logo

logo

logo

logo

logo

المسلة

مسله

Obelisk / Stele - Obélisque / Stèle

المسلة

 

المسلة stele E التي وجدت في مدينة كيريغوا في غواتيمالا

المسلة stele لوح حجري من قطعة واحدة نُحتت من كل جهاتها وتحمل على جهة أو أكثر، كتابات أو أشكالاً ذات دلالات معينة. المسلات على أنواع مختلفة ومتعددة فهناك المسلات الجنائزية funerary steles التي وُضعت فوق المقابر واحتوت نصوصاً دينية، والمسلات التدشينية commemorative steles التي اقترنت بتشييد المعابد والقصور والإنشاءات المهمة الأخرى، ثم المسلات النذرية votive steles التي خُصصت لتقديس الآلهة وتكريمها. وتعد المسلات من أهم مصادر دراسة تاريخ الشعوب القديمة وحضارتها. يعود الظهور الأول للمسلات إلى العصر الحجري الحديث، منذ الألف الثامن ق.م تقريباً، كما دلت على ذلك مواقع في سورية (جرف الأحمر) وفي الأناضول (غوبكلي Göbekli) وغيرهما. ثم أصبحت المسلات من الميزات المهمة للحضارات الرافدية والمصرية والميزوأمريكية وغيرها. وقد عُرفت المسلات في بلاد الرافدين منذ الألف الثالث ق.م، ثم شاع استخدامها على نطاق واسع في الألفين الثاني والأول ق.م، وقد حملت نصوصاً وأشكالاً مدنية ودينية، ووُضعت بناء على رغبة الملك أو الكاهن في القصور أو المعابد أو الساحات العامة لتكون على مرأى من كل الناس. يعد نُصب العقبان أحد أكبر المسلات السومرية الذي يُظهر بالصورة انتصار مملكة لغش على مملكة أوما في منتصف الألف الثالث ق.م. وقد أكثر الحكام الآكاديون من تشييد المسلات التي جسدت انتصاراتهم في مختلف الأرجاء، كنُصب نارام سين الذي نُحت عليه الملك الآكادي، وهو يقتحم الأعالي فوق جثث الأعداء، يحميه ويباركه إله الشمس ويتوجه حاكماً لجهات الأرض الأربع. وتعد مسلة حمورابي الأكثر شهرة وأهمية بين كل المسلات الرافدية والعالمية، وقد أظهرت هذه المسلة ـ التي بلغ طولها 2.25م، المنحوتة من حجر الديوريت الأسود ـ في قسمها الأعلى صورة حمورابي واقفاً أمام الرب شمش الجالس على كرسيه وبيده الخاتم والعصا رمزا الحكمة والسلطة. وتحت الصورة نُقشت نصوص شريعة حمورابي التي تعد أهم نص مسماري وأطوله في بلاد الرافدين. كما عُرفت في العصر الكاشي، بين القرنين السادس عشر والثاني عشر ق.م، أنواع خاصة من المسلات المسماة كودورو Kudurru التي حملت الصور والكتابات المتعلقة بحدود الأراضي وبيعها وشرائها، فعدّت أحجار مساحة. وهناك النُصب المسماة بيتيل Bétyle، وهي مختلفة عن المسلات المعروفة؛ لأنها لا تحمل أي أشكال أو كتابة وإنما هي أحجار منحوتة، تشير إلى آلهة، نُصبت خاصة في المعابد الكنعانية. استمر نحت المسلات في العصور الآشورية والآرامية والكلاسيكية اللاحقة في مختلف أجزاء المشرق العربي القديم. وتعد المسلات من أهم ميزات الحضارة المصرية القديمة؛ وقد أُطلق عليها اسم الأوبليسك Obélisques، وهي قطعة حجرية واحدة متطاولة، تنتهي برأس هرمي غالباً ما طُلي بالذهب أو الإلكتروم. ظهرت هذه المسلات منذ عهد المملكة القديمة، ثم ازدادت انتشاراً في عصر المملكة الوسطى، وبلغت ذروة الانتشار في عصر المملكة الحديثة، وقد نُحتت، خاصة، من حجر الغرانيت الوردي المعروفة مقالعه من منطقة أسوان جنوبي مصر. وُضعت الأوبليسك على مداخل المعابد بشكل ثنائي متناظر لتدل خاصة على تقابل إلهي الشمس والقمر. كما صوَّرت آلهة الفراعنة؛ آتون وآمون ورع والفراعنة مثل أمنحوتب وتحوتمس ورمسيس وعائلاتهم. حملت المسلات المصرية كتابات هيروغليفية عالجت موضوعات دينية ودنيوية، كبناء المنشآت المهمة من معابد وقصور؛ وتخليد المعارك والأحداث الكبيرة، وقد بلغت الأوبليسك المصرية أحجاماً كبيرة جداً، أضخمها تلك التي وُجدت في أسوان وبلغ وزنها نحو 1200 طن وطولها 42م، مع أنها لم تنجز كاملاًَ بسبب وجود تشققات في الحجر منعت من استكمالها. وتعد مسلة تحوتمس الثالث (القرن الخامس عشر ق.م) - الموجودة حالياً في ساحة سان جيوفاني إن لاتيرانو San Giovanni in Laterano في روما حيث نقلها قسطنطين الكبير - أكبر مسلة معروفة حتى اليوم، إذ بلغ وزنها 455 طناً وطولها 32.18 متراً. كما نُقلت مسلات مصرية عديدة إلى مختلف البلدان، أكثرها إلى إيطاليا في مدن روما وفلورنسا ونابولي، وإلى لندن. وهناك مسلة رمسيس، من القرن 13 ق.م، التي أعطاها محمد علي للفرنسيين ونُقلت من الأقصر ونُصبت في ساحة الكونكورد في باريس. إضافة إلى مسلات أخرى لازالت في القاهرة والكرنك وأسوان. وقد عرفت الحضارات الميزوأمريكية المسلات أيضاً، والتي بلغت أوسع انتشار لها في حضارة المايا Maya. وقد وُضعت هذه المسلات في المعابد خاصة، وظُن في البداية أنها تتضمن معلومات دينية - ميثولوجية وفلكية فقط، ثم تبين بعد أن قُرئت الكتابات التي نُقشت عليها أنها سجلات تاريخية وسياسية مهمة، فقد حملت قوائم بأسماء السلالات الحاكمة والمتوارثة للسلطة، كما أنها دونت الأحداث الكبيرة والنـزاعات والحروب التي حصلت بين مختلف المدن الميزوأمريكية كالمسلة stele E التي وُجدت في مدينة كيريغوا Quirigua في غواتيمالا، وهي أكبر مسلة معروفة في أمريكا اللاتينية إذ بلغ طولها 11م، وتروي أخبار الحرب التي حصلت بين هذه المدينة ومدينة كوبان Copan في هندوراس، وتعد هذه النُصب دليلاً مهماً على النـزاعات والحروب التي حصلت بين مختلف مدن أمريكا الوسطى، وخاصة في العصر الكلاسيكي بين القرن الثالث والثامن الميلادي.

سلطان محيسن

 

 مراجع للاستزادة:

 

- J. OATES, Babylon, revised edition (Thames and Hudson, London 1980).

- M. DAMIANO- APPIA, L’Égypte (Gründ, Paris 1999).

- T. D. PRICE and G.M. FEINMAN, The Images of the Past (California, USA).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
المجلد: المجلد الثامن عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 598
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1082
الكل : 40524239
اليوم : 54054

الكريكت

الكريكت   الكريكت cricket رياضة الإنكليز المحببة، ولها عشاقها في أستراليا ودول شرقي آسيا مثل اليابان والهند والباكستان. عرفت في فرنسا أولاً عام 1478، ثم في إنكلترا عام 1493 وأُسس فيها أول نادٍ للكريكت عام 1666، وبدأ التنافس بها عام 1719، ووضعت قواعدها الأولى عام 1744. ثم انتشرت في كثير من دول العالم، ولها بطولاتها الداخلية والخارجية.
المزيد »