logo

logo

logo

logo

logo

الميدالية (فن-)

ميداليه (فن)

Medal Art - Art de la médaille

الميدالية (فن ـ)

 

الميدالية عمل فني ينفَّذ بأحد أنواع المعادن أو السبائك المعدنية؛ وباعتماد النحت البارز غالباً والغائر في بعض الأحيان، والميدالية ذات شكل دائري تحمل وجهين (وجه ـ قفا)، ويراوح قطرها بين 5 ـ20سم تقريباً، وتتناول موضوعات مختلفة (صورة شخصية ـ رياضية ـ تذكارية ـ سياسية ـ دينية…).

عند البحث في أصل تسمية الميدالية من الناحية التاريخية يستخلص أن كلمة ميدالية باللاتينية medalea أو medalia أو madalla كان لها تسمية مرادفة في العصور الوسطى هي كلمة (أوبول) obol. لكن الفرنسيين في القرن الرابع عشر أطلقوا عليها اسم الحلقة، والمعادل الحقيقي لهذه التسمية يعني mezalba أو medaglia وهذا المعنى الحقيقي للحلقة الذي أتى به الفرنسيون لم يعمل به؛ ولكنه ذكر في الدراسات والمجلدات الإيطالية. أما في العصر الحالي فإن كلمة médaille في اللغة الفرنسية تعني الوسام في حين أن كلمة médaillon تعني الوسام الكبير أو الميدالية الكبيرة، ومن الممكن أن تكون ذات شكل دائري أو بيضوي أحياناً، وهي ذات وجه واحد، إذ لا يوجد نقش في الوجه الخلفي لهذه الميدالية الكبيرة.

أول ميدالية للفنان بيزانيلو امبراطور القسطنطينية جون الثامن باليولوغوس

 في أثناء زيارته لفلورنسا (1834) وقد نقش عليها باليونانية عبارة

«باليولوغوسن، جون، ملك الرومان وامبراطورهم»

في الفترة التي سبقت عصر النهضة كانت النقود السائدة في البلاد الأوربية هي النقود المعدنية الرومانية والبيزنطية، وللحديث عن مقومات فن الميدالية في تلك الفترة لابد من ذكر العلاقة الوطيدة والوثيقة التي ربطت بين فن الميدالية والنقود المعدنية وعلم المسكوكات la numismatique؛ ذلك العلم الحديث الذي يعد فرعاً من مادة التاريخ والآثار، يقوم على دراسة النقود من حيث وزنها ومعدنها ومأثوراتها التي نقشت عليها؛ إضافة إلى دراسة الميداليات والأوزان والأختام والأنواط، وكلمة (نوموس) nummus اسم لاتيني يطلق على النقود الرئيسة وللدلالة على الفلوس البيزنطية. والنقود أنواع، فإضافة إلى تلك النقود التي يتداولها الناس لسد احتياجاتهم، هناك نقود أخرى تسكّ لتخليد مناسبات سياسية أو دينية أو ثقافية أو غيرها من المناسبات، وثمة نوع ثالث يسكّ حين الحروب فحسب يستخدمه الجنود داخل معسكراتهم nummus cas trensis، وعليه فإن هناك تشابهاً وتداخلاً في تعريف الميداليات والنقود المعدنية، إذ درج الناس في حديثهم عن الميدالية وتعريفها على أنها عملة كبيرة غير تقليدية؛ ولكنها لا تستوفي أوصاف العملة المتداولة وخاصياتها لاستخدامها في التبادل التجاري.

وقد قامت النقود المعدنية ـ إضافة إلى الحلي ـ بدور الميدالية من الناحية الوظيفية قبل عصر النهضة، حيث كانت توزع أوسمة ونياشين ومنحاً من قبل الملك أو القائد على الضباط والجنود في الانتصارات والاحتفالات، ومثال ذلك: التقليد الذي كان متبعاً في الحضارات القديمة (اليونانية)، إذ كانت النقود الفضية توزع على الفائزين بعد أداء الماراثون marathon، وهي مثل الميداليات الرومانية الذهبية والفضية التي تسكّ بمناسبة العروض الاحتفالية لإهدائها إلى الرابحين أو توزيعها في مناسبات استثنائية دليلاً على السخاء الامبراطوري، ثم صارت توزع على الفائزين عامة، أو على الملوك الأجانب، أو الشعراء، وهنا لابد من ذكر كثير من هذه الميداليات على سبيل المثال: الميداليات الذهبية trésor de Tarse في باريس، وميداليات (قسطنطين الثاني) في ڤيينا، والميداليات الفرنسية الذهبية المسكوكة في نهاية حرب المئة عام لإحياء طرد الإنكليز خارج فرنسا وتمجيده، وزعها الملك مكافأة للضباط؛ وذلك في عام 1451.

