logo

logo

logo

logo

logo

النمليتات

نمليتات

Nummulites - Nummulites

النُمْليتات

 

النُمْليتات Nummulites حيوانات بحرية قاعية كلسية الدرع دقيقة النخاريب من المنخربات[ر] Foraminifera أحادية الخلية صغيرة القّد. كانت تعيش على قيعان البحار القليلة العمق بين 50 - 150م. حُفِظَت قواقعها الكلسية في الصخور الرملية والكلسية التي تعود إلى القسم الأسفل من الحقب الثالث أو ما يُعرف بدور الباليوجين أي ما قبل 57- 24 مليون سنة. ولذلك تُعدّ قواقعها المحفوظة في الصخور من المستحاثات المميّزة لهذا الزمن الجيولوجي حتى إنّه سُمّي بالدور النُمْليتي nummulitique المرادف لدور الباليوجين.

الشكل (1)

الجنس نُمليتِس: إلى اليسار منظر القوقعة تُرى على سطحها شبكة الخيوط، وإلى اليمين مقطع استوائي يوضح المساكن والحواجز والمسكن الأولي الكبير والصفيحة الحلزونية.

سميت النُمْليتات بهذا الاسم اشتقاقاً من الكلمة اللاتينية nummus التي تعني الفََـلْس (وجمعه الفُلوس أي خاتم الجزية) ومن الكلمة اليونانية lithos وتعني الحجر أي الفلوس الحجرية، لذلك تسميها بعض المراجع بالفلسيات.

تنتمي النُمْليتات  إلى فصيلة نُموليتيده Nummulitidae من رتبة المنخربات.  وهي تتضمّن ثلاث فُصيّلات (تحت فصائل) أهمها فُصيّلة نُمليتينه Nummulitinae التي تضم خمسة أجناس أهمها الجنس نُمليتس Nummulites (الشكل 1)، الذي يمثل الجنس النموذجي في فصيلة نُموليتيده ومنه اشتُق اسمها، ظهرت أنواعه في بداية الإيوسين وانقرضت في الأوليغوسين. وكذلك الجنس أسّيلينا Assilina وتُمَيِّز أنواعه رواسب الإيوسين. والجنس أوبركولينا Operculina الذي عُثر على أنواعه في رواسب  الدور الكريتاسي وما زالت بعض أنواعه تعيش في  العصر الحالي إذ توجد حالياً في البحر الأحمر والمحيط الهندي والهادئ.

بنية القوقعة

الشكل (2) رسم تخطيطي لأحد أنواع الجنس نمليتس يظهر فيه جزء من المقطع الاستوائي وجزء أزيلت منه طبقة الجدار الخارجية

تتشكل قوقعة النُمْليتات نتيجة التفاف صفيحة منثنية على هيئة قوس حول محور يخترق أول المساكن المتشكّلة أو المسكن الجنيني (الشكل2). ويكون الالتفاف خفيّاً، أي إنّ الالتفاف الأخير يخفي الالتفافات السابقة جميعها ويغطيها. تشكّل هذه الصفيحة المنثنية جدار القوقعة وتُحَدِّد بين التفافاتها المتعاقبة حيّزاً فارغاً يسمى القناة الحلزونية canal spirale. يتألف جدار القوقعة من طبقة خارجية كلسية مثقّبة وثخينة تشكّل الصفيحة الحلزونية lame spirale (الشكل 2)، تخترقها قنوات دقيقة تتفرّع على نحو غير منتظم. أمّا الطبقة الداخلية فهي كلسية غير مثقّبة وتشكل الهيكل الداخلي endosquelette. تصبح الصفيحة الحلزونية ثخينة  في قمة الصفيحة  المنثنية على شكل قوس أي على محيط الشكل العدسي للجنس نُموليتس لإعطاء ما يُسمى بالحبل الهامشي corde marginale. تنثني الطبقة الداخلية بدءاً من أرضية القناة الحلزونية، وتلتحم على سقف القناة الحلزونية مشكّلة ما يُسمى بالحاجز cloison (الشكل2). ويتم هذا الانثناء على أبعاد متساوية يختلف طولها باختلاف الأنواع. تظهر القناة الحلزونية نتيجة لذلك مقسّمة بحواجز إلى مساكن أو حجرات loges متعاقبة. تختلف درجة ميل الحواجز وكذلك عددها حسب الأنواع المختلفة. يوجد في قاعدة كل حاجز وعلى مستوى تناظر القوقعة فتحة صغيرة مستديرة تتيح الاتصال بين المساكن المتعاقبة. تفقد الحواجز على جانبي مستوى التناظر أشكالَها المنتظمة وتتخذ مسارات متعرّجة تختلف باختلاف الأنواع. يشكل أثر مسارات الحواجز على الصفيحة الحلزونية الخيوط أو الشبكات الحاجزية filets cloisonnaires. وتظهر هذه الخيوط أو الشبكات الحاجزية على سطح القوقعة على هيئة خطوط مشعّة مستقيمة أو ملتوية أومتعرّجة أو شبكية.

