logo

logo

logo

logo

logo

ماريتان (جاك-)

ماريتان (جاك)

Maritain (Jacques-) - Maritain (Jacques-)

ماريتان (جاك ـ)

(1882 ـ 1973)

 

جاك ماريتان Jacques Maritain، فيلسوف مؤرخ للفلسفة كاثوليكي معاصر، ولد في باريس لأسرة بروتستنتية، تلقى تعليمه في «ليسّيه هنري الرابع» ثم التحق بالسوربون لدراسة الفلسفة والعلم الطبيعي (وأعلن عدم رضاه عن الجو الفكري السائد فيها والذي كان خليطاً من الوضعية والعلمانية وغيرهما)، ثم تشرّب فلسفة برغسون [ر] Bergson واعتنق الكاثوليكية وزوجته رايسا أونانسوف الروسية المنشأ، اليهودية الديانة، عام 1906، وانصرف بعد عودته من ألمانيا إلى قراءة مؤلفات (توما الإكويني) [ر] Thomas Aquinas وأعلن بعدها انتماءه إلى التومائية Thomism، فصار من أشهر عارضي التومائية المحدثة Neo-Thomism، وفي السنوات الأخيرة من حياته درّس في جامعة برنستون Princeton في الولايات المتحدة حيث توفي فيها.

كتب كثيراً من المؤلفات الفلسفية التي فاقت الخمسين مؤلفاً، أشهرها باللغة الانكليزية: «درجات المعرفة» The Degrees of Knowledge، «الشخص والخير العام» The Person and the Common Good، و«فلسفة البرغسون والتومائية» Bergsonian Philosophy and Thomism، وكتابه «الوجود والموجود» Existence and the Existent الذي دافع فيه عن نمط من التفكير الوجودي أشد التصاقاً بالتومائية التي يعدّها «الوجودية الحقة». فالتفكير الوجودي عنده ليس موقفاً إنسانياً مشخصاً، بل فعلاً وجودياً، فعل اختيار وحرية بالدرجة الأولى. وبتطابقه مع العرف المدرسي يرى أن الوجود هو كل ما هنالك، وأن اللاوجود هو سلب للوجود بمعنى العدم واللاكيان، محاولاً تضمين آرائه عن الأنطولوجيا [ر] Ontology؛ تصوراته عن الله، فالله هو الفاعلية الكاملة والتامة لكل إمكانات الوجود. أما الوجود الإنساني فمشدود إلى قطبين: القطب المادي وهو لا يهم الإنسان كشخص حق، وإنما هو ظلال للشخصية، والقطب الروحي وهو الذي يهتم به الإنسان، وعالم الوجود يتطلب معرفة ميتافيزيقية تستدعي معارف بديهية تقوم على العقل الحدسي الذي يسبق العقل المنطقي، أما عالم الطبيعة المتغير والمتبدل فيستلزم معرفة تجريبية - إدراكية، وعالم الكم صورته المعرفة الرياضية. وللمعرفة الإنسانية مراتب وأنواع يكمل كل منهما الآخر، ولكل نوع العقل المناسب له، وقبل المعرفة الشعورية والمعارف البديهية هناك اللاشعور الروحي الذي يسبق اللاشعور الغريزي، وهو مصدر المعارف جميعاً إدراكية كانت أم بديهية والتي يصنفها في معرفة فلسفية وشعرية ومعرفة صوتية.

أما الأخلاق فهي ذات طابع قانوني صارم يتوافق فيها القانون الأخلاقي مع القانون الطبيعي natural law، ويتخذ من مفهوم الخير معنًى خاصاً يتمثل في متطلبات الإنسان الحقة والتي يتم الكشف عنها بالعقل السليم في مجال العمل أو السلوك، وغاية المجتمع هي الوصول إلى الخير العام، وهو لايتعارض مع خير الإنسان لأنه أساس الخير ومبدؤه، وتصور ماريتان عن الخير يرتبط بنظرية عن الإنسان، متأثراً بالميتافيزيقية التومائية، الذي يحمل طبيعة مزدوجة: فهو كفرد يرتبط بالمجتمع كجزء من كل، أما كشخص فهو أكثر من مجرد سياسي أو اجتماعي، إنه يتجاوز حدود المجتمع ويعلو عليه  بما يمتلكه من حقوق طبيعية natural rights تتوافق وطبيعته المزدوجة.

لاتخلو فلسفة ماريتان من طابع ديني رافق نظرته الفلسفية، وانتهت بنظرة عن «الخلاص» تعرّض فيها لمسألة الخطيئة والشر: فالشر سلب أوعدم، وليس له أي مرتبة من مراتب الوجود، والخطيئة شر لأنها تجعل الإنسان مختل الطبيعة، ميال إلى العبث بالقانون فاقد الوجود، قاطعاً لأواصر الصلة الطبيعية والروحية بالله، وعليه فالخلاص من الشر والخطيئة يكون بتحديد علاقتنا بالله، وإعادة تكامل طبيعتنا بإقرارنا بالعناية الإلهية، وفي حالة الخلاص هذه يصبح الإنسان أكثر من ذاته، وأسمى من طبيعته الإنسانية، أي يصبح إلهاً بالمشاركة.

سوسان الياس

الموضوعات ذات الصلة:

توما الإكويني ـ الدين ـ الفلسفة.

مراجع للاستزادة:

ـ ج. بنروبي، مصادر وتيارات الفلسفة المعاصرة في فرنسا، ترجمة عبد الرحمن بدوي (المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 1980).

ـ علي عبد المعطي محمد، مقدمات في الفلسفة (دار النهضة العربية للطباعة والنشر، بيروت 1985).


التصنيف : الفلسفة و علم الاجتماع و العقائد
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد السابع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 469
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 574
الكل : 31235449
اليوم : 60606

التيار الكهربائي (تقويم-)

التيار الكهربائي (تقويم ـ)   المقومات converters تكون القوى المحركة الكهربائية المولَّدة في ملفات الآلات الكهربائية الدوارة، أو المحولات، ذات طبيعة متناوبة، لها قيمة متوسطة معدومة. وللحصول على توتر مقوم، أو مستمر بدءاً من هذه التوترات المتناوبة، يجب استخدام نظام  تبديل أو تقويم و ذلك لتحقيق تعديل في التوصيل، وبشكل دوري، بين أطراف منبع التوتر المتناوب والجهة التي سيطبق عليها التوتر المقوم الوحيد الاتجاه المرغوب الحصول عليه.
المزيد »