logo

logo

logo

logo

logo

النمل

نمل

Ants - Fourmis

النمل

 

النمل ants مجموعة من الحشرات تنتمي إلى فوق فصيلة النمليات Formicoidea  ورتبة غشائيات الأجنحة Hymenoptera التي تضم أيضاً النحل والزنابير.

يُعدّ النمل - كما في غالبية أفراد الرتبة - ثاني أكبر الجماعات الحشرية من حيث تطور السلوك الاجتماعي. فجميع أنواع النمل بلا استثناء اجتماعية بطبعها، وتدوم مستعمراتها سنة بعد أخرى.

هناك العديد من أنواع النمل المختلفة، تفوق في عددها أنواع الحشرات الاجتماعية مجتمعة، باستثناء النمل الأبيض [ر: الأرَضَة] من رتبة متساويات الأجنحة. وتنتشر أنواع النمل في أنحاء المعمورة كافة، من القطبين إلى خط الاستواء.

وصفها

يمتاز النمل بتَحَوُّرٍ في القطعة البطنية الأولى التي تضيق، مكونة خصراً propodium واضحاً، وتستدق القطعة البطنية الثانية مشكلة سويقة petiole تربط الخصر بالصدر. وينتهي الخصر عادة بجزء كروي، كما يحمل على سطحه العلوي سناماً. وهذا الترتيب لا يوجد في أي من الحشرات الأخرى التي يكون فيها البطن ذا خصر مثل أنواع الزنابير. الرأس حر الحركة، والعيون المركبة كبيرة، والبسيطة ثلاث عيون تقع في مقدمة الرأس، وقرون الاستشعار مرفقية، وأجزاء الفم ذات فكوك علوية (فقيمات) mandibles تستخدم للقطع أو المضغ كما تستعمل للنقل والحفر والحمل أو القبض على الفريسة. أما الفكوك  maxillae السفلية (الفكوك) فتستعمل لارتشاف السوائل؛ إذ يقوم النمل بتفتيت الغذاء وتحطيمه بفكوكه العلوية القوية واستخلاص عصارته. ولا يتغذى النمل أبداً بأغذية صلبة بل يقوم بتحويلها بعد استخلاص عصارتها إلى فتات كروية تُرمَى خارج مستعمراتها. والصدر الأوسط متضخم متداخل مع الصدر الأول والأخير والقطع الأولى من البطن، والأرجل طويلة مستدقة، والأجنحة - إن وجدت - شفافة قليلة العروق، وهي لا توجد إلا عند الذكور والإناث الخصبة (الملكات) التي تكون أكبر حجماً من الذكور. أما بقية أفراد المستعمرة فتسمى الشغالات (العاملات)، وهي إناث غير مجنحَة وعقيمة. وقد تتمايز بعض الشغالات حجماً، مشكلة الجنود التي تدافع عن المستعمرة.

يرقات النمل رخوة تبقى عديمة الأرجل لأن لها مدلول خاص في علم الحيوان، تشبه يرقات النحل، وتوجد العذارى حرة ضمن شرانق حريرية رهيفة.

حياة النمل الاجتماعية

الشكل (1) عش نمل الخشب Formica rufa والملكة والذكر ومراحل تطوره

النمل أساساً من الحشرات الأرضية، يعيش تحت سطح التربة، ولو أن بعضه يقوم بتجميع ذرات التراب وبناء أكَمات صغيرة أو كبيرة تشاهد فوق سطح الأرض. كما أن بعضه الآخر يفضل المعيشة في أنفاق تُصنَع من الخشب مثل نمل الخشب (الشكل 1). ولا يبني النمل - كما هي الحال في النحل - أقراصاً للعسل، فهو يخزن طعامه وطعام صغاره في حجرات خاصة.

وتتكون مستعمرات النمل من دهاليز وأنفاق تمتد أحياناً عدة أمتار تحت سطح الأرض، وينتهي بعضها بحجرات تستعمل للحضانة أو لتخزين الطعام أو تستعمل لأغراض أخرى. وقد تسببت معيشته تحت الأرض أو ضمن الأنفاق في استغنائه عن الأجنحة بصورة كبيرة لعدم الحاجة إليها في هذه الظروف. وقد عَوَّض النمل عن فقدان أجنحته بأن أصبح أكثر الكائنات الجارية (التي تجري) نشاطاً في الحركة في عالم الحشرات.

وتختلف مستعمرات النمل في عدد أفرادها حسب النوع. ففي بعضها لا يزيد عدد أفراد المستعمرة (الشغّالات) على 12 فرداً، وقد تصل في مستعمرات أنواع أخرى إلى عشرات ومئات الألوف.

تبدأ مستعمرة النمل من الملكة (وهي أنثى خصبة) التي تعود بعد قيامها بطيران التزاوج؛ إذ تقوم الذكور والإناث المجنحة - التي تُشاهد وهي تطير بأعداد هائلة مع نهاية الصيف - بترك مستعمراتها في طيران تزاوجها الذي يحدث في الهواء، والذي كثيراً ما يحدث بين أفراد المستعمرات الأخرى. تسقط الملكة بعد إخصابها على الأرض وتتخلص من أجنحتها، وهي إما أن تعود إلى مسكنها الأصلي لتعيش إلى جانب أمهاتها، ومن ثمّ يكون للمستعمرة عدد غير محدود من الملكات، أو تدخل مستعمرة أخرى غير الأصلية، أو تبني لنفسها مستعمرة جديدة، وعندها تقوم الملكة بحفر فجوة في التربة تغلقها على نفسها وتظل في عزلة حتى تبدأ بوضع البيض. تعيش الملكة وتغذي اليرقات الخارجة من البيض بما تخزنه في جسمها إلى حين تَحَوُّل اليرقات إلى عذارى معطية الحشرة الكاملة.

الشكل (2) النمل الحاصد

الشكل (3) نمل العسل

ينتج من جميع البيض في نهاية الأمر شغالات، وهي نمل عقيم عديم الأجنحة. تقوم الشغالات مباشرة بمهام جمع الغذاء وتوسيع حجم المستعمرة وحضانة أفراد المستعمرة الجديدة والملكة أو الملكات التي تقوم باستمرار - ولفترة طويلة تقارب ثمانية عشر عاماً - بوضع البيض. تضع الملكات في نهاية الصيف بيضاً ينتج منه إما ملكات جديدة أو ذكور خصبة تتميز بأجنحتها النامية. تقوم الذكور والملكات بترك المستعمرة والطيران حيث يتم تلقيح الملكات من قبل الذكور التي تموت، لتعيد الملكات دورة حياتها بإنشاء مستعمرات جديدة أو توسيع مستعمرات قائمة.

تتميز مستعمرات النمل بتطور المعيشة الاجتماعية الشبيهة جداً بالتجمعات السكنية للإنسان. فبعض النمل تستخدم شغَّالاتها لخزن الغذاء، فبطن الشغالات قابل للتمدد بحيث يمكن ملؤه بالأغذية واختزانها. وعندما تحتاج النملة إلى الغذاء تلجأ إلى المخزن لتستعيد الغذاء منه بتقيئه، مثل النمل الحاصد (الشكل 2) ونمل العسل (الشكل 3)، إلى جانب قيام أنواع أخرى باستخدام كائنات أخرى مصدراً لغذائها، مثل الأنواع التي تستحلب المن وغيرها من الحشرات.

وتقوم أنواع أخرى بمعيشة اجتماعية أعقد وأكثر تنظيماً، كالنمل القاطع للأوراق الذي يقوم باستخدام أجزاء الأوراق المجموعة لتنمية مستعمرات من الفطر تستخدم مصدراً لغذائه. كما تقوم أنواع أخرى باستعباد أنواع أخرى من النمل واستغلالها لتقوم بالعناية بالمستعمرة. ولا يخفى تغذي بعض أنواعها على الحيوانات، حية أو ميتة، أو التغذي بالثمار أو حبوب اللقاح أو بجذور النباتات التي تتقاطع مع أعشاشها.

تنوعها

من أهم فصائل النمل فصيلة البونوريدات Ponoridae الذي تبني مساكنها في جذوع أشجار مقطوعة أو في التربة أو تحت الحجارة أو الصخور، وهي تتغذى باللحم. وفصيلة الميرميسيات Myrmicidae وأنواعها شائعة تمتاز بخصرها الذي يتكون من قطعتين، ومن أشهرها النملة الفرعونية الشائعة في معظم أرجاء المعمورة. ومن أكبر فصائل النمل فصيلة النمليات Formicidae واسعة الانتشار، ويعيش معظم أنواعها في تجاويف في الخشب، كما تبني الروابي الترابية والتي ترى في الحقول والغابات وعلى مفارق الطرق وفي الحدائق والشوارع تحت الأرصفة وقواعد الجداول.

