logo

logo

logo

logo

logo

مالديف (جزر-)

مالديف (جزر)

Maldive Islands - Iles Maldives

مالديف (جزر ـ)

 

تنتمي جزر مالديف Maldive Islands إلى دول جنوب آسيا. تقع في المحيط الهندي [ر] جنوب غربي الجزء الجنوبي للهند، حيث يبعد طرفها الشمالي نحو 600كم جنوب الهند، وتمتد عبر المحيط لمسافة تصل إلى 764كم باتجاه شمال جنوب؛ وعرض من الشرق إلى الغرب قدره 129كم، تغطي هذه الجزر مساحة من الأرض لا تتجاوز298 كم2، وهي تعد بذلك من أصغر الدول في العالم، جاءت كلمة مالديف من اللغة السنسكريتية، وهي مؤلفة من كلمتين «مالا» وتعني سلسلة و«ديف» وتعني جزيرة؛ فيكون معناها كاملة «سلسلة الجزر». تتكون جمهورية جزر مالديف من 20 سلسلة من الجزر، يبلغ عددها 1087جزيرة، لا يزيد المأهول منها على 220 جزيرة.

لمحة تاريخية:

تشير المصادر التاريخية والمعابد واللقى الأثرية إلى أن إعمار جزر مالديف يعود إلى أكثر من تسعة وعشرين قرناً، فعلى سبيل المثال عُثر في واحدة من كبريات جزر مالديف - واسمها تودو وتقع في الشمال - على  بقايا معبد بوذي، في إحدى غرفه تمثال ضخم لبوذا وُجد بداخله بعض الأواني الفضية وسوار ذهبي ونقود رومانية يعود تاريخها إلى العام 90 قبل الميلاد. وفي الأزمنة القديمة كانت جزر مالديف تتبع جزيرة سرنديب (سري لانكا)، وفي سنة 1153م/548هـ دخل الدين الإسلامي إلى هذه الجزر على يد الداعية الإسلامي أبو البركات يوسف البربري، وفي بعض المراجع يُقال: اسمه الشيخ حافظ بن بركات المغربي البربري الذي أسلم على يده ملك البلاد الذي يُدعى أحمد سنورازه، وأسلم معه أهل البلاد كافة، وفي سنة 1343م عمل ابن بطوطة الرحالة العربي المشهور قاضياً للبلاد. وفي القرن السادس عشر خضعت البلاد لحكم البرتغاليين، كما حكم الألمان جزر مالديف في الفترة ما بين  1656- 1796 وفي عام 1887 أصبحت محمية بريطانية تتمتع بالحكم الذاتي داخلياً، وتُسيِّر بريطانيا شؤونها الخارجية. وفي الخمسينيات من القرن العشرين نشب خلاف بين بريطانيا وحكومة مالديف، إذ اتهمت حكومة مالديف بريطانيا بمساندة حركة التمرد والعصيان التي قامت في هذه الجزر سنة 1960. وفي العام ذاته أبرمت بريطانيا اتفاقاً مع حكومة الجزر حصلت الحكومة بمقتضاه على حق إدارة معظم ما يتعلق بشؤونها الخارجية، وفي سنة 1965 وقعت حكومة جزر مالديف مع بريطانيا اتفاقية جديدة نالت بموجبها جزر مالديف الاستقلال الكامل، وأصبحت جمهورية في تشرين الثاني/نوڤمبر عام 1968، وفي عام 1976 تمَّ جلاء القوات البريطانية عن الجزر وانضمت إلى مجموعة دول رابطة الشعوب البريطانية سنة 1982، وفي سنة 1988 قامت جماعات من سري لانكا بغزو الجزر بقصد الإطاحة بنظام الحكم فيها، لكن القوات التابعة للهند استطاعت إعادة فرض النظام.

