logo

logo

logo

logo

logo

الأنتيل (جزر-)

انتيل (جزر)

Antilles Islands - les Antilles

الأنتيل (جُزُر ـ)

 

يطلق اسم جزر الأنتيل Antilles على مجموع جزر الهند الغربية، وهي أرخبيل كبير بين أمريكة الشمالية وأمريكة الجنوبية، وتقع هذه المجموعة من الجزر في البحر الكاريبي على هيئة قوس هلالية تَحدبُّها نحو المحيط الأطلسي (الشرق) وتمتد نهايتها الشمالية نحو الغرب إلى مدخل خليج المكسيك. وتقسم إلى مجموعتين من الجزر: المجموعة الأولى وهي مجموعة جزر الأنتيل الكبرى وتضم كوبة وهايتي وبورتوريكو وجمايكة، وتضاف إليها أحياناً جزر الباهاما. والمجموعة الثانية وتسمى جزر الأنتيل الصغرى وتشمل عدداً كبيراً من الجزر أهمها أَروبة وكوراساو وبوناير وسانت فنسنت والمارتينيك والدومينيكان وغيرها، إضافة إلى مجموعة كبيرة من الجزر الصغيرة. وتعرف مجموعة الجزر التي تؤلف قوساً يبدأ من جزيرة أنيفاد في الشمال إلى جزيرة المارتينيك في الجنوب باسم جزر ظل الريح أو مدبرها في البحر الكاريبي، أما الجزر الواقعة إلى الشمال من الشواطئ الشمالية لأمريكة الجنوبية (بربادوس وتوباغو وترينداد) حتى المارتينيك فيطلق عليها اسم جزر مهب الريح (المواجهة لاتجاه الريح). وكذلك يطلق على جزر الأنتيل اسم جزر البحر المتوسط الأمريكي. إن المساحة العظمى من الجزر تشغلها جزر كوبة وهايتي والدومينيكان. كما تدخل مجموعة جزر صغيرة ضمن الحدود الإدارية لدولة فنزويلة، والباقي هو مستعمرات للولايات المتحدة الأمريكية وإنكلترة وفرنسة وهولندة.

 

 

تبلغ مساحة جزر الأنتيل 260000 كيلو متر مربع، ويربو عدد سكانها على 20 مليون نسمة. وتشغل المناطق الجبلية أكثر من نصف المساحة العامة.

مراحل كشف الأنتيل

كشف كريستوف كولومبوس أولى جزر هذه البلاد (سانت مارتن) عام 1493م. وفي عام 1499م كشف البحّار ألفونس دا أوهيدا الجزر الجنوبية التي كان يسكنها الهنود الكاريبيون والأراواك. وقد عثر على الذهب في جزيرة أََروبة في القرن التاسع عشر، لكن جفاف المناخ منع الروّاد من المكوث طويلاً في هذه الجزر. وفي القرنين السابع عشر والثامن عشر احتل الإسبان والفرنسيون والإنكليز هذه الجزر على مراحل متقطعة وغدت مركزاً للقراصنة الذين كانوا يغيرون على سواحل أمريكة الجنوبية وجزر الأنتيل الصغرى. وفي عام 1816م وقعت هذه الجزر بكاملها تحت الاحتلال الأجنبي، كما حوّل الهولنديون جزيرة كوراساو إلى مركز تجاري مهم، لتجارة الرقيق خاصة.

وفي بداية القرن العشرين ومع كشف النفط في فنزويلة أصبحت كوراساو وأَروبة منطقة نفطية ذات نشاط كبير. ففي عام 1916م قامت الشركة الهولندية الإنكليزية ببناء مصفاة كبيرة في جزيرة كوراساو. وفيما بعد (1925م) قامت شركة أمريكية ببناء مصفاة كبيرة لتكرير النفط في جزيرة أروبة. وفي أثناء الحرب العالمية الثانية أقامت الولايات المتحدة الأمريكية قواعد عسكرية على جزيرة كوراساو، وأعطت هولندة في عام 1954م جزر الأنتيل الصغرى الاستقلال الذاتي. كما حصلت بعض هذه الجزر على استقلالها، ومازالت الجزر الأخرى تحت السيطرة الأمريكية والبريطانية خاصة.

البنية الجيولوجية والتضاريس

تتألف جزر الأنتيل من قوسين رئيستين: القوس الشمالية وتتكوّن من بنية مائدية تضم سهول تاباسكو وسهول شمالي كوبة وجزر الباهاما. ويتألف سطح هذه السهول (ماعدا تاباسكو) من الصخور الكلسية الحديثة العهد (النيوجينية)، التي تبدو عليها المظاهر الكارستية.

