logo

logo

logo

logo

logo

مورافيا

مورافيا

Moravia - Moravia

موراڤيا

 

موراڤيا Moravia (بالتشيكية والسلوفاكية Morava) منطقة تقع في شرقي الجمهورية التشيكية، بين منطقة بوهيميا وجمهورية سلوفاكيا، وتشكل مساحتها التي تبلغ 26094كم2 ثلث مساحة البلاد، وبلغ عدد سكانها 4022669 نسمة في عام 2003 (40% من سكان جمهورية التشيك). المنطقة ذات طبيعة جبلية متوسطة الارتفاع (700م وسطياً) وقد أخذت اسمها من نهر مورافا Morava الذي يعبر أراضيها، وتتطابق منطقة مورافيا مع الشبكة المائية (الهيدروغرافية) التي يشكلها نهر مورافا وروافده الرئيسية: السيراتكا Syratka والديج Dyje. يحدها من الشمال بولندا ومنطقة سيليزيا ومن الجنوب النمسا ومن غربها منطقة بوهيميا وشرقها سلوفاكيا، وتشكل جبال السوديت والكاربات حدوداً طبيعية للمنطقة. كما يشكل نهر ثايا Thaya المتعرج، أحد روافد المورافا، الحدود الطبيعية الجنوبية مع النمسا.

موراڤيا ليست مقاطعة إدارية نتجت من التقسيم الإداري؛ وإنما هي منطقة تاريخية معروفة، وهي تنقسم إلى قسمين: موراڤيا الشمالية ومركزها مدينة أوسترافا Ostrava وموراڤيا الجنوبية ومركزها مدينة برنو Brno وهي العاصمة التاريخية لموراڤيا.

لمحة تاريخية

استوطن المنطقة الموراڤيون في نهاية القرن السادس الميلادي، وهم شعب سلافي استطاع مقاومة هجمات المغول على أوربا الوسطى منذ منتصف القرن السادس، وساعدهم على ذلك الملك  شارلمان ثم التحقوا بمملكته. وفي عام 830م أسس الملك موجمير Mojmír مملكة موراڤيا العظمى، وهو زعيم إحدى القبائل السلافية الموراڤية، وفي عهد روستيسلاف Rostislav ت(846-870م) بدأ تحول المنطقة إلى الدين المسيحي على يد القديس سيريل Cyrille (أو فيلسوف سالونيك) وأخيه ميتود Méthode، الذي أصبح فيما بعد بطريرك موراڤيا. لكن الديانة المسيحية لم تنتشر تماماً إلا في عهد خلفه سفاتوبلوك Svatopluk الذي حكم في الفترة 870-894م والذي وسع مملكته لتشمل إمارة بوهيميا Bohemia وسلوڤاكيا الغربية، وبعد موته بقليل تجزأت المملكة بين أبنائه، ولم تلبث أن انهارت أمام هجمات قبائل المجيار Majyar في عام 906م. ثم عادت واتحدت مع بوهيميا من جديد في عام 1029، ورزحتا سوية تحت حكم عائلة هابسبورغ النمساوية Habsbourg في عام 1526، ثم تمكنت من الانفصال عن التاج النمساوي إثر ثورة 1848، لتصبح بعد ذلك جزءاً من تشيكوسلوڤاكيا التي تأسست في عام 1918م. وفي كانون الأول/ديسمبر 1993 انقسمت تشيكوسلوڤاكيا إلى دولتين مستقلتين: جمهورية سلوڤاكيا والجمهورية التشيكية. وتتكون هذه الأخيرة من منطقتي بوهيميا وموراڤيا اللتين يختلط تاريخهما ببعضه بعض منذ القرن التاسع.

نهر مورافا

أغلب سكان المنطقة سلاڤيون يتحدثون التشيكية بلهجات مختلفة. ويعدّ بعض الموراڤيين أنفسهم تركيبة عرقية مختلفة عن التشيك، أمّا بعضهم الآخر فيعدون أنفسهم تشيكيين. ففي تعداد عام 1991 كان هناك 1.362 مليون شخص كانوا يعدون أنفسهم موراڤيين، أما في تعداد عام 2001 فقد نقص هذا العدد إلى 380 ألف نسمة.

المظهر الطبيعي

تحتل موراڤيا ممراً عريضاً متطاولاً باتجاه شمالي جنوبي، يقع بين الكتل الجبلية البوهيمية (المعروفة باسم مضلع بوهيميا) من جهة وجبال الكربات من جهة أخرى، وهي تشبه بذلك المجرى العلوي لنهر الدانوب. وتتكون منطقة موراڤيا، من وديان وأحواض تضريسية وهضاب منخفضة، وهي تقدم تسهيلات استثنائية للمواصلات، فقد كانت منذ القديم ممراً عسكرياً تقليدياً بين سهول أوربا الشمالية ونهر الدانوب.

