logo

logo

logo

logo

logo

نسين (عزيز-)

نسين (عزيز)

Nesin (Aziz-) - Nesin (Aziz-)

نسين (عزيز ـ)

(1915 ـ 1995)

 

عزيز نسين Aziz Nesin قاص وروائي ومسرحي تركي، يُعدّ أحد أعلام الأدب الساخر عالمياً في القرن العشرين. ولد في إصطنبول، وتُوفِّي في إزمير. يقول في سيرته الذاتية: إن والده ووالدته التقيا في إصطنبول قادمين إليها من قريتين متباعدتين في الأناضول، فتزوجا، وعملا في خدمة العائلات الثرية، وأسمياه نصرت Nusret، وهو الوحيد الذي بقي على قيد الحياة من بين إخوته. وقد أعلن في طفولته عن رغبته في أن يتعلم ليصير كاتباً، ولم يجد أمامه طريقاً للتعلم سوى مدرسة الأكاديمية العسكرية في أنقرة، وهي داخلية ومن دون رسوم، فانتسب إليها، وتدرج في الرتب إلى أن صار ضابطاً. وفي أثناء ذلك كان يكتب قصصاً ساخرة وينشرها في الصحف. ولما كان النشاط الأدبي والفكري غير مرغوب فيه عسكرياً فقد استخدم اسم أبيه للتمويه، أي عزيز نصرت، بدل نصرت عزيز. وعند صدور «قانون اسم العائلة» في عام 1933، اختار (نسين) وأبقى اسم أبيه فصار اسمه رسمياً عزيز نسين. وكلمة (نسين) تعني (من تكون؟)، وهو يروي في مذكراته أنه قد اختار هذا الاسم الغريب كي يفكر دائماً بوضعه وإلى أين يسير. وكان من نتائج ذلك أنه عندما شعر بالتعارض الشديد بين مستقبله الأدبي وحاضره العسكري، انسحب عام 1944 من الجيش، وعمل صحفياً في جريدة «تان» Tan التي أحرقها الطلاب الموالون للحكومة. وبالتعاون مع الكاتب صباح الدين علي Sabahattin Ali أصدر في عام 1946 الجريدة الساخرة «ماركو باشا» Marko Pasa التي هاجما فيها الأوضاع السياسية. فاعتُقلا وأُغلقت الجريدة، وأُفرج عنهما بعد عشرين يوماً من دون توجيه تهمة، فغيّرا اسم الجريدة مرات عدة لتجنب الرقابة إلى أن نُفي عزيز نسين إلى بورصة Bursa، واغتيل صباح الدين علي عند الحدود البلغارية على يد المخابرات التركية. وقد وُجهت إلى عزيز نسين تهمة القدح والذّم من قبل ملكة بريطانيا إليزابيت الثانية[ر] وشاه إيران محمد رضا بهلوي[ر] وملك مصر فاروق[ر] معاً، فسُجن ستة أشهر، ثم تابع إصدار جريدته حتى عام 1951.

في السنوات اللاحقة عمل نسين محرراً في صحف مختلفة، وأصدر عدداً من الكتب التي كانت تخضع دائماًَ لرقابة متشددة، وبلغ مجموع ما قضاه في السجن بسبب كتاباته خمس سنوات ونصف. وفي عام 1962 أُحرقت دار النشر التي كانت تصدر مؤلفاته، لكنه كان قد بلغ حداً من الانتشار والشعبية داخل تركيا، والشهرة خارجها بحيث بات رمزاً للدفاع عن حرية الرأي والمعتقد، ولاسيما أن بعض قصصه قد دخلت المناهج التعليمية من دون علم الرقابة لكثرة ما كان ينشر بأسماء مستعارة. وقد تحسن وضعه المالي بصورة ملحوظة - ولاسيما من عائدات ترجماته - بحيث تمكن في عام 1972 من تحقيق حلمه بتأسيس منشأة في تشاتلكا Catalca بقرب إصطنبول لتعليم أطفال الفقراء، ووضع للمؤسسة منهاجاً تعليمياً تربوياً جديداً، صار نموذجاً يحتذى في مدارس كثيرة حملت اسمه في ألمانيا وفرنسا وبلجيكا وهولندا. كما توصل على الرغم من معارضة الحكومة إلى تأسيس جامعة خاصة، فتكامل مشروعه لبناء إنسان حر، مفكر، منتج ومبدع في أجواء بعيدة عن الخوف المحبِط وعن الضغوط والممارسات الاجتماعية والحكومية، حسبما صرَّح في بيان تأسيس الجامعة.

قال فيه الكاتب يشار كمال: «إن أهم صفة في شخصية عزيز نسين هي قدرته على الصمود، التي جعلت منه أكبر كاتب ساخر في عصرنا». لقد تعرض لأكثر من مئتي دعوى قضائية بغرض إسكات قلمه ولسانه، وكان منذ منتصف الثمانينيات مهدداً بالقتل من قبل متطرفين إسلاميين، لكنه نجا مرات عدة، ولاسيما من مجزرة سيڤاس Sivas عام 1993 عندما أحرق المتطرفون الفندق الذي أقيم فيه مهرجان ثقافي ضمّ عدداً كبيراً من الأدباء والفنانين، فقُتل منهم سبعة وثلاثون، ونجا الآخرون بدرجات مختلفة من الحروق والجروح، ومنهم نسين الذي باتت الشرطة ترافقه كظله حيثما تحرك. وبسبب موقفه المعارض لسياسة الدولة التركية حيال الأكراد هدده مدعي الدولة العام 1994 بعقوبة الإعدام. ولم يقتصر نقده على سياسة بلده، بل امتد ليهاجم السياسة الأمريكية في العالم الثالث.

نشر عزيز نسين نحو مئة وأربعين كتاباً بين مجموعات قصصية وروايات ومسرحيات وقصص الأطفال، تُرجم بعضها إلى نحو أربعين لغة، منها العربية. كما نال عدداً كبيراً من الجوائز والميداليات، مثل «النخلة الذهبية» (1956و1957)، و«القنفذ الذهبي» (1966)، و«التمساح الساخر» (1969) وهي جوائز دولية في الأدب الساخر. كما نال «جائزة المسرح» من أكاديمية اللغة التركية (1970)، وجائزة «اللوتس» الدولية (1974)، وجائزة «مدارالي» Medarali للرواية (1978)، وجائزة الشعب التركي (1985)، وجائزة «تولستوي الذهبية» (1989)، وجائزة «كارل فون أوسْيتْسكي» (1993).

على الرغم من مواقفه اليسارية المعلَنة ـ من دون انتماءٍ حزبي ـ لاقت أفكار عزيز نسين أصداء واسعة حتى في الأوساط المحافظة سياسياً ودينياً؛ وذلك بسبب صدقها وبراءتها الصادمة وحدّة تصويرها للفاسدين والمتسلقين، والحمقى، وأدعياء الثقافة والعلم، ومحترفي السياسة، والمشعوذين، وكذلك لدقة تحليلها لظواهر التخلف في المجتمع التركي، بأسلوب يعتمد على اللقطة ورسم الشخصية وإبراز مفارقة الموقف؛ لا عن طريق اللغة وإمكاناتها التعبيرية البلاغية، بل بجعل الموقف يعبّر عن نفسه بنفسه، كما في نوادر نصر الدين خوجا ـ جحا التركي ـ الشهيرة بتكثيف صورها وانتقائية مواقفها الفاقعة في اختزال لغوي مدهش. وهناك من أبرز مجموعاته القصصية «الكرسي» (قلطق) Koltuk  ت(1956)، و«كيف قمنا بالثورة» Ihtiali nasil yaptik  ت(1965)، ومن أشهر مسرحياته «افعل شيئاً يا مِتْ!» Bir sey yap, Met  ت(1959)، أما أشهر رواياته فهي «زوبُك» Zubuk (1961)، التي اقتبسها المخرج السوري هيثم حقي للتلفزيون في مسلسل بعنوان «الدغري» لاقى نجاحاً كبيراً.

تُوفِّي عزيز نسين بالسكتة القلبية في إزمير، ودفن بناء على وصيته في حديقة مؤسسته.

نبيـل الحفـار

 الموضوعات ذات الصلة:

 

الرواية ـ القصة ـ المسرحية.

 

 مراجع للاستزادة:

 

- A.R. GALL, Aziz Nesin Contemporary Turkish Humorist (Michigan Univ 1994).

- N.S. YAKOVLEVA, Satirceskie novelly Aziza Nesina,(Leningrad 1977).

- C.U. SPULER, Das Türkiche Drama der Gegenwart (Berlin 1968).


التصنيف : الآداب الأخرى
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد العشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 665
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 548
الكل : 31595511
اليوم : 30366

ناريكاتسي (كريكور-)

ناريكاتسي (كريكور ـ) (951 ـ 1003)   يعدّ الراهب كريكور ناريكاتسي Grigor Naregatsi من أشهر كتّاب القرن العاشر وأبرعهم في نظم الشعر في الأدب الأرمني، ويعدّ من كبار اللاهوتيين ومن أشهر الأدباء الصوفيين. ولد في قرية ناريك Nareg الواقعة جنوب بحيرة ڤان Van في مقاطعة واسبوراكان جنوبي أرمينيا الكبرى (تركيا حالياً) حيث تُوفِّي ودفن. أُوكل أمر تربيته إلى الراهب حنانيا ناريكاتسي راعي ديرالقرية.
المزيد »