نظام الحكم في جزر مالديف جمهوري رئاسي، يتم انتخاب رئيس الجمهورية بالاقتراع المباشر مدة خمس سنوات، وفي جزر مالديف يوجد برلمان مكوّن من ثمانية وأربعين عضواً؛ أربعون منهم ينتخبون، وثمانية يُعينهم رئيس الجمهورية مدة خمس سنوات. جزر مالديف مُقسمة إلى 21 منطقة إدارية يسمى كل منها آتول، ويضم مجموعة من الجزر. عيد استقلال جزر مالديف هو يوم 26 تموز/يوليو؛ وهو تاريخ استقلالها عن بريطانيا في 26/7/1965؛ وفي العام ذاته انضمت إلى عضوية هيئة الأمم المتحدة، وتحولت مالديف إلى سلطنة في 11 /11/1968، ولكن تمَّ إلغاء السلطنة وإعلان الجمهورية فيما بعد.

 الجغرافية الطبيعية: تشكل اليابسة 1% من مساحة جزر مالديف، وهي أرض منبسطة سهلية تخلو من الهضاب والمرتفعات، لا يزيد متوسط ارتفاعها على 2م فوق مستوى سطح البحر، وأعلى ارتفاع في هذه الجزر هو 24م في جزيرة «ويلينغلي». ويرى بعض خبراء المناخ أن جزر مالديف من المناطق المهددة بالزوال أو الاختفاء تحت الماء في غضون عقود قليلة، بسبب التغيرات المناخية. مناخها مداري وتتأثر بالرياح الموسمية التي تهب على هذه الجزر مرتين في العام؛ الأولى تأخذ الاتجاه الجنوبي الغربي وتكون محملة بالأمطار، تستغرق فترة مرورها من نهاية شهر نيسان/أبريل حتى تشرين الثاني/نوڤمبر، أما الثانية فتأخذ الاتجاه الشمالي الشرقي وهي رياح جافة قياساً بالأولى تبدأ من نهاية تشرين الثاني/نوڤمبر، وتستمر حتى نهاية آذار/مارس، وفي هذه الفترة تهطل الأمطار بغزارة، وفي كثير من الأحيان تكون الشمس ساطعة، وفجأة تحتقن السماء بالسحب الداكنة، وفي لحظات تهطل الأمطار بغزارة، وسرعان ما تتبدد السحب، وتعود الشمس ثانية للسطوع. يتميز طقس جزر مالديف باعتدال درجات الحرارة؛ إذ قلما تهبط إلى ما دون 24.4 درجة مئوية، ونادراً ما تزيد على 30.4 درجة مئوية، وبذلك يكون متوسط درجة الحرارة اليومي فيها بحدود 27.4درجة مئوية، أما كميات الأمطار فيها فتقل من الشمال باتجاه الجنوب، حيث تهطل الأمطار في الجزر الشمالية بمعدل 3500مم سنوياً في حين يكون معدل الأمطار في الجزر الجنوبية نحو 2500مم في العام، تشكل الأمطار الهاطلة فوق هذه الجزر بحيرات صغيرة تتجمع فيها المياه الصافية التي يشرب منها أهل البلاد، أما شواطئها فهي مكوّنة من رمال بيضاء ناعمة، وأراضيها تكسوها الحشائش والأعشاب والنباتات المدارية القصيرة، كما تنمو فيها أشجار جوز الهند وبعض أشجار الفاكهة الاستوائية الأخرى.

جزيرة نموذجية من جزر المالديف

إحدى الجزر الصغيرة من جزر مالديف

الجغرافية البشرية: ينتمي سكان جزر مالديف إلى أصول عرقية متعددة منهم من يتحدر من أصول سنهالية قدموا إلى هذه الجزر من سري لانكا، وبعضهم جاء إليها من جنوبي الهند، وبعضهم الآخر من التجار والبحارة العرب. كان عدد سكان جزر مالديف نحو 227 ألف نسمة حسب التقديرات في عام 1991، وفي تعداد عام 1995 وصل عددهم إلى قرابة 244 ألف نسمة، وحسب تقدير صندوق السكان التابع لهيئة الأمم المتحدة عام 2004 كان بحدود 328 ألف نسمة. يسكن 28.8% من سكّان مالديف في مراكز عمرانية مدنية، وقد كانت نسبة النمو الحضري فيها في الفترة ما بين 2000- 2005  نحو 4.5%.

