر شاعر في بلده فحسب، بل في بلاد السلاف كلها. ويوسم شعره بالوطنية وبالتغني بجمال الطبيعة، وباهتمام الشاعر بالقيم الروحية والتوكيد على القيم الأساسية في الحياة، وكتب أغانٍ وقصائد مشهورة، كما ترجم سفر مزامير داود (1568).

عصر الباروك (من 1620 حتى منتصف القرن الثامن عشر): تجلت نهاية عصر النهضة في الأدب البولندي بظهور اتجاهين،  اهتم أحدهما بالبحث في تقلب أحوال الدنيا وتفاهة الإنسان ويمثله الكاتب ميكواي سيمب شاجينسكي Miko aj Sep Szarzynski، وانصب اهتمام الثاني على ملذات الحياة وتوثيق قيمها العابرة ويمثله يان أندريه مورشتين Jan Andrzej Morsztyn. ويشمل أدب عصر الباروك[ر] أنواعاً من المذكرات مثل التي كتبها يان خريزوستوم باسيك Jan Chryzostom Pasek، والرسائل وشعر النبلاء والقصور كتلك التي ألفها فاتسواف بوتوتسكي Wacaw Potoski.

عصر التنوير (1764- 1795): امتاز الأدب البولندي في عصر التنوير بالواقعية وإبراز المعرفة الواسعة لتحقيق الإصلاح الاجتماعي والسياسي، ودارت معركة لتحسين اللغة وإغناء مفرداتها وتنقيح أسلوبها. وسادت الكلاسيكية (الاتباعية) في الأدب. ومع أنها كانت تستند إلى ثقافة البلاط، فقد كانت تقوم بمهمة التنوير بفضل مذهبها العقلي والتعليمي.

كتب الأدباء أمثال أغناتسي كراشيتسكي (1735-1801)Ignacy Krasicki  وآدم ناروشيفيتش Adam Naruszewicz الشعر الهجائي والحكاية الخرافية، دعوا فيها إلى الإصلاح الاجتماعي. وفي المسرح اتجه الكتاب نحو الملهاة الأخلاقية السياسية والأوبرا الهزلية، وحلت المسرحية ذات الأبطال المدنيين مكان المأساة. وظهر إلى جانب الكلاسيكية في الأدب تياران آخران هما تيار الروكوكو Rococo الذي اتصف بأسلوبه المنمق وأناقته المفرطة، والتيار العاطفي الذي تخلى عن القوالب البلاغية ليستبدل بها عفوية التعبير المباشر.

عصر الإبداعية (من 1800- 1863م): سبب فقدان الاستقلال وتقسيم الدولة البولندية بين قوى الاحتلال الثلاث روسية والنمسة وبروسية عام 1795 صدمة قوية في المجتمع البولندي وهيأ بذلك الأجواء لقبول شعارات الإبداعية Romanticism، وتركز الهجوم في الأدب على تصلب القواعد والقوانين السائدة وكان نشر ديوان قصائد آدم ميتسكييفيتش (1798-1855) Adam Mickiewicz  هو المنعطف، و قد تميزت هذه الإبداعية الباكرة بالحماس وتأجج العواطف ومبدئية المواقف. ومثلت الإبداعية وحدة الشعب البولندي وحافظت على الوعي القومي وطورته، واعتنت باللغة البولندية التي حاربها المحتلون، وقد اضطر بعض المبدعين إلى مغادرة البلاد. وكان أبرز ممثلي الإبداعية البولندية يكتبون من خارج البلاد أمثال آدم ميتسكييفيتش الذي ألف الملحمة الوطنية البولندية المشهورة «السيد تاديوش» (1834)Pan Tadeusz. ويوليوش سوّفاتسكي (1809-1849)Juliusz Sowacki  ، الذي اشتهر بروائع الشعر الغنائي والمسرحيات الرمزية مثل «مازيبا» (1840)Mazepa  و«ماريا ستوارت» (1830) Maria Stuart . وزيغمونت كراشينسكي Zygmunt Krasinski الذي اشتهر بالمسرحيات الشعرية مثل «الكوميديا غير الإلهية» (1835)Nieboska Komedia  التي عالجت مشكلة الثورة الاجتماعية. أما في بولندة نفسها فسادت في أعمال الجيل الجديد من المبدعين الواقعية والخصوصية الوطنية. وكان هدفها أن تحفظ الشعورالقومي. وتطورت كتابة المقال والنثر القصصي، واحتلت أعمال الكسندر فريدرو Aleksander Fredro مكاناً متفرداً في مجال الملهاة، فكتب ملهاة «عهود العذارى» (1833)Sluby Paniénskie  وملهاة «الانتقام» (1834)Zemsta . ومع كل هذا كان للشعر الدرامي أو المسرحي التأثير الأكبر في وعي القراء. ونضجت الإبداعية البولندية انطلاقاً من التمرد الشخصي والدفاع عن حقوق الفرد وصولاً إلى النضال من أجل المجتمع والشعب.