تتميز المنطقة بمناخ معتدل بالرغم من التأثيرات القارية، فصيفها يميل إلى البرودة، وشتاؤها شديد البرودة وغائم ورطب، كما تتميز بأمطارها الجيدة (المتوسط السنوي 500مم)، مما شكل شبكة مائية (هيدروغرافية) كثيفة تتمحور حول نهر مورافا، وأدى إلى تراكم اللحقيات في المناطق المنخفضة. كما أن المناخ المناسب والتضاريس اللينة ساعدا على تشكل غطاء نباتي طبيعي، يتكون من غابات متنوعة الأشجار ولاسيما الأشجار الراتنجية.

العمران والاقتصاد

مدينة أوسترافا

أهم مدن منطقة موراڤيا هي برنو (379185 نسمة) وأوسترافا (319293 نسمة) وأولوموك Olomouc ن(103293 نسمة) لعام 2001، وتعدّ برنو العاصمة التاريخية للمنطقة، وهي المدينة الثانية من الناحية السكانية والاقتصادية بعد براغ (1.179 مليون نسمة لعام 2001)، وكانت في الماضي أكبر مركز للصناعات النسيجية في أوربا. وقد ساعدت طبيعة المنطقة التضاريسية على سهولة حركة المواصلات بين المدن؛ مما خلق شبكة عمرانية تتميز بالعلاقات الكثيفة  بين مدنها.

أكثر من 60% من مساحة موراڤيا مستغلة زراعياً بفضل الترب الخصبة في المناطق السهلية والحوضات التي تتكون من اللحقيات؛ مما سمح بنشوء زراعة مكثفة تعتمد على الحبوب والشوندر السكري والنباتات النسيجية والزيتية والأشجار المثمرة التي يساعد على نموها طقس الإقليم المشمس، وخاصة في موراڤيا الجنوبية، كما تشتهر بكرومها؛ مما جعلها منطقة عريقة بصناعة النبيذ، وقبلة السائحين في أوربا الوسطى، كما شجع انتشار الغابات في المناطق المرتفعة من المنطقة على ازدهار صناعة الأخشاب والورق، التي تنتشر معاملها في جميع مناطق الإقليم الجبلية.

يقوم اقتصاد المنطقة على استخراج النفط والفحم والحديد من منطقة الحوض الڤييني (نسبة إلى ڤيينا) وصناعة الجلود والصناعات الكيمياوية وصناعة مواد البناء، وهي تنتج الفحم الحجري والفحم البني الذي يعد من أهم موارد المنطقة المعدنية. أهم الصناعات: الحديد والصلب، المركبات، المواد الغذائية، المنسوجات، الزجاج والكريستال والصناعات الكيمياوية.

وتتميز المنطقة بكثافة الطرق وبشبكة كثيفة للسكة الحديدية إضافة إلى مطارين دوليين من أصل المطارات الأربعة الموجودة في جمهورية التشيك: الأول في برنو والآخر في أوسترافا.

محمد الدبيات

 

 


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد التاسع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 865
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 567
الكل : 31294770
اليوم : 42958

ابن مرزوق (محمد بن أحمد بن محمد)

ابن مرزوق (محمد بن أحمد بن محمد ـ) (710 ـ 781هـ/1311 ـ 1380م)   محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن مرزوق العجيسي التلمساني، يُكنى أبا عبد الله، ويلقب بشمس الدين. أحد وجهاء تلمسان وعلماء الفقه فيها، وهو شاعر وناثر وخطيب. ارتحل مع والده إلى الشرق سنة 713هـ، ولما جاور أبوه الحرمين رجع إلى القاهرة، فأقام فيها وطلب العلم والرواية على يد علمائها، ورجع سنة 733هـ إلى المغرب، وفي تلمسان لقي السلطان أبا الحسن المريني (731- 749هـ) يحاصر مدينة تلمسان، وقد أقام بناحية منها يقال لها «العبّاد» مسجداً عظيماً، فخطب ابن مرزوق فيه، وسمعه السلطان فأُعجب به وقرّبه، ثم صار يلتقي الأفاضل والأكابر، ويرافق السلطان في حروبه، ثم أرسله السلطان في مهمة إلى الأندلس،

المزيد »