logo

logo

logo

logo

logo

هبل (فريدريش كريستيان-)

هبل (فريدريش كريستيان)

Hebbel (Christian Friedrich-) - Hebbel (Christian Friedrich-)

هِبِّل (فريدريش كريستيان ـ)

(1813 ـ 1863)

 

فريدريش كريستيان هِبِّل F. Chr. Hebbel كاتب مسرحي وشاعر وناثر ألماني، ولد في بلدة ڤِسِّلبورِن Wesselburen في منطقة هولشتاين Holstein - التي كانت تابعة آنذاك للتاج الدنماركي -  لأسرة فقيرة من البنائين. وعندما توفي والده عام 1827 اضطر الصبي إلى العمل ناسخاً عند مسؤول الكنيسة والبلدية الذي استغله على نحو بشع مدة ثماني سنوات في شؤون مقر إقامته حيث عاش هِبِّل تلك المدة وحيث وُجِدت مكتبة غنية استفاد منها أيما فائدة. نشر قصائده الأولى في صحيفة محلية، ثم في «مجلة الموضة» Modezeitschrift الهامبورغية التي كانت تديرها الكاتبة أمالي شوبِّه Amalie Schoppe التي مدت إليه يد المساعدة بالتعاون مع بعض الممولين كي يتهيأ للدراسة الجامعية، فتوجه في عام 1835 إلى هامبورغ حيث تعرف الخيّاطة إليزِه لِنْزينغ Elise Lensing التي أحبته ودعمته مادياً ومعنوياً حسب إمكاناتها حتى بلغ الثلاثين من عمره، وأنجبت منه طفلين توفيا في المهد.

بدأ هِبِّل في جامعة هايدلبرغ Heidelberg دراسة الحقوق، لكنه سرعان ما انتقل إلى مونيخ لدراسة الفلسفة والأدب. لكن العوز المالي اضطره في أواخر عام 1839 إلى العودة مشياً على القدمين إلى هامبورغ حيث أشرفت إليزِه على تمريضه حتى شفي، ومنذ بداية هذه المرحلة أخذ هِبِّل يُدوِّن «يومياته» Tagebücher التي نشرت كاملة بين عامي 1885-1887 واكتسبت قيمة أدبية كبيرة بوصفها اعترافات كاشفة في حياة أديب مهم. وجاءت مأساة «يوديت» (جوديث) Judith النثرية (1840) بمنزلة الدليل على جدارته في ميدان الدراما، ولاسيما بعد نجاح عروضها في هامبورغ وبرلين؛ وتبعتها في عام 1841 مأساة «غِنوڤيڤا» Genoveva الشعرية، ثم ملهاة «ألماسة» Der Diamant في العام نفسه، وعلى الرغم من نجاحها النسبي أثبتت هذه الملهاة أن ميول هِبِّل الحقيقية وموهبته الأصلية تكمن في المأساة، وكان يرى أن الفارق بين النوعين الدراميين لا يتعلق بالفكرة بقدر ما يتجلى في الشكل الفني. ثم نشر في عام 1842 مجموعة شعرية بعنوان «قصائد» Gedichte.

ولشدة عوزه إلى المال قدم إلى ملك الدنمارك التماساً للحصول على منحة مالية، استخدمها ليشبع توقه إلى السفر والمعرفة، فأمضى سنة في باريس، أنهى في أثنائها مأساته البرجوازية «ماريا مَغْدالينِه» Maria Magdalene التي عالج فيها ضيق أفق الطبقة البرجوازية في مواقفها الأخلاقية، معارضاً بذلك موقف شيلر[ر] Schiller في مسرحيته «دسيسة وحب» التي ارتفعت بأخلاق البرجوازية إلى درجة المثالية. وعند نشر المسرحية في عام 1844 أرفقها هِبِّل بمقدمة نظرية مهمة بعنوان «مقدمة حول علاقة الفن الدرامي بالعصر وبنقاط ذات صلة بالموضوع» Vorwort betreffend das Verhältnis der dramatischen Kunst zur Zeit und ver- wandte Punkte. وقد أهلته هذه المقالة مع سابقتها التنظيرية «رأيي في الدراما» Mein Wort über das Drama لنيل درجة الدكتوراه من جامعة مدينة إرلانغِن Erlangen في عام 1844. ثم نشر في عام 1847 مقالته الثالثة «في أسلوب الدراما» Über den Stil des Dramas. انتقل هِبِّل من باريس إلى نابولي حيث شعر بانتعاش صحي، لكن نفاد المنحة الملكية اضطره إلى اتخاذ قرار حاسم بشأن مستقبله، فبدلاً من العودة إلى هامبورغ توجه هِبِّل إلى العاصمة النمساوية ڤيينا، واستقر فيها حتى وفاته.

