logo

logo

logo

logo

logo

المملكة المتحدة (السينما في-)

مملكه متحده (سينما في)

United Kingdom - Royaume-Uni

المملكة المتحدة (السينما في ـ)

 

جرى أول عرض جماهيري لفيلم سينمائي إنكليزي في 26 آذار/مارس عام 1896 بإحدى صالات لندن. وكان صانع هذا الفيلم روبرت ويليام بول R.W.Paul الذي نجح في تصميم آلة تصوير سينمائية في الوقت نفسه مع الإخوة لوميير[ر] Lumière. وقد صور بها أفلاماً وثائقية وروائية عدة. وفي سنة 1899 بنى بول «استوديو» سينمائياً خاصاً به، وأخرج فيه فيلميه المهمين «آخر أيام بومبي» The Last Days of Pompei، و«رحلة نحو القطب الشمالي» Voyage of the Arctic. وفي سنة 1900 حقق بول فيلماً استعمل فيه أول مرة الكاميرا المتحركة لتصوير الحركة الدرامية، فهو يوهم المشاهد بأنه موجود في سيارة تسير بأقصى سرعة متجنبة بصعوبة في أثناء سيرها الحوادث والصدامات. ولكن التصوير في الهواء الطلق استعمل بصورة أكثر نضجاً من قبل جيمس ويليامسون J.Williamson وج. أ. سميث G.A.Smith، وقد حقق الأخير فيلمين ضمن هذا الإطار هما «نظارات الجدة» Grandma’s Reading Glass، و«ما نراه في التلسكوب» As Seen Through a Telescope. لقد عبَّدت إنجازات بول وسميث الطريق لنوع فني سينمائي حظي بشعبية كبرى هو أفلام المطاردات والمغامرات.

وبدءاً من عام 1911 تعاظم الاتجاه نحو أفلمة الأعمال الأدبية، ولاسيما مسرحيات شكسبير. كذلك تم التوجه إلى الأفلام الوثائقية والعلمية المبسطة، وقد برز في هذا المجال فيلم المخرج هربرت بونتينغ H.Ponting «رحلة روبرت سكوت إلى القطب الشمالي».

كانت المملكة المتحدة حتى عام 1914 تملك أفضل شبكة دور عرض في أوربا (نحو أربعة آلاف دار عرض)، ولكن معظم الأفلام المعروضة كانت من إنتاج أجنبي. وفي الحرب العالمية الأولى تقلص الإنتاج المحلي، حتى يمكن القول إنه توقف تماماً عام 1926. إلا أنه صدر قانون في عام 1927 يجبر الصالات على عرض نسبة معينة من الأفلام المنتجة وطنياً. وبنتيجة هذا القانون تم في عام 1929 إنتاج 129 فيلماً. وفي العام ذاته تم إنتاج أول فيلم إنكليزي ناطق هو «ابتزاز» Blackmail للمخرج ألفريد هيتشكوك [ر] A.Hitchcock.

في أواخر العشرينيات وبداية الثلاثينيات عرفت البلدان الأوربية والأمريكية أزمة اقتصادية طاحنة لم تعرفها المملكة المتحدة، وقد ساعدها هذا على النهوض بالإنتاج السينمائي حيث بلغ عدد الأفلام المنتجة في الثلاثينيات بين 150 إلى 200 فيلم في العام. ولكن في الوقت نفسه لوحظ انصراف السينما الإنكليزية التجارية إلى عوالم متخيلة، بعيدة الصلة بالواقع؛ مما أدى إلى تقوية الأساليب والأجناس الفنية الذهنية.

كان أغلب الأفلام الإنكليزية الناطقة الأولى تجسيداً لأعمال مسرحية رائجة. ففي عام 1932 خرج إلى النور فيلم المخرج ألكساندر كوردا A.Korda «الحياة الخاصة لهنري الثامن» الذي عد دفعاً جديداً للسينما الإنكليزية، وذلك بسبب ربطه ما بين الواقع المعيش والموضوعات التاريخية، هذا إضافة إلى السوية الحرفية العالية التي تميز بها كل عنصر من عناصره الفنية. وقد فتح هذا الفيلم - بعد النجاح الجماهيري الكبير الذي حققه خارج المملكة المتحدة - آفاقاً واسعة لتصدير الفيلم الإنكليزي إلى الخارج.

وكان من المهم لفترة الثلاثينيات أيضاً نشاط شركة «غومون بريتيش» Gaumont British التي أنتجت لهيتشكوك أفضل أفلامه في مرحلة ما قبل الحرب العالمية الثانية مثل «الرجل الذي عرف أكثر من اللازم» (1934) و«39 خطوة» (1935) و«اختفاء امرأة» The Lady Vanishes ت(1938).

مع نهاية الثلاثينيات عرفت السينما الإنكليزية نوعاً من التراجع. فاللغة الواحدة وغياب الحواجز الثقافية جعلا من الصعب على السينما الإنكليزية منافسة السينما الأمريكية التي كانت تتمتع بقدرات اقتصادية وتنظيمية هائلة.

في أعوام الحرب العالمية الثانية طغى على المشهد السينمائي الإنكليزي إنتاج الأفلام الوثائقية والروائية التي تتخذ من الحرب موضوعاً لها. فقد قام المليونير أ. رانك A.Rank قبيل الحرب بتأسيس الشركة التي حملت اسمه، واشترت كثيراً من «الاستوديوهات» ودور العرض، وقد تعاظم نشاط هذه الشركة بعد الحرب. وفي منتصف الخمسينيات حتى بداية الستينيات برز في الأدب والمسرح تيار (الشباب الغاضبين) الرافضين للقيم الاجتماعية السائدة، وقد قدمت السينما أفلاماً مهمة عدة مأخوذة عن نصوص لهؤلاء الشباب. ولكن منذ منتصف الستينيات اتجه الإنتاج السينمائي في المملكة المتحدة إلى التعاون مع المنتجين الأمريكيين، حيث كان ثلاثة أرباع الإنتاج السينمائي الإنكليزي في عام 1967 ممولاً من الخارج. ولكن في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات توقفت التمويلات الأمريكية عن التدفق إلى السوق السينمائية الإنكليزية، وذلك بسبب ازدهار السوق الداخلية في أمريكا. وهكذا دخلت السينما الإنكليزية في أزمة دورية جديدة حاولت أن تحلها عن طريق إنتاج أفلام تجارية بحتة احتلت أفلام الرعب حيزاً كبيراً منها. ومع ذلك فقد أدى نقص التمويل إلى ولادة تيار سينمائي يعتمد على تصوير الواقع بأسلوب تسجيلي، وقد قدَّم أفلاماً مهمة مثل: «حياة عائلية» (1972) للمخرج كين لوتش K.Loach، و«الدرب الخاص» (1972) للمخرج بارني بلاتس - ميلز  B.Platts-Mills، و«أشقاء وشقيقات» (1981) لـ ريتشارد وولي R.Woolley.

في بداية الثمانينيات تعمقت أزمة السينما في المملكة المتحدة، وتوقفت شركة رانك وبعض الشركات الأخرى عن الإنتاج؛ مما أدى إلى العودة إلى الإنتاج المشترك مع الممولين الأمريكيين. من الأفلام المهمة التي أنتجت في المملكة المتحدة في الأعوام 1996- 2005: «أسرار وأكاذيب» (1996) لمايك لَي M.Leigh، و«الجنرال» (1998) لجون بورمان J.Boorman، و«المصارع» (2000) لريدلي سكوت R.Scott، و«مقتل ملك» (2003) لمايك باركر M.Barker، و«فندق رواندا» (2004) لتيري جورج T.George، و«مملكة السماء» Kingdom of Heaven ت(2005) لريدلي سكوت.

 

 

محمود عبد الواحد

 

 


التصنيف : الموسيقى والسينما والمسرح
النوع : موسيقى وسينما ومسرح
المجلد: المجلد التاسع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 478
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 559
الكل : 29579616
اليوم : 34532

الاشتراك الجرمي

الاشتراك الجرمي   الاشتراك الجرمي La coparticipation délictuelle هو ارتكاب جريمة[ر. الجريمة] من قبل عدة أشخاص، قد يكون التقاؤهم على مسرحها مجرد مصادفة، أو قد يعقدون بينهم اتفاقاً، بعد مداولة وتقليب رأي، ينطلقون بعدئذ مجتمعين أو متفرقين، إلى ارتكابها. والأصل أن تكون الجريمة من فعل شخص واحد، ذلك أن كل من يقارف جريمة يحرص على أن لا يطلع عليها أحد، خشية افتضاح أمره، فإذا وقع في يد العدالة، نظرت المحكمة المختصة في التهمة والأدلة، فإن قنعت بجرميته عاقبته، وإن لم تقنع بها قضت ببراءته. ويمكن تصنيف حالات تعدد المجرمين في ثلاث زمر: الجرائم العفوية، الاتفاقات الجنائية، الاشتراك الجرمي.
المزيد »