logo

logo

logo

logo

logo

المياه المعدنية

مياه معدنيه

Mineral water - Eau minérale

المياه المعدنية

 

المياه المعدنية mineral water هي مياه الينابيع التي تحتوي على نسب من المعادن والأملاح والغازات المنحلة الموجودة طبيعياً أو التي أُضيفت بطرائق صنعية.

لمحة تاريخية:

عرف المصريون القدماء واليونان والرومان الأهمية الاستشفائية للمياه المعدنية، وعدت ينابيع المياه المعدنية وحماماتها الحارة أحد أهم وسائل الاستشفاء من مجموعة من الأمراض السائدة آنذاك. برزت أهمية عدد من المواقع الأثرية في مصر، مثل حلوان والفيوم وجنوب سيناء وسفاجا؛ لما تحتويه هذه الأماكن من ينابيع لمياه معدنية ورمال وكثبان قادرة على علاج العديد من الأمراض وشفائها.

وفي مدينة طبرية المحتلة توجد ينابيع المياه المعدنية والحمامات الكبريتية على أنقاض أبنية الرومان ثم العرب، فمنها بركة الحمام الكبير التي بنيت في عهد الجزّار والي عكا سنة 1830م، كذلك فيها عيون مالحة وحارة، وقد قيل: «من اغتسل بمائها الحار ثلاثة أيام، ثم اغتسل بماء بارد وكان به علّة؛ شفي بإذن الله». و في قرية الحسينية اثنتا عشرة عيناً يخرج الماء منها، وتختلف في خواصها العلاجية. وقد أنشأ الكنعانيون مدينة «حجّات» عند الحمامات، ومعناها الينابيع الحارة. ويقال: إن هذه الحمامات من عجائب الدنيا.

اتسع استخدام المياه المعدنية مصدراً للشرب مع احتفاظ بعض منها بفعله الاستشفائي، الذي لم يخل بالطبع من المفارقات والمبالغات.

تصنيفها وتركيبها الكيمياوي واستخدامها:

تمتاز المياه المعدنية باحتوائها على نسبة عالية من العناصر المعدنية المذابة وتركيبها الثابت نسبياً، وهي تتكون بطريقة طبيعية في مخازن مائية خاصة. وهي أكثر صحة لجسم الإنسان مقارنة بمياه الشرب العادية بسبب احتوائها تقريباً على عدد من العناصر المعدنية (الأيونات) والعناصر الضرورية للجسم؛ والتي تتغير كمياتها من بئر إلى آخر.

تصنف المياه المعدنية تبعاً لمعايير عدة، فحسب التركيب الكيميائي ونسب العناصر، مثل الكلسيوم والمغنزيوم والكبريت يمكن تصنيف المياه المعدنية بما يأتي:

1ـ مياه الكلسيوم: وهي التي يحتوي كل لتر منها على 140مغ/ل من مادة الكلسيوم، ولها دور مهم في بناء الجسم.

2ـ مياه المغنزيوم magnesium water: وهي المياه المعدنية التي يحتوي كل لتر منها على 12مغ/ل من مادة المغنزيوم المركّب مع الليثيوم lithium والزنك zinc الذي يحمي الجسم، ويقوي الجهاز المناعي، ويسيطر على ضغط الدم.

3.ـ المياه الكبريتية sulfated water: وهي المياه المعدنية الغنية بالكبريت التي تساعد على علاج بعض الأمراض كروماتيزم المفاصل والأمراض الجلدية وغيرها.

تصنف المياه المعدنية تبعاً للعناصر المنحلة فيها كما يأتي:

 مجموعة مياه الكلور ومجموعة مياه الكبريت، ومجموعة مياه الكربون ومجموعة مياه الكبريتيت، ومجموعة المياه الكبريتية الكلورية والكلورية الكربونية؛ وذلك تبعاً لتصنيف جامعة كانسَس Kansas الأمريكية.