والقوس الجنوبية وتضم نطاقاً جبلياً قعرياً (جيوسنكلينال) ويتألف من عدد من الأقواس الجبلية والمنخفضات البينية التي تمتد من الشمال إلى الجنوب.

تؤلف القوس الشمالية امتداداً للجبال الصخرية (الروكي) في الولايات المتحدة الأمريكية والجزء الشرقي من جبال سيراماديرا والسلاسل الشمالية لغواتيمالة، وتمتد إلى جمايكة ويستمر هذا الامتداد ليكون جبال سيراماستر في كوبة والكورديليير الأوسط في هايتي (3175م)، وهذه هي أعلى نقطة في جزر الهند الغربية، ثم تستمر هذه القوس لتكوّن جبال بورتوريكو وتنتهي في جزيرة سانت توماس في جزر فرجينية.

أما القوس الثانية فهي امتداد لجبال سيراماديرا المتصلة بجبال جمايكة وهايتي، وتتحد مع القوس الأول في بورتوريكو، وتتكوّن بين القوسين منخفضات بنائية (تكتونية) يقع أعمقها في البحر الكاريبي (7119م تحت سطح البحر).

وهناك قوس ثالثة تمتد إلى الشرق والجنوب من البحر الكاريبي مكوّنة جزر الأنتيل الصغرى، إضافة إلى القمم الجبلية الغاطسة تحت الماء. ومعظم هذه الجزر بركاني مازال بعض براكينها نشيطاً (غراند - سوفيريير، مونت - بيلي). والجزر الصغيرة محاطة بالشعاب المرجانية. وتنشط فيها الهزات الأرضية باستثناء المناطق السهلية في كوبة.

المناخ

تتصف منطقة الأنتيل بسطوع شمسي كبير، لموقعها في العروض المدارية وشبه المدارية، وغلبة الكتل الهوائية الشرقية. وتراوح درجة حرارة الهواء لأشد الأشهر برودة بين 21ْ درجة مئوية في الشمال و26ْ درجة مئوية في الجنوب، ودرجة الحرارة لأشد الأشهر حرارة بين 27 - 28ْ درجة مئوية. ويغلب في القسم الشمالي مناخ مداري، وفي القسم الجنوبي مناخ شبه مداري. وتهب على الأنتيل الصغرى الرياح التجارية القادمة من الأطلسي وهي رياح رطبة دافئة، تحمل غيوماً ممطرة تهطل أمطارها الغزيرة على السفوح المقابلة لاتجاهها.

أما السفوح المعاكسة لاتجاه الريح فتكون جافة في هذه الآونة. وفي نهاية الصيف تنشط الجبهة المدارية وتتحرك نحو الشمال مكوِّنة الأعاصير (السيكلونات) المدارية في جزر الأنتيل التي تعرف باسم الهوريكان والتي تولد قوة تخريبية كبيرة. وتراوح كمية الأمطار السنوية في جزر المارتينيك بين 1100 - 1200مم، وتنخفض عن ذلك في الجنوب.

المياه

تتصف الأنهار بقصرها وضيق مساحة أحواضها بسبب ضيق مساحة هذه الجزر. كما تتصف تضاريسها الكارستية بمخزونها المائي الجوفي الكبير غير المستغل بعد، وبعدد من المنخفضات البنائية (التكتونية) في أحوال المناخ الرطب الذي ساعد على تكون عدد من البحيرات. وتعد مجموعة الجزر الصغيرة أفقر جزر الأنتيل بالماء، لذلك فللحصول على الماء العذب تستخدم محطات تحلية مياه البحر التي توفر نحو 12 مليار م3 من المياه العذبة سنوياً.

التربة والنبيت والوحيش

تظهر خصائص التضاريس والصخور والمناخ بوضوح في تكون الترب والنبيت في جزر الأنتيل. فالتربة تتصف بنشاط بيولوجي كبير، وبشدة العمليات الجيوكيمياوية، والتنوع الكبير للترب الصلبة الحمراء اللون (اللاتيريتية) ويرجع الدور البارز في توزع الترب إلى التضاريس وجهة تعرض السفوح للأشعة الشمسية.

أما الغطاء النباتي فقد قطع الإنسان معظمه ولم يبق منه إلا بقايا على السفوح الجبلية كما في جمايكة وهايتي. والنباتات الغالبة هي نباتات السافانا والغابات المدارية النفضية (المتساقطة الأوراق)، وينمو على السفوح المواجهة للريح النخل الملكي المرجاني oreodoxa regia، أما على السفوح الواقعة في ظل الريح (المحمية من الرياح) فتنمو الأجمات التي قُطع معظمها وحلَّ محلها قصب السكر والكاكاو والنخيل والموز والفواكه المدارية.

