logo

logo

logo

logo

logo

نينوي

نينوي

Nineveh - Ninive

نينوى

 

 

نينوى Ninua كما يرد اسمها في النصوص المسمارية إحدى المدن القديمة ذات التاريخ الطويل في شمالي العراق، وكانت العاصمة الأخيرة للامبراطورية الآشورية حتى سقوطها في عام 612ق.م، موقعها اليوم هو منطقة تلية واسعة بشكل شبه منحرف غير منتظم في الجانب الأيسر من مدينة الموصل في شمالي العراق، على بعد نحو كيلومتر واحد إلى الشرق من نهر دجلة. ويبدو أن دجلة كان يجري بمحاذاة السور الغربي للمدينة في الألف الأول قبل الميلاد على أقل تقدير. ويأخذ السور الخارجي للمدينة القديمة حالياً شكل سلسلة تلال يبلغ طولها نحو 12كم، وتحيط بالموقع الذي تصل مساحته إلى 720 هكتاراً تقريباً. ويحيط بالموقع من الجهتين الشمالية والشرقية منخفض موازٍ لبقايا السور الخارجي، وهذا المنخفض يمثل موضع الخندق الدفاعي.

يضم موقع نينوى تلين كبيرين عند السور الغربي، الشمالي منهما تل قوينجق Quyunjiq والجنوبي تل النبي يونس. ويحتوي هذان التلان على بقايا القصور الملكية والمعابد والمنشآت المركزية، تل قوينجق هو التل الرئيس في المدينة، ويبلغ محيطه 2.5كم تقريباً، ويصل ارتفاعه إلى 30م، وفيه أجريت معظم أعمال التنقيب الأثري لما يزيد على قرن من الزمان. أما تل النبي يونس فهو أصغر من تل قوينجق وأقل منه ارتفاعاً، ولم تجر فيه تنقيبات منظمة بسبب وجود مقام النبي يونس فوقه وتواصل السكنى على سطحه حتى الثمانينيات من القرن العشرين. وقد عُرف هذا التل في المراجع العربية التأريخية باسم تل التوبة، ويخترق موقع نينوى من الشرق إلى الغرب نهر الخوصر الذي ذكر في النصوص الآشورية باسم نهر تبلة Tebilt، وعلى جانبي هذا النهر تمتد أحياء المدينة التي لم يتم التنقيب فيها بعد.

لوح طيني من لقى نينوى يحمل جزءاً من قصة الطوفان ويعود تاريخه إلى القرن السابع قبل الميلاد

لم ينقطع ذكر نينوى بعد سقوط الدولة الآشورية، وقد ورد اسمها في المراجع العبرانية والعربية. ولعل بنيامين التطيلي Benjamin of Toledo هو أول مستكشف أوربي يزور موقع هذه المدينة وذلك في عام1160م. أما التنقيبات الآثارية فقد ابتدأت في تل قوينجق على يد بول - إميل بوتا Paul - Émile Botta في عام 1842م، ثم تولى البريطانيون التنقيب في الموقع وأولهم هنري أوستن ليرد H.A.Layard ت(1846-1851م)، وأعقبه هورموزد رسام Hormuzd Rassam ت(1851-1853م)، وأخيراً كامبل تومبسن R.Campbell Thompson ت(1927-1932م)  وقام الآثاريون العراقيون بالتنقيب في الموقع في الأعوام 1932-1967م، وعمل في الموقع أيضاً ديفيد ستروناك David Stronach في الأعوام1987-1990م.

و في عام 1931م قام ماكس ملوان Max Mallowan بفتح مجس في تل قوينجق بلغت أبعاده 23×15م تقريباً، ونزل فيه إلى عمق 30م وقد كشف ذلك المجس عن خمس سويات أثرية يعود أقدمها إلى الألف السادس ق.م، بعدها سويات العصور الآشورية ثم الأخمينية، الإغريقية، الفرثية، الساسانية، الرومانية، الإسلامية.

وعلى الرغم من أن التنقيب لم يشمل تل قوينجق بجميع مساحته وطبقاته فإن نتائج مهمة قد تحققت من الاكتشاف الجزئي لبقايا أربع بنايات آشورية فيه. وهذه البنايات هي:

ـ قصر الملك سنحاريب (704-681ق.م) سماه المنقبون القصر الجنوبي ـ الغربي، وهو القصر الذي اشتهر بوصف سنحاريب له في نصوصه بأنه «القصر الذي لا مثيل له». وقد تجاوز عدد الغرف والقاعات المستظهرة من هذا القصر السبعين، ولم يزل التنقيب فيه غير مكتمل. وكانت جدران العديد من الغرف مغلفة بألواح حجرية كبيرة تحمل مشاهد بالنحت البارز تصور وقائع المعارك والحملات الحربية وعمليات نقل تماثيل الثيران المجنحة الضخمة من المقالع الحجرية إلى المدينة.

نحت بارز عثرعليه في قصر الملك سنحاريب يمثل حصار القدس

ـ قصر الملك آشور - بانيبال (668-262ق.م): أو القصر الشمالي (لم يتجاوز عدد الغرف والقاعات المستظهرة من هذا القصر الخمس عشرة). وقد اكتشفت في عدد من هذه الغرف ألواح حجرية عديدة تحمل مشاهد النحت البارز التي تدور موضوعاتها حول وقائع حملات الملك في بلاد عيلام وبابل فضلاً عن مشاهد صيد الأسود ومشاهد من الحدائق الملكية.

ـ معبد عشتار: لهذا المعبد أهمية خاصة؛ إذ إن نينوى كانت أحد المراكز الرئيسة لعبادة الإلهة عشتار، ويعود تأسيس هذا المعبد إلى عهد الملك الأكدي مانيشتوشو Manishtushu ت(2269-2255ق.م) ابن سرجون الأكدي. وكانت بناية هذا المعبد محط اهتمام عدد من الملوك البابلين والآشوريين ومنهم حمورابي (1792-1750ق.م)، وعلى مقربة من بقايا هذا المعبد عثر على تمثال الرأس البرونزي الشهير للملك سرجون الأكدي.

ـ معبد نابو Nabu: لم تكن بقايا بناية هذا المعبد بحالة جيدة، ولكن التنقيب فيه أدى إلى الكشف عن وجود بقايا قصور ملكية للملوك السابقين تحت بنايته.

نحت بارز عثر عليه في القصر الجنوبي الغربي (قصر الملك سنحاريب) يمثل سفينة حربية أشورية (700-692 ق.م)

أسفر التنقيب في تل قوينجق عن اكتشاف ما أطلق عليه «مكتبة آشور - بانيبال»، وتشمل ما تبقى من الرقم والألواح الطينية التي جمعها ذلك العاهل، وقد عثر عليها في قصر سنحاريب، قصر  آشور - بانيبال. وبلغ مجموع ما اكتشف من تلك الرقم والألواح وكسرها نحو 25000، ولم يزل العديد منها غير مكتشف فضلاً عن المئات من مخطوطات البردي التي تعرضت للتلف ولم تبق سوى القطع الطينية التي كانت تربط بها، وتشمل هذه المكتبة نصوصاً أدبية وفلكية وإدارية وعقود ورسائل.

أما تل النبي يونس فعلى الرغم من عدم إجراء تنقيبات منتظمة فيه فقد وجدت أدلة أثرية وكتابية على وجود قصور لأسرحدون وسنحاريب فيه مع مخازن للسلاح. وفي عام 1986م اكتشف جزء من قصر ملكي تمتد منشآته تحت جامع النبي يونس، وقد كشف فيه عن ألواح حجرية تحمل مشاهد بالنحت البارز مع ثور مجنح كبير نحت من عدة قطع حجرية مركبة، على خلاف جميع الثيران المجنحة الآشورية التي كان كل واحد منها ينحت من قطعة حجر ضخمة واحدة.

ويستدل من النصوص الآشورية أنه كانت لنينوى ثماني عشرة بوابة، تحمل كل منها اسماً يدل إما على وظيفتها واستعمالها وإما على وجهة الطريق التي تخرج منها، كما أقرن اسم إله أو ملك بمعظم تلك البوابات، وقد كُشف عن عدد من تلك البوابات وكذلك كشف عن أجزاء من سور المدينة المشيّد بالحجر.

نحت بارز عثر عليه في القصر الشمالي (قصر الملك آشور بانيبال) يمثل الحرب مع الكلدانيين

نحت بارز عثر عليه في ا لقصر الشمالي (قصر الملك آشور بانيبال) يمثل إطلاق سراح أسد أسير

نائل حنون

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

الآشوريون.

 

مراجع للاستزادة:

 

- NORA BENJAMIN KUBIE, Road to Nineveh: The Adventures and Excavations of Sir Austen Henry Layard, (Garden City 1964).          

- SETON LOYD, Ruined Cities of Iraq, (Chicago 1980).

- DAVID OATES, Studies in the Ancient History of Northern Iraq, (London 1968).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الواحد والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 240
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 543
الكل : 31296989
اليوم : 45177

الآخر

الآخر   يُعَّد وجود الآخر أو«العقول الأخرى» other minds من أهم المشكلات الفلسفية عموماً ومشكلات نظرية المعرفة على وجه الخصوص. وقد عالجها عدد كبير من الفلاسفة ووضعوا حلولاً لها. والحل التقليدي هو ما يسمى بالقياس أو ببرهان المماثلة. فما ذلك البرهان؟ تعتمد الصورة العامة للبرهان على المبدأ التالي: إِذا وَجد أن ظاهرة (أ) رافقت ظاهرة (ب) فيمكن الاستنتاج استنتاجاً ترجيحياً أن أية ظاهرة مشابهة للظاهرة (أ) سترافق ظاهرة مشابهة للظاهرة (ب).
المزيد »