أظهرت الدراسات التي أجريت على تحليل التراكيب الكيمياوية للمياه المعدنية (مياه العيون ومياه الآبار) في عدّة بلدان أن نسبة العناصر تختلف من موقع إلى آخر، وأن تحليل المياه في أي موقع يجب أن تتطابق نتائجه مع المواصفات العامة للتراكيب الكيميائية للمياه المعدنية التي تحتوي عناصر الفلور والبوتاسيوم والمغنزيوم والكلسيوم والصوديوم والبيكربونات والسلفات والحديد والسيليكا والكلوريد والنترات، ويجب ألا تقل نسبة مجموع العناصر TDS عن 260 مغ/ل وأن تراوح قيمة الـ pH بين 7.4 ـ 7.8، إضافة إلى وجود عناصر معدنية أخرى مهمة يمكن أن توجد، ويفضل ألا تزيد على القيم الآتية: الزنك أقل من 0.1 مغ/ل، والنيكل أقل من 0.01 مغ/ل، والألمنيوم أقل من 0.14 مغ/ل. ومن المعلوم أن تركيب المياه المعدنية وثباتها يتغير تغيراً طفيفاً عبر الزمن وفي فترات طويلة.

أماكن توافرها في الوطن العربي والعالم:

تتوزع المياه المعدنية في مناطق كثيرة من العالم، ويتم استثمارها تجاريّاً وصحيّاً وسياحيّاً. وقد انتشر استخدامها مياهاً للشرب في الآونة الأخيرة على نحو ملحوظ، وكان لانتشار العيون المعدنية والكبريتية أهمية خاصة في انتشار السياحة الاستشفائية. ففي سورية توجد حمامات الشيخ عيسى في قرية حمامة في محافظة إدلب؛ وحمامات «أبو رباح» في محافظة حمص؛ وبئر اليادودة في مدينة درعا؛ وفي تدمر نبع افقاء الأثري الغني بالمغنزيوم والكبريت والبوتاسيوم والكلسيوم والزنك والنيكل؛ إضافة إلى ينابيع كبريتية متفرقة في البادية السورية.

وفي فلسطين المحتلة جنوب مدينة طبرية تنتشر الينابيع الكبريتية في قرى لوبية وسمخ والعدسية والحمة وحطين ومجدل الشجرة والحسينية. وفي مصر تنتشر مئات العيون والآبار الطبيعية ذات المياه المعدنية والكبريتية التي تختلف في العمق والسعة ودرجة الحرارة؛ والتي تحوي نسبة أعلى من عنصر الكبريت مقارنة بالآبار المنتشرة في شتى أنحاء العالم؛ إضافة إلى عدة أملاح معدنية وبعض المعادن ذات القيمة العلاجية، مثل كربونات الصوديوم ونسب متفاوتة من بعض العناصر الفلزية كالمغنزيوم والحديد، مثل حمّام فرعون الذي يبعد عن نفق الشهيد أحمد حمدي نحو 110كم؛ ويتكون من خمسة عشر ينبوعاً تتدفق منها المياه الساخنة من داخل مغارة بالجبل الموجود على شاطئ البحر الأحمر، وتراوح درجة حرارتها بين 55ـ 75 درجة مئوية، وأثبتت التحاليل إمكانية استخدامها في الاستشفاء من الأمراض الصدرية والجلدية وبعض أمراض العيون، وكذلك حمّام موسى الذي يوجد بمدينة طور سيناء؛ والذي تتدفق مياهه من خمسة ينابيع تصب في حوض خاص، وتفيد مياهه الكبريتية التي تقرب درجة حرارتها من73ْم في شفاء العديد من الأمراض الروماتيزمية والجلدية.

أنواع المياه المعدنية المصنعة والطبيعية

تقسم المياه المعبأة تبعاً للمصدر إلى ثلاثة أنواع؛ وهي:

ـ المياه المعدنية الطبيعية: التي يكون مصدرها باطن الأرض.

ـ مياه العيون: التي يكون مصدرها ينبوعاً واحداً محدداً، وتعبأ في مكان المصدر نفسه.

