logo

logo

logo

logo

logo

نقولا الثاني

نقولا ثاني

Nicholas II - Nicholas II

نقولا الثاني

(1868 ـ 1918م)

 

نقولا الثاني Nicholas II آخر قياصرة روسيا، والابن الأكبر للقيصر ألكسندر الثالث Alexander III. ولد في سانت بطرسبورغ، تربّى على الاعتقاد أنّ القيصر يجب أن يتمتّع بسلطة مطلقة، وأنّ الله اختار عائلته لتحكم روسيا. تزوّج من الأميرة الألمانية أليسا غيسينسكا، ثم سمّاها ألكسندرا فودوروڤنا Alexandra Fyodorovna. أنجب منها: أولغا تاتيانا ماريا أناستاسيا وألكسي، الوريث الوحيد وولي العهد (1904- 1918م). خلف نقولا الثاني والده عام 1894م, لكنه لم يملك الموهبة والقوة، بل كان ضعيف الإرادة متوسط الذكاء، وغير مبال حتى في الأوضاع الصعبة؛ مما جعل القيصرة تمسك بزمام الأمور، لكن حالتها النفسية غير المتّزنة جعلت زوجها تحت تأثير المغامرين، وأخطرهم راسبوتين Rasputin، الذي أبعد حتى أنصار العرش عن القيصر وزوجته. اهتم نقولا الثاني بعائلته وأهمل الجميع، وجعل حماية الحكم الاستبدادي من أهم واجباته، فكان همّه الأوّل هو إخماد الحركات الثورية المتواصلة والمتزايدة، تمثّل ذلك في المأساة الدموية (18أيار/مايو 1896م) في موسكو، وحادثة الأحد الدموي (9 كانون الثاني/يناير 1905م) إذ تمّ إطلاق النار على موكب العمال المسالم وبمعرفة السلطة، وحوادث الحملة التأديبية والمحاكمات الميدانية (1905- 1907م)، وأحداث عام 1912م، فلُقِّبَ «بالدموي». كان في روسيا في نهاية القرن التاسع عشر نمو صناعي وثقافي، فقد تطورت بعض الصناعات ونشأت طبقة جديدة من العمال الشباب، الذين أدّوا دوراً مهماً في السياسة. ومع ذلك كانت الأوضاع صعبة، فاندلعت الثورة بين فئات عديدة، مطالبة بالإصلاحات، استجاب القيصر وأصدر بياناً، وعد فيه بإنشاء جمعية منتخبة «الدوما»؛ وبمجلس إداري تشريعي، وحقوق شخصية للمواطنين وحريات ديمقراطية برجوازية. أنجزت الحكومة في الفترة 1906-1914م عدداً من الإصلاحات (كتوسيع قاعدة التعليم العام، وتشجيع الملكية الفردية للأرض بين الفلاحين، وإعطاء بعض التأمينات ضد المرض والحوادث) كان هدفها إيجاد ركيزة اجتماعية من الفلاحين الميسورين، والحفاظ على سلطة طبقة الملاكين، آخذة في الحسبان متطلبات التطور الرأسمالي, ومسايرة البرجوازية والتقرّب منها والتكيّف معها. اتصفت سياسة القيصر الخارجية كالداخلية بالرجعية، وعكست نزعات توسعية، فقد أدّت رغبته في زيادة قوة روسيا في الشرق الأقصى إلى الحرب الروسية - اليابانية (1904-1905م) التي دخلها القيصر آملاً أن تكون قصيرة، وتحمل النصر السريع، وتبعد الثورة المؤكّدة، لكنّها أتت بالهزيمة، وزادت الوضع سوءاً، وأدّت إلى قيام الثورة (1905-1907م)، وأضعفت دور روسيا الدولي. كانت ميول القيصر مع ألمانيا، لكن اهتمامات الطبقات ذات النفوذ، والاستغلال المالي من المقرضين الأجانب - خاصة فرنسا- جعل توجّه «روسيا» بصفة رئيسة نحو دول الائتلاف (المعسكر الإنكليزي - الفرنسي)، ودخلت الحرب العالمية الأولى (1914م) ضد ألمانيا. وكانت النتيجة هزائم حربية، وخسائر فادحة، مهّدت للثورة وبرّرت قيامها. ويتحمّل القيصر مسؤوليه كل هذا، بعد أن أصبح القائد الأعلى، وأخفق في إدارة الجيش والبلاد زمن الحرب. كانت روسيا عشية الثورة تعاني التخلف والتناقضات، فعلى الرغم من وجود مراكز صناعية كبيرة كانت الطبقة البرجوازية ضعيفة، وأكثر من 80% من الفلاحين أميين، وغالبية البرلمان من الملاّكين، ولم تكن هناك انتخابات عامة. وسط هذه الفوضى ظهرت في البلاط فكرة تبديل القيصر من أجل تدارك الثورة وإنقاذ النظام. لكن هذه الخطة تحطمت نتيجة تسارع الأحداث، إذ قام عمال النسيج في سانت بطرسبورغ بإضرابات؛ للمطالبة «بالخبز والسلام»، وكان هذا مقدمة للثورة البرجوازية - الديمقراطية (شباط/فبراير 1917م) التي سبَّبها نقص الأغذية والوقود وأزمة الحكومة، وأدّت إلى تنازل القيصر عن العرش (15/3/1917م) لأخيه «ميخائيل»، الذي لم يرغب في السلطة بسبب ضغط الجماهير الثورية. اعتقل «نقولا الثاني» وأفراد أسرته، وَوُضِعوا بسجن القصر، ثم أُرْسِلوا إلى مدينة تابولسك Tobolsk. وتشكّلت حكومة مؤقّتة تحضيراً للانتخابات الديمقراطية للجمعية التأسيسية، لكنها واصلت سياسة القيصر، فلم تعلن انسحابها من الحرب، وقمعت اضرابات العمال، وعملت ببطء شديد على التحضير للانتخابات، فأسّس العمال والفلاحون والجنود مجالس شعبية «سوڤييتات»، جُعلت مرجعية للحكم، وطالبت «بالخبز والسلام والأرض»، الأمر الذي خلق وضعاً من ازدواجية السلطة، هدّد الحكومة المؤقّتة التي بدأت تفكّر بإعادة القيصر، فازداد الدعم لشعار «كل السلطة للسوڤييت». اندلعت الثورة الاشتراكية (7/11/1917م)، عشية اجتماع مجلس النواب الروسي الثاني للسوڤييت في العاصمة، وانتظّم عمال المصانع في لجان ثورية وتسلّحوا وسيطروا على قصر الشتاء الملكي وبعض المراكز المهمة في المدينة، فانهارت الحكومة من دون مقاومة ودون سفك دماء. وبعد الثورة أُرسل نقولا الثاني وأفراد عائلته إلى مدينة يكاترين بورغ Yekaterinburg (اليوم سڤيردلوڤسك Sverdlovsk)، وبقرار من مجلس منطقة «الأورال»، أعدموهم في ليلة (17/7/1917م) بالقرب من المدينة، وبذلك انتهى حكم أسرة رومانوف التي حكمت روسيا نحو ثلاثمائة سنة وابتدأ عهد الاتحاد السوڤييتي.

غطاس نعمة    

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ الموسوعة السوڤييتية التاريخية، ج10، باللغة الروسية (موسكو 1967م).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الواحد والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 22
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1083
الكل : 40487938
اليوم : 17753

جيرومسكي (ستيفان-)

المزيد »