انطونلو دامسينا
Antonello da Messina - Antonello de Messine

أنطونلّو دامسّينا

(1430 ـ 1479)

 

أنطونلّو دامسّينا Antonello Da Messina مصوّر إيطالي يُرجَّح أنّه ولد في مسّينة وتوفي فيها.

بدأ في محترف أبيه الذي كان رخّاماً، فكانت هذه بداية إعداده الفني ثم تابع تعلمه في صقلّية ونابولي متجهاً إلى التصوير، المهنة التي اشتهر بها. ولاتعرف بالضبط المدة التي قضاها في كل من البلدين، إلا أن المؤرخ سُمّونته(1453-1526) Summonteيذكر أن أنطونلّو تتلمذ في نابولي لفنان البلاط كولانتونيو Colantonio(أواسط القرن الخامس عشر).

وتفيد إحدى الوثائق أن أنطونلّو كان في مسّينة سنة 1456، وكان له فيها محترفٌ يعمل فيه ويعلّم، وذلك حتى سنة 1461، وأن باولو دي تشاتشو Paolo di Ciacio وأخاه جوردانو Gorprdano كانا من تلاميذه في تلك الحقبة.

يقول فازاري Vasari إن أنطونلّو ذهب إلى بلاد الفلمنك، وعرف هناك الأخوين هوبرت ويان فان إيك[ر](1375-1440) Hubert & Jan Van Eyck، ومع الجدل الذي أثير حول صحة هذا الأمر، فإن أسلوب أنطونلّو لايخفي معرفة صاحبه بطريقة التصوير الفلمنكية التي ابتكرها فان إيك (يعد الأخوان فان إيك مبتكرين للتصوير الزيتي)، وقد صار معروفاً أن طريقة فان إيك لم تكن بعيدة عن طرائق التصوير المعاصرة لها آنذاك في رومة وغيرها من مدن الشمال الإيطالي وفي إسبانية، لذلك يفترض أن يكون أنطونلّو قد عقد صلات مع مراكز الفن المعروفة في تلك المرحلة وأخذ عنها ما حلا له من طرائق.

عُرف عن أنطونلّو كثرة تجواله بين مسّينة ومدينتي صقلية ونابولي، وكانت الأخيرة مركزاً لنشاط فني امتلأت القصور فيها بلوحات المشاهير مثل فان إيك وبتروس كرستي Petrus Christi(يُذكر هذان الاسمان لأن المفسرين أوّلوا أثرهما في لوحات أنطونّلو بأنه كان قد اتصل بهما شخصياً)، إضافة إلى المنسوجات الجدارية والتحف الأخرى. في حين أن وثائق صقلية لم تأت على ذكر أنطونلّو في ما بين سنة 1460 وسنة 1472.

وفي سنتي 1473- 1474 نفذ في مِسّينة عملين رئيسيين من أعماله: لوحة «مسّينه المتعددة» Polyptyque de Messine ولوحة «البشارة» لقصر أكرِيده Palazolo Acreide(محفوظة في مجموعة فورتي Forti في البندقية). وفي سنة 1475 نفّذ أنطونلّو لوحات لمدينة البندقية: لوحة «القديس سباستيان» (محفوظة في متحف درسدن)، ولوحة «القديس كاسيان» (محفوظة في متحف فيينة)، وعدداً من اللوحات الشخصية. وقد تلقى في أثناء إقامته في البندقية دعوة من أمير لومباردية ليكون مصوراً للبلاط في ميلانو إلا أن ارتباطاته في البندقية أعاقته عن تلبية الدعوة. عاد أنطونلّو بعد ذلك إلى مسّينة وأمضى فيها بقية عمره.

يعد أنطونلّو دامسّينا من الرواد الذين تبنوا مفهوم عصر النهضة الأوربي وطبقوه في فن التصوير، المفهوم الذي تمثّل في معالجة الشكل بوساطة المنظور الهوائي، وذلك على نقيض ما كان سائداً في العصر الوسيط السابق الذي بقي التصوير فيه مسطحاً في مدى بُعدَي اللوحة. واشتهر أسلوب أنطونلّو بالجمع بين روعة التكوين وتلخيص خصائص الشكل كما في النُّصُب. وركّز أنطونلّو على المنظور ليمتّع المشاهد بالبعد الثالث وليصوّر الواقع المرئي بتجسيد صار هاجساً لفناني ذلك العصر. وبهذا مهّد أنطونلّو دامسّينا لتطورات لاحقة فكرية وتقنية في إيطالية على أيدي عمالقة مجددين مثل تتسيانو Tiziano وتنتوريتو Tintoretto وفيرونيزه Veronese وغيرهم.

إضافة إلى أعمال أنطونلّو السابقة الذكر هناك لوحة «مخلص العالم»Salvatore Mundi التي نفّذها سنة 1465 (محفوظة في المتحف الوطني في لندن)، ولوحة «هو ذا الرجل» Ecce Homo ونفّذها سنة 1470 (محفوظة في متحف متروبوليتان في نيويورك)، ولوحتان «لصلب المسيح» نفّذهما سنة 1475 (الأولى في متحف أنفرس)، (والثانية في المتحف الوطني في لندن).

إلياس الزيات

 

 


- التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد الرابع - رقم الصفحة ضمن المجلد : 8 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة