الجيش
جيش
Army - Armée
الجيش
الجيش
الجيش army مجموعة مواطنين تنظمهم الدولة في قوات عسكرية مسلحة وتعدهم لمهمة الدفاع عن الوطن والحفاظ على أمنه وسلامة أراضيه وأجوائه ومياهه الإقليمية، وقد تكلفهم حين الضرورة الإسهام في حفظ الأمن الداخلي ودرء مخاطر الكوارث والنكبات الطبيعية. يعد الجيش عامة مرآة لتقدم المجتمع وقوة الدولة، ورمزاً من رموزها، وقد انصرم الزمان الذي كان فيه الجيش والقوات المسلحة منعزلين عن الشعب ومكرسين لخدمة أصحاب الأمر.
تسود العالم الحديث أنظمة حكم متنوعة، فبعضها يرى في الجيش جزءاً من القوات المسلحة كلها، في حين يفضل بعضها الآخر التفريق بين الجيش والقوات المسلحة على أساس أن هذه الأخيرة تشمل سائر التنظيمات التي يسمح لها بحمل السلاح في الدولة، ومنها الشرطة والجمارك وقوات حرس الحدود وخفر السواحل والجيش الشعبي والميليشيات المسلحة وغيرها.
تختلف الدول كذلك في أساليب توفير التعداد الضروري للجيش أو للقوات المسلحة ومصادره، سواء بالتطوع للخدمة العسكرية أو التجنيد الاختياري أو الإلزامي. وفي جميع الأحوال تسعى الدول المختلفة إلى امتلاك جيش جيد التنظيم قوامه أفراد محترفون مدربون على القتال وعلى استخدام مختلف صنوف الأسلحة والمعدات التي توفرها الدولة لهم وفق المبادئ والأسس التي تعتمدها في سياستها الداخلية والخارجية. ويطلق على هذا التنظيم اسم الجيش النظامي، ويردفه في غالب الحالات قوات مسلحة احتياطية قوامها المكلفون بالخدمة الإلزامية والاحتياطية [ر: التجنيد الإلزامي] الذين يلتحقون بصفوف الجيش مدة تحددها القوانين المعمول بها في البلاد، ثم يعودون بعدها إلى الحياة المدنية. ويكون هؤلاء مهيئين للالتحاق بقطعات الجيش أو القوات المسلحة حين الطلب وفي أحوال الحرب والطوارئ [ر: الطوارئ (حالة-)]، يضاف إلى هؤلاء في تلك الأحوال أفراد التنظيمات المسلحة الأخرى في البلاد.
رئيس الدولة عادة هو القائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة، وهو منصب رمزي، غير أنه يملك جميع الصلاحيات التي تمكنه من استخدام القوات المسلحة وفق ما تقتضيه مصالح الدولة. أما القيادة المباشرة للجيش وتسيير أموره في السلم والحرب فيقوم بمهامها عادة قائد عام أو رئيس هيئة أركان عامة أو وزير دفاع، وتساعده هيئة أركان ومجموعة إدارات متخصصة من مختلف صنوف القوات.
تنظيم الجيش
تصنف قوات الجيش عادة في ثلاثة أنواع رئيسية هي: القوات البرية أو الجيش، والقوات البحرية أو الأسطول، والقوات الجوية أو الطيران. وربما أضيف إليها في بعض الدول أنواع أخرى مثل قوات الصواريخ، وقوات الحرب الإلكترونية أو المعلوماتية، وقوات الفضاء وغيرها، وقد يتمخض المستقبل عن إضافة أنواع أخرى. ويضم كل نوع من أنواع القوات المسلحة عدة صنوف بحسب الاختصاص كالمشاة والمدرعات والمدفعية وطيران الجيش وغيرها في الجيش البري.
يتألف كل نوع من أنواع القوات المسلحة في غالب الأحيان تنظيمياً من جحافل وتشكيلات وقطعات ووحدات من صنف واحد أو صنوف مختلفة. فالجحفل هو أعلى تنظيم قتالي قادر على العمل في ميدان القتال مستقلاً أو متعاوناً مع قوات أخرى. وينضوي تحت هذا التنظيم ثلاثة مستويات هي الجيش الميداني والفيلق والفرقة. وقد تلجأ الدول الكبيرة إلى تجميع قواتها المسلحة وتنظيمها ميدانياً بالاستناد إلى مسارح العمليات والاتجاهات العملياتية التي ستعمل فيها قواتها في جبهات أو مجموعات جيوش أو جيوش ميدانية اعتماداً على سعة المسرح وقدرات العدو المتوقعة على ذلك الاتجاه. ويتوقف ما تستطيع كل دولة تعبئته من القوات المسلحة في تنظيمات قتالية على كمونها البشري والاقتصادي وسياستها الخارجية ونوعية تسلحها وغرضها من الحرب.