تُلاحظ لدى بعض أنواع النُمْليتات تشكيلات كتلية كلسية غير مثقّبة تنطلق من داخل القوقعة نحو السطح الخارجي تدعى الدعائم pilliers. ويختلف طول هذه الدعائم، كما تختلف ثخانتها، وتخترق عدداً مختلفاً من دورات التفاف القوقعة، كما أنّ مظهرها وتوزعها يختلف على سطح القوقعة باختلاف الأنواع. تظهر الدعائم على سطح القوقعة بهيئة حبيبات على الصفيحة الحلزونية.

الشكل (3) مخطط لمقطعين استوائيين في الجنس نمليتس يوضح ظاهرة المثنوية الشكلية. قوقعة صغيرة ذات مسكن أولي كبير mégalosphérique أو الشكل 1 (إلى اليمين) وقوقعة ذات مسكن جنيني صغير microsphérique أو الشكل 2 (إلى اليسار).

يؤدي تعاقب الأجيال الجنسية واللاجنسية عادة إلى اختلاف شكل قوقعة أفراد النوع الواحد (الشكل3) يُعرف بظاهرة المثنّوية الشكلية dimorphisme. وهي تظهر في قَدّ المسكن الجنيني أو الأوّلي وقَدّ القوقعة في الجيلين. وقد اصطلح أن تسمّى القوقعة الصغيرة ذات المسكن الأولي الكبير بالشكل A، والقوقعة الكبيرة ذات المسكن الجنيني الصغير بالشكل B. وقد وصف الشكلان A وB في الأصل باسمين مختلفين قبل اكتشاف ظاهرة المثنّوية الشكلية، فالنوع نُمليتس بلانولاتوس Nummulites planulatus  - الذي هو النوع نُمليتس إليغانس N.elegans - يميّز الإيوسين الأسفل ويكتب عادة على الشكل نُموليتس بلانولاتوس - إليغانس.

دور النُمْليتات الستراتيغرافي (الطبقي)

تمثّل النُمْليتات مجموعة من المنخربات المهمة بصورة خاصة من ناحية دراسة ستراتيغرافية (طبقية) القسم الأسفل من الحقب الثالث. إنّ مستحاثاتها غزيرة جداً في دور الباليوجين الذي يُعرف أيضاُ بالدور النُمْليتي. ويبدو أنّ النُمليتات أفضل المستحاثات التي تتيح إقامة تزامن بين رواسب الباليوجين المتباعدة التي ترسبت في الأقاليم التي كان يحتلها بحر الميزوجيه Mésogée أو التثيس Théthys حيث كانت توجد مراكز انتشارها وخلّفت طبقات صخرية ثخينة غنية جداً بالنمليتات. إنّ غزارتها وسرعة تطور أنواعها جعلت من هذه المنخربات أدوات قيّمة لستراتيغرافية (الطبقية) الباليوجين. فقد استُعملت هذه النُمْليتات في مقارنة مقاطع الباليوجين في سورية وفي مضاهاتها، وخاصة في منطقتي التل ومنين قرب دمشق. فقد وجد في هاتين المنطقتين أحد أنواع النُمْليتات، وهو نُمْليتس جيزيامسيس Nummulites gizehemsis الذي يراوح قطر قوقعته من 6 - 7سم ويعدّ من أكبر أنواع النُمْليتات، ويميّز قمة الإيوسين الأوسط.

فؤاد العجل

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ فؤاد العجل، علم المستحاثات المجهرية  (مطبعة خالد بن الوليد دمشق، 1982).

- R.C. MOORE, Treatise on Invertebrate Paleomtology, Part c ( Foraminifera ) (Kansas University Press 1964).

- J. PIVETEAU, Traité de Paléontologie, vol.1 (Protista Ed. Masson, Paris 1958).


التصنيف : علم الحياة( الحيوان و النبات)
النوع : علوم
المجلد: المجلد الواحد والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 64
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 530
الكل : 31203629
اليوم : 28786

لارجيليير (نيكولا دي-)

لارجيليير (نيكولا دي ـ) (1656 ـ 1746)   نيكولا دي لارجيليير Nicolas de Largillière مصوِّر ورسّام فرنسي، ولد، وتُوفِّي في باريس. وكان هو وريغو Rigaud من كبار مصوِّري الوجوه في فرنسا في نهاية حكم لويس الرابع عشر وبداية عهد لويس الخامس عشر، ومع ذلك لا يمكن القول: إن فنه كان فرنسيّاً صرفاً، إذ بدأ دراسته للتصوير على يد أنطوان غوبو Antoine Goubau في مدينة أنفرس Anvers أولاً، ثمّ في إنكلترا التي أقام فيها ست سنوات كاملة متمرناً في محترف بيتر ليلي Peter Lely، فأخذ عنه تعاليم فان ديك Van Dyck وطرائقه في التصوير؛ ليُدخلها لاحقاً في أجواء لوحاته الباريسية.
المزيد »