logo

logo

logo

logo

logo

نيلسون (هوراشيو)

نيلسون (هوراشي)

Nelson (Horatio-) - Nelson (Horatio-)

نيلسون (هوراشيو ـ)

(1758 ـ 1805)

 

لورد هوراشيو نيلسون، فايسكونت نيلسون Lord Horatio Nelson,Viscount Nelson، قائد بحري بريطاني، أكسبته انتصاراته في معركتي أبي قير والطرف الأغر إبان حروب الثورة الفرنسية وحروب نابليون شهرة واسعة ورفعته إلى مرتبة بطل قومي بريطاني.

ولد هوراشيو نيلسون في بلدة برنهام ثورب Burnham Thorpe من مقاطعة نورفوك Norfolk في إنكلترا. وكان الولد السادس من بين 11 ولداً لكاهن البلدة إدموند نيلسون Edmond Nelson من زوجه كاترين. وكانت الأسرة على فقرها مثقفة، لطيفة المعشر ومحترمة الجانب. وكانت تربطها قرابة بعيدة بأسرة السير روبرت ولبول Robert Walpole رئيس وزراء بريطانيا في أوائل القرن الثامن عشر. غير أن مصير نيلسون تقرر على يد خاله الكابتن موريس سَكلينغ Maurice Suckling مراقب حسابات الأسطول البريطاني، الذي تولى رعاية هوراشيو بعد وفاة شقيقته ووافق على اصطحابه معه في البحر.

التحق نيلسون بالبحرية عام 1770، وكانت أيامه الأولى فيها مزيجاً بين اكتساب الخبرة التقليدية في مفيض نهر التيمز والمغامرة في أعالي البحار على متن سفينة تجارية متوجهة إلى جزر الهند الغربية West Indies في البحر الكاريبي، تلتها في عام 1773 رحلة علمية خطرة وغير ناجحة إلى المحيط المتجمد الشمالي. غير أن أول تطعيم قتالي له كان في المحيط الهندي، سقط بعدها صريع الحمى وأعيد إلى الوطن للاستشفاء.

في عام 1777 نجح نيلسون في امتحان التخرج ومنح رتبة ملازم بحار، وغادر على متن سفينة حربية إلى جزر الهند الغربية التي كانت مسرحاً للحرب بين بريطانيا والمستعمرات الأمريكية، وفي عام 1779 رقي إلى رتبة نقيب (كابتن) captain وعين قائداً لفرقاطة، وشارك في العمليات الحربية ضد المستوطنات الإسبانية في نيكاراغوا بعد أن انضمت إسبانيا إلى جانب فرنسا والثوار الأمريكيين. وكان الهجوم على ميناء سان خوان San Juan عام 1780 ناجحاً عسكرياً، غير أنه انتهى بكارثة، فقد أبيدت القوة الإنكليزية بوباء الكوليرا (الحمى الصفراء) ولم ينج منها إلا القليل وفيهم الكابتن نيلسون.

لدى عودة نيلسون إلى إنكلترا في أواخر عام 1780 اختير ليشرف على تدريب الأمير وليم (الملك وليم الرابع William IV فيما بعد)، ويعلمه التكتيك البحري وشؤون الأسطول. وفي عام 1784عين نيلسون قائداً لفرقاطة مركزها في أنتيغوا Antigua من جزر الهند الغربية، وفي عام 1785 قام بزيارة إلى جزيرة نيفيز Nevis حيث التقى الأرملة فرنسيس نيسبيت Frances Nisbet وتزوجها عام 1787. ولدى عودة العروسين إلى إنكلترا أعفي من القيادة وبقي تحت تصرف الأدميرالية بنصف راتب مدة خمس سنوات.