تعرف هِبِّل في ڤيينا الممثلة المسرحية الشهيرة كريستينِه إنغهاوس Christine Enghaus فأحبها وتزوجا في عام 1846 مما أدخل إلى حياته نوعاً من الاستقرار المفتقد. وعلى الرغم من العراقيل التي وضعها في طريقه بعض المسرحيين المحليين تمكن هِبِّل من تحقيق بعض طموحاته المسرحية، فكتب «مأساة في صقلية» Ein Trauerspiel in Sizilien ت(1847) بالشعر المرسل blank verse التي تعد أولى محاولاته على صعيد «التراجيكوميديا» tragicomedy والتي انطوت على نقد اجتماعي لاذع؛ أعقبتها المأساة النثرية «يوليا» (جوليا) Julia ت(1851) التي تابعت الخط النقدي الذي أكده في «ماريا مغدالينِه». وفيما بين العملين، في أثناء الثورة البرجوازية (1848-1849) أبدع هِبِّل المسرحية التاريخية «هيرودس ومريم» Herodes und Mariamne التي تبنى فيها تأويلات هيغل[ر] للشخصيات والأحداث التاريخية، ولكن بتعميق الأبعاد النفسية للشخصية التاريخية، الأمر الذي تجلى بصيغ جديدة في مآسيه اللاحقة. وفي الوقت نفسه - اعتماداً على مشروع حكاية خرافية بدأه عام 1836- كتب هِبِّل ملهاة «الياقوتة» Der Rubin التي تقع أحداثها في بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية، والتي تنطلق من فكرة «تخلص من أغلى ممتلكاتك، كيلا تخسر نفسك». وبعد مشروع مسرحية دينية لم يكتمل بعنوان «مولوخ» Moloch التفت هِبِّل في عام 1850 إلى موضوع تاريخي فني في مسرحية «ميكلانجلو» Michelangelo التي أهداها إلى الموسيقار روبرت شومان[ر] R.Schumann والتي تعد - من حيث تحليل شخصية الفنان في الظرف التاريخي الذي أحاط بإبداعه - مقدمة للمأساة البرجوازية النثرية «أغْنِسْ بِرناوَر» Agnes Bernauer ت(1852) التي تعتمد على مفهوم التضحية والإيثار وعلى أن الجمال الكامل ينطوي على عنصر مأساوي، يحتمل أن يصير مدمراً إن لم يرافقه وعي ناضج. وبعد أربع سنوات نشر مأساته التاريخية ذات البنية الكلاسيكية «غوغِس وخاتمه» Gyges und sein Ring ت(1856) التي تناول فيها أخلاقيات الحاكم ودوره تجاه رعيته في حكاية ذات سمات خرافية.

أما آخر أعماله فهي «ثلاثية نيبلونغ» Die Niebelungen Trilogie ت(1862) التي استوحى فيها «ملحمة نيبلونغ»[ر] الجرمانية التي رأى فيها التراث القومي الأدبي الوحيد الذي ينطوي على قيمة عالمية تبرز الجهد البشري من أجل تحقيق المعنى الإنساني للوجود.

نشر هِبِّل في عام 1855 سبع قصص طويلة Novellen ذات موضوعات متباينة، بعضها واقعي، وبعضها الآخر خيالي، إلا أنها جميعها تتسم بطابع نقدي يتسرب عبر السطور. أما ملحمته الوحيدة «أم وطفل» Mutter und Kind فهي نشيد طويل في سبعة أجزاء بالوزن السداسي hexameter، الذي استخدمه غوته[ر] بمرونة لافتة في ملحمته «هرمَن ودوروتيا»، وقد حصل بها هِبِّل على جائزة غوته.

على الرغم من إبداعه الشعري الغزير والمتنوع، والشعرية الشفيفة في قصصه وحكاياته لم يجد هِبِّل ميدان تعبيره الحقيقي إلا في المسرح، وفي المأساة منه تحديداً، على صعيد مراجعة مصائر شخصيات كان لها دور فاعل في سياق الأحداث التاريخية. وهنا تمكن هِبِّل من مَسْرَحة التاريخ بمفهوم هيغل ومن الغوص إلى أعماق النفس البشرية وتحليل أفعالها في سياق التحولات التاريخية، سواء أكانت في عصرها أم إسقاطاً على الظروف الراهنة، فكان في إنجازه الدرامي ممهداً لظهور قامات درامية كبيرة مثل إبسن[ر] وسترندبرغ[ر].

نبيل الحفار

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

ألمانيا ـ غوته ـ القصة ـ المسرحية (الأشكال والأنواع) ـ الملحمة ـ هيغل.

 

 مراجع للاستزادة:

 

- ERNST ALKER, Die deutsche Literatur im 19 Jahrhundert (1832- 1914), von Goethes Tod bis zur Gegenwart (Stuttgart 1962).

- AUTORENKOLLEKTIV: Deutsche Literatur von den Anfängen bis zur Gegenwart (Frankfurt 2001).


التصنيف : الآداب الجرمانية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الواحد والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 367
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 559
الكل : 31202301
اليوم : 27458

قوانين أدلة الإنتاج الزراعي

قوانين أدلة الإنتاج الزراعي   تعدّ المزرعة الوحدة الأساسية في القطاع الزراعي كما يعدّ الإنتاج الزراعي أساس العملية الإنتاجية في المزرعة. وتتم عادة هذه العملية وفق أسس علمية تقوم على قوانين أدلة الإنتاج الزراعي indices of agricultural production laws والمبادئ الاقتصادية الزراعية التي يسير بموجبها المزارعون أو المشرفون على إدارة المزارع أو الوحدات الإنتاجية الزراعية. ومن وظائف هذه العملية تحديد وحدات العوامل الإنتاجية أو كمياتها الداخلة فيها وتكاليفها.
المزيد »