المرحلة الواقعية والطبيعية (1864-1890): رفع التيار الاجتماعي والأدبي الذي ساد بولندة منذ أواسط القرن التاسع عشر شعار العمل من أجل الارتقاء بمستوى الوطن في كل مجال ورفض فكرة القتال المسلح مع تقدّير التقاليد الثورية. وسادت المدارس الواقعية Realism والطبيعية Naturalism في الأدب ووضعت أمامه مهام اجتماعية وتربوية ومعرفية. وعزز ذلك تطور القصة والرواية وتوجه الأدب إلى موضوعات الحياة اليومية المعاصرة. واقتربت اللغة من العامية الدارجة، وقد حاول الأدب تنمية المنطق العقلاني ورهافة الضمير والإحساس بالواجب تجاه المجتمع واحترام الإنسان، كما أبرز الظلم السياسي وأكد أهمية  الشعور الوطني ودعا إلى مقاومة المحتل.

برز في مجال الرواية والقصة كل من: بولسواف بروس Bolesaw Prus، واليزا اوجيشكوفا Eliza Orzeszkowa التي تركت روايات كثيرة، وماريا كونوبنيتسكا Maria Konopnicka التي ألفت قصصاً تعالج الشرور الاجتماعية وتناولت أحوال المهاجرين البولنديين، وهنريك شينكييفيتش Henryk Sienkiewicz الحائزعلى جائزة نوبل عام 1905.

وفي هذه الحقبة أيضاً عززت الرواية التاريخية الشعور الوطني والتطلع نحو المستقبل وأشهر من كتب مثل هذه الروايات شينكييفيتش وكراشيفسكي. وبقيت الإبداعية تؤثر في الشعر البولندي بتفاعلها مع شعارات العصر الجديد، ومثلها الشاعر سيبريان كاميل نورفيد Cyprian Kamil Norwid وآدم ميتسكييفيتش وآدم أسنيك Adam Asnyk وماريا كونوبنيتسكا.

الأدب البولندي في العصر الحديث (1890ـ2000):

أ ـ بدايات التحديث:

إن الإحساس بالخطر والقلق والخوف من المستقبل، وتراجع القيم الذي اتسمت به نهاية القرن التاسع عشر، ونجمت منه تغييرات اجتماعية كبيرة، ظهرت كلها في الأدب بالتمرد على المدرسة الواقعية وعلى العقلانية. وصار شعار «الفن من أجل الفن» هو المنطلق لتحرير الأدب من التزاماته الاجتماعية. كما استبدل بالعقل الحدس وسيلة لمعرفة العالم. وكان على الأدب أن يعبر عن التجربة العاطفية للفرد  بالرمزية واللغة التي تثير مكنونات النفس، وكان الشعر أكثر أنواع الأدب ملاءمة لهذا الغرض. أما في الرواية فسرعان ما تمت العودة إلى المدرسة الواقعية والتقاليد الإبداعية مع توظيف الإنجازات الفنية الجديدة التي اشتملت على الموضوعات الطبيعية واللغة المصقولة والعواطف المتأججة. أما في المسرح فلمع اسم ستانيسواف فيسبيانسكي، الذي اشتهر بمسرحياته التاريخية والاجتماعية، كذلك تطور النقد الأدبي و نشطت ترجمة الأدب الأوربي إلى اللغة البولندية.