يراوح قوام الجيش الميداني بين 80000 و120000 مقاتل، ويتألف عادة من فيلقين أو أكثر تدعمهما وتعمل معهما قوات مساندة أو دعم. ويعمل مستقلاً أو في قوام مجموعة جيوش، أو يكلف تنفيذ مهمة محددة. وكان ظهور أول جيش ميدان في أوائل الحرب العالمية الأولى (1914-1918).
يتألف الفيلق من فرقتين أو أكثر وهو غير ثابت القوام عادة، وتغلب عليه صفة السلاح الغالب في تسليحه كفيلق المشاة أو الدبابات أو الصواريخ أو غيرها.
تصنيف الجيوش
تصنف الجيوش طبقاً للغاية التي وجدت من أجلها. وقد شاع مثل هذا التصنيف خاصةً في القرنين التاسع عشر والعشرين لأسباب معروفة ماتزال موضع أخذ ورد وفي مقدمتها مفهوم المواطنة والنضال من أجل نيل الاستقلال وطرد المستعمر والحفاظ على مكاسب الأمة.
- الجيش الوطني: وهو القوة المسلحة التي تنظمها الدولة من مواطنيها وتعتمد عليها في تنفيذ خططها في السلم والحرب انطلاقاً من مصلحة الوطن واستعداد أفرادها للتضحية في سبيله والتفاني في خدمة مصالحه والدفاع عن أراضي البلاد وحدودها. والجيش الوطني هو أساس كل تنظيم عسكري في كل بلد من البلاد ويضم القوات العاملة والقوات الاحتياطية، وفي حالات الطوارئ والحرب يمكن أن تجند الأمة كلها للدفاع عن الوطن وأمنه تطبيقاً لمفهوم «الأمة المسلحة».
- الجيش المرتزق: وهو القوة المسلحة التي قد تلجأ الأنظمة الحاكمة في بعض البلاد إلى تنظيمها لقاء أجر لتحقيق أغراضها في الداخل أو الخارج، وقد يضم هذا الجيش عناصر من المغامرين والمرتزقة من مواطني الدولة نفسها أو من بلاد أخرى، ولا ولاء لهم في الغالب إلا «لمن يدفع أكثر» أو لما فيه مصلحتهم.
- الجيش الشعبي: أطلقت هذه التسمية على القوات المسلحة عامة في البلاد التي طبقت النظم الاشتراكية، وكذلك الجيوش التي انبثقت عن القوات المقاتلة في الحروب الثورية وحرب التحرير. وتميل هذه الجيوش إلى اعتبار نفسها ممثلة للشعب تدافع عن مصالحه وحقوقه، وتقاتل من أجله في حرب عادلة لا من أجل مصلحة طبقة معينة أو نظام حاكم.
تتميز العلاقات بين أفراد هذا النوع من الجيوش بكونها علاقات رفاقية نابعة من مصالح مشتركة لفئات الشعب التي يمثلونها، ويكون الانضباط فيها طوعياً ومبنياً على الوعي السياسي والإخلاص للقضية التي يعمل الجيش لها والتفاني في سبيلها، لا على التقيد بالقوانين العسكرية وأنظمة الخدمة التقليدية. ويختلف قوام هذا الجيش وبنيته ومهامه باختلاف الغاية التي وجد لها، وربما أطلقت التسمية على القوات الرديفة التي يفرزها المجتمع المدني في حالات الطوارئ دعماً للقوات المسلحة.
- الجيش الثوري: تطلق هذه التسمية على القوة المسلحة التي تتمخض عنها ثورة شعبية تهدف إلى تحقيق الاستقلال، أو تبديل نظام الحكم القائم بالقوة، أو فرض إصلاحات أو أهداف اجتماعية أو تنموية بحرب ثورية تخوضها الفئات المقهورة من الشعب. ويمكن في هذه الحالة أن يكون الجيش الثوري مرادفاً للجيش الشعبي.
- جيش التحرير: تقتصر هذه التسمية على القوة المسلحة التي تعبر عن مطلب شعبي واحد هو التخلص من الاحتلال الأجنبي وتحقيق الاستقلال بطرد المستعمر وممارسة حق تقرير المصير. ينظم هذا الجيش في البلدان الخاضعة لنير الاستعمار أو خارجها، ومهمته الأولى الاستعداد لخوض حرب التحرير والعمل على تخليص البلاد من الاحتلال بكل الوسائل المتاحة. والأمثلة عليه كثيرة منها جيش التحرير الوطني الجزائري وجيش التحرير الفلسطيني وجيش الإنقاذ وغيرها.