منظر جوي للعاصمة ماليه في جزيرة ماليه

 تختلف المراجع فيما بينها عند ذكرها أعداد جزر مالديف فبعضها يقول: إنها 1087جزيرة، وبعضها الآخر يقول: إنها 1190جزيرة، وذكر المسعودي عام 916م إنها 2000جزيرة أيضاً، وقال ابن بطوطة (1304هـ/1377م): «إنها 2000 جزيرة تعد من عجائب الدنيا». ولعل ذلك مرجعه وجود بعض النتوءات المرجانية التي عدَّها بعضهم جزراً، أو أن سببه اختفاء بعض الجزر التي اكتسحتها العواصف، أو دمرتها الهزات الأرضية التي ترج قاع المحيط، أو الانزلاقات التي تغمر بعض الجزر، أو الانهيارات التي تخفي بعضها الآخر، في كل الأحوال فإن عدد الجزر المأهولة بالسكان لا يتجاوز الـ 220جزيرة؛ إضافة إلى 70جزيرة تحولت إلى منتجعات سياحية باستثمارات عالمية مختلفة. وتعد ظاهرة تخصيص جزيرة لغرض محدد أمراً لافتاً للانتباه في دولة جزر مالديف، فهناك جزيرة «فونادو» مخصصة مخزناً لوقود الدولة، وجزيرة «ثولوزدهو» وجزيرة «دهيفوشي» مخصصتان للصيد، وجزيرة «كوداباندوز» مخصصة مشتلاً للنباتات، وهناك جزيرة فيها محطة الإذاعة والتلفزيون. وجزيرة «هولولي» فيها المطار الدولي، وجزيرة «ماليه» Malé فيها العاصمة ماليه. وهذه الجزيرة لا تزيد مساحتها على 1.77كم2. تتصف حياة السكان في هذه الجزر بالبساطة في عيشهم وفقر معظمهم، ويبدو ذلك من ملابسهم إذ يكتفي المرء منهم أحياناً بإزار يلفه حول جسده، ويعقده عند خصره، ويكاد طعامهم يقتصر على منتجات بلادهم من الخضار والفاكهة ولحوم الأسماك، خاصة أسماك التونة ذات اللحوم الحمراء التي تشبه عندما تشوى لحم الضأن أو الأبقار الصغيرة، وهم يملّحونه، ويدخّنونه، ويُباع جاهزاً. وهناك أسماك الرنكة التي تُباع بكميات كبيرة في الأسواق المجاورة لأسواق الخضر والفاكهة والسلع المحلية. تتكاثف المساكن في الجزر المأهولة بالسكان، ويسكن الناس في بيوت بسيطة، قلما ترتفع إلى أكثر من خمسة طوابق باستثناء العاصمة «ماليه» والأبنية التي بناها المستعمرون الأجانب حيث تُشاهد أبنية مكونة من عشرة طوابق أو أكثر، أما غالبية بيوت السكان الأصليين فهي مبنية وسط مساحات مزروعة بأشجار جوز الهند والموز، ولشجرة جوز الهند مكانة خاصة لدى سكان مالديف فهي كل شيء في حياتهم، فمن جوف ثمارها يشربون، ومن لبّها يأكلون، ومن جذوعها يقيمون جدران بيوتهم، ومن أغصانها يغطّون سقوف منازلهم، ويصنعون هياكل زوارقهم، ومن أوراقها ينسجون أغطية للنوافذ وأوعية لحاجاتهم، وما يزيد عنهم يبادلونه بالأرز والشاي والسكر. ينتقل الناس فيما بين هذه الجزر بالزوارق والسفن وأحياناً بالطائرات التي تقلع، وتهبط فوق سطح الماء؛ والتي تسمى بـ«تكسي مالديف الجوي»، وهي بألوان زاهية مختلفة يغلب عليها اللونان الأحمر والأبيض، أما داخل الجزر وبسبب صغر مساحتها فإن وسيلة النقل الرئيسة هي الدراجات الهوائية وقليل من السيارات التي تعبر الشوارع المرصوفة بالحجارة، وقبل عام 1984 كانت الشوارع كلها ترابية، فلا سيارات في الطريق، ولم يكن فيها مبانٍ تزيد ارتفاعاتها على ثلاثة طوابق.

