logo

logo

logo

logo

logo

المكسيك (الفن في-)

مكسيك (فن في)

Mexico - Mexique

المكسيك (الفن في ـ)

 

الفن المكسيكي القديم:

ظهرت في شمالي سهول المكسيك الحضارات (الوسطى) نحو عام 2000ق.م. الأولى استمرت 700 عام أطلق عليها كوبيلكو زاكاتنكو Copilco Zacatenco. ثم تلتها لمدة 300 عام حضارة أطلق عليها اسم كوركويلو تيكومان Curcuillo-Ticoman التي تميزت بالأواني والتماثيل الخزفية ومنها ما يمثل نسوة ذات تعابير شهوانية. ثم ظهر فن التلاتيلكو Tlatilco وهو فن متطور وواضح مشغول بالخزف، ويمثل أجساماً عارية أو وجوه أطفال.

وفي مجال العمارة فإن الأهرامات الكبيرة التي تشكل معابد دينية أُطلق عليها اسم تيوتيهواكان Teotihuacan قد بلغ ارتفاع بعضها 60 متراً، واستمر بناء الأهرامات منذ القرن الثالث إلى القرن التاسع. وقد أرفقت هذه الأهرامات ببعض التماثيل الضخمة مثل تمثال آلهة الماء وارتفاعه 3.14 م، ومثل تمثال إله الفرح. وكان مكان الآلهة السماء في كثير من الأحيان، أو كان لها اتصال بالحياة. وكذلك وجِدت بعض الأقنعة الجنازية بأسلوب واقعي جداً، وهي من الحجر الصلب وأحياناً تكون مزينة بالفسيفساء.

ومنذ القرن العاشر ظهرت حضارة التولتيك Toltèque وكان مركزها في تولا Tula، ومن آثارها الضخمة ما هو موجود في يوكاتان Yucatan وهو أثر معماري بقي منه إفريز منقوش عليه نمور وأفاعٍ وإنسان ممزوج مع عصفور وحية، وأعمدة ذات أشكال إنسانية ومساند بأشكال محاربين.

أما حضارة الأزتيك Aztèque فقد امتدت في جميع أنحاء الحوض المكسيكي منذ القرن الرابع عشر، وكانت تينوشتيتلان Tenochtitlan عاصمتهم التي أُسست عام 1325، وقد قلدت قرناً كاملاً أسلوب التولتيك، بل استمر تأثير هذه الحضارة في عمارة الأهرامات والأفاريز التزيينية، على أن فن التماثيل الدينية حمل خصائص الأزتيك المتميزة، أما التماثيل والأقنعة غير الدينية فكانت ذات أشكال جامدة وشنيعة.

تيوتيهواكان:هرم معبد القمر
تيوتيهواكان:هرم معبد الشمس

أما في الشمال الغربي فمن أهم الحضارات التي أمكن التعرف عليها حضارة كوليما Colima وناياريت Nayarit.

على أن حضارة تاراسك Tarasque التي استقرت في شوبيكوارو Chupicuaro وحول بحيرة باتزكوارو Patzcuaro قد تركت بعض الوجوه والتماثيل الصغيرة المصنوعة من الخزف المطلي أو المدهون، ذات الأسلوب الطبيعي التعبيري والهزلي أحياناً، وهي تمثل شخصيات وحيوانات في وقفات مختلفة أو تمثل مجموعة من الموسيقيين والراقصين.

وفي منطقة الخليج يمكن تمييز وجود حضارات ثلاث، حضارة أولميك Olmèque وتوتوناك Totonaque وهواستيك Huastèque.

أما فن الأولميك فقد امتد من عام 500-1000ق.م في المدن الرئيسة مثل لافانتا وتريس زابوتس Tres Zapotes ومن أبرز أمثلته تمثال ذو كتلة كروية وتفاصيل تعبيرية مختصرة، وهو من حجر البازلت ويبلغ ارتفاعه مترين وقطره 5-6 أمتار. أما تمثال المناضل الذي يبلغ ارتفاعه 0.65 م فهو من روائع الفن المكسيكي.

واستمرت حضارة توتوناك من 400-1000م ونمت في شمالي دولة فيراكروز Veracruz ومن الأوابد المميزة لهذه الحضارة الهرم ذو الأعشاش البالغ عددها 265 عشاً.

أما النحت فهو واقعي ومن الحجر البازلتي.

وفي شمالي منطقة هذه الحضارة ظهرت حضارة هواستيك في ريوبانوكو، ومازال السكان حتى اليوم ينطقون بلهجة (المايا) ذات الجذور القديمة، أما الفن فهو خاص بهذه المنطقة ليس له أي علاقة بفن المايا، فالتماثيل غالباً ما تكون ذات أشكال مسطحة ولكنها مغطاة بتزيينات منحوتة بدقة. أما الخزف فهو مختلف في أسلوبه عن جميع الأساليب المكسيكية الأخرى وهو ذو أشكال مختلفة بعضها مزيّن بالأسود على خلفية بيضاء.

وفي المنطقة الجنوبية ظهرت في جبال واكساكا Oaxaca حضارة زابوتيك Zapotèque وكانت قمة (ألبان Alban) المركز الذي تمت فيه تنقيبات أثرية أبانت عن تطورات هذه المنطقة التاريخية والحضارية. منها آثار للأولميك ومثالها الشهير النقش النافر الذي يمثل الراقصين، ثم ظهرت آثار الزابوتيك في أكثر منشآت القمة وهي شواهد حجرية تمثل أشخاصاً وكتابات. كما عثر على عدد ضخم من الأدوات الجنازية المزينة بالخزف تمثل أشخاصاً وآلهة مغطاة بالريش التزييني.

ثم جاء الميكستيك Mixtèques في القرن الخامس عشر ولعلهم هم الذين شيدوا الأوابد الضخمة في قصر ميتلا Mitla والمزينة بعناصر هندسية بارزة، على أنهم عرفوا مصورين وصياغاً، فقد عثر في قمة ألبان على أقراط وحلي مختلفة مرصعة بأحجار نصف كريمة تبين أنها نتيجة تطور واضح في صناعة الحلي المتأثر في البداية بفنون كولومبيا والبيرو.

حضارة الأولميك: منحوتة نقش عليها كاهن فوق أفعى

حضارة الأولميك: رأس منحوت على حجر

وفي منطقة مايا Maya التي تمتد غربي هوندوراس انتشرت حضارة خاصة- ومازالت لغة مايا يتكلمها أكثر من مليوني إنسان- وتبتدئ هذه الحضارة منذ الألف الثالثة قبل الميلاد، ولكن لم تتوضح أهمية هذه الحضارة إلا في الآثار التي ترجع إلى عام 350 ق.م، إذ عثر على بعض الخزف المعاصر للأهرامات الحجرية الأولى.

قدمت المرحلة الأولى من تاريخ المايا بعض النحت البدائي والنقش التزييني الذي كان يرسم على الشواهد والجدران والمحاريب وأدراج المعابد والقصور، وقد استعمل الخشب والحجر مع ذلك. ومن أبرز الآثار النحتية ما وجد في كوبان Copán وفي كويريغوا Quiriguá فقد عثر على مسلات ضخمة منقوش عليها صورة الزعيم أو الكاهن. كما عثر في شيوباس على أقنعة من الجاد.

ومن أشهر ما عثر عليه عام 1946 الصورة الجدارية في بونامباك وهي تمثل مشهداً دينياً أو عادياً يمثل قواداً ومحاربين وأشخاصاً مقنعين وموسيقيين، بأسلوب واقعي ملون وبارتفاع 5 أمتار.

أما المرحلة الأخيرة فهي تبتدئ من القرن التاسع حين تدهورت الحضارة، ثم اختلط فن المايا بفن تولا Tula فظهر فن جديد غني ومتنوع هندسي وتشبيهي ورمزي.

الفن الكولونيالي

يمثل الفن الاستعماري أو الكولونيالي انتقالاً لفن قارة إلى قارة أخرى إلا أنه أيضاً كان ممراً ثقافياً من عصر تاريخي إلى عصر آخر، وكان ناقلو هذه الثقافة هم من رجال الدين وليسوا من المستعمرين.

تميز القرن السادس عشر بإنشاء مدن وأديرة جديدة لمذاهب مختلفة، المذهب الفرنسيسكاني، ثم المذهب الدومينيكاني، والمذهب الأغسطي، ثم المذهب الجزويتي، وفي هذه المدن توضعت كنائس ذات طرز متعددة منها المغطى بالقبوات، ومنها ما هو غير مغطى أطلق عليه اسم الكنائس الهندية.أما الأديرة فمنها البسيط جداً مثل كنيسة كابلان Caplan، ومنها ما هو ملحق بالكنائس وكانت هذه المنشآت الدينية مزينة بزخارف ورسوم.

ومن أشهر المصورين في هذا القرن بيرينز S.Pereyns ت(1530-1600) الذي قام بتزيين عدد من الكنائس من أهمها كاتدرائية مكيسكو.

أما النحت فكان يستورد مباشرة من إسبانيا، ويُشاهد في المنحوتات البارزة على الكنائس ملامح فن العصور الوسطى مع تأثيرات عصر النهضة.

في القرن السابع عشر بدا الفن أكثر حضوراً في المدن منه في القرى، وقد أنشئ عدد كبير من الكنائس يصل إلى 1500 كنيسة مع أكثر من ثلاثين كاتدرائية ولاسيما في مدينة مكسيكو ومدينة بويبلا Puebla. وكان من المعماريين الإسبان بيسيرّا Becerra ت(1545-1601). ولندرة الحجارة استعمل في العمارة الخزف الزليج Azulejos.

برز النحت البارز في العمارة بأسلوب كلاسي هادئ وأطلق عليه الأسلوب الباروكي الثقيل.

من آثار المايا في بليز Beliz بالمكسيك

وفي مجال التصوير اشتهر في ذلك العصر المصور أوريو B. de Echave Orio ت(1584-1620) ولاسيما بلوحته «شهادة القديس بوثان Pothan» وكان التصوير امتداداً للأسلوب الإسباني.

ويعدّ القرن الثامن عشر عصر العمارة الكولونيالية الزاهر والمتمثل في العديد من الكنائس ولاسيما كنيسة غوادالاجارا Guadalajara وكنيسة القديسة بريسكا Prisca في مدينة تاكسو Taxo ومن نافل القول أن النحت والرسم والصياغة كانت من مشتملات فن العمارة.

وكان الأسلوب قريباً من الباروك الشعبي. ومن أبرز المصورين ميغل كابريرا M.Cabrera ت(1695-1768) من مواليد مدينة واكساكا Oaxaca ويمتاز أسلوبه في رسم الوجوه بالدقة والروحانية.

في القرن التاسع عشر انتشر الطراز الكلاسي المحدث الذي ظهر في أوربا وانتقل إلى بلاد المكسيك بعد أن استقلت، وكان هذا الطراز الأسلوب القومي للمكسيك. وفي مجال العمارة تمثل هذا الطراز ولا شك بالعمارة المدنية. واشتهر المعمار والنحات مانويل تولسا Tolsa ت(1757-1816) كما المعمار تريسغويراس Tresguerras ت(1759-1833) الذي صمم كنيسة كارمن Carmen ت(1802-1807).

ومع امتداد هذا القرن إلى القرن العشرين فإن الفن الذي ظهر في المكسيك كان قد تأثر بوضوح بالفن القادم من أوربا، وكان هذا التأثير واضحاً في التصوير أكثر منه في العمارة. ومن بين المصورين الإسبان كان كلافيه D.Clavé ت(1810-1880) وأتباعه الذين اهتموا بتصوير الموضوعات التاريخية، أما المصور كورديرو J. Cordero ت(1824-1884) فقد حاول أن يصور الواقع المكسيكي من وجهة نظره.

جدار في قصر ميتلا في واكساكا

وعلى عتبة القرن العشرين برز في التصوير عملاقان هما فيلاسكو J.M.Velasco ت(1840-1912)وبوسادا G.Posada ت(1852-1913)، وقد توقف الأول في لوحاته عند الحدود المثالية كما في لوحته المشهورة «وادي مكسيكو». أما بوسادا فكان على نقيضه فناناً واقعياً عقلانياً في أعماله الحفرية على الخشب، وفي موضوعاته الميلودرامية التي كانت ترضي عامة الشعب أكثر من إرضاء الجمهور المثقف.

ومنذ العام 1920 كان الاتجاه الحديث قد توطد في العمارة والفن، وكان المعمار غارسيا J.V.Garcia المولود في عام 1901 قد أدى دوراً مهماً في هذا الاتجاه في منشآته ذات الوظائف الجديدة مثل المشافي والمدارس والمباني الرسمية، وجاء بعده جيل من المعماريين المجددين من أمثال غورمان J.O.Gorman المولود في عام 1905 وباني M.Pani المولود في عام 1911، ومن أبرز المنشآت المعمارية جامعة مكسيكو (1949- 1954) التي شارك في تصميمها كارلوس لازو C.Lazo ت(1914-1955) وتعاون معه عدد من المصورين الجداريين ومن صناع الفسيفساء.

ويشتهر اليوم من المعماريين كانديلا F.Candela المولود عام 1910 وباراغان L.Barragan وفازكويز P.R.Vazquez المولود في عام 1919.

بدا فن التصوير المكسيكي في ذروته في الأعمال الضخمة الجدارية والخارجية التي تمثل موضوعات سياسية وقومية، وكان هذا الفن الجداري الجماهيري رائداً في عالم الفن.

كنيسة القديسة بريسكا في مدينة تاكسو في المكسيك

ومصورو الجداريات التصويرية الكبرى هم المصور الطليعي دييغو ريفيرا D.Rivera ت(1886-1957) وأوروزكو J.C.Orozco ت(1883-1949) وسيكويروس D.A.Siqueiros ت(1894-1974). وكان أسلوب ريفيرا مزيجاً من أسلوب فن النهضة الإيطالي ومن أسلوب الطلائع الأوربي بين عامي (1907- 1921). وكان أوروزكو على النقيض فهو فنان ناقد تهكمي يسعى إلى تكبير ملامح الوجوه. ولعل سيكويروس أقل موهبة من الآخرين على الرغم من إنجازاته الواسعة، وطموحه أن يعبر عن ثوريته الانقلابية ليس في المجال السياسي وحسب، بل في المجال التصويري، إذ عارض المنظور واستعمل إلى جانب الفرشاة البخاخ الآلي في التلوين.

وتُرى في جميع أنحاء المكسيك شواهد ضخمة من أعمال هؤلاء المصورين الثلاثة كما تُرى خارج المكسيك في الولايات المتحدة.

أما الفنان روفينو تامايو R.Tamayo المولود في عام 1899 فقد تجاوز الموضوعات السياسية لكي يستعيد قواعد الفن المكسيكي ولاسيما فن عصر ما قبل الكولومبي، وذلك بالتركيز على الإرشادات الجمالية بلغة تشكيلية.

ومن بين الفنانين المعاصرين يمكن سرد أسماء غيرزو Gerzo المولود في عام 1915 والفنان فيلْغويريز M.Felguérez المولود في عام 1928 وفيسنتو راجو V.Raajo المولود في عام 1932 والفنان السريالي جيرونيلا A.Gironella المولود عام 1929.

وليس حضور فن النحت في هذا القرن معادلاً حضور فن التصور، ومع ذلك لا بد من ذكر النحاتين ازونزولو Asunsolo ت(1890-1967) وبروشو C.Brocho المولود عام 1899، ورويز G.Ruiz المولود في عام 1896، وهم من النحاتين المواطنين. على أن ثمة نحاتين أجانب أقاموا في المكسيك كانوا أكثر شهرة في النحت مثل النحات الكوستاريكي زونيغا F.Zuniga المولود في عام 1913 والنحات الألماني غوريتز Goeritz المولود عام 1915 والنحات الفرنسي سيغان O.Seguin الذين نفذوا أعمالاً ضخمة مرتبطة بالعمارة التي صمم بعضَها المعمارُ الطليعي فيلغويريز.

عفيف البهنسي

 

التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : عمارة وفنون تشكيلية
المجلد: المجلد التاسع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 345
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 521
الكل : 31750719
اليوم : 26180

بلاكيت (بتريك-)

بلاكيت (بتريك) (1897 - 1974)   باتريك مينارد ستيوارت بلاكيت Blackett Patric Maynard Stuart فيزيائي إنكليزي، أهلته دراساته ليعمل ضابطاً في البحرية في أثناء الحرب العالمية الثانية، فقد بدأ في عام 1919 دراساته العلمية في جامعة كمْبردجْ حيث صار مساعداً للعالم رذرفورد Rutherford[ر]، وبعد أن تخرج في هذه الجامعة عام 1921 قضى عشرة سنوات باحثاً علمياً في مختبر كافنيدش Cavendish حيث قام بتجاربه باستعمال حجرة السحاب cloud chamber وِلْسُن Wilson، وهي جهاز يستعمل لكشف مسار الجسيْمات المتأينة مثل جُسيْمات ألفا (أي نوى ذرات الهليوم).
المزيد »