ـ مياه المائدة: هي مياه معبأة ذات مصدر غير محدد كما في النوعين السابقين، فقد تكون من مصادر متعددة من باطن الأرض أو من مصادر سطحية، وفي هذا النوع لا تتم التعبئة عند المصدر؛ ولكن تنقل بخزانات إلى مكان التعبئة، وتتم معالجتها تبعاً للمواصفة القياسية العالمية.

وضمن ذلك يميز نوعان من المياه المعدنية: منها التي تكون خالية من الغازات؛ ومنها الغازية.

هذا وقد ظهرت مؤخراً أنواع من المياه المعدنية عرفت باسم المياه ذات العناصر المضافة؛ والتي تحوي معادن إضافية بنسب عالية يمكن أن تكون ضرورية للجسم.

استهلاك المياه المعدنية المعبأة وتوصيات منظمة الصحة العالمية:

 

المكوِّن

المحتوى  (مغ / ل)

العنصر

المحتوى (مغ / ل)

الزرنيخ

0.01

رصاص

0.01

الباريوم

0.7

السيانيد

0.07

البور

5

الزئبق

0.001

الكادميوم

0.003

منغنيز

0.5

الكروم

0.05

نيكل

0.02

النحاس

2

الفلور

1-2

النترات

50

سيلينيوم

0.01

 

الجدول (1) الحدود الدنيا من العناصر المعدنية في المياه المعدنية حسب الدليل ((CODEX STAN 108

 

تتم مراقبة المياه المعدنية المعبأة على نحو جيد تبعاً للمواصفات الموضوعة من قبل منظمة الصحة العالمية والهيئات المعنية في بلد الإنتاج حيث تراقب المياه المعدنية بدقة أكبر مما تتعرض له مياه الشرب العادية خاصة العناصر التي يكون لها آثار صحية ضارة في حال زيادة نسبتها عن الحدود المسموح بها.

وقد تم وضع دليل لمياه الشرب من قبل منظمة الصحة العالمية الذي يعدّ القاعدة الأساسية لتقويم نوعية المياه المعبأة، كما تم إنجاز الدليل القياسي لمواصفات المياه المعدنية وتعديلاته من قبل لجنة الدليل الغذائي Codex Alimentarius Commission (CAC) وموافقة منظمة الصحة العالمية، والذي يتضمن توصيف المياه المعدنية من الناحية الكيمياوية وتحديد الحدود الدنيا للعناصر المعدنية المسموح بها كما هو موضح في الجدول (1).

وقد تضمن الدليل القياسي لمواصفات المياه المعدنية أيضاً المواصفات الميكروبيولوجية المثالية للمياه المعدنية و التحاليل الضرورية لذلك خاصة فيما يتعلق بالأشريكية القولونية E.coli والعقديات streptococci والزائفة Pseudomonas. كما تضمن توصيات خاصة بالإعلان عن التركيب الكيميائي للماء على العبوة بهدف ضبط جودة المنتج.

عبدالله يعقوب، بشار إبراهيم

الموضوعات ذات الصلة: 

 

المياه (معالجة ـ) ـ المياه الجوفية ـ النبع.

 

 مراجع للاستزادة:

 

- General Standard for Bottled/Packaged Drinking Waters (Other Than Natural Mineral Waters, CODEX 2001).

- Codex Standard for Natural Mineral Waters (CODEX Stan 108-1981, rev. 1-1997).


التصنيف : الهندسة
المجلد: المجلد العشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 172
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 505
الكل : 31683379
اليوم : 37961

تايلور (فريدريك-)

تايلور (فريدريك ـ) (1856 ـ 1915)   تايلور، فريدريك وينسلو Frederick Winslow Taylor مهندس ومخترع أمريكي، خبير في تحسين فعالية العمل، اشتهر بأنه أبو الإدارة العلمية. كان لنظامه في الإدارة العلمية الصناعية تأثيره الكبير في تنمية جميع البلدان التي دخلتها الصناعة العصرية. في الخامسة والعشرين من عمره أدخل دراسة الزمن في شركة «ميد فال ستيل كومباني» التي ارتقى فيها من عامل يدوي عادي إلى كبير المهندسين.
المزيد »