logo

logo

logo

logo

logo

مور (هنري-)

مور (هنري)

Moore (Henry-) - Moore (Henry-)

مور (هنري ـ)

(1898 ـ 1986)

 

هنري مور Henry Moore نحات إنكليزي ولد في كاستلفورد Castleford. درس في مدرسة ليدز للفنون Leeds School of Art في عامي 1919ـ 1920، وفي الكلية الملكية للفنون في لندن Royal College of Art في الفترة ما بين 1921- 1925. سافر إلى فرنسا للاطّلاع على المستجدات في الفنون التشكيلية، وبعد عودته عُيِّن معيداً في الكلية الملكية للفنون، وفي السنوات ما بين 1932- 1939 عُيِّن أستاذاً للنحت في المدرسة التشيلسية Chelsea للفنون في لندن. وصار منذ عام 1933 عضواً في مجموعة Unit one، وفي السنوات ما بين 1940- 1942 عُدّ من فناني الحرب War artist؛ إذ نفذ مجموعة من الرسوم تعكس صورة عن حياة اللندنيين في مواجهة الغارات الجوية. وحاز في عام 1945 شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة ليدز Leeds، ثم من جامعات ومدارس عليا للفنون في بريطانيا العظمى والولايات المتحدة الأمريكية وكندا وبرلين وإيطاليا.

هنري مور: "شكلان من الحجر" (1936)

وسرعان ما استطاع مور الوصول إلى نتائج مهمة في تحديد شخصيته الفنية، ويعود الفضل في ذلك إلى مراقبته الدقيقة وتأمله العميق في مقتنيات الفنون العرقية في المتحف البريطاني، ما أدى إلى ملاحظة تأثير الفنون الإفريقية في أعماله منذ عام 1922. بعد ذلك بسنوات توضّح تأثره بالفنون الكولومبية القديمة، ولاسيما بحضارة المايا. وفي الواقع إن هذا التأثر بالفنون البدائية لم يأت نتيجة التقليد الأعمى لكنه كان نتيجة البحث التشكيلي الواعي.

وإضافة إلى الفنون الكولومبية القديمة يُلاحظ تأثر مور بأعمال سابقيه من النحاتين أمثال: برانكوزي Brancusi الذي قيّم أعماله عالياً، وأرشيبنكو Archipenko، وأعمال بيكاسو Picasso السريالية، وكان ميالاً بصورة ملحوظة إلى تشكيل العناصر العضوية المستمدة من الوسط الطبيعي المحيط، وتأليف الأشكال البيولوجية الأولية التي حولها إلى تكوينات نحتية ارتقى بها إلى مرتبة الرموز، ولهذا جاءت إبداعاته الأولى قريبة من حدود التجريد.

وصار إحداث الفراغات في الصخور وسيطاً أساسياً للتشكيل في منحوتات مور، وقد رأى أن هذا العنصر الفراغي في الكتلة الصماء يكسبها حضوراً قوياً ويؤكد البعد الثالث في بنيتها، وقد كتب عام 1937: «كانت أول فجوة منفذة في كتلة الصخر كالوحي». فالفجوة المعتمدة والمدروسة في التكوين تمتلك في ذاتها قيمة تشكيلية كالكتلة. إن الفجوات والعناصر الغائرة التي يصممها مور في تكويناته تكسب المنحوتة رشاقةً وإشعاعاً قويين.

ويُلاحظ في إبداعات مور أيضاً بعض الجوانب السريالية التي ترسخت بسبب احتكاكه بأعمال بيكاسو. فقد شارك في المعرض العالمي للسريالية الذي أُقيم في لندن عام 1936، وفي معرض الفنون الخيالية للداديين والسرياليين في متحف الفن الحديث في نيويورك عام 1937. وتُلاحظ أجواء الفنون السريالية في الأعمال التي نفذها في الثلاثينات من القرن العشرين، ولاسيما في عمله «الجالسة» المنفّذ بالرصاص والذي يعود إلى عام 1936، وفي بعض الهيئات الإنسانية من تلك الفترة، أما الأعمال التي نفذها فيما بعد والتي تنضوي تحت هذه النزعة؛ فتتمثل في الرؤوس والخوذات.

هنري مور: "الملك والملكة" مـن البرونز (1952)

إن إبداعات هنري مور ملتزمة الطبيعةَ منذ بداية عهدها، ويمكن القول: إنه مثل رودان Rodin رأى أن جميع التكوينات النحتية مشمولة بالمنظر الطبيعي، وأن الطبيعة بالنسبة إلى الفنان نبع لا ينضب من الأشكال.

تعود أولى منحوتات مور إلى العشرينات من القرن العشرين، ففي عام 1922 ظهرت إلى حيز الوجود أعماله الشهيرة «الأمومة» المنفذة من الحجر البورتلاندي، ومما لاشك فيه أن هذا العمل مستوحى من الفنون الكولومبية القديمة التي تركت أثراً واضحاً في معظم أعماله. وهذا واضح أيضاً في قناعين يعودان إلى عام 1922، الأول منفذ بالبيتون (إسمنت مسلح) والثاني بالحجر، أما تكويناته الأفقية المتمثلة بالهيئات المستلقية التي تحتل حيزاً كبيراً في إبداعاته، فإنها مستوحاة أيضاً من المنحوتات الكولومبية ومن تمثال إله المطر الذي يعود إلى حضارة المايا، وكتب مور: «حين اكتشفت هذه المنحوتة المكسيكية الشهيرة تراءى لي أنها حقيقة لأنها تحمل في ثناياها شبهاً لمنحوتات القرن الحادي عشر التي رأيتها في إحدى الكنائس».

وكتب مور عام 1934: «إن مراقبة النحات للطبيعة، بغض النظر عن كونه تشخيصياً أو تجريدياً، هي جزء من حياته، تثري رؤيته التشكيلية وتحتضن حيويته ولا تسمح له بالاستغناء عن الطبيعة في صوغ القواعد». وقد ترك مور أثراً كبيراً في إبداعات النحاتين المعاصرين والأجيال اللاحقة.

أحمد الأحمد

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

المملكة المتحدة ـ النحت.

 

 مراجع للاستزادة:

 

- J.BURNHAM, Beyond Modern Sculpture. The Effects of Science and Technology on the Sculpture of this Century, (New York 1968).


التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد التاسع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 863
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1088
الكل : 40556095
اليوم : 85910

أبوليوس (لوشيوس-)

أبوليوس (لوشيوس -) (نحو 125-180ق.م)   لوشيوس أبوليوس Lucius Apuleius كاتب وفيلسوف وبلاغي لاتيني كبير، ولد في الجزائر من أبوين ينتميان إلى أسرة مرموقة وثرية، وقد أظهر أبوليوس منذ صغره ولعاً بكشف المعارف على مختلف أنواعها، فدرس البلاغة في قرطاجة، والفلسفة في أثينة، وأولى الطقوس والشعائر الدينية اهتماماً كبيراً، ولاسيما تلك التي كانت متبعة في عبادة آلهة مصر إيزيس Isis.
المزيد »