logo

logo

logo

logo

logo

ميرجكوفسكي (دميتري سرغييفيتش-)

ميرجكوفسكي (دميتري سرغييفيتش)

Merezhkovsky (Dmitry Sergeyevich-) - Merezhkovsky (Dmitry Sergeyevich-)

ميرِجكوڤسكي (دْميتري سرغييفيتش -)

(1865 ـ 1941)

 

دميتري سرغييڤيتش ميرِجكوڤسكي Dmitry Sergeyevich Merezhkovsky شاعر وروائي وناقد روسي، كان لكتاباته المتنوعة دور ملحوظ ومهم ـ بعيداً عن السلطة السوڤييتية ـ في إحياء التفكير الديني الفلسفي في صفوف المثقفين الروس. ولد في مدينة بطرسبورغ Petersburg لعائلة أرستقراطية من أصل أوكراني، وتُوفِّي في باريس.

بعد حصوله على الشهادة الثانوية درس ميرجوڤسكي التاريخ والأدب في جامعة بطرسبورغ، ونشر مجموعته الشعرية الأولى عقب تخرجه عام 1888، لكنه سرعان ما تحول إلى الكتابة النظرية، فنشر في عام 1893 بحثاً موسعاً بعنوان «حول أسباب انهيار الأدب الروسي وعن التيارات المعاصرة فيه» O prichinokh upadka i o novikh techeniyakh sovremennoy russkoy literatury عدَّه بعض النقاد ـ خطأً ـ بيان الحركة الرمزية [ر] الروسية، لكنه كان في واقع الأمر خطوة تمهيدية لبروز حركة الحداثة [ر] في الأدب الروسي أواخر القرن التاسع عشر. ثم قام في مطلع القرن العشرين بتنظيم ندوات وحلقات دراسية ذات طابع ديني فلسفي، شاركته في إعدادها زوجته زينايدا غيبيوس Zinaida Gippius، كما أسهم بين عامي 1903ـ 1904في تحرير مجلة «نوڤي بوت» Novy Put (الطريق الجديد). وفي أثناء المرحلة نفسها انشغل ميرِجكوڤسكي بتأليف ثلاثيته الروائية «المسيح والمسيح الدجال» Khrist i antichrist ت    (1896ـ1905) التي أحيت الرواية التاريخية [ر: الرواية] في الأدب الروسي، لم يتقيد فيها بقواعد الزمان والمكان، فأحداث كل جزء منها تقع في محيط جغرافي ناء عن الآخر، وفي حقبة زمنية أخرى كذلك. وقد تجلت في هذه الثلاثية ثقافة المؤلف التاريخية الواسعة التي استخدمها وسيلة لتسريب آرائه اللاهوتية على نحو شائق ومحبب. كما كانت هذه الثقافة المتعلقة في أحد جوانبها بتاريخ روسيا معيناً غنياً للكاتب عندما أنجز مسرحيته «باڤل الأول» Pavel I ت(1908) وروايتيه «ألكسندر الأول» Aleksandr I ت(1911ـ1912)، و«الرابع عشر من كانون الأول/ديسمبر» 14 Dekabrya ت(1918). ويرى النقاد أن المسرحية والروايتين تؤلّف ثلاثية حول موضوع واحد على الرغم من اختلاف الجنس الأدبي.

إن أسلوب المعالجة المفضل عند ميرجوڤسكي ـ سواء في الكتابات الروائية أم المسرحية أم التنظيرية ـ هو طرح نقيض الفرضية antithesis ووضعه مباشرة تحت مجهر البحث والتحليل، كما في دراسته النقدية المقارنة «تولستوي ودستويڤسكي» (1901ـ1902) التي كمنت فيها بذور تطوره المستقبلي الذي تجلى بعد سنوات معدودة في دراسته اللافتة عن نيكولاي غوغول[ر] تحت عنوان «غوغول والشيطان» Gogol i chortت(1906).

كان ميرجكوڤسكي قبل الثورة الشيوعية الروسية تشرين الأول/أكتوبر 1917 معارضاً للسلطة القيصرية وممارساتها القمعية ضد حرية الرأي. وقد اشترك مع زوجته وصديقه دميتري فيلوسوفوڤ Dmitry Filosofov في كتابة مقالة باللغة الفرنسية ظهرت عام 1907 بعنوان «القيصر والثورة» Le Tsar et la révolution. وعندما نجحت ثورة 1917 رحب بانتصارها، إلا أنه عارض بشدة استيلاء الحزب الشيوعي على السلطة وإقصاء القوى الديمقراطية الأخرى عن المشاركة. وقد أدت تطورات الأوضاع الداخلية في روسيا في ظل الثورة إلى هجرة كثير من المثقفين، وكان ميرِجكوڤسكي أحدهم. استقر في باريس مع عائلته في عام 1920، واستمر بالكتابة باللغة الروسية، فنشر روايتين تاريخيتين بعنوان واحد هو «ولادة الآلهة» Rozhdenie bogov ت(1924ـ1925)، ثم التفت على نحو حاسم إلى كتابة السيرة [ر]، فأصدر فيما تبقى من سنوات حياته سير «نابليون»[ر] و«السيد المسيح»[ر] و«القديس أوغسطين»[ر] و«القديس بولص»[ر] و «القديس فرنسيس الأسيسي» [ر]و«جان دارك»[ر] و«دانتي»[ر] وغيرهم، وقد تُرجم معظمها إلى الفرنسية والإنكليزية.

تعرّض ميرِجكوڤسكي في أيامه الأخيرة لاضطراب فكري أدى إلى نوع من الغشاوة السياسية، إذ رأى في هتلر[ر] وموسوليني[ر] القائدين القادرين على القضاء على الشيوعية وإنقاذ الشعوب من طغيانها.

نبيل الحفار

 الموضوعات ذات الصلة:

 

الرواية ـ روسيا (الأدب) ـ السيرة.

 

 مراجع للاستزادة:

 

-C.CORBET, La Littérature russe (Paris 1951).

-M. SLONIM, The Epic of Russian Literature (New York 1964).


التصنيف : الآداب الأخرى
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد العشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 217
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1130
الكل : 40853127
اليوم : 87859

التوثيق في الشريعة

التوثيق في الشريعة   التوثيق: هو ما يضمن أداء الحق، ويسمى أيضاً علم الشروط. أهميته والحاجة إليه وحكمته وآية التوثيق في القرآن الكريم: 1- صيانة الحقوق والأموال لأن الله تعالى أمر بحفظهما: }ولا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمْ{ [النساء:5] ونهى عن تضييعها: }ولا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالبَاطِل{ [البقرة: 188]. 2- قطع المنازعة لكون التوثيق حَكَماً ومرجعاً وملزماً ولئلا يفتضح حال المنكر، مع تبيان حيثيات التصرفات وأحجامها مما قد يعتورها من النسيان أو الجحود. 3- الالتزام بالقواعد الشرعية في إجراء التصرفات لحمل التوثيق عليها. ودلَّت على مشروعية التوثيق وطلبه آية المداينة [البقرة:282]، التي أمرت بكتابة الدين والإشهاد عليه بإشراف كاتب بالعدل[ر] فإن لم يوجد أخذ الرهن للتوثيق.
المزيد »