logo

logo

logo

logo

logo

المولوية

مولويه

Mowlawiya - Mowlawiya

المولوية

 

المولوية مذهب صوفي أسّسه الشاعر الصوفي الفارسي جلال الدين الرومي المتوفى عام 1283م في مدينة «قونية» في تركيا. وهذا المذهب له طريقة يقتدي بها أتباعه في طقوس الذكر التي تقوم على الموسيقى والغناء و«الفتلة» وهي الحلقة الدائرية التي يؤديها الأتباع، وقد أثّرت هذه الطريقة بموسيقاها وأغانيها وفتلتها في الموسيقى التركية وشخصيتها، كما أنها أثّرت بعد انتشار هذا المذهب وطريقته في بعض الأقطار العربية إبان الحكم العثماني، ومنها سورية (خاصة في حلب ودمشق). ويشرح كتاب «المثنوي» ـ الذي هو الدستور العملي لطقوسه ـ أهمية الناحية الروحية في «الفتلة» في تحقيق الاندماج الكلي بالذات الإلهية.

يقول الشيخ عبد الغني النابلسي في كتابه «العقود اللؤلؤية في طريق السادة المولوية» فيما يتعلق باستعمال الناي والدفوف وما إليها في مجلس المولوية: «إنه لا يجوز أن يقترن ذلك بشيء من المنكرات؛ والمقصود فقط هو مجرد السماع ترويحاً للقلوب وتنشيطاً للسلوك».

تتألف حلقة الذكر في الطريقة المولوية من رئيس الذكر، الذي هو المنشد الرئيس (الريّس)، ويقع على عاتقه انتقاء الموشحات والقدود وترتيبها وفق الارتقاء بدرجات الارتكاز في المقامات الموسيقية [ر. العربية (الموسيقى ـ)] التي يراد الإنشاد بها؛ وتسريع الإيقاع في نهاية كل فصل، يساعده على ذلك مجموعة من المنشدين من ذوي الأصوات الجميلة، يجلسون أو يقفون إلى يمينه ويساره على ألا يقل عددهم عن اثنين، ويعرفون باسم «الأجنحة»، ومن مجموعة أخرى من المنشدين تعرف باسم «المعاونين». وتبدأ الفتلة بطيئة بمرافقة الناي، ثم تتسارع شيئاً فشيئاً حتى تصل إلى مداها، والناي ينتقل من نغمة إلى أخرى، والدفوف من إيقاع إلى آخر؛ والأتباع أو الدراويش ـ كما يطلق عليهم في سورية ـ من حال إلى حال حتى يصل بهم الوجد إلى الاستسلام وصوت الناي يحلّق بهم، وصوت المنشد «الريّس» الذي هو شيخهم أو معلمهم يأخذهم بإنشاده إلى أجواء علوية، فتسمو أرواحهم إلى أعلى عليين؛ وهم يدورون باستمرار وهدفهم الذات الإلهية.

تدوم «الفتلة» ساعة وبعض الساعة دون توقف أو اصطدام بعضهم ببعض، وهي على نوعين: ثابتة ومتحركة. والثابتة هي الأصعب والأدق، حيث يضع «الدرويش» مسماراً بين إصبعي قدمه اليسرى؛ ليثبت دورانه في مكانه، فيدور بداية ببطء، ضد عقارب الساعة تيمناً بالطواف حول الكعبة المشرفة، ثم يزيد سرعته وفق الإيقاعات وصوت الناي والإنشاد حتى يصل إلى أقصى ما يستطيع؛ بخلاف المتحركة التي تتم بسير الدراويش ضمن دائرة الحلقة، ومن ثم الدوران فيها. ومن قدود الذكر وفصول الطريقة المولوية:

شادنٌ صادَ قلوبَ الأُمَم                            بجمالٍ وشَرَدْ

حلَّ في ساحةِ وادي سَلَم                  وعلى الرُّكنِ وَرَدْ

ليسَ في العربِ ولا في العجم             مثلَهُ رطبُ الجَسَدْ

صحْتُ لمَّا حلَّ في الملتزم                        وعلى الحجرِ وَرَدْ

يا أخا الخيفِ وبان العلم                  مدد الله مدد.

وهذا قد يغنى قفلة لوصلة أناشيد و قدود فتلة المولوية حالياً:

يا ربَّنا صلِّي على النَّبيِّ المعتَبَرْ          وآلِهِ وصحبِهِ ما لاحَ نجمٌ وازدهرْ

يا ربِّ إكراماً لمَنْ جعلتَهُ مكرَّماً           صلِّي عليهِ دائماً وآلِهِ والصَّاحبِ

بما أتاكُمْ فاعملوا وعنْ طريقِهِ سلُوا        وعنْ سواهُ فاعدلُوا فإنَّه خيرُ نَبِي

صميم الشريف

الموضوعات ذات الصلة:

 

الإنشاد الديني.

 

مراجع للاسـتزادة:

 

ـ محمد قدري دلال، القدود الدينية (منشورات وزارة الثقافة، دمشق 2006).

ـ محمد صميم الشريف، الموسيقى في سورية (منشورات وزارة الثقافة، دمشق 1991).


التصنيف : الموسيقى والسينما والمسرح
النوع : موسيقى وسينما ومسرح
المجلد: المجلد العشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 103
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 566
الكل : 31527632
اليوم : 44037

الضرر

الضرر   لغة: الضرر damage في لسان العرب:«الضيق، ومكان ذو ضرر: أي ضيق. ويدخل في عموم معنى الضرر لغة، معناه في الاصطلاح الفقهي والقانوني فهو: «إلحاق مفسدة بالغير». أو هو: «كل إيذاء يلحق بالشخص سواء أكان في ماله أو جسمه أو عرضه أو عاطفته».
المزيد »