منظر جوي لمنتجع سياحي إلى الجنوب من جزيرة ماليه

الجغرافية الاقتصادية: يعدّ صيد الأسماك الركيزة الأساسية لاقتصاد جزر مالديف، وهو أحد أهم مصادر الدخل فيها. فالرجال يهبطون إلى البحر قبل الفجر بزوارقهم لصيد أسماك التونة والرنكة وغيرهما بالشص والحربة، وهناك مراكب تمخر عباب المياه؛ لتشكل محلات بقالة عائمة فوق سطح الماء تبيع الأسماك المشوية والحاجات الأخرى، ويسهم صيد السمك بنحو 15% من الناتج المحلي الإجمالي للمالديف.

بدأ عصر السياحة في مالديف مع بداية عام 1972، وقد أخذت الاستثمارات السياحية الأجنبية تغزو هذه الجزر حيث صارت المنتجعات السياحية في سبعين جزيرة، وصارت هناك أكثر من 140موقعاً للغوص، وصارت الأبنية السياحية تحتل أكثر من 20% من مساحة الأرض اليابسة، وقد عدت هذه الأبنية وعدد السياح المتدفقين على هذه الجزر عبئاً جديداً على النظام البيئي المرهف فيها التي يتكون معظمها من حيود (ج:حَيْد) مرجانية تظهر حساسية كبيرة تجاه كثرة السياح والزوارق وسباحة الغوص… وغيرها، وعدا عن السياحة وصيد الأسماك تُعد الزراعة أحد أهم الأنشطة الاقتصادية خاصة أن 78% من سكان البلاد هم من الريفيين الذين يعملون في الزراعة والصيد معاً. ويقدر ما تدره الزراعة بحدود 24% من الناتج المحلي الإجمالي. أهم الحاصلات الزراعية الموز وجوز الهند والدخن والبطاطا والفلفل الأحمر وبعض أشجار الفاكهة الاستوائية. أما الصناعة فهي بسيطة للغاية، وتكاد تقتصر على صناعة حفظ الأسماك والصناعات اليدوية كصناعة السلال ونسج الحصائر باستخدام القصب وصناعة الغزل اليدوية والحبال من لحاء قشرة جوز الهند، كما يوجد في جزيرة «قان» مصنعان كبيران لصناعة الملابس والقمصان الداخلية من الصوف المستورد. أهم صادرات مالديف هي المنتجات المصنوعة من ألبان جوز الهند وثمارها إضافة إلى بعض أنواع الأطعمة المصنوعة من لحوم الأسماك. أما وارداتها فتتمثل في كل من الأرز والسكر ودقيق القمح والدراجات بأنواعها والسيارات القليلة والمحروقات وغيرهما. وأهم الدول التي لها علاقات تجارية مع جزر مالديف هي: الهند واليابان وسنغافورة وسري لانكا. أهم مدنها ماليه العاصمة وعدد سكانها نحو ربع عدد سكان البلاد، لغتها الرسمية المالديفية، و99% من السكان يدينون بالإسلام؛ وهو الدين الرسمي للبلاد، وعملتها الوطنية هي روبية مالديف.

محمد صافيتا

مراجع للاستزادة:

ـ محمد توفيق  سماق، العالم أواخر القرن العشرين (دمشق 1998).

ـ صندوق الأمم المتحدة للسكان، حالة سكان العالم  2004 (نيويورك 2004).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد السابع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 520
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 704
الكل : 32387369
اليوم : 33789

فوولييوكي (هِلاّ ماريا-)

ڤوولييوكي (هِلاّ ماريا -) (1886-1954)   هِلاّ ماريا ڤوولييوكي Hella Maria Wuolijoki أشهر كاتبة مسرحية فنلندية في القرن العشرين، تتحدر من أصول إستونيّة، فوالدها إرنست مورِّيك Ernst Murrik كان معلّم مدرسة وصاحب متجر كتب في مدينة ڤالغا Valga في إستونيا Estonia على بحر البلطيق، ووالدتها كادري كوغامِغي Kadri Kogamägi كانت ابنة صاحب مزرعة. وكانت اللغة السائدة في وطنها آنئذٍ هي الألمانية، إلا أنَّ نمو الوعي القومي الإستوني استعاد اللغة الأم التي تنتمي إلى الأسرة اللغوية الـ «فينو - أُغرية» Finno-Ugric، فهي إذاً قريبة جداً من اللغة الفنلندية Finnish.
المزيد »