بعد أيام من إعدام ملك فرنسا لويس السادس عشر عام 1793 عين هوراشيو نيلسون قائداً لسفينة حربية قوية مسلحة بـ 64 مدفعاً تحمل اسم الملك الأسطوري أغاممنون Agamemnon، تحت إمرة الأميرال صامويل هود Samuel Hood، لمحاربة قوات الثورة الفرنسية ودعم القوات البريطانية والإسبانية الحليفة في حوض البحر المتوسط، ومساعدتها على الاستيلاء على ميناء طولون. وفي زيارة له إلى نابولي Naples ليرافق القوات التي أرسلت لمساعدة البريطانيين في طولون تعرف زوجة السفير البريطاني الليدي إيما هاملتون Emma Hamilton المقربة من الملكة، والتي غدت عشيقته، وكان لها دور كبير في حياته العسكرية والخاصة، وساعدته بنفوذها ونصائحها.

بعد طرد القوات البريطانية من طولون على يد نابليون بونابرت شارك في نقل الأميرال هود مقر قيادته إلى جزيرة كورسيكا Corsica ت(1794)، حيث شارك نيلسون مع طاقم سفينته في القتال على البر، وساعد على الاستيلاء على مدينتي باستيا Bastia وكالفي Calvi حيث فقد عينه اليمنى بنيران قناص فرنسي في القتال الذي دار هناك. وفي نهاية ذلك العام تولى اللورد جون جرفيز John Jervis قيادة القوات البريطانية في البحر المتوسط، الذي وجد في نيلسون مساعداً يعتمد عليه، في الوقت الذي اضطرت فيه القوات البريطانية إلى إخلاء قواعدها في المتوسط تحت وطء الانتصارات الفرنسية والانسحاب إلى جبل طارق Gibraltar وتاغوس Tagus.

في عام 1796 منح نيلسون رتبة كومودور Commodore، وفي السنة التي تلتها كان له دور بارز في انتصار الأسطول البريطاني بإمرة الأميرال جون جرفيز على الأسطول الإسباني عند رأس سانت فنسان Saint Vincent في البرتغال. وفي تموز/يوليو من ذلك العام قاد نيلسون هجوماً سريعاً بقوارب صغيرة على مدينة سانتا كروز دي تينريف Santa Cruz de Tenerife في جزر الكناري، وكانت من ممتلكات إسبانيا، وقد أخفق الهجوم وأصيب نيلسون بجرح عميق في يده اليمنى فاضطر الجراحون إلى بترها.

في عام 1798 كُلف الأسطول الذي يقوده نيلسون مراقبة تحركات الأسطول الفرنسي الكبير المتحشد في طولون. ولكن سفنه تشتتت بفعل عاصفة هوجاء. وقبل أن يتمكن من إعادة تجميعها كان الأسطول الفرنسي قد أبحر شرقاً يحمل على سفنه قوات نابليون لغزو مصر، فانطلق نيلسون في أثره.

لدى وصول نيلسون إلى خليج أبي قير عند مصب نهر النيل وجد الأسطول الفرنسي قد أنزل قواته التي توغلت في أراضي مصر. ولم يتردد نيلسون في مباغتة الأسطول الراسي هناك بهجوم مباشر انتهى بتدمير معظم مراكبه، وقطع طرق المواصلات مع فرنسا على نابليون، واضطراره في خاتمة المطاف إلى الانسحاب من مصر على الرغم مما حققه من انتصارات هناك. ومنح نيلسون على هذا الانتصار لقب بارون أبي قير.

بعد أبي قير ارتد نيلسون بأسطوله إلى نابولي التي كانت قد سقطت بيد الفرنسيين وطردت منها الملك فرديناند الأول وعائلته، فساعد على استرداد المدينة وإعادة الملك إلى عرشه. وتقديراً لخدماته منحه فرديناند لقب دوق برونتي Duke of Bronté عاد بعدها إلى إنكلترا، حيث انفصل عن زوجته.

في عام 1801 أصبح نيلسون ڤايس أدميرال Vice admiral غير أنه قَبِل أن يعمل تحت إمرة قائد أسطول البلطيق الأميرال هايد باركر Hyde Parker لمحاربة الدنمارك والسويد وإجبارهما على قطع مساعداتهما الاقتصادية لفرنسا. وفي معركة كوبنهاغن  Copenhagen دمر الأسطول البريطاني الأسطول الدنماركي في الميناء، ومع أن نيلسون كان القائد الثاني فقد تولى إدارة هذه العملية بنفسه. إذ أعطى الأميرال باركر إشارة إلى السفن البريطانية بالانسحاب فوضع نيلسون المنظار على عينه المصابة وأعلن أنه لم ير الإشارة. وفي أواخر ذلك العام منح نيلسون لقب ڤايسكونت.