أهميتها الاقتصادية

تُعدّ بعض أنواع النمل آفة من الآفات المنزلية والزراعية. فقد تهاجم المطابخ والمطاعم ومستودعات الأغذية بأعداد كبيرة بحثاً عن الطعام. كما تقوم بعض الأنواع بالتدخل في عمليات مكافحة بعض الآفات مثل المن والحشرات القشرية؛ إذ تقوم بحمايتها من تدخل المفترسات والمتطفلات، كما يقوم بعضها بنقل المن من عائل إلى آخر للحفاظ على حياته.

ويضم النمل العديد من الأنواع التي تأكل النباتات مثل النمل الحاصد الذي يجمع البذور. كما تتحول بعض الأنواع إلى مفترسات تفترس الحشرات والعناكب حتى الحيوانات الصغيرة.

وأكثر الأنواع إرباكاً وإزعاجاً للإنسان الأنواع التي تهاجم المخازن والمستودعات والمنازل متطفلة على مخازن الأغذية، أو مُلحِقةً أضراراً بالأقمشة والأخشاب. ويقوم بعض النمل إذا ما أُزعِج بِعَضِّ أرجل الأطفال والكبار بشراسة، كما يفرز بعض الروائح المنفرة والمميزة مانحاً للأطعمة فيكسبها رائحة خاصة غير مرغوبة، مما يضطر إلى القيام بعمليات مكافحتها باستخدام المبيدات الحشرية. ولا يُنسى وقوع النمل فريسة لأعداد كبيرة من الحيوانات مثل طائر نقار الخشب والزواحف والحشرات والحيوانات آكلة النمل.

أحمد زياد الأحمدي

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

الحشرات ـ مفصليات الأرجل.

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ أحمد زياد الأحمدي، وجيه قسيس، مقدمة في دراسة الحشرات، مورفولوجيا وتصنيف (مطبوعات جامعة دمشق، 1987)

ـ هاول ف. ديلي، جون ت. دوين وبول ر. إهرليتش، مقدمة في بيولوجيا الحشرات وتنوعها (مترجم) (ماكروهيل للنشر، نيويورك 1983)

- HERBERT H. ROSS,. A Textbook of Entomology. (John Wiley & Sons. Inc., New York. 1965).

- D.J. BORRER & D.M.DeLong, An Introduction to the Study of Insects.(Rinehart & Co., New York, 1954).


التصنيف : علم الحياة( الحيوان و النبات)
النوع : علوم
المجلد: المجلد الواحد والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 61
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1779
الكل : 52859923
اليوم : 114211

العيب التعديني

العيب التعديني   العيب التعديني default in metallurgy هو عطل في المعدن يؤدي إلى ظهور فوارق كبيرة بين سلوكية البنية المعدنية المثالية وخواصها والبنية الحقيقية. لمحة تاريخية في البداية لم يكن هناك تفسير يوضح الاختلاف الكبير بين القيم النظرية لخواص المواد المبنية على أساس البنية المثالية للبلورات المعدنية ونتائج الواقع العملي. وتبلور المعادن يعني أن الذرات تتوضع بشكل هندسي منتظم أطلق عليه اسم الهيكل الشبكي، وتتكون البلورة المعدنية من عدد كبير من الهياكل الشبكية. وبعد استخدام الأشعة السينية تمكن الباحثون من رصد البنية الداخلية للمعادن وإثبات وجود عيوب معدنية بدءاً من العيوب النقطية المتمثلة بالتوضع الخاطئ لبعض الذرات المكونة للهيكل الشبكي للبلورة، إلى العيوب الخطية المتمثلة بالانخلاعات dislocations، والعيوب السطحية مثل الحدود بين البلورات. وقد بينت دراسات  استخلاص البلورة المثالية مخبرياً والخالية من العيوب أن قيم خواصها الميكانيكية  قريبة من القيم النظرية.
المزيد »