ب ـ الأدب البولندي بين الحربين العالميتين:

تبنى الأدب البولندي عن الاتباعية شعاره «في خدمة الوطن«، وعن الحداثة اهتمامه بحياة الفرد النفسية وبعلاقته بالمجتمع. وورث أدب مرحلة ما بين الحربين هذا المسار المزدوج.  ويلاحظ وجود تنوع في اتجاهات الشعر، فاهتم الشعراء المرتبطون بمجلة «سكاماندر» Skamander بمشكلات الحاضر.

لقيت الحضارة المعاصرة وأهم عناصرها «الآلة، المدينة» من يروّج لمجدها ضمن المدرسة المستقبلية، وبرز رواد هذه المدرسة، كما لقيت من يدينها لخضوعها للأهداف المادية واستغنائها عن القيم الروحية التعبيرية. وهناك شعراء من الصعب تصنيفهم في أي من التيارات المذكورة.

أما النثر فقد استمر على اهتمامه بالموضوعات الاجتماعية والسياسية مع تحليل  أبطالها نفسياً. أما في مجال المسرح فقد برز ييرجي شانيافسكي Jerzy Szaniawski و ستانيسواف أغناتسي فيتكييفيتش Stanisaw Ignacy Witkiewicz الذي كان رائد المبالغة والذاتية والغرائبية «غروتيسكا»[ر] Grotesque واللامعقول[ر] Absurd ومن أشهر مسرحياته «الإسكافيون» (1948)Szewcy.

ج ـ الأدب البولندي بين عامي 1939-1945:

مات أدباء وكتاب بولنديون كثيرون في أثناء الحرب العالمية الثانية، وهاجر آخرون، أما الذين بقوا في البلاد فكانوا يعملون في الخفاء، ونشطت في بولندة الحياة الثقافية السرية والتعليم السري والصحافة السرية إبان الحرب. ومن الطبيعي أن ينادي أدب تلك الحقبة إلى النضال ويوثق مآثر العمل البطولي ومعاناة الشعب. وقد جرت تغيرات سريعة جداً في هذه الحقبة أثرت على الحياة الاجتماعية، مروراً بكارثة الحرب والاحتلال النازي، ثم التحرير والإصلاحات الثورية، وتغيير حدود البلاد وتبديل نظام الحكم، وبالنتيجة تبديل للطبقات الاجتماعية نفسها، ثم انتشار مراكز جديدة للحياة الثقافية. وبدأ الأدب والنثر ينهلان من منابع جديدة فائقة السعة والرحابة. وقد سميت هذه الاتجاهات الجديدة في الأدب الاتجاهات الطليعية التي ارتقت بالأدب البولندي على الرغم من التجربة القاسية للحرب والاحتلال، وبدأ الأديب يبحث عن دوافع تمكنه من الانتصار على اليأس وتهديه، في معاناته، إلى الصمود والبطولة وتؤكد إيمانه بأهمية الرباط الاجتماعي الوثيق. وبعد انتهاء الحرب عادت الثنائية إلى الأدب البولندي، إذ بقي عدد من الكتاب في بلاد المهجر في حين اختار آخرون العودة إلى الوطن والعيش في ظل الأوضاع السياسية والاجتماعية الجديدة. وسيطرت تجربة الحرب على مضمون الإنتاج الأدبي مدة طويلة. وقد تطرق بعض الكتاب إلى موضوعات تسوية الحسابات مع نظام ما قبل الحرب، ومع هزيمة أيلول 1939، والعلاقات المعقدة بين البولنديين والألمان.