إعداد الجيوش
يعتمد بناء الجيش أو القوات المسلحة على عوامل كثيرة أهمها طبيعة النظام الاجتماعي والسياسي والاقتصادي للدولة، ومصالح الدولة وعلاقاتها الخارجية والدولية، وخاصة الدول المجاورة لها. وكذلك موقعها الجغرافي والسياسي وحجم ثرواتها الطبيعية ومساحتها وتعداد سكانها وقوامها الديموغرافي، وتطورها علمياً وتقنياً وصناعياً وزراعياً.
ترتبط قوة الجيش ارتباطاً وثيقاً بالمستوى العلمي والتقاني والصناعي والثروة القومية للبلاد، وبمستوى الوعي القومي والروح المعنوية لشعبها، وتقاس مكانته بدرجة استقلال الدولة وحريتها في قراراتها ومقدرتها على الدفاع عن مصالحها وسلامة أراضيها ومياهها وأجوائها، ومدى تفاعل الجيش مع مصالح الشعب وقيمه وحضارته.
تطور الجيش والقوات المسلحة
كان للثورة الصناعية والتطور الكبير في ميدان التقنية عامة والتقانات العسكرية خاصة في القرنين الماضيين دور حاسم في تبدل مفهوم الخدمة العسكرية والتسلح وتنظيم الجيوش والقوات المسلحة وأساليب عملها في السلم والحرب وفي ميادين القتال. وشمل هذا التطور عمق مسارح العمليات والاتجاهات الاستراتيجية، حتى غدت رقعة البلاد كلها ، مهما بلغ اتساعها، مسرحاً واحداً معرضاً لخوض الأعمال القتالية جواً وبراً وبحراً.
يعد التسلح أهم عامل من عوامل تطور القوات المسلحة، وهو ناتج التطور الاقتصادي والعلمي والتقاني للدولة أو المجتمع، والدولة التي لا تملك القاعدة العلمية والتقنية والصناعية الضرورية لتزويد قواتها المسلحة بما يلزمها للدفاع عن مصالحها، سوف تضطر إلى اللجوء لشراء ما يلزمها من المعدات العسكرية من مصادر خارجية، وهذا ما يضعها رهن إرادة الجهة المصدرة، ويلزمها شروطاً قد لا تستطيع الوفاء بها.
مر تطور الجيوش بالاستناد إلى ما سبق بالمراحل الأساسية الآتية:
المرحلة الأولى: ظهرت الجيوش مع نمو الحضارات الأولى في بلاد الرافدين وبلاد النيل، وكانت من المقاتلة المسلحة بالسيف والرمح والقسي والسهام والمركبات التي تجرها الخيول إضافة إلى الفرسان. وفي هذه المرحلة ظهر أول تشكيل حربي هو «الكردوسة» وابتكر أول نظام تموين عسكري عرفه العالم. وابتكر الرومان تنظيم «الفيلق الروماني» أو الليجيون legion الذي تألف من كتائب phalanges.
وبدءاً من القرن الأول للهجرة/السابع للميلاد انطلقت جيوش المسلمين شرقاً وغرباً مبتكرة أساليب جديدة في ترتيب القوات والهجوم والدفاع بتعاون متكامل بين المشاة والفرسان، وطبقت فكرة القوات الاحتياطية الراكبة التي تزج في المعركة في اللحظة الحاسمة، واستخدم المنجنيق على نطاق واسع، وقسم الجيش إلى مقدمة وميمنة وميسرة وقلب ومؤخرة وألحقت بالجيوش ما أصبح يعرف اليوم باسم المشافي العسكرية أو الخدمات الطبية [ر. الجيش العربي الإسلامي].
وفي القرون الوسطى ظهر ما يعرف بالجيوش الخاصة أو الإقطاعية، ومعها قوات المرتزقة التي تعمل سعياً وراء الغنائم أو الأجر، وكثيراً ما كانت تنقلب على مستخدميها في ذروة المعركة حين تتاح لها فرص ربح أفضل. وظهر في الوقت نفسه تشكيل «السرايا العسكرية» التي غدت فيما بعد الوحدة الأساسية في أكثر الجيوش.
في عام 1445 ظهر في فرنسة أول جيش نظامي عرفته أوربة. وتبع ذلك ظهور إدارات عسكرية متخصصة للإمداد والتموين والتسليح والخدمات الطبية والإقامة والإطعام.
المرحلة الثانية: وهي المرحلة التي تلت اختراع البارود وشيوع استعماله في الأغراض العسكرية، وصارت المدفعية السلاح الأكثر تدميراً لدى الجيوش، وبدأت الحصون والقلاع تفقد مكانتها. وفي هذه المرحلة أخذت الجيوش تعتمد على التجنيد التطوعي، وطغى على قوامها قوات محترفة من جنود المشاة المسلحة بالبنادق والمدعومة بالمدفعية والفرسان، وازدادت قدرة الجيوش على الحركة والتنقل. وفي أواخر القرن الثامن عشر طبق في فرنسة نوع من التجنيد الإلزامي، وتبنى نابليون بونابرت تقسيم الجيش إلى فرق أو فيالق مستقلة تتحرك منفردة وتلتقي تحت قيادة واحدة عند بدء القتال، واضطر الحلفاء آنئذ إلى تبني التعبئة والتجنيد الإلزامي في بلادهم في مواجهة نابليون مما أدى في خاتمة المطاف إلى ظهور الجيوش الوطنية.
