logo

logo

logo

logo

logo

مسقط (مدينة ومحافظة-)

مسقط (مدينه محافظه)

Muscat - Muscat

مسقط ْ(مدينة ومحافظة ـ)

 

مدينة مسقط عاصمة عُمان ومركز محافظة تحمل الاسم ذاته. تقع محافظة مسقط على خليج عُمان في الجزء الجنوبي من ساحل الباطنة، وتمتد بين خطي عرض 30 َ 23 ْ و45 َ 23 ْ شمالاً وخطي طول  58 ْ و59 ْ شرقاً، وتتصل من الشرق بجبال الحجر الشرقي والمنطقة الشرقية ومن الغرب بمنطقة الباطنة، ومن الجنوب بالمنطقة الداخلية، وتبلغ مساحتها نحو 3500كم2.

ارتبط تاريخ مسقط منذ نشأتها بالبحر وبالتجارة، فهي تمتاز بموقعها الجغرافي والاستراتيجي المهم لكل دول المنطقة، وتعد من المراكز التجارية المهمة الواقعة على الخليج وبحر العرب والمحيط الهندي، حيث ينتهي عندها سهل الباطنة الذي تتركز فيه أهمّ التجمعات السكانية والعمرانية والاقتصادية وأكبرها بالسلطنة، وإليها ينتهي وادي سمايل ذو الطبيعة الانكسارية الذي يربط بين الجهات الجبلية الداخلية من عُمان والجهات الساحلية المطلة على البحر، وتفصل منطقة رأس الحمراء خط الساحل إلى قسمين: غربي مستقيم الامتداد قليل الموانئ، وشرقي شديد التعاريج تكثر فيه الجروف والخلجان والرؤوس والجزر الصخرية الجرداء. وهذا الجزء غني بمرافئه الطبيعية التي أقيم في بعضها أهم موانئ السلطنة كميناء قابوس، وميناء الفحل المخصص لتصدير النفط.

ويتسع السهل الساحلي باتجاه الغرب، ويضيق شرقاً، وفيه تتركز مراكز العمران الرئيسية وشبكة الطرق المهمة والمرافق الضرورية في المنطقة. وبالاتجاه نحو الداخل تمتد جبال الحجر الشرقي التي تغلب عليها الصخور الرسوبية والمتحولة على حواف وادي سمايل الخوض ووادي حطاط، ويراوح ارتفاعها ما بين 200 متر في الغرب إلى أكثر من 1000 متر شرقاً وجنوباً، وقد قطعتها عوامل التعرية والانكسارات.

 لمحة تاريخية

تقدر التنقيبات التي جرت في مسقط أن سكّانها يرجعون إلى العصر الحجري، وتؤكد ذلك المكتشفات الأثرية التي تم العثور عليها في رأس الحمراء، وهي تشير إلى نمط الحياة الذي كان يعتمد على الصيد، وذلك في الحقبة الألفية الثالثة قبل الميلاد.

ويشير بعض المؤرخين إلى أن مسقط تم تأسيسها مع قدوم هجرات القبائل العربية من اليمن بعد انهيار سد مأرب، كما ذكر آخرون أن الحميريين هم الذين أسسوها.

وتركّز النشاط الأساسي لسكان مسقط في الماضي بمجالات محددة تتمثل في صيد الأسماك والتجارة البحرية خصوصاً وبعض النشاطات الزراعية التي كانت تقوم في الأودية المحيطة بالمدينة.

وبمرور الزمن استقطب موقع مسقط الطبيعي الحصين الأهمية الملاحية على امتداد الساحل العُماني، وأصبحت محطة تجارية ومركزاً لتوزيع البضائع ولإعادة شحنها بين دول الخليج والهند وشرقي إفريقيا .

وحين احتل البرتغاليون مسقط عام 1507م عملوا على تدمير المدينة، ومنعوا سكّانها العمل بالملاحة التي تعدّ جزءاً أساسياً من نشاطاتهم الحياتية ومصدراً مهماً لدخلهم ومعيشتهم.

وظلت المدينة تحت الاحتلال طوال ربع قرن حتى قيام دولة اليعاربة عام 1620م بقيادة مؤسسها ناصر بن مرشد اليعربي الذي استطاع طرد البرتغاليين من عُمان باستثناء مسقط ومطرح، وبعد وفاته تم تنصيب الإمام سلطان بن سيف اليعربي عام 1650م إماماً على عُمان، وقد استطاع طرد البرتغاليين من مسقط وكل ساحل عُمان، وعمل على إخراجهم من شرقي إفريقيا كذلك، وعمل على اتخاذ مسقط عاصمة رسمية لعُمان، وعندما هاجمها الفرس عام 1742م انتقلت العاصمة إلى الرستاق في الداخل، وبحلول عام 1784م تم إعادة العاصمة إلى مسقط ثانية.

ومنذ أواخر القرن التاسع عشر الميلادي بدأت الأهمية التجارية تنتقل غرباً إلى ميناء مطرح الذي بات اليوم الميناء الرئيسي للسلطنة، وقد انتقلت مسقط من حياة القرون الماضية إلى أعتاب القرن الحادي والعشرين في أقل من ربع قرن دون أن يغير هذا من طبيعة سكانها الذين استطاعوا مسايرة التطور والتحديث مع الاحتفاظ بالأصالة .

السكّان

تعد مدينة مسقط أكثر مناطق السلطنة كثافة بالسكان، إذ بلغ عدد سكانها 638 ألف نسمة عام 2005.

ويتركز في المحافظة نحو 33% من جملة عدد سكان السلطنة، منهم نحو 47% من الأجانب العاملين في مجال الخدمات والصناعة والتجارة، ومعظمهم عناصر آسيوية هندوسية أو نصرانية؛ مع وجود عدد من بعض جاليات الدول العربية وخاصة المصرية والسودانية والأردنية وقليل من الأجانب الأوربيين والأقليات الأجنبية الأخرى.