معركة الطرف الأغر

كان نيلسون في إنكلترا عندما عقدت اتفاقية أميان Amiens ت(1802-1803) التي أنهت الصراع مؤقتاً بين إنكلترا وفرنسا. ولما اشتعلت الحرب من جديد عام 1803 عين نيلسون قائداً لأسطول البحر المتوسط البريطاني، فحاصر طولون التي كان فيها أسطول فرنسي ضخم بقيادة الأميرال بيير شارل دي ڤيلنوف Pierre Charles de Villeneuve يستعد لغزو إنكلترا. وقد أكره نيلسون الأسطول الفرنسي على البقاء في طولون مدة سنتين، إلا أنه تمكن في عام 1805 من الإفلات والتوجه نحو جزر الهند الغربية، وسار نيلسون في أعقابه، غير أن الأسطول الفرنسي تمكن من تضليله وارتد عائداً إلى أوربا وألقى مراسيه في قادش Cádiz حيث التحق به عدد من السفن الإسبانية. حاصر البريطانيون المرفأ مدة، ولكن فيلنوف تمكن من اختراق الحصار ليشتبك في معركة حاسمة مع الأسطول البريطاني عند رأس الطرف الأغر Trafalgar، في إسبانيا في الحادي والعشرين من شهر تشرين الأول/أكتوبر 1805. وتمكن نيلسون من دحر الأسطول الفرنسي - الإسباني المشترك بهجوم كاسح قاده بنفسه على متن سفينة القيادة ڤيكتوري Flagship Victory غير أنه أصيب بجرح قاتل برصاص قناص فرنسي وتوفي في ختام المعركة.

يعد نيلسون أبرز القادة البحريين الإنكليز قاطبة، ومن مشاهيرهم في العالم، ودفن في كاتدرائية سانت بول في احتفال مهيب، وتقديراً لخدماته مُنح أخوه وليم لقب «إيرل الطرف الأغر». وفي عام 1849 أقيم له نصب تذكاري في ساحة الطرف الأغر في لندن يعرف اليوم بمسلة نيلسون.

محمد وليد الجلاد

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

الثورة الفرنسية ـ نابليون بونابرت ـ نابولي.

 

 مراجع للاستزادة:

 

- ROBERT SOUTHEY, The Life of Nelson (1813, reissued 1969).

- A. T. MAHAN, The Life of Nelson, The Embodiment of the Sea Power of Great Britain, 2nd ed. (1899, reissued 1969).

- CAROLA OMAN, Nelson, (1946, reissued 1970).

- DAVID HOWARTH & STEPHEN HOWARTH, Nelson: The Immortal Memory (1988, also published as Lord Nelson 1989).


التصنيف : الصناعة
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الواحد والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 236
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1108
الكل : 40538735
اليوم : 68550

إنجنييري (ماركو أنطونيو)

إنجنييري (ماركو أنطونيو -) (نحو 1547 - 1592)     ماركو أنطونيو إنجنييري Marco Antonio Ingegneri مؤلف موسيقي إيطالي وُلد في فيرونة واستقر في كريمونة (إيطالية) عام 1568 وعُين فيها عام 1576 قائداً لجوقة chorus كاتدرائيتها الغنائية وظل مقيماً فيها حتى وفاته. كان ماركو إنجنييري تلميذاً لروفّو V.Ruffo وأستاذاً لمونتفيردي[ر] C.Monteverdi الشهير الذي كان يفتخر بمعلمه على الدوام. ومارس تأليف مختلف الصيغ الموسيقية الشائعة في زمانه كالمادريغال madrigal والقداس mass، والموتيت motet، وأغاني الآلات وغيرها.
المزيد »