ويدخل وحيش الأنتيل ضمن فصائل المنطقة المدارية الحديثة، أي إن هذا الوحيش أقرب إلى حيوانات أمريكة الجنوبية منه إلى حيوانات أمريكة الشمالية. ويتصف بقلة أنواعه، وتغلب عليه الأنواع المستوطنة. فمن بين الطيور المهاجرة من أمريكة الشمالية وأمريكة الجنوبية هناك 25% طيور مستوطنة. وهذه الجزر غنية بالزواحف، وخاصة الأفاعي المميزة لأمريكة الجنوبية. وفيها التماسيح والسلاحف. ولكن هذه الجزر قليلة الأسماك التي تعيش في المياه العذبة.

الحياة البشرية والاقتصادية

يتمركز معظم سكان هذه الجزر في كوبة وهايتي وجمايكة، أما جزر الأنتيل الصغرى التي يبلغ عدد سكانها نحو ثلاثة ملايين نسمة فيعيش 96% منهم في الجزر الجنوبية (كوراساو وأروبة)، والكثافة السكانية متباينة بين الجزر فهي تراوح بين 300 نسمة/كم2 و28 نسمة/كم2، وبعض الجزر شبه خالية من السكان، ويتكلم سكان الجزر مجموعة من اللغات كالإسبانية والهولندية والإنكليزية.

أما من الناحية الاقتصادية فإن الزراعة متباينة التطور. فهي محدودة في جزر الأنتيل الصغرى بسبب قلة المياه العذبة، ويحل محلها العمل في نقل النفط وتصنيعه، وأهم المزروعات قصب السكر والفول والحمضيات. وتتم عمليات تكرير النفط في جزيرة أروبة، ويتبع ذلك الصناعة البتروكيمياوية، كما يستخرج الفوسفات في جزيرة كوراساو، إضافة إلى صناعة السكر والصناعات الغذائية والصناعة الخفيفة. وقد حدَّ الاستعمار من التطور الثقافي لهذه البلاد، فاللغات متعددة والسيطرة للثقافة الأمريكية، والتعليم ليس إلزامياً في معظم الجزر (عدا كوبة)، ويتم التدريس في الجزر الجنوبية باللغة الهولندية، وفي الجزر الشمالية باللغة الإنكليزية. أما في كوبة فالأمر مختلف من حيث الأوضاع الاقتصادية والسياسية.

أمين طربوش

 

الموضوعات ذات الصلة

 

الأعاصير - جمايكة - كوبة - المناخ - هايتي.

 

مراجع للاستزادة

 

ـ محمد حامد الطائي وآخرون، جغرافية العالم الجديد الأمريكتين (بغداد 1980).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد : 781
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1081
الكل : 40508651
اليوم : 38466

المركزية الديمقراطية

المركزية الديمقراطية   إن فكرة المركزية الديمقراطية فكرة صاغها لأول مرة نظرياً وطبقها عملياً ماركس وإنجلز في بناء ونشاط اتحاد الشيوعيين والأممية الأولى، ثم طورها ومارسها لينين في عصر ثورة البروليتاريا. ويفيد القاموس السياسي أنها «مبدأ أساسي في البناء التنظيمي للحزب الشيوعي السوڤييتي»، وقد أصبحت بعد ذلك مبدأً أساسياً لكل الأحزاب الشيوعية في العالم والأحزاب الثورية تحت مسمى آخر هو الديمقراطية المركزية خوفاً من أن يفهم من التعبير السابق أن هنالك خللاً فيه يقود إلى طغيان المركزية واستبعاد الديمقراطية وقمع الرأي الآخر، وذلك من أجل التأكيد والتركيز بأنه مفهوم بحاجة دائمة إلى التطوير المستمر وفقاً للظروف وبما يعزز الديمقراطية فيه. الهدف من المبدأ تعدّ المسألة التنظيمية من أهم المسائل التي تواجه الأحزاب الثورية باستمرار، ويعدّ الاهتمام بها والنجاح في تطبيق أصولها من أهم الشروط اللازمة لقيام تنظيم سياسي قوي يمارس كامل نشاطاته على أساس من الوحدة التنظيمية المدعمة بالوحدة الفكرية، والسياسة المركزية الديمقراطية تشكل العمود الفقري لبناء الوحدة التنظيمية لهذه الأحزاب.
المزيد »