جانب من مدينة مسقط القديمة

تدفق السكان على العاصمة في فترة النمو والازدهار الاقتصادي بعد عام 1970 حيث عملت الدولة على تشجيع العُمانيين المتوزعين في دول الخليج العربي ودول شرقي إفريقيا للعودة إلى عُمان ومعهم رؤوس أموالهم للمساهمة في مشروعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، هذا إضافة إلى اندفاع تيار الهجرة الداخلية من سائر أنحاء السلطنة نحو العاصمة لاستثمار فرص العمل الجديدة المتاحة، واستقدام الألوف من الأيدي العاملة الأجنبية على مختلف مستوياتها من الخبرة والمهارة؛ وذلك لتنفيذ مشروعات التنمية والتحضر .

هذا ما أدى إلى تزايد واضح في عدد سكان مسقط ورقعتها المساحية والعمرانية، حيث كان العمران قبل عام 1970م يتركز في مسقط ومطرح والقدم وروب وبوشر، محصوراً فيما بين الحافة الشمالية لجبال الحجر الشرقي وساحل البحر.

وفي فترة الثمانينيات من القرن الماضي بدأ الزحف والنمو العمراني يمتد غرباً نحو السيب التي يتوقع لها في المستقبل أن تكون أكثر مناطق العاصمة من حيث الكثافة السكانية؛ وذلك لاستواء السطح فيها، ومن ثم سهولة البناء عليها ومد الطرق والوصول إليها، واستمر الزحف العمراني بالامتداد إلى مناطق الحوض القديم والجديد وجامعة السلطان قابوس ومنطقة الرسيل الصناعية ومعسكر المرتفع.

زاد الاهتمام بتحسين منافذها الدولية وتطويرها لتسهيل حركة نقل الركاب والبضائع والسلع، فأقيم مطار السيب الدولي، ثم ميناء قابوس بمطرح مع العمل على تحديثهما باستمرار لمواكبة زيادة الطلب على خدماتهما، إلى جانب ذلك تم تطوير معظم المرافق الحيوية والخدمية في العاصمة، كمدّ شبكات الكهرباء وخطوط المياه والصرف الصحي والغاز الطبيعي إلى مختلف أنحاء المدينة لتخديم الأعداد المتزايدة من السكان والنمو الاقتصادي وارتفاع مستويات المعيشة عامة.

النشاطات الاقتصادية

يعمل نحو40% من السكان في الأعمال الإدارية والحكومية والشرطة والدفاع، والنسب المتبقية تتوزع على النشاطات الأخرى كالأعمال التجارية وبعض الصناعات وأعمال البناء والمجالات المتعلقة بالنظافة العامة والزراعة.

وتتركز أهم النشاطات الصناعية في الحميرية والوادي الكبير لقربهما من مدينة مسقط  وبحكم الوظيفة التجارية الأساسية للعاصمة فإن هذا بدا واضحاً في الفترات السابقة والحالية، فمنذ عام 1973م تم إنشاء غرفة تجارة وصناعة عُمان، وزادت فاعلية عمليات التبادل والتجارة الخارجية عبر موانئ قابوس والفحل ومطار السيب الدولي والمنافذ البرية عبر دولة الإمارات العربية المتحدة.

وتتميز عُمان عموماً ومسقط خصوصاً بأهميتها السياحية؛ وذلك تبعاً للمقومات الطبيعية والتاريخية المتوافرة، وهذا ما أدى إلى ارتفاع أعداد الفنادق في مدينة مسقط (التي وصل عددها إلى 17 فندقاً) وسوية الخدمات السياحية فيها.

هيثم ناعس

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ ويندل فيلبس، رحلة إلى عُمان، ترجمة محمد أمين عبد الله (وزارة التراث القومي والثقافة، مسقط 1986).

ـ موسوعة دول وشعوب شرق ووسط آسيا (دار الفكر، موسكو1982م) (باللغة الروسية).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الثامن عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 574
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1083
الكل : 40509806
اليوم : 39621

المكسيك (الفن في-)

المكسيك (الفن في ـ)   الفن المكسيكي القديم: ظهرت في شمالي سهول المكسيك الحضارات (الوسطى) نحو عام 2000ق.م. الأولى استمرت 700 عام أطلق عليها كوبيلكو زاكاتنكو Copilco Zacatenco. ثم تلتها لمدة 300 عام حضارة أطلق عليها اسم كوركويلو تيكومان Curcuillo-Ticoman التي تميزت بالأواني والتماثيل الخزفية ومنها ما يمثل نسوة ذات تعابير شهوانية. ثم ظهر فن التلاتيلكو Tlatilco وهو فن متطور وواضح مشغول بالخزف، ويمثل أجساماً عارية أو وجوه أطفال. وفي مجال العمارة فإن الأهرامات الكبيرة التي تشكل معابد دينية أُطلق عليها اسم تيوتيهواكان Teotihuacan قد بلغ ارتفاع بعضها 60 متراً، واستمر بناء الأهرامات منذ القرن الثالث إلى القرن التاسع. وقد أرفقت هذه الأهرامات ببعض التماثيل الضخمة مثل تمثال آلهة الماء وارتفاعه 3.14 م، ومثل تمثال إله الفرح. وكان مكان الآلهة السماء في كثير من الأحيان، أو كان لها اتصال بالحياة. وكذلك وجِدت بعض الأقنعة الجنازية بأسلوب واقعي جداً، وهي من الحجر الصلب وأحياناً تكون مزينة بالفسيفساء.
المزيد »