logo

logo

logo

logo

logo

كيتازاتو (شيباسابورو)

كيتازاتو (شيباسابور)

Kitasato (Shibasaburo-) - Kitasato (Shibasaburo-)

كيتازاتو (شيباسابورو ـ)

(1852ـ 1931)

 

 

شيباسابورو كيتازاتو Shibasaburo Kitasato طبيب وعالم جراثيم ياباني، ولد في كوماموتو Kumamoto في اليابان.

بدأ دراسة الطب في مكان ولادته في مدرسة طبية حديثة التأسيس وأنهاها في كلية طوكيو. التحق بعد تخرجه في الجامعة عام 1883 بخدمة الدولة التي أوفدته عام 1885 إلى ألمانيا؛ ليدرس علم الجراثيم وأمراضها في المعهد الذي كان يرأسه العالم روبرت كوخ، وكان العالم يومئذٍ يشهد ثورة علمية طبية تتوالى فيها المكتشفات. عمل كيتازاتو في البدء في بحوث تتصل بالهيضة (الكوليرا) التي اكتشف جرثومها كوخ في الإسكندرية عام 1883، ثمّ وجّهه لدراسة الكزاز tetanos.

بقي كيتازاتو يعمل في برلين مدة سبع سنوات كافأته الحكومة الألمانية في نهايتها بأن منحته لقب أستاذ، وعرضت عليه- في أثناء إقامته في ألمانيا- جامعات إنكليزية وأمريكية كرسي الأستاذية؛ ليدرِّس فيها، لكنه فضّل الرجوع إلى بلاده. أسّس بعد عودته إلى اليابان في بلدة شيروكام Shirokam- التي تقع قرب طوكيو- مخبراً خاصاً به سرعان ما أصبح معهداً للبحوث الجرثومية والأمراض الخمجية. تبنّت الحكومة اليابانية في عام 1899 هذا المعهد، ووضعته تحت إشرافها.

عمل كيتازاتو في هذه الحقبة في إجراء بحوث تتصل بكشف العامل الممرض للطاعون. وفي عام 1914 دمجت الحكومة اليابانية هذا المعهد مع مؤسستين حكوميتين؛ هما معهد اللقاحات ومعهد البحوث المصلية، ثمّ ألحقتهم بالجامعة الامبراطورية في طوكيو دون استشارة كيتازاتو. وقد دفع ذلك إلى تقديم استقالته مع معاونيه من العمل الحكومي، وتأسيسهم معهداً جديداً، حمل اسم كيتازاتو بعد وفاته، ودفنه في بلدة ناكانوجو أزابو Nakanojo Azabo.

أتاحت الظروف لكيتازاتو في أثناء عمله في برلين التعاون مع كبار الباحثين الألمان الذين كانوا يعملون بإشراف العالم كوخ في المعهد الصحي. فبعد أن أفلح في الحصول على مزروع نقي لجرثوم عامل الكزاز عام 1889 وإعلان اكتشافه في المؤتمر الثامن عشر لجمعية الجراحين الألمان؛ اهتمّ بالذيفان toxin الكزازي، وعمل مع إميل فون بهرنغ Emil von Behring، فاكتشفا مضادّ الذيفان في مصول دم الحيوانات الملقّحة، ووضعا أسس المعالجة بالمصول serotherapy. وقد أثار نشر نتائج بحوثهما ضجة ودفعاً لنشاط طبي فتح الباب أمام طريقة معالجة جديدة بإيجاد مناعة منفعلة. ثمّ تابعا بحوثهما في الاتجاه نفسه على ذيفان الخناق diphteria. ولد إميل فون بهرنغ الذي عمل مع كيتازانو عام 1854، وتُوفِّي عام 1917، وهو ابن معلّم مدرسة وخامس طفل لأسرة أنجبت ثلاثة عشر ولداً. تطوّع في الجيش، ودرس الطبّ في مدرسة عسكرية، وحصل على شهادته منها عام 1878. أجرى بهرنغ دراسات عن تأثير اليودوفورم المطهر ثم التحق بالعمل مع روبرت كوخ. حاز جائزة نوبل عام 1901 في حين أن كوخ لم يحصل عليها إلا عام 1905. وكان يطلق عليه في أوربا اسم منقذ الأطفال بعد اكتشافه المصل المضاد للخنّاق.

ظهر وباء الطاعون في الصين عام 1894 وكيتازاتو يعمل في مخبر البحوث الذي أسسه، فأرسلته الحكومة اليابانية إلى هونغ كونغ لدراسته، وكان يرافقه مشرّح مرضي ومساعدون عدة، فوصلها في 12حزيران 1894. كما طلبت الحكومة الفرنسية في الوقت نفسه من ألكسندر يرسن Alexandre Yersin الذي كان يعمل في معهد باستور في سايغون في الهند الصينية (ڤييتنام اليوم) الذهاب إلى هونغ كونغ لدراسة الوباء نفسه. وكانت تعمل كلّ بعثة منهما مستقلة عن الأخرى.

توصّل كيتازاتو لكشف الجرثوم المسبّب للطاعون في محضرات هيئت من دبل bubo مصاب بعد يومين من وصوله في حين أن يرسن لم يستطع الحصول على ذلك إلا بعد أيام. وكان وصف العالمين للعامل الممرض متشابهاً جداً. وقد احتفل العالم بكلّ منهما على حدة لاكتشافهما عامل الطاعون، فازدادت شهرة كيتازاتو الذي كان يتميز بشهرة عالمية.

يعدّ كيتازاتو مؤسس المدرسة اليابانية للجراثيم وأمراضها، وله فضل كبير على الصحة العامة في بلاده، وقد منح عام 1924 لقب بارون baron. وانتخب أول رئيس لجمعية الأطباء اليابانيين، وأول عميد لكلية طب أصبحت أشهر واحدة في اليابان.

عدنان تكريتي

 الموضوعات ذات الصلة:

الخناق ـ الكزاز ـ كوخ (روبرت ـ) ـ الهيضة.


التصنيف : طب بشري
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد السادس عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 659
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1094
الكل : 40523745
اليوم : 53560

الذووية ـ التوحد

الذَوَوية - التوحد   الذوَوية autism هي الاسترسال في التخيل هرباً من الواقع، لا يلبث أن يتحول إلى رغبة تجعل صاحبها ميالاً لترك أقرانه وزملائه، والانفراد بنفسه إذ يقل نشاطه الاجتماعي والانفعالي والأدبي ويغدو متشبثاً بعبارات وأمثلة تتمحور حول فائدة العزلة والانطواء والابتعاد عن الناس. والطفل الذَوَوي أو التوحدي autism child، يبدأ حياته وهو في حالة انطواء ذاتي تام، وقد تمر به الساعات منصرفاً عن عالمه الواقعي، منكفئاً على ذاته يعيش عبر تخيلاته ويغدو عاجزاً عن إقامة علاقات مع الآخرين، وبذلك تصبح قدرته على الكلام - التي هي أداة الاتصال الرئيسة - محدودة، كما يتزعزع شعوره بمفهوم الزمن، ويتناقص إحساسه بالصيرورة.
المزيد »