د ـ الحقبة ما بين 1945-1956:

سادت الواقعية الاشتراكية الأدب في هذه الحقبة، إذ طُلِبَ من الأدباء تحديد موقفهم السياسي وإسباغ طابع بيِّن على أعمالهم، وقد توجب على الكاتب منهم أن يقبل ويشيد بوضوح بالواقع الاجتماعي والسياسي الجديد وأن يشيد به بلا مواربة، وأن يتناول في أعماله موضوعات اجتماعية محددة كالصراع الطبقي والجهود المنتجة وإعادة بناء الوطن. وقد انعكس هذا التقييد سلباً على الشعر خاصة. وبعد العام 1956 نبذت الواقعية الاشتراكية وساد حق الكاتب في أن يرى العالم من منظوره الخاص. وتناول النثر موضوعات مثيرة للجدل. وبرز الميل إلى التعمق في التحليل النفسي لأبطال الأعمال الأدبية، إضافة إلى تعزز التبادل الفكري والفني بين الأدب البولندي والأدب الأوربي، في أعمال الكتاب المهاجرين. كما ازدهرت بعض الأنواع الأدبية كالمقال والتحقيق الصحفي والمذكرات، وبرز في مجال الدراما سوافومير مروجيك Sawomir Mrozek الذي اشتهر بمسرحياته التي تصور حقيقة البشرية المعاصرة في صور تجريدية (سريالية) مشوهة، وتاديوش روجيفيتش الذي كتب الشعر أيضاً واشتهر بمهاجمة الحروب وفظائعها.

كذلك تطور الشعر متطرقاً إلى مختلف الموضوعات الاجتماعية والسياسية، واستخدم بعض الشعراء الأساطير والمعتقدات الشعبية لطرح أفكارهم، كما عبر آخرون عن نظرتهم المتشائمة إلى العالم، وأبدى غيرهم تمسكهم الشديد بالقيم «المبدئية» أو ما سُمي بالموجة الجديدة التي ظهرت في أواخر الستينات وأوائل السبعينات من القرن العشرين.

بعد عام 1976 ونتيجة لتفاقم الأزمة السياسية مع السلطة الحاكمة ظهرت في بولندة أعمال أدبية كان يجري تداولها بتوزيع خاص عن طريق شبكات ودور نشر مستقلة، ونشر بعض الأدباء أعمالهم في إطارها تحت أسماء مستعارة متجنبين عقبة الرقابة. ومنذ منتصف ثمانينات القرن العشرين بدأ التمازج بين هذا التداول المستقل والأدب المغترب، واشتد الضغط على سياسة النشر الرسمية، بتصاعد الأزمة السياسية. ويلاحظ في هذه المرحلة انهيار المفهوم التقليدي للرواية الواقعية، إذ يبتعد المؤلف عن الأسلوب القصصي وتتحطم الصورة المتماسكة للكون والإنسان، ويتشظى بناء الرواية الداخلي. ولكن الأدب الوثائقي ظل مزدهراً.

أما الشعر فقد حافظ بعض الشعراء على شهرتهم، ومنهم تشيسواف ميووش Czesaw Miosz الذي حاز جائزة نوبل عام 1980 عن ديوانه «مقتطفات شعرية» (1970) الذي صور فيه آلام الاغتراب وترجم إلى عدة لغات، و كذلك ياروسواف إيفا شكيفتش، وفيسوافا شيمبورسكا التي حازت جائزة نوبل عام 1996 ومن أشهر ما نشر من دواوينها  ديوان «ناس على الجسر» (1985)Lndzie Na Moscie  و ديوان «ليلة كاتب» (1962) Wieczantorski وديوان «النهاية والبداية» (1993)Koniec i poczatek  ، و منهم أيضاً زبيغينيف هيربرت Zbigniew Herbert الذي يعد من أعظم شعراء بولندة المحدثين، ويعالج في شعره مشاكل التاريخ والحضارة المعاصرين.

في عام 1989 حدث تبدل جذري في النظام السياسي والاجتماعي في بولندة، وألغيت الرقابة وبدأ نشر الأعمال الأدبية التي كان نشرها مقتصراً على التداول المستقل والتداول المغترب والأعمال الأجنبية التي لم يكن يسمح نشرها سابقاً. ونتيجة لزوال رعاية الدولة وبتأثير آلية السوق أفلس عدد كبير من دور النشر أو استبدلت ملكيته. وألغيت المركزية وغلبت التعددية في مجال النقابات الفنية.

مجيد جمول، ريما الحكيم

 

 

 


- التصنيف : الآداب الأخرى - المجلد : المجلد الخامس، طبعة 2002، دمشق - رقم الصفحة ضمن المجلد : 585 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة