logo

logo

logo

logo

logo

النسج النباتية

نسج نباتيه

Plants tissues - Tissus végétaux

النسج النباتية

 

النسيج النباتي plant tissue مجموعة متشابهة من الخلايا موحدة البنية والوظيفة. وتميز في النبات مجموعتان رئيستان من النسج: الأولى قسومة تتضمن ما يسمى النسج الميرستيمية، والثانية مستقرة متمايزة أكبر حجماً من الأولى كبيرة الفجوات قليلة السيتوبلاسما، جدرانها مختلفة الثخانات، توقفت عن الانقسام، وتتضمن أربع مجموعات نسيجية هي الواقية والأساسية والناقلة والمفرزة.

ـ النسج المرستيمية (أو القسومة) meristematic tissues

الشكل (1) مخطط يوضح منطقة النسيج المريستيمي القسوم في نهاية الجدر النباتي والذي يعلو القلنسوة

خلاياها مكعبة أو مستطيلة متماسكة لا تترك بينها فراغات، رقيقة الجدران، كبيرة النوى، صغيرة أو معدومة الفجوات، قادرة على الانقسام (الشكل 1). بعضها ابتدائي primary تتشكل خلاياه في قمم الجذور والسوق يحقق النمو الطولي للنبات بالاتجاهين، وبعضها ثانوي secondary تتوضع خلاياه داخل الجذور والسوق يسمى القُلْب أوالكمبيوم cambium، وهو يحقق ثخانة الأعضاء ونموها العرضي.

ـ النسج الواقية أو الأدمية dermal tissues

طبقة أو أكثر تُغَلّف من الخارج الأعضاء النباتية جميعها، تسمى الأدمية كونها تقابل الجلد عند الحيوان والإنسان. تتنوع بالبنية والوظيفة، تحمي النسج الداخلية من العوامل الخارجية مثل البرد والحر الشديد والتبخر الزائد والجفاف والأحياء الدقيقة. بعض هذه النسج ذات منشأ ابتدائي مثل البشرة في الأعضاء الفتية، وبعضها ذات منشأ ثانوي مثل الفلين في الجذور والسوق المسنة من النبات.

1ـ البشرة epidermis

طبقة واحدة من الخلايا المستطيلة والمتراصة وأحياناً المتعرجة، تحيط بالأوراق والجذور (الشكل 1) والسوق الفتية. يحتل جَوْف خلية البشرة الناضجة فجوة واحدة، في حين تتوزع السيتوبلاسما على أطرافها، وقد توجد طبقة ثانية تحتها تسمى تحت البشرة hypodermis. يمكن نزع البشرة بسهولة من سطح الورقة النباتية نظراً لتراص خلاياها ولضعف ارتباطها مع النسيج الواقع تحتها والذي يحوي خلايا هشة الجدران، من وظائفها:

ـ تسهيل وصول الضوء الضروري للنبات من خلالها لانعدام الصانعات الخضر في خلاياها، وهي لا لون لها، لذلك تكتسب اللمعان والشفافية المناسبة لهذه العملية.

ـ تعمل البشرة على الحد من فقدان الماء من النبات بسبب ترسب مادة القشيرين cutin على الجدران الخارجية الثخينة لخلاياها وتشكيل القشيرة cuticle. إن بشرة الجذر الفتي لاتتقشرن وإنما تتطاول بعض خلاياها لتشكل الواحدة منها وبرة ماصة، وبمجملها تزيد المساحة والقدرة الامتصاصية للنبات.

 

 الشكل (2) مسام البشرة: في الأعلى سم مغلق (يمين) وسم مفتوح (يسار)، في الأسفل سم مغلق بسبب خروج الماء من الخليتين السميتين (يمين) وسم مفتوح بسبب دخول الماء إليهما (يسار)

 

تنتشر على سطح بشرة الأوراق، وخاصة السفلية منها، فوهات كثيرة تسمى المسام تسمح بالتبادل الغازي وتمنع اختناق النسج الداخلية (الشكل 2). يتكون السم من خليتين حارستين كلويتي الشكل محشوتين بالصانعات الخضراء تحصر بينها فوهة متطاولة تتفتح بتبدل الضغط الحلولي للخليتين الحارستين. يغطي سطحَ البشرة في معظم النباتات العشبية أوبارٌ وحيدة الخلية أو متعددة الخلايا، بسيطة أو متفرعة، تعمل على تقليل النتح [ر] الزائد في النباتات الصحراوية، إضافة إلى الإفراز أو الدفاع عن النبات.

تعدّ وبرةُ القطن من الأوبار المهمة اقتصادياً، وهي امتداد طويل جداً لإحدى خلايا بشرة بذرة القطن، تبدو ناعمة بيضاء ناصعة بطول نحو 35ـ80مم، مكونة من مواد سلولوزية نقية تماماً من دون أي ترسبات صلبة على جدرانها.

2ـ الأدمة المحيطة peridermis

تتضمن ثلاثةَ نسج ميتة ثانوية المنشأ، تحل محل البشرة بعد توسفها وفقدان وظيفتها، وهي تحمي النسج الداخلية للنبات: الأول يتوضع في الوسط ويحدد طبقة مولدة واحدة هي مولدة الفلين. والثاني يتوضع نحو المحيط ويَنتج من انقسامات النسيج الأول ليعطي طبقة (أو طبقات) الفلين cork، وهي خلايا مملوءة بالهواء متراصة سميكة الجدران بفضل ترسبات مادة الفلين suberin عليها (الشكل 3). ويتمثل النسيج الثالث بالأدمة الفلينية phellodermis الذي يتشكل أيضاً من انقسام كمبيوم الفلين ويتوضع نحو المركز. خلايا هذه القشرة سلولوزية مفككة يتمزق بعضها ليشكل أخاديد تُفتح نحو الخارج بهدف التهوية وهي العديسات lenticeles، وهي تعادل المسام في السوق الفتية العشبية.

 ـ النسج الأساسية ground tissues  

 

 الشكل (3) مخطط يوضح القلف المكون من أدمة محيطية (بيريدرم) ولحاء حي، وتتكون الأدمة المحيطية من فلين ونسيج مولد للفلين يسمى كامبيوم الفلين

 

خلاياها كبيرة الحجم غير متراصة، سميكة الجدران، غير قسومة، كبيرة الفجوات قليلة السيتوبلاسما، تضم ثلاثة نماذج من النسج، أحدها حشوي والآخران دعاميان:

1ـ البرانشيم parenchyma

يشكل الكتلة الرئيسة للأعضاء النباتية ويحشو الفراغ الموجود بين النسج الدعامية والناقلة، ويلاحظ خصوصاً في قشرة cortex الجذر ومخه pith والساق وفي النسيج المتوسط mesophyll للورقة، إضافة إلى سويداء البذور والجزء اللحمي للثمار.

خلايا البارانشيم كروية كبيرة ذات أصمخة صغيرة الفراغات، جدرانها رقيقة سلولوزية، نادراً متطاولة، قد تتحول إلى خلايا متعددة السطوح، من وظائفها:

ـ التركيب الضوئي في الأوراق والسوق الخضراء التي تحمل خلاياها البارانشيمية الصانعاتِ الخضر.

ـ ادخار المواد الغذائية كما في بعض البذور والثمار والدرنات والجذور.

ـ تخزين الماء كما في الصباريات.

ـ تجديد الخلايا المعطوبة في أثناء الجروح بفضل انقسام البرانشيم.

2ـ الكولانشيم collenchyma

 

 الشكل (4) النسيج البارانشيمي والنسيج الكولانشيمي من خلال مقطع عرضي

نسيج دعامي مقاوم، خلاياه حية، يتوضع تحت البشرة في سوق ثنائيات الفلقة وخاصة تحت الأعراف، وفي معاليق الأوراق وعروقها، ونادراً في شماريخ الأزهار وحوامل الثمار. جدران الخلايا الكولانشيمية ذات بنية ابتدائية تتوضع عليها ترسبات إضافية غير متجانسة من السلولوز: إما في زوايا الخلية وهي الأكثر انتشاراً (كولانشيم زاوي angular) (الشكل 4)، وإما على السطوح المماسية للخلايا (كولانشيم مماسي أو صفيحي lamellar).

3ـ الأسكليرانشيم sclerenchyma

نسيج دعامي خلاياه ميتة، تفقد محتوياتها عند النضج بسبب ترسب مادة الخشبين lignin على جدرانها الثانوية فتكسبها ثخانات متجانسة تتناسب مع وظيفتها الداعمة. يمكن تمييز نمطين من الأسكليرانشيم:

أ ـ الألياف fibers: منتشرة في السوق ونادرة في الجذور، متطاولة الخلايا، مدببة الأطراف، سميكة الجدران، ضيقة الأقطار، لا تترك فراغات فيما بينها، متخشبة ترافق الأوعية الخشبية، أو سلولوزية ترافق اللحاء وذلك في البنية الثانوية للساق، وقد تشكل غمداً حول الحزم الناقلة في سوق أحاديات الفلقة.

ب ـ القاسيات sclereids: كروية الخلايا غالباً برانشيمية كما في لب ثمار الكمثرى، أو عصوية كما في الأوراق الحرشفية الخارجية للثوم، ونادراً متطاولة، وأحياناً متفرعة كما في النسيج الحشوي لأوراق الزيتون، ذات تجاويف ضيقة، جدرانها متخشبة مثقوبة وشديدة السماكة.

ـ النسج الناقلة أو الوعائية vascular tissues

 

 الشكل (5) خلايا الخشب في النباتات مغلفات البذور، منظر طولي لعناصر الأوعية الخشبية الناقصة (القصيبات) والأوعية الكاملة (القصبات) والألياف

تعمل على نقل الماء الذي يشكل وسطاً مهماً للتفاعلات الاستقلابية، إضافة إلى الأملاح والمواد الغذائية الضرورية للنبات. يصل الماء والأملاح المذابة فيه من التربة إلى الأسطوانة المركزية للجذر عن طريق الأوبار الماصة، وتتضمن الأسطوانة عنصري النقل وهما:

1ـ الخشب xylem (الشكل 5)، وظيفته نقل الماء والأملاح المعدنية (النسغ الناقص) [ر: النسغ] صاعداً به نحو الساق موصلاً إياه إلى الأجزاء الخضراء للنبات حيث التركيب الضوئي. يتضمن الخشب:

أ ـ أوعية كاملة vessels أو قصبات trachea تصادف في مغلفات البذور، يتألف الوعاء الواحد من خلايا منضدة بعضها فوق بعض عمودياً وقد زالت الحواجز العرضية فيما بينها، وزالت محتوياتها، وثخنت جدرانها واكتسبت ترسبات ثانوية من الخشبين lignin بأشكال تزيينيه مختلفة، الأمر الذي يسهل مرور النسغ عبرها.

ب ـ أوعية ناقصة أو قصيبات tracheids تصادف في السرخسيات وعريانات البذور، يتألف الوعاء من خلية واحدة مدببة النهايتين، تشكل بمجموعها جدراناً عرضية مائلة تضم ثقوباً كثيرة، يمر النسغ من خلالها (الشكل 6).

ج ـ برانشيم الخشب xylem parenchyma خلايا تصدر شعاعياً من المخ، وخلايا تحيط بالأوعية، جدرانها غالباً متخشبة لكنها تحتفظ بحياتها.

2ـ اللحاء phloem (الشكل 7)، وظيفته نقل نواتج التركيب الضوئي والمواد الغذائية (النسغ الكامل) إلى جميع أجزاء النبات ويشمل:

أ ـ أنابيب غربالية sieve tubes مؤلفة من خلايا حية رقيقة الجدران، عديمة النوى، منضدة بعضها فوق بعض عمودياً. ثُقِبت الحواجز الفاصلة فيما بينها وتحولت إلى صفائح غربالية sieve plates يمر النسغ من خلالها. تنسد هذه الصفائح في الخريف بمادة الكالوز callus، وقد يموت الوعاء أو يعود إلى نشاطه في الربيع بعد ذوبان هذه المادة.

ب ـ خلايا مرافقة companion cells يرافق كل تشكيل أنبوب غربالي خلية حية واحدة وربما أكثر، تضم نواة وسيتوبلاسما لا تنفصل عنه، ويعتقد أن نواتها تقوم بوظيفة مشتركة وذلك في مجال نقل النسغ مع الأنبوب الفاقد للنواة.

ج ـ برانشيم اللحاء phloem parenchyma يتوضع حول الأنابيب والخلايا المرافقة، له دور في ادخار النشاء والدسم (الشكل 6).

ـ النسج المفرزة secretory tissues

الشكل (6) الأسطوانة المركزية من خلال مقطع عرضي في الجذر توضح البارانشيم الادخاري (الذي يدخر النشاء) والنسج الناقلة الوعائية (الأحمر) واللحائية (الأخضر)

الشكل (7) عناصر النسيج اللحائي:

إلى اليمين مقطع عرضي، إلى اليسار مقطع طولي

تسهم في إفراز أو طرح الماء والأملاح والصموغ والمواد الراتنجية وبعض الأنزيمات الهاضمة، والمواد العطرية الفواحة وغيرها. يميز فيها:

1ـ نسج داخلية الإفراز تتجمع مفرزاتها داخل الخلية النباتية من أمثلتها: الجيوب العطرية المفرزة في قشور البرتقال، والقنوات التي تفرز الراتنج في الصنوبريات، والقنوات التي تفرز اللبن النباتي latex في التين.

2ـ نسج خارجية الإفراز تُطْرَح مفرزاتها خارج الخلايا، من أمثلتها الأوبار الغدية التي تتشكل على سطح البشرة، حيث تُطلِق إلى الوسط الخارجي مواد عطرية متنوعة مثل النعناع والصعتر (الزعتر)، أو غدد رحيقية تلاحظ في تويجات بعض الأزهار، أو أوبار لاسعة تعطي لدى كسرها حموضاً تحرق الجلد كما في نبات القريص وغيرها.                         

غسان عياش

 الموضوعات ذات الصلة:

 

الإزهار ـ البذرة ـ الثمرة ـ الخلية ـ الساق ـ الورقة النباتية.

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ عبد العزيز الصباغ، عماد القاضي، علم النبات الوصفي والتشريحي (جامعة دمشق، 2005 ).

- STRASBURGER, Textbook of Botany (Longman, London 1980).


التصنيف : علم الحياة( الحيوان و النبات)
النوع : علوم
المجلد: المجلد العشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 645
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 507
الكل : 31183807
اليوم : 8964

أدزيليو (ماسيمو تاباريلي-)

أدزيليو (ماسيمو تباريلي -) (1789-1866م) ماسيمو تباريلي أدزيليو Massimo Taparelli Azeglio رجل دولة ومؤلف ومصور إِيطالي من أصل أرستقراطي, مارس فن التصوير في شبابه (1820-1830) فحقق بعض النجاح. واشتهر قائداً سياسياً معتدلاً بين رواد حركد إِحياء النهضة القومية في إِيطالية [ر] Risorgimento. نشر روايته الأولى «ايتوري فييراموسكا» Ettore Fieramosca سنة 1833 التي تتحدث عن بطولة عدد من الأفراد الإِيطاليين في الجنوب في مواجهة عدد مماثل لهم من الفرنسيين.
المزيد »