يعد عصر النهضة الأوربية نقطة تحول مهمة في فن الميدالية إذ صار لهذا الفن استقلاليته الخاصة ومدارسه وأصوله وقواعده، ويرجع الفضل الأول في ذلك إلى الفنان الإيطالي أنطونيو بيزانو A.Pisano الذي اشتهر باسم بيزانيلّو Pisanello.

بلغ فن الميدالية من التطور ما جعله يقف جنباً إلى جنب مع باقي الفنون كالنحت والتصوير والعمارة؛ ويدل على مدى ازدهار الفنون في عصر النهضة في إيطاليا، ويعود الفضل الأكبر في ذلك إلى رائد فن الميدالية الإيطالية بيزانيلّو؛ إضافة إلى عدد كبير من فناني الميدالية الإيطاليين؛ وإلى نشوء المدارس الخاصة بفن الميدالية، ومن أشهرها: مدرسة (مانتوڤا) Manotva ومدرسة فلورنسا Florence، فكان لتلك المدارس الأثر الكبير في تعليم فن الميدالية وترسيخ مفاهيمه ومقوماته، ومن أشهر الفنانين الذين كان لهم بصمة واضحة في تاريخ فن الميدالية الإيطالية في عصر النهضة: جوفاني كانديدا Giovanni Candida، وليوني Leoni، وبِنڤنوتو تشيلليني Benvenuto Cellini. ومن الفنانين الفلمند كوِنتين مِتْسيس Quentin Metsys، وغيرهم…

ولابد من الإشارة إلى أنه كان لفن الميدالية الإيطالية تأثيرات متبادلة في البلاد الأوربية وذلك تبعاً للظروف المحيطة، ولكن فن الميدالية الإيطالية في ذلك الوقت اتسم بالسيطرة النسبية على باقي فنون الميدالية الأوربية؛ ولاسيما على الميدالية الفرنسية، وامتد ذلك حتى مراحل متأخرة من عصر النهضة الأوربية.

أما في القرنين السابع عشر والثامن عشر؛ فقد جسد فنانو الميدالية المفهوم الفني الذي ساد في تلك الفترة؛ والذي ابتدأ منهجياً، ثم تأثر بالباروك والروكوكو، ومن هؤلاء الفنانين: أنتونيو أبونديو Antonio Abondio، وبومباردا Bombarda، ودوبريه Dupré وجان دي ڤيڤييه Jean du Vivier وغيرهم.

ساد فنّ الميدالية، وانتشر في عموم أوربا طوال القرنين السابع عشر والثامن عشر حتى بدايات المدارس والاتجاهات الفنية الحديثة؛ وذلك في بداية القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر، ومازال هذا الفنّ سائداً ومتنوعاًَ في شكله ومضمونه وتقاناته حتى اليوم؛ وذلك على يد كثير من النحاتين وفناني الميدالية المعاصرين في أنحاء العالم كافة.

ولابد من الإشارة إلى أن الشكل الدائري للميدالية لم يعد من الثوابت في العصر الحديث، فهناك العديد من الميداليات الحديثة صارت تأخذ أشكالاً مختلفة ومقاييس مختلفة أيضاً.

إحسان العر

 الموضوعات ذات الصلة:

 

الأوسمة ـ النحت.

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ فيكتور مورغان، تاريخ النقود، ترجمة: نور الدين خليل (الهيئة العامة المصرية للكتاب، 1993).

- JEAN BABELON, La médaille et les médailleurs (Payot- Paris 1927.(


التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : عمارة وفنون تشكيلية
المجلد: المجلد العشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 201
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 490
الكل : 31662544
اليوم : 17126

بيتوفي (شاندور-)

بيتوفي (شاندور ـ) (1823 ـ 1849)   شاندور بيتوفي sándor petöfi شاعر وبطل قومي مجري، ولد لأسرة سلوفاكية استوطنت المجر، في مدينة كيشكوروش kiskörös إحدى المدن التجارية الصغيرة، وكان أبوه قصّاباً وأمه خادمة. ترك بيتوفي المدرسة في الخامسة عشرة من عمره والتحق بفرقةٍ مسرحية جوّالة سرعان ما هجرها بعد تجارب قليلة لم يُصب فيها نجاحاً، لينخرط في الجيش الامبراطوري النمسوي، لكنه سُرّح منه بعد عامٍ ونصف بسبب مرضه، وعاد بعدها إلى المدرسة وبقي فيها عاماً واحداً.
المزيد »