المرحلة الثالثة: شهدت هذه المرحلة ظهور الرشاش والأسلحة المؤتمتة والدبابة والطائرة وخاصة إبان الحرب العالمية الأولى (1914-1918). وقد أدت هذه التطورات إلى حدوث تبدلات جوهرية في بنية الجيوش وتسليحها ومذاهبها العسكرية، وازداد الأمر تعقيداً واتساعاً في الحرب العالمية الثانية فظهرت قوات المظليين والقوات المحمولة جواً وقوات الدفاع الجوي وتطورت أساليب الإمداد والتموين والخدمات الطبية وغيرها.
المرحلة الرابعة: ظهر في أواخر الحرب العالمية الثانية سلاح جديد أحدث تبديلًا جذرياً في تشكيلات الجيوش وتكتيكاتها وأساليب عملها هو السلاح النووي، وتبع ذلك تطور الأسلحة الحاملة والطائرات الأسرع من الصوت والصواريخ والاتصالات والسواتل الفضائية ووسائط التوجيه والكشف المبكر عن أسلحة التدمير وغيرها، وهي ثورة تقنية عسكرية ماتزال في بداياتها وربما تمخض الفكر الإنساني في المستقبل عن ابتكارات ووسائل لا يمكن التكهن بمداها أو أثرها في الفكر العسكري الحديث.
مهام الجيش والقوات المسلحة
إن المهمة الأولى والأساسية للجيش والقوات المسلحة عامة هي الدفاع عن الوطن والدولة والمجتمع، وصيانة أمنه وأهدافه القومية ومصالحه، وأن يكون أداة تفرض بها الدولة إرادتها وهيبتها على أعدائها المحتملين في جملة أدواتها الأخرى. وقد يكلف الجيش نقل أعمال القتال إلى أرض العدو، وعند الضرورة القصوى يمكن أن يعهد إليه حفظ الأمن والنظام وتسيير المصالح في الداخل ومساعدة المواطنين في حالات الطوارئ وغيرها. ويفترض في الجيش أن يكون جيد التدريب والتسليح شديد الانضباط بعيداً عن الخلافات الداخلية التي قد يتسبب بها اختلاف المصالح السياسية والاقتصادية وتناقض الأهواء في المجتمع. وتحقيقاً لهذه المهام تقوم قيادة الجيش بالتعاون مع الجهات المعنية والمتخصصة في الدولة، وبإشراف القيادة الاستراتيجية العليا بدراسة الأسس التي يجب أن يبنى عليها المذهب العسكري للدولة، وتنظم خطط الدفاع انطلاقاً من الكمون العسكري والاقتصادي والمستوى العلمي والتقني للدولة والمجتمع والأهداف التي تحددها القيادة الاستراتيجية وإمكانات العدو المحتمل ومصادر تسلحه، وكذلك إمكانات التعاون مع الدول الحليفة والصديقة. وتعمل القيادة العليا على توفير أمن قواتها وإعداد مقرات السيطرة والقيادة ووضع برامج التدريب والتسليح المناسبة لقواتها، ومراقبة تنفيذها بعناية تامة لضمان بلوغها أرفع درجات الاستعداد والجاهزية القتالية وتحليها بالمعنويات العالية والانضباط، كذلك تعمل القيادة على إعداد مسارح العمليات المحتملة ووسائل النقل والاتصال من جميع الأوجه.
هيثم الكيلاني
الموضوعات ذات الصلة: |
الاستراتيجية ـ الإشارة في القوات المسلحة ـ التجنيد الإلزامي ـ التسليح ـ التعبئة العامة ـ التكتيك ـ الجيش العربي الإسلامي ـ الحرب ـ الحرب (فن ـ).
مراجع للاستزادة: |
ـ ج. د. ستروكوف، تاريخ فن الحرب، ترجمة صباح الدين الأتاسي (وزارة الدفاع، دمشق 1968).
ـ أ. ف. سوكولوفسكي، الاستراتيجية، ترجمة عبد الرزاق الدردري وآخرين (وزارة الدفاع، دمشق 1969).
ـ لورنس فريدمان، الثورة في الشؤون الاستراتيجية (مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أبو ظبي 2000).
- التصنيف : الصناعة - المجلد : المجلد السابع، طبعة 2003، دمشق - رقم الصفحة ضمن المجلد : 845 مشاركة :