logo

logo

logo

logo

logo

مأدبا

مادبا

Ma'daba - Madaba

مأدبا

 

تقع مدينة مأدبا  Madaba على مرتفع طبيعي من الهضبة الأردنية، على مسافة نحو50كم إلى الجنوب الغربي من عمّان.

بدأ استكشاف المنطقة منذ عام 1807م، من قبل الرحالة أولريش سيتزن Ulrich Seetzen، وبعدها جاءت حملة عام 1872م بقيادة تريسترام Tristram، وقدمت وصفاً دقيقاً للموقع، وفي عام 1887م أرسل الأب بيفير Biever إلى القدس نسخاً عن ثلاث كتابات من فسيفساء مأدبا، وفي عام 1891م وضع شوماخر Schumacher مخططاً أولياً لأطلالها، وفي عام 1892م نشر الأب سيجورني Séjourné أول دراسة شاملة للاكتشافات.

في عام 1897م تم اكتشاف خريطة مأدبا ونشرها، وهو حدث عالمي حوّل الأنظار إليها، كما تمَّ العثور على الفسيفساء في قبو كنيسة إليانوس (النبي إيليا)، ومنذ ذلك العام أصبحت مأدبا «مدينة الفسيفساء»، وتوالت البعثات والرحالة الوفود إليها.

وقد بدأت الحفريات في جبل نبو عام 1933م، على يد آباء معهد الفرنسيسكان للآثار، ثم قام المعهد الإنجيلي الألماني في 1966و1968 بإجراء حفريات في كنيسة الخضر وكنيسة الرسل، بإدارة أوتي لوكس Ute Lux عام 1966م.

 كما قامت دائرة الآثار الأردنية في عام 1965 بإجراء حفريات في الموقع، وفي عام 1984 أجرت الحملة الفرنسيسكانية تنقيبات أثرية فيها. وتبين من خلال التنقيبات الأثرية أن مأدبا كانت مأهولة بالسكان ما بين القرن الثالث عشر والتاسع قبل الميلاد، وقد ورد في نقش ميشع أنه جاء ميشع ملك مؤاب من ذيبان في الجنوب، وحرر أرض مأدبا التي كان قد احتلها عمري ملك إسرائيل.

في القرن الثاني قبل الميلاد سكنت مأدبا قبيلة بنو يمري وهي قبيلة نبطية، يؤكد ذلك العثور على الفخار النبطي فيها، إضافة إلى كتابات باللغة النبطية واليونانية، تشهد بأن مأدبا تابعة لمملكة الأنباط، الكتابة الأولى تؤرخ إلى 37 ق.م، أما الكتابة الثانية فتعود إلى السنة الثالثة من حكم المقاطعة العربية، أي عام 108- 109م، وقد أصبحت مأدبا تابعة للمقاطعة العربية وعاصمتها بصرى التي أنشأها ترايانوس عام 106م.

كما ذكر انتماء مأدبا إلى المقاطعة العربية في الوثائق الجغرافية,، من العهد الروماني والبيزنطي ودعيت مدينة الأنباط،  وقد ضربت النقود البرونزية في مأدبا في عهد الأباطرة سبتيموس سيفيريوس وكاراكلا وجيتا وإسكندر سيفيروس.

 

مأدبا وجبل نبو

 

كنيسة القديس جرجس في مأدبا

انتشرت المسيحية في المقاطعة العربية منذ القرون الأولى، وقد قتل عدد من أهالي مأدبا في أثناء الاضطهادات التي قام بها ديوكليسيانس في حصن زيزيا.في النصف الأول من القرن الرابع الميلادي، وقد ذكر أن منطقة القريات جنوبي مأدبا كانت قرية مسيحية، وفي أواخر القرن الخامس بنيت كنيسة على منحدرات وادي العفريت الغربية، كما أقيمت كنيسة صغرى شمال الكنيسة الأولى في عهد الأسقف فيداس، وقد خلفه الأسقف قورش أوائل القرن السادس، وقد تم فرش مكان التعميد في كاتدرائية مأدبا بالفسيفساء، ورصفت بالفسيفساء الكنيسة السفلى في دير قايانوس في عيون موسى. وفي منتصف القرن السادس كان إيليا أسقفا على المدينة، وقام بترميم غرفة الرهبان ومكان التعميد في المقام وتزيينه، كما أنجزت فسيفساء أرضية كنيسة القديس جرجس في ضيعة نبو، وتم رصف دير الشماس في عيون موسى بالفسيفساء، وترميم ورصف دير قايانوس. وفي عام 652م قام يوحنا أسقف الأبرشية بإجراء ترميم معماري، وكان أول أعماله بناء الكنيسة الصغرى للقديس ثيودور وتزيينها في فناء كاتدرائية مأدبا، وبنى كنيسة الرسل ورصفها بالفسيفساء في القطاع الجنوبي الشرقي من المدينة، كما تم بناء كنيسة صغرى جديدة ذات حنية ورصفت بالفسيفساء في ضيعة نبو، وتم كذلك بناء كنيسة القديسين لوط وبروكوبيوس، ومن المرجح أن كنيسة الخريطة بنيت في هذه الفترة.

وفي نهاية القرن السادس أصبح الأسقف سرجيوس يدير الأبرشية، وقد واصل أعمال التجديد التي شرع بها يوحنا، وكان من أهم مشروعاته إشادة بازيليكا موسى على جبل نبو، وقام ببناء كنيسة العذراء، وكنيسة النبي إيليا، وكنيسة الأسود، كما تم كشف النقاب عن كنيسة القديس وائل عام 1990م، التي ترجع إلى عهد الأسقف سرجيوس عام 586م. وتم اكتشاف كنيستين مبنيتين داخل السور الشرقي للقلعة: كنيسة الشمال (كنيسة النهر) وكنيسة الجنوب (كنيسة النخلة)، وللكنيستين مجاز مشترك، ويعود تاريخ هاتين الكنيستين إلى نهاية القرن السادس الميلادي.  وفي عام 603م تولى الأسقف ليونسيوس إدارة الدير، وقام بإكمال ما شرع به سرجيوس، إضافة لبناء عدد من الكنائس، خلفه ثيودورس، حيث تمَّ رصف كنيسة ضيعة مكاور في عهده بالفسيفساء.

خريطة فسيفسائية وجدت في مأدبا عام 1897 وكانت قد أنجزت في القرن السادس عشر. أبعادها 15 × 5م، وتمثل مناطق فلسطين ولبنان والأردن وسيناء ودلتا النيل. وقد حددت الأماكن باللغة القبطية، وتشغل القدس مركز الخريطة (مركز العالم).

في عام 622م، تولى ثيوفانس شؤون الجماعة المسيحية في أبرشية مأدبا، حيث قام بترميم الفسيفساء في كنيسة العذراء. وفي عام 756م تولى الأسقف أيوب تزيين كنيسة القديس إسطفانس في أم الرصاص، ثم رممت هذه الكنيسة عام 785م أيام الأسقف سرجيوس الثاني في أوائل العهد العباسي. وقد نالت حرب الأيقونات Iconoclasm بعضاً من الرسوم الفسيفسائية في كنائس مأدبا، مثل كنيسة الخريطة والكاتدرائية والخضر وغيرها، وقد قامت الجماعات المسيحية بترميم بعض ما تم تدميره، حيث تشير الكتابات في فسيفساء كنيسة القديس إسطفانس إلى عام 785م، كنقطة مهمة لتاريخ ما دمر وما رمم من فسيفساء الكنائس في مدن الأبرشية. وقد دلت الحفريات الأثرية على أن المنطقة بقيت مأهولة بالسكان في العصور التالية، حيث عثر على فخار ونقود، وكذلك نقشين باللغة العربية من القرن التاسع والعاشر، كما عثر على نقد يعود إلى الملك الكامل ناصر الدين 1218- 1238م، وكذلك فخار يعود إلى العصر المملوكي، وتم الكشف عن مسجد يعود إلى العصر المملوكي بني على أنقاض كنيسة عند مدخل ضيعة خطابية، ويتكون المسجد من سقف مقام على أربعة أعمدة، والباب في الجدار الشمالي، والمحراب في الجدار الجنوبي .

زيدون المحيسن

 مراجع للاستزادة:

ـ ميشيل بيشريللو، مأدبا كنائس وفسيفساء، ترجمة ميشيل صباح، جورج سابا وأنطون عيسى (الآباء الفرنسيسكان، القدس 1993).

 - L.HARDING, An Early Iron Age Tomb at Madeba (PEFA, VI, 1953).

 - T.J.MILIK, Notes d épigraphie et de topographie jordaniennes (L.A, 1960).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد السابع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 405
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 575
الكل : 31829235
اليوم : 28778

لومونوسف (ميخائيل فاسيليفيتش-)

لومونوسوڤ (ميخائيل ڤاسيلييفتش ـ) (1711ـ 1765)   ميخائيل ڤاسيلييڤتش لومونوسوڤ Mikhail Vasilyevitch Lomonosov عالم موسوعي روسي له مساهمات في العلوم الطبيعية والأدب، وهو من واضعي أسس اللغة الأدبية الروسية المعاصرة وصرفها ونحوها، وداعية إلى نشر الثقافة القومية وتطوير العلوم والاقتصاد، وهو مؤسس جامعة موسكو التي تحمل اليوم اسمه. وُلد في قرية دنيسوڤكا Denisovka الواقعة على نهر دوينا شمال غربي روسيا لأسرة متوسطة الحال، وكان أبوه عاملاً حكومياً وصياد سمك. شب على التقاليد الديمقراطية الروسية الشمالية السابقة لعصر بطرس الأكبر [ر]، حيث كان معظم سكان المنطقة على اتصال بالبحارة والتجار الأجانب، بعيداً عن العزلة التي هيمنت على مناطق روسيا الأخرى في العصور